شفق نيوز/ ذكر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني في تقرير له من انقرة، انه عندما طلب العراق من محكمة أمريكية تنفيذ حكم التحكيم ضد تركيا الذي يفرض عليها تعويضات بقيمة 1.4 مليار دولار فيما يتعلق بصادرات النفط من اقليم كوردستان عبر خط جيهان، اثار ذلك مفاجأة لدى الجميع في أنقرة التي تقول ان حساباتها في المقابل، تقتضي بأن تدفع بغداد لها 950 مليون دولار.

 

وأوضح التقرير البريطاني الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ أن العراق لم يقم بإبلاغ المسؤولين الأتراك حول تحركه القضائي في محكمة امريكية، كما لم يقم بمحاولة إجراء محادثة مع أنقرة حول كيفية المضي قدما بعدما خلصت محكمة غرفة التجارة الدولية في باريس، إلى أن تركيا انتهكت العقد من خلال تجارة النفط مباشرة مع حكومة الإقليم بين عامي 2014 و 2018.

وذكر التقرير أن المسؤولين الأتراك الغاضبين تعهدوا خلال محادثات خاصة، بأنهم سيجعلون العراق يدفع الثمن، مضيفا أن المسؤولين الاتراك اتخذوا خطوة نحو تحقيق ذلك يوم الخميس الماضي، حيث أنهم طلبوا من المحكمة أن تفرض على بغداد دفع الأموال لأنقرة.

وبحسب التقرير، فإن موقف تركيا الذي طرحته أمام المحكمة في مقاطعة كولومبيا بأنه يتحتم على العراق أن يدفع لها مبلغا صافيا قدره 956 مليون دولار كتعويضات بعد احتساب سعر الفائدة على حكم التحكيم الذي منح في البداية مبلغا صافيا قدره 1.4 مليار دولار لبغداد وفقا لقرار محكمة غرفة التجارة الدولية في باريس التي كانت قررت ايضا منح تركيا أكثر من 500 مليون دولار بسبب ادعاءاتها المضادة بانخفاض قدرة خط الأنابيب ورسوم النقل التي لم تدفع والتي تعود الى سنوات التسعينيات.

ونقل التقرير عن المحامين الذين يمثلون تركيا ابلاغهم محكمة كولومبيا الخميس الماضي أنه "عندما يتم حساب الفائدة السابقة للحكم بشكل صحيح طبقا لتوجيهات المحكمة في قرار التحكيم، فإنه من الواضح أنه يجب على المحكمة أن تصدر حكما لصالح تركيا، وليس العراق، بمبلغ 956,946,766 دولارا امريكيا الى جانب الى الفوائد الاضافية المستحقة بعد منح الحكم والمستحقة على العراق اعتبارا من 31 آب/أغسطس 2023 وحتى تاريخ حكم المحكمة". 

ويتابع محامو تركيا القول إن "الفائدة المستحقة قبل منحها على المبالغ التي منحتها المحكمة لتركيا، تتجاوز بكثير الفائدة المستحقة على المبالغ التي منحتها للعراق". 

وأوضح المحامون قولهم أن "بعض خروقات العراق للمعاهدات جرت قبل أكثر من ثلاثة عقود، بينما جميع خروقات تركيا حدثت بين عامي 2014 و2018، وان المحكمة أمرت كل طرف بأن يدفع الفائدة المسبقة على كل مبلغ مستحق اعتبارا من 1 كانون الثاني/يناير من العام الذي تلا ذلك فيه تكبد المبلغ، مضاعفا سنويا حتى تاريخ هذه التعويض". 

وبحسب التقرير، فإن الحسابات الحسابات التركية المرفقة بالطلب أمام المحكمة، فان العراق يحصل على 2.6 مليار دولار كتعويضات وفوائد من التعويض، بينما تحصل تركيا على 3.5 مليار دولار كتعويضات وفوائد، مما يجعل انقرة هي المستفيدة من تعويض صافي قدره 919 مليون دولار حتى تاريخ حكم غرفة التجارة الدولية في آذار/مارس العام 2023.

واوضح التقرير ان فائدة اضافية قدرها 37.7 مليون دولار بين اذار/مارس وآب/أغسطس، تمت اضافتها الى المبلغ بسبب فوائد ما بعد منح التعويض.

وبحسب الطلب المقدم للمحكمة الامريكية، فان تركيا أرسلت بالفعل رسالة الى العراق في 28 آب/أغسطس الماضي، تذكر فيها قرارات محكمة غرفة التجارة بشأن الفائدة، وتقدم الحسابات وتطالب بالدفع الفوري لمبلغ 956 مليون دولار، لكن العراق لم يرد على الرسالة. 

وتابع التقرير أن محاميي تركيا اتهموا العراق بأنه استخدم المحكمة الامريكية كمنتدى لشن حملة علاقات عامة ضد انقرة، بما في ذلك من خلال الإعلان عن التعويضات الواردة في حكم غرفة التجارة الدولية. واعتبر المحامون أنه "بينما أن هذا الهدف غير لائق، فإن تركيا لا تعارض طلب العراق إصدار امر يؤكد على قرار التحكيم ويعترف به وينفذه"، وأضافوا في المقابل أنه يتحتم على المحكمة أن تصدر حكما لصالح تركيا، وليس لصالح العراق. 

وبحسب التقرير، فإن تركيا وبعد حكم غرفة التجارة الدولية، قامت بايقاف تدفق النفط في خط الأنابيب، الذي يعادل نحو 0.5 % من الإمدادات العالمية، مشيرة الى ضرورة القيام بإصلاحات بسبب التآكل والأضرار التي تلت الزلازل المدمرة التي ضربت جنوب تركيا في 6 فبراير/شباط. 

ونقل التقرير عن مصادر تركية وغربية قولها إن الحكم الأولي لمحكمة غرفة التجارة لصالح العراق، بأنه انتصار أجوف لأن التحكيم رفض معظم مطالبات بغداد ومنحها أقل من 7 % من التعويضات التي طالبت بها، ووافق على معظم مطالبات تركيا المضادة، ومنحها 40% مما كانت تطالب به.

وختم التقرير بالقول إن المسؤولين الأتراك والعراقيين يتفاوضون على اتفاق لإنهاء الجمود، مضيفا انه أنقرة تريد من بغداد سحب الدعوى الثانية التي رفعتها أمام غرفة التجارة الدولية فيما يتعلق بالفترة ما بعد العام 2018، وأن يتم التوصل  الى أرضية مشتركة حول قرار التعويض. كما إن أنقرة طلبت من العراق إيجاد آلية دفع تكون مرضية لحكومة إقليم كوردستان وبغداد.

ترجمة: وكالة شفق نيوز

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير عاشوراء شهر تموز مندلي العراق تركيا تعويضات ملیون دولار ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

الاستثمارات الأجنبية المباشرة في تركيا ترتفع بـ89.3 بالمئة

تركيا – أعلن رئيس مكتب الاستثمار والمالية التابع للرئاسة التركية أحمد براق داغلي أوغلو، أن ارتفاع الاستثمارات الأجنبية المباشرة في تركيا بـ89.3 بالمئة خلال الربع الأول من العام الجاري، ووُصول الرقم السنوي إلى 13.1 مليار دولار، يشكل مؤشرًا واضحًا على ثقة المستثمرين في الاقتصاد التركي.

وجاء في بيان صادر عن مكتب الاستثمار والمالية، أن بيانات شهر مارس/آذار 2025 الصادرة عن البنك المركزي التركي أظهرت أن حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة الوافدة إلى تركيا خلال الربع الأول من العام الجاري بلغ 3 مليارات دولار، مسجلًا زيادة بـ89.3 بالمئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.

وأشار البيان، إلى أن إجمالي الاستثمارات السنوي حتى مارس 2025 بلغ 13.1 مليار دولار، وهو أعلى مستوى يُسجل منذ مايو/أيار 2023.

وأضاف أن كازاخستان تصدرت قائمة الدول الأكثر استثمارًا في تركيا خلال الربع الأول، تلتها هولندا في المرتبة الثانية، ثم الولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة الثالثة، بينما جاءت ألمانيا، وسويسرا، وفرنسا، وأذربيجان، والنمسا، والمملكة المتحدة، وليبيا في المراتب التالية.

وعلى صعيد القطاعات، حاز قطاع التجارة بالجملة والتجزئة على الحصة الأكبر من الاستثمارات بـ48 بالمئة، تلاه قطاع الصناعات التحويلية بـ22.2 بالمئة، ثم الأنشطة المالية والتأمين بـ9.4 بالمئة.

وأكد البيان، أن هذا النمو يُعدّ نتيجة للسياسات الاقتصادية المستقرة والموقع الاستراتيجي لتركيا، ما يُظهر تنامي جاذبية البلاد في نظر المستثمرين الأجانب رغم حالة عدم اليقين التي تسود الاقتصاد العالمي.

وقال داغلي أوغلو، في البيان: “نعمل على تعزيز مكانة تركيا كمركز للقوة الاقتصادية. وبفضل موقعها الجيوستراتيجي، والموارد البشرية الخبيرة والمؤهلة، والبنية التحتية المتطورة، أصبحت تركيا فاعلًا مهمًا في سلاسل القيمة العالمية، متجاوزة أداء العديد من الدول النامية”.

وتابع: “في عام 2024، ورغم تراجع الاستثمارات الأجنبية المباشرة عالميًا بـ8 بالمئة، جذبت تركيا استثمارات بـ11.7 مليارات دولار، مسجلة ارتفاعًا بـ9.8 بالمئة”.

واعتبر المسؤول التركي أن ذلك “يعكس صمودًا قويًا في وجه التوجهات العالمية. هذا الأداء الناجح، الذي تحقق بقيادة رئيس الجمهورية (رجب طيب أردوغان)، يواصل تحقيق النجاحات تلو النجاحات في الربع الأول من عام 2025”.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • أبو الغيط: العراق هو الدولة الأولى التي تترأس القمتين السياسية والاقتصادية
  • نائب إطاري يدعو السوداني إلى التعامل بالمثل مع الدول العربية التي حضرت للقمة بمستويات أدنى
  • الاستثمارات الأجنبية المباشرة في تركيا ترتفع بـ89.3 بالمئة
  • بن بريك يجدد مطالبته واشنطن بدعم الحكومة اليمنية لمواجهة التحديات الاقتصادية
  • بالطائرات والمليارات.. ترامب يفتح خزائن الخليج | تقرير خاص
  • السوداني:زيارة ترامب لدول الخليج أثرت على مؤتمر قمة بغداد والمشاريع الاقتصادية التي ينفذها العراق هي لخدمة إيران
  • تقرير.. مؤشرات التجارة تكشف عن فجوة دائمة بين الجنسين عالميا
  • الوزراء يستعرض تقرير الأونكتاد حول تقليل الفجوة بين الجنسين في التجارة العالمية
  • «معلومات الوزراء» يستعرض تقرير الأونكتاد حول تقليل الفجوة بين الجنسيين في التجارة العالمية
  • لماذا تراجع الأجانب عن شراء العقارات في تركيا؟ ولماذا يشتري الأتراك في أوروبا؟