الديمقراطية تحذر من خطورة الرهان على التطبيع السعودي الإسرائيلي
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
حذّر معتصم حمادة، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في تصريح صدر عنه اليوم الأحد 10 سبتمبر 2023، من خطورة الرهان على التطبيع السعودي الإسرائيلي.
وفيما يلي نص التصريح كما وصل سوا:
حذّر معتصم حمادة، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، من خطورة الرهان على التطبيع السعودي الإسرائيلي، ورأى في ذلك خطراً جسيماً على الحقوق الوطنية لشعبنا الفلسطيني، واعترافاً بتمديد العمل بـ"اتفاق أوسلو"، وتمديد التعاون مع الاحتلال، بانتظار تحقيق الوعود الزائفة لواشنطن، كتوفير الظروف لـ"أفق سياسي" أو "حل الدولتين".
وكان معتصم حمادة يتحدث في ندوة سياسية انعقدت في مخيم اليرموك ، بدعوة من كتلة الوحدة العمالية، ولجان حق العودة في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
وأضاف معتصم حمادة: إننا مقبلون على تحديات كبرى في مواجهة التحالف الأميركي – الإسرائيلي، حيث تخطط أطرافه لتصفية القضية الفلسطينية في خطين متوازيين، يجمعان بين إنجاز مشروع الضم للأراضي المحتلة وإغراقها بالمستوطنات وعشرات آلاف المستوطنين،وبين تعميم التطبيع العربي – الإسرائيلي، ودمج إسرائيل في المنظومة العربية والإقليمية، ورسم خريطة سياسية للشرق الأوسط وفقاً لمعادلات تقوم على تنسيق التحالف القائم بين أطراف "أبراهام"، وفرض هيمنة التحالف الأميركي – الإسرائيلي، وتسلطه على المنطقة، وقطع الطريق على احتمالات تطوير الدور الروسي أو الصيني في منطقتنا العربية.
وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية: إن حالة السكون والاطمئنان لدى قيادة السلطة، وتقديم مطالبها إلى كل من واشنطن والرياض للتساوق مع مشروع دمج إسرائيل في المنطقة، يعتبر مؤشراً خطيراً، تخفي وراءه القيادة السياسية للسلطة استراتيجية بدأت تراهن على توفير شروط استقرار السلطة، كحل مؤقت بانتظار «حل الدولتين»، في انتهاك صارخ لقرارات المجلسين الوطني والمركزي، التي أقرت إنهاء العمل بالمرحلة الانتقالية لأوسلو، والتحرر من التزاماته السياسية والأمنية والاقتصادية، نحو دولة الاحتلال.
ورأى معتصم حمادة في تعطيل تشكيل لجنة المتابعة خطوة تقضي على النقطة الإيجابية الوحيدة التي خرج بها اجتماع الأمناء العامين في العلمين في 30/7/2023 .
الإعلام المركزي
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
ثمن التطبيع سياسة التجويع
لم يكن التطبيع مجرد توقيع على ورقة ولم تكن المؤتمرات والابتسامات والبيانات الرسمية سوى خنجر مسموم في خاصرة فلسطين، اليوم يتضح الثمن بوضوح فادح وسياسة التجويع التي يُمارسها الاحتلال على غزة ليست فقط من فعل الصهاينة بل من صمت المطبعين الذين باعوا أنفسهم بثمن بخس .
كيف نتحدث عن سلامٍ مزعوم وأطفال غزة يموتون جوعًا بين الأنقاض كيف يمكن أن نُبرر هذا الصمت المريع ونخدع أنفسنا باسم المصالح والمفاوضات أي مصالح تُقدم على أرواح الرضع وأمعاء الأمهات الخاوية أي مبرر أخلاقي أو سياسي يُغطي على بشاعة أن تفتح أبوابك للمحتل وتُغلقها في وجه الجائعين .
التطبيع جريمة مكتملة الأركان وثمنه يُدفع من دماء وأحشاء وأعمار شعب لا يملك إلا الصبر والحجارة، اليوم نرى نتائجه بوضوح، فالاحتلال يشعر أنه مُحصن لأن خلفه عربًا لا يهددون ولا يضغطون بل يبررون ويُديرون ظهورهم ويوقعون على مذابح غزة بصمتهم .
سياسة التجويع سلاح أرخص من القنابل لكنه أشد فتكًا، يقتل ببطء، ينهك بعمق، يُحاصر الحياة ويحولها إلى جحيم وبدلًا من أن تكون الأمة في خندق غزة أصبحت غزة وحدها في وجه الجوع والطغيان والطعنات .
من يطبّع اليوم سيجد نفسه غدًا هدفًا لأن الجوع الذي صمتنا عنه لن يبقى في حدود غزة سيصل إلى كل بيت خذل فلسطين، لأن الجوع لا يرحم والمتواطئين لا يُغفر لهم في ذاكرة التاريخ.
اليوم لا مجال للحياد فإما أن تكون في صف الإنسان في صف الجائعين في صف أطفال يُصارعون الموت كل يوم بلا خبز ولا ماء وإما أن تكون في صف المحتل في صف الخذلان في صف من باعوا القضية بأوهام اتفاقيات ووعود جوفاء .
غزة تكشف الحقيقة تفضح الأقنعة تسقط الشعارات الرنانة التي طالما صدحت بها الأنظمة العربية وهي اليوم عاجزة حتى عن إصدار بيان واحد يحمل الكرامة، إن صمت الأنظمة جريمة وإن السكوت على سياسة التجويع مشاركة في المذبحة.
التطبيع ليس سلامًا إنه استسلام مطلق واختناق بطيء لفلسطين والقبول به يعني القبول بالموت البطيء لأمة بأكملها فليس الجوع في غزة صدفة وليس الحصار قدرًا بل نتيجة واضحة لمعادلة خيانة وتواطؤ وتشويه للوعي .
ما يحدث في غزة الآن هو اختبار حقيقي لكل من يدّعي الإنسانية والعدالة والعروبة، جوع غزة ليس مؤقتًا إنه رسالة دامغة بأن الكيان لا يعرف الرحمة ولا يفهم إلا منطق القوة والموقف والمواجهة .
فلتُسقط كل أوراق التوت عن تلك الأنظمة التي تُدير ظهرها لجوع غزة بينما تفرش السجاد الأحمر لمجرمي الحرب، لا تبرير ولا عذر ولا حياد أمام مشهد أمعاء خاوية وقلوب تصرخ وسماء تعج بصواريخ الاحتلال وأرض تئن من الحصار
غزة لن تسقط ما دام فيها من يقاتل بالجوع، وما دام فيها من يُشعل شمعة في قلب الظلام لكن عروشًا ستسقط يوم يُحاسب التاريخ وتُفتح دفاتر الصمت والخيانة والخذلان.