مقتدى الصدر.. 9 اعتزالات في 9 سنوات.. التوظيف القرآني منهجًا جديدًا (تفاصيل)
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
بغداد اليوم - بغداد
أيًا ما كان الأمر، لا يمكن الجزم حتى هذه اللحظة بعودة التيار الصدري للمشهد السياسي من عدمه، كون القرار مرتبط بالحنانة (مقر زعيم التيار الصدري) ومقتدى الصدر نفسه.
لكن مراقبين باتوا يصنفون زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بالشخصية الـ "لا سياسية" نظرا إلى معظم بياناته التي أصبحت توجيهية- دينية، في حين يؤكد آخرون أن الصدر لم يعد مؤمنا بالعملية السياسية الحالية ويرجحون عودته حال تغيرت بعض وجوه السياسة ومعطياتها.
مدير مركز الدراسات الإستراتيجية، مناف الموسوي، قال لـ"بغداد اليوم"، إن "البيانات الدينية التي أصبحت تصدر عن السيد مقتدى الصدر، تشير إلى إنه إعتزل العمل السياسي فعلاً وتوجه إلى العمل الديني".
وأوضح الموسوي، أن "ما يصدر عن الصدر حتى وإن كان فيه لمحة سياسية، لكنه يؤكد أنه يتحدث كرجل دين ومن منطلق ديني وليس سياسيا في هذا الوقت"، مؤكداً أنه "لا يمكن لأحد توضيح الهدف من إتّباع السيد الصدر لهذا الإسلوب وهو وحده يجيب عن ذلك".
المراقب للشأن السياسي، أحمد الياسري من ناحيته قال، إن "السيد الصدر رجل دين وينحدر من عائلة دينية، وهو يعتمد على القرآن الكريم كـ مرتكز أول في حديثه وتعاملاته بمختلف المجالات"، مبيناً، أن "إستخدام آيات من القرآن لا تقتصر على رجل الدين كون ذلك الكتاب عام لكل المجتمع ولا يخص شريحة محددة، ولعل الصدر يستخدمها بهدف معين كما لغيره أهداف أخرى وبحسب إعتقاده.
وأضاف الياسري في حديث خص به "بغداد اليوم"، أن "السياسية لا تنفك عن الدين وفقاً لولاية الفقيه التي كان يؤمن بها الشهيد الصدر الثاني، وهذا ما يعمل عليه السيد مقتدى الصدر"، واصفاً معطيات الواقع العراقي بأنها "ليست واضحة، ولا يمكن التكهن بتحليل شخصية الصدر، ومن يفعل ذلك لن يصل لشيء من الواقع".
أسرة دينية
وولد مقتدى محمد الصدر في الكوفة بالنجف جنوب بغداد عام 1974، لواحدة من أبرز العائلات الدينية الشيعية في العراق، ومقتدى هو الابن الرابع لمحمد الصدر، وكان جده محمد حسن الصدر رئيساً لوزراء العراق في 1984، وأشقاءه الـ3 هم مصطفى ومؤمل ومرتضى، وهو متزوج من ابنة عمه محمد باقر الصدر.
وإستطرد الياسري، أن "مَن يقول إن السيد مقتدى بات شخصية دينية وليست سياسية فهذا إعتماد على معطيات المرحلة، والأولى عدم حصره ـ الصدر ـ بالهوية الدينية".
وأكد، أن "الصدر لم يعد يؤمن بشكل كامل بالعملية السياسية الحالية وباتت لديه مؤشرات على المتصدرين لها"، مرجحًا "عودة الصدر إلى العمل السياسي في حال حصلت بعض المتغيرات على الساحة العراقية أو الإقليمية أو الدولية، مذكّرًا: "هو أكد في وقت سابق أنه سيعود للسياسة في حال تغيرت بعض وجوهها أو بعض القوانين والتشريعات.
التوظيف القرآني
وغدت بيانات الصدر في الآونة الاخيرة تنصب في التوظيف القرآني بهدف إيصال رسائل بين الاسطر، تارة سياسية وتارة أخرى اجتماعية في احداث محلية او اقليمية ودولية على حد سواء.
