بوابة الوفد:
2025-12-07@14:22:12 GMT

سيد درويش وحبيبة مسيكة

تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT

كى تعرف عظمة سيد درويش ودوره المذهل فى تطوير الموسيقى المصرية والعربية، عليك بالإنصات إلى المطربة التونسية حبيبة مسيكة التى رحلت عام 1930، حيث سجلت هذه المطربة الموهوبة عدة أغنيات لخالد الذكر. أى أن موسيقى الرجل عبرت الحدود قبل أكثر من قرن من الزمان، ليرددها مطربون آخرون، وتنفعل بها وتستمتع شعوب عربية غير مصرية.

فى 15 سبتمبر 1923 رحل سيد درويش، وليس 10 سبتمبر كما هو مدون فى شبكة الإنترنت، ودليلى فى صحة تاريخ الوفاة الذى ذكرته أن المخرج أحمد بدرخان سجله فى نهاية فيلمه (سيد درويش) الذى عرض فى 5 أكتوبر 1966، وأظن أن الفيلم وثيقة أكثر دقة، خاصة وأنه تم كتابة الفيلم وتنفيذه وإنتاجه وكثير من رفاق سيد درويش كانوا على قيد الحياة، أمثال محمد عبدالوهاب، والأهم بديع خيرى الصديق الشخصى لسيد درويش. صحيح أن بديع رحل قبل عرض الفيلم بعدة أشهر، لكن هذا لا يمنع أن بدرخان استعان به فى جمع الكثير من المعلومات عن صاحب (قوم يا مصري).

أما حبيبة مسيكة، فقد ولدت فى تونس عام 1893 (هناك معلومة على الإنترنت تزعم أنها مولودة فى 1903، وأظنها غير دقيقة)، لأنها شاركت بالغناء والتمثيل فى عدة فرق تونسية منذ سنة 1911، حتى رحيلها المأساوى. 

المهم أن أغنيات سيد درويش أبهجت حبيبة مسيكة وأسعدتها وهى قابعة هناك فى تونس، فقررت غناء الكثير منها، وبالفعل استمعتُ إلى صوتها الجميل وهى تشدو بأعمال خالدة للشيخ سيد مثل (يا عزيز عينى وأنا نفسى أروّح بلدي)، و(زورونى كل سنة مرة)، و(طلعت يا محلا نورها)، وغيرها (توجد تسجيلات لأغنيات سيد درويش بصوت حبيبة مسيكة فى اليوتيوب).

لا ريب فى أن سيد درويش حرر الموسيقى الشائعة فى عصره من سجن الرتابة والملل، كما أخرجها من برودة الصالونات وسأم القصور، ثم ابتكر أنغامًا جديدة استلهمها من الميادين والشوارع والحارات الضاجة بحيوية الشعب المصرى ونضارته وإقباله على الكفاح والعمل. ولا شك أيضًا فى أن ثورة 1919 ضد الاحتلال الإنجليزى لعبت الدور الأهم فى تأجيج الموهبة الموسيقية لهذا الشاب العبقرى، حتى أن عبدالوهاب قال عن موسيقاه حين سمعها لأول مرة: (إنها موسيقى عِشَريّة... موسيقى بنت حلال... موسيقى لها أب ولها أم)، وقد قطع الشاب عبدالوهاب المسافة بين نادى الموسيقى بقلب القاهرة حتى بيته بباب الشعرية ركضًا من فرط انبهاره بموسيقى الشيخ السيد عندما صافحت أذنيه للمرة الأولى عام 1917 تقريبًا. 

أذكر أننى شاهدت فى منتصف التسعينيات ضمن عروض مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الفيلم التونسى (رقصة النار) عن حياة حبيبة مسيكة، وكم أحزننى أن عشيقها الذى هجرته أشعل النار فى جسدها وهى نائمة، فماتت!

وأذكر أيضًا كم ابتهجت وأنا أنصت إلى شدوها بأغنية سيد درويش الخالدة (زورونى كل سنة مرة... حرام تنسونى بالمرة).

تخيل... 100 عام على رحيل سيد درويش... ومازالت موسيقاه تبهجنا وتشجينا.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سيد درويش الموسيقى المصرية سید درویش

إقرأ أيضاً:

اللهم اجعله خير

لا يختلف اثنان على الدور المحورى الذى تمارسه الرقابة المالية والبورصة المصرية فى ترسيخ استقرار سوق المال وحماية أموال المستثمرين، وتعزيز خصائص السوق الكفء من شفافية وإفصاح وتدفق عادل للمعلومات.. هذا الدور تجلّى بوضوح فى الفلسفة الجديدة التى تبنّتها الجهتان خلال عمليات التفتيش على الشركات المتقدمة للقيد، إذ لم يعد الأمر مجرد «استيفاء أوراق» أو إجراءات شكلية، بل فحص دقيق لأصول الشركات وبياناتها وكل كبيرة وصغيرة تمتّ بِصلة لنشاطها.

كشفت عمليات التفتيش خلال الفترة الماضية عن قائمة واسعة من المخالفات ارتكبتها شركات مقيدة، وبناءً عليه تحركت الجهات الرقابية بحزم لحماية حقوق المتعاملين وضمان استقرار السوق. ولعل أحدث الحالات على ذلك ما جرى فى شركة ديجيتايز للاستثمار، وقبلها شركة بريميم هيلثكير.

فى حالة «هيلثكير»، أخطرت الرقابة المالية البورصة بالنظر فى نقل أسهم الشركة إلى القائمة (د)، وفق قرارى رئيس البورصة رقم 92 لسنة 2021 و238 لسنة 2024، وهى القائمة المخصصة للشركات المعرضة للشطب الإجبارى نتيجة مخالفات جوهرية لقواعد القيد والإفصاح. وبالفعل اتخذت لجنة القيد بالبورصة القرار.

المشهد ذاته تكرر مع «ديجيتايز»، حيث أخطرت الرقابة المالية لجنة القيد بإمكانية نقل الشركة إلى (القائمة د)، استنادًا إلى المخالفات المثبتة.. إلى هنا تبدو الصورة طبيعية ومنطقية. لكن غير الطبيعى هو أن لجنة القيد – رغم المخالفات والغرامات التى فُرضت – لم تنقل الشركة إلى القائمة "دال" كما حدث فى عشرات الحالات المماثلة.

هنا تحديدًا بدأت علامات الاستفهام تتصاعد داخل مجتمع سوق المال.. ما الذى جرى؟.. ولماذا اختلف التعامل مع هذه الحالة تحديدًا؟ وما السر وراء ذلك.. هل تأخذ اللجنة وقتها أم لديها وجهة نظر أخرى وأن المخالفات ليست على المستوى الذى يستدعى النقل؟

صمت لجنة القيد وعدم توضيح أسباب عدم نقل الشركة رغم استيفاء شروط الإدراج بالقائمة «د» فتح الباب أمام لغط واسع، وكأن السؤال الذى يدور على ألسنة المتعاملين: «اللهم اجعله خير.. ماذا يحدث؟».

 

 

مقالات مشابهة

  • كمال درويش: أرض أكتوبر المتنفس الحقيقي للزمالك.. والأمور أصبحت مستحيلة على مجلس الإدارة
  • كمال درويش: الزمالك سيموت حال عدم توافر ارض بديلة
  • كمال درويش: الزمالك «سيموت» حال عدم توافر أرض بديلة
  • كمال درويش: أرض أكتوبر هي المتنفس الحقيقي للزمالك.. والأمور أصبحت مستحيلة على مجلس الإدارة
  • اللهم اجعله خير
  • للزمالك.. رب يحميه!
  • السفير علي درويش: الاندماج الاقتصادي يحافظ على السيادة الجماعية للدول الإفريقية
  • أحلام
  • الإخوان من واشنطن إلى السودان
  • عادل حقي لـ صدي البلد: المهرجانات تلوث سمعي.. وأجهز موسيقى خاصة لمسلسلات رمضان (فيديو)