يعيش المهاجرين الأفارقة وضعا مأساويا في اليمن، الذي يعاني حربا مفتوحة، وتدهور اقتصادي وإنساني منذ سنوات.

 

وانتقلت معاناة المهاجرين من الأوضاع الإنسانية التي يتعرضون لها إلى خلافات بينية، تفتك بهم، بعد نقلهم للصراع الديني والعرقي من دولهم إلى اليمن، خاصة المهاجرين القادمين من أثيوبيا.

 

احتجاج ثم قتال

 

ومنذ نهاية الأسبوع الماضي تعيش مناطق في محافظتي لحج وعدن – جنوبي اليمن – موجة اشتباكات متصاعدة، بين المهاجرين الأثيوبيين، جراء الخلافات التي اندلعت بين فصيلين، وتسببت بقتلى وجرحى.

 

وبدأت احتجاجات المهاجرين الأفارقة المنحدرين من إقليم أمهرة الأثيوبي الخميس الماضي في مدينة عدن، احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية، مطالبين بالعودة إلى وطنهم، وفق ما أفادت المنظمة الدولية للهجرة، ومصور وكالة فرانس برس.

 

 

ونقلت وكالة فرانس برس عن المنظمة الدولية للهجرة قولها إن "مهاجرين من إقليم أمهرة راغبين في العودة إلى بلادهم، يحتجون على تعليق عمليات العودة (الطوعية) إلى أمهرة".

 

لكن تلك المطالب تحولت لاحقا إلى صدامات مسلحة، في مدينة عدن، بين عشرات المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين القادمين من اثيوبيا، ثم مالبثت أن امتدت يوم الجمعة إلى منطقة صبر بمديرية تبن التابعة لمحافظة لحج المجاورة.

 

مصادر محلية قالت لمراسل لـ "الموقع بوست" إن عراك دموي نشب مساء الجمعة ، وأن المهاجرين الافارقة استخدموا في عراكهم الخناجر والعصي، ما أدى لسقوط عدد منهم بجروح.

 

 

وأطلق سكان بمنطقة صبر التابعة لمحافظة لحج – جنوب اليمن - مناشدة لضبط الأفارقة الذين تبلغ أعدادهم بالمئات، وهو ما يهدد أمن المنطقة وسكانها.

 

وتأتي هذه الصدامات في لحج عقب ساعات من صدامات مسلحة أخرى شهدتها مدينة عدن، أسفرت عن مقتل ثلاثة مهاجرين، وإصابة نحو 13 آخرين، جرى نقلهم إلى مشافي المحافظة لتلقي العلاج .

 

وأظهرت مقاطع فيديو تداولها ناشطون يمنيون تجمعات للعشرات من المهاجرين الأفارقة، في عدن ولحج، بالإضافة لاحتشاد واسع وهم يحملون الهراوات.

 

 

صعوبات النقل

 

وقالت المنظمة الدولية للهجرة إنها دعمت منذ العام الجاري نحو ست آلاف مهاجر بينهم أطفال غير مصحوبين لإعادتهم بشكل آمن إلى إثيوبيا، من خلال تسهيل رحلات العودة الإنسانية الطوعية.

 

وأشارت إلى أنها "غير قادرة حاليا على تسهيل العودة إلى منطقة أمهرة بسبب النزاع" الدائر بين الجيش الإثيوبي ومقاتلين محليين، أدى إلى مقتل 183 شخصا على الأقل منذ يوليو، بحسب الأمم المتحدة.

 

أعباء إضافية

 

وتضيف هذه المواجهات الأعباء للحكومة اليمنية التي تواجه ظروفا اقتصادية بالغة التعقيد، وتأتي في ظل وضع أمني مضطرب، جراء احتجاجات شعبية خرجت للشوارع قبل أيام احتجاجا على تردي الوضع الاقتصادي، وانعدام الخدمات.

 

ومثل اليمن هدفا للمهاجرين الأفارقة الذين يتدفقون نحو سواحلها ومدنها طوال السنوات الماضية، رغم الأوضاع المتدهورة في البلاد، منذ أكثر من عقد، بسبب الحرب الدائرة، والتدخل الخارجي، الذي أدى لحالة متعمقة من التشظي والانقسام والفوضى.

 

ويعتبر المهاجرين اليمن نقطة انطلاق نحو بلدان الخليج الغنية بالنفط، وكذلك نحو مدن أوروبا، ولا تخلو تلك الرحلة من تعرضهم للعديد من الانتهاكات والتعسفات، والتي تصل حد الموت.

 

ضحايا النزاعات

 

ويعاني المهاجرين الأفارقة في اليمن من استهداف معظم أطراف النزاع، بما فيها الأطراف الخارجية، وكشفت منظمة هيومان رايتس قبل أيام تقارير مفزعة عن تعرض مهاجرين أفارقة لعمليات قتل مباشرة من قبل القوات السعودية، في الخط الحدودي الرابط بين اليمن والسعودية.

 

وفي السابع من مارس 2021 تسبب حريق اندلع في أحد مراكز احتجاز لمهاجرين أفارقة بسقوط العشرات بين قتيل وجريح، جراء إطلاق قوات تابعة للحوثيين النار على متظاهرين طالبوا بتحسين ظروف إقامتهم، وفقا لما نشرته منظمة هيومان رايتس ووتش.

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: المهاجرون الأفارقة عدن اللاجئين في اليمن المهاجرين في عدن المهاجرین الأفارقة

إقرأ أيضاً:

السيد ترامب يراقبكم بالمطار.. تفاصيل عن مكتب جديد يتعقّب المهاجرين ويعتقلهم

كان ذلك في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عندما وصلت السيدة لوبيز إلى مطار بوسطن لوغان في طريقها إلى تكساس، حيث استكملت إجراءاتها الأمنية باستخدام جواز سفرها الهندوراسي دون أي مشكلة.

لكن الأمور انقلبت رأسا على عقب عندما حان وقت الصعود إلى الطائرة، حيث لم تعمل بطاقة الصعود الخاصة بها.

ففي مؤشر على تشديد إجراءاتها ضد المهاجرين غير النظاميين، تبنت الإدارة الأميركية ترتيبات جديدة تمكن إدارة الهجرة والجمارك من تعقبهم في المطارات الداخلية واحتجاز الخاضعين منهم لأوامر الترحيل.

وبموجب البرنامج الذي لم يُكشف عنه سابقًا، تقدم إدارة أمن النقل عدة مرات أسبوعيًا قائمة لإدارة الهجرة والجمارك بأسماء المسافرين الذين سيمرون عبر المطارات. ويمكن لإدارة الهجرة إرسال عملاء إلى المطار لاحتجاز هؤلاء الأشخاص.

الوثائق التي حصلت عليها صحيفة نيويورك تايمز تظهر أن هذه الإجراءات أدت إلى اعتقال آني لوسيا لوبيز بيلوزا، الطالبة الجامعية التي تم توقيفها في مطار بوسطن لوغان في 20 نوفمبر/تشرين الثاني، ورُحلت إلى هندوراس بعد يومين.

آني لوسيا لوبيز بيلوزا الطالبة الجامعية التي تم توقيفها في مطار بوسطن لوغان (أسوشيتد برس)رسالة واضحة

وقال مسؤول سابق في إدارة الهجرة إن 75% من الحالات التي تم فيها الإبلاغ عن الأسماء من خلال البرنامج أسفرت عن اعتقالات.

وأضاف أن الأنشطة التنفيذية في المطارات قد تشتت الانتباه عن أمن المطارات وتؤدي إلى زيادة أوقات الانتظار للركاب.

ووفق الصحيفة، فإن الشراكة بين أمن المطارات ووكالة الهجرة بدأت بهدوء في مارس/آذار، وهي أحدث طريقة تعتمدها إدارة ترامب لزيادة التعاون وتبادل المعلومات بين الوكالات الفدرالية في خدمة هدف الرئيس المتمثل في تنفيذ أكبر حملة ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة.

وقالت تريشيا ماكلاكلين، المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي: "الرسالة لأولئك الموجودين في البلاد بشكل غير قانوني واضحة: السبب الوحيد الذي يجعلك تسافر هو لترحيل نفسك إلى الوطن".

لكن كلير تريكلر ماكنولتي -وهي مسؤولة كبيرة في وكالة الهجرة خلال إدارة بايدن- ترى أن هذه الإجراءات قد تؤدي لمشاكل عديدة.

وتوضح ذلك بالقول "إذا كان لديك المزيد من الضباط الذين ينفذون الاعتقالات في المطارات، فإن ذلك يضع ضغطا أكبر على النظام، وقد تؤدي التأخيرات والتعقيدات إلى إزعاج وإخافة بعض المسافرين، وأولئك الذين ليسوا متأكدين من وضعهم سيتجنبون السفر الجوي. سيستمر ذلك في تقليص المساحة التي يشعر فيها الناس بالأمان أثناء ممارسة حياتهم اليومية".

إعلان

ومن شأن هذه الإجراءات أن تسهم في تنفيذ 3 آلاف عملية اعتقال يوميًا. وهذا الهدف الذي عبر عنه في وقت سابق ستيفن ميلر، أحد كبار المسؤولين في البيت الأبيض.

أما سكوت ميشكوسكي النائب السابق لرئيس مكتب الهجرة في مدينة نيويورك، فقد علق بالقول إن الموضوع يتعلق باستعادة النظام وضمان أن يعرف كل أميركي أن حكومته تطبق قوانينها".

إجراءات تعقب المهاجرين تغطي معظم المطارات الأميركية (أسوشيتد برس)السرعة والتخويف

وكما في حالة السيدة لوبيز، تمكنت السلطات من اعتقال الأشخاص الذين تم الإبلاغ عنهم ضمن البرنامج وترحيلهم بسرعة كبيرة.

ولم تكن لوبيز تعلم بأمر الترحيل وتمكنت من مواصلة العيش في البلاد دون مشاكل.

ومؤخرًا، كانت تدرس في كلية بابسون، حيث كانت طالبة في السنة الأولى في تخصص إدارة الأعمال.

وتروي السيدة لوبيز أن أحد العملاء الفدراليين الذين كانوا ينتظرونها خاطبها بالقول ستأتين معنا. وتقومين بملء الكثير من الأوراق".

وعندما ردت بأن عليها الإسراع لركوب الطائرة، رد عليها بالقول "لا أعتقد أنكِ ستصعدين على تلك الرحلة".

وقد انتقد نشطاء برنامج الترحيل في المطارات باعتباره محاولة لتخويف المهاجرين.

وقالت روبين بارنارد، المديرة العليا للدفاع عن اللاجئين في منظمة "حقوق الإنسان أولا": "هذه محاولة أخرى لترويع ومعاقبة المجتمعات، وستجعل الناس خائفين من مغادرة منازلهم خوفًا من الاحتجاز غير العادل والاختفاء خارج البلاد قبل أن تتاح لهم فرصة الطعن في الاحتجاز".

مهاجرون مكبلون بالأصفاد أثناء صعودهم طائرة تابعة لإدارة الهجرة والجمارك الأميركية في مطار تامبا بفلوريدا (رويترز)العمليات تدار من كاليفورنيا

وتُظهر الوثائق أن مكتبا لوكالة الهجرة في كاليفورنيا يلعب دورًا رئيسيًا في برنامج المطارات.

ويُسمى هذا المكتب مركز الاستجابة التنفيذية في المحيط الهادي، ويرسل بلاغات إلى ضباط الهجرة في جميع أنحاء البلاد ويطلب من السجون المحلية احتجاز المهاجرين.

وتُظهر الوثائق أن المكتب أبلغ ضباطا في بوسطن بمعلومات رحلة السيدة لوبيز.

وقال مسؤول سابق كبير في الوكالة -مطلع على البرنامج- إن مكتب كاليفورنيا غالبًا ما يرسل عدة بلاغات يوميًا.

وأضاف أن ضباط الوكالة يتلقون رقم الرحلة ووقت المغادرة، بالإضافة إلى صورة الشخص أحيانًا، قبل ساعات فقط من إقلاع الطائرة.

وفي أواخر أكتوبر/تشرين الأول، تم اعتقال مارتا بريزيدا رينديروس ليفا، وهي امرأة من السلفادور، في مطار مدينة سولت ليك.

ويُظهر فيديو الاعتقال السيدة ليفا وهي تصرخ بينما يسحبها الضباط خارج المطار.

وتُظهر السجلات الداخلية التي حصلت عليها الصحيفة أن معلومات رحلة السيدة ليفا تم الإبلاغ عنها أيضًا من قبل مكتب كاليفورنيا.

لكن قضية السيدة لوبيز حظيت باهتمام إعلامي لأنه لم يكن لديها أي سجل جنائي.

وكانت تخطط للعودة إلى المنزل وقضاء عيد الشكر مع عائلتها، بما في ذلك الذهاب إلى الكنيسة وتناول عشاء عيد الشكر معًا. كانت رحلة مفاجئة.

وهي الآن، في هندوراس، تحاول إيجاد طريقة للانتقال إلى كلية أخرى. تقول إنها تفتقد الذهاب إلى الكنيسة مع عائلتها، وسلسلة متاجر البقالة في تكساس، وطبخ والدتها.

مقالات مشابهة

  • قوارب المهاجرين تستأنف نشاطها في بحر المانش
  • “الهلال الأحمر”: أكثر من نصف سكان قطاع غزة يعيشون في خيام مهترئة
  • مراكز بحثية تطلق إنذاراً من القاهرة: الحوثيون يجندون المهاجرين الأفارقة في معسكرات حدودية.. الهجرة غير الشرعية ومخاطرها
  • الهلال الأحمر: نصف سكان غزة يعيشون في خيام مهترئة وسط موجة البرد القارس
  • باكستان وبلجيكا تتفقان على تعزيز التعاون لمكافحة تهريب المهاجرين
  • السيد ترامب يراقبكم بالمطار.. تفاصيل عن مكتب جديد يتعقّب المهاجرين ويعتقلهم
  • ضحايا في عدوان سعودي جديد على صعدة
  • كاتب بريطاني: على أوروبا فتح الأبواب أمام المهاجرين
  • الصحة العالمية: 4 آلاف نازح يعيشون بمناطق خطرة على طول ساحل غزة
  • ليبيا ترحّل مجموعة من المهاجرين المصريين