وباتت تقتصر بيانات الزعيم العراقي البارز على قضايا دينية من دون التطرق إلى أزمات ما ، تندلع في العراق. ولعل من ابرز البيانات التي نشرها الصدر في حسابه الرسمي على تويتر، حينما انبرى لتفسير آية "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا"، حيث أشار إلى الخلاف بين السنة والشيعة في تفسيرها، وتفسيره هو لها.
وأسهب الصدر في التفسير الفقهي للآية ولم يتطرق أو حتى يلمح إلى الأزمة السياسية في العراق.
وكان مؤيدو رجل الدين البارز، اقتحموا المنطقة الخضراء التي تضم سفارات ووزارات بعدما أعلن انسحابه النهائي من السياسة، وعلى إثر ذلك، شهدت المنطقة المحصنة في العاصمة بغداد ظهر الاثنين 29 آب 2022، مواجهات مسلحة عنيفة بين مريدي الصدر من جهة وقوى الجيش وعناصر من الحشد الشعبي من جهة ثانية، خلفت أكثر من 30 قتيلا من أنصار التيار الصدري.
وظهر الثلاثاء 30 آب 2022، انسحب مؤيدو الصدر بأوامر منه بعد مواجهات مسلحة استمرت 24 ساعة، وأنصار الإطار التنسيقي الذي يضم فصائل موالية لإيران، خلفّت أكثر من 30 قتيلا من أنصار التيار الصدري.
وشكلت المواجهات ذروة الخلافات بشأن الأزمة السياسية التي يمر بها العراق منذ الانتخابات التشريعية في تشرين الاول 2021
9 اعتزالات في 9 سنوات
انسحاب مقتدى الصدر من الحياة السياسية في العراق ليس حدثا فريدا، فقد تكرر 9 مرات على الأقل، وهذا ما يثير عديدا من التكهنات والتساؤلات حول موقف زعيم التيار الصدري الذي أعلن اعتزاله سياسيا، من المشاركة في الانتخابات، إذ يحظى بجماهيرية كبيرة في الشارع العراقي.
حددت الحكومة العراقية، الـ18 كانون الأول المقبل موعدا لإجراء انتخابات مجالس المحافظات لعام 2023.
ويشير محللون في الشأن السياسي العراقي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إلى أن مشاركة التيار الصدري في الانتخابات المحلية مهمة كون هذه المجالس مهمتها خدمية وعلى تماس مع الشارع.
وأضافوا، أن جهات قريبة من توجهات التيار الصدري قد تدعمه، في إشارة إلى أن هناك تسريبات غير مؤكدة بأن التيار سيكون حاضرا بصفة "غير رسمية".
وبينما يعتقد متتبعون بأن التيار الصدري سيشارك في الانتخابات في كل الأحوال إذا تأكد إجراء الانتخابات في موعدها، لكن المؤشرات تقول غير ذلك، كون هناك أزمة بين القوى السياسية، إلى جانب بعض المشكلات القانونية والتشريعية التي تشوب قانون الانتخابات، ربما تتسبب في تأجيلها.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: التیار الصدری مقتدى الصدر بغداد الیوم فی العراق الصدر فی
إقرأ أيضاً:
التعديلات الدستورية تتصدر اهتمامات مرشحي الرئاسة في كوريا الجنوبية
يتطلع المرشحون للانتخابات الرئاسية في كوريا الجنوبية إلى إجراء تعديلات دستورية، وسط دعوات شعبية لتقليص صلاحيات الرئيس بعد الأحكام العرفية.
وأثارت الأزمة السياسية في كوريا الجنوبية دعوات من الحزبين لإجراء تعديلات دستورية لإعادة هيكلة صلاحيات الرئيس، وهي قضية نقاش حاد قبل الانتخابات المبكرة المقررة في الثالث من يونيو/ حزيران المقبل.
واقترح المرشح الأوفر حظا، لي جاي ميونغ، من الحزب الديمقراطي الليبرالي نظاما رئاسيا لولايتين، ونظاما للإعادة، وترشيحا برلمانيا لمنصب رئيس الوزراء.
كما تعهد في رسالة كتبها في صفحته على فيسبوك بالسعي لاستعادة التواصل بين بلاده وكوريا الشمالية، بما في ذلك التواصل عبر خط عسكري ساخن.
ويتضمن اقتراح لي أن تكون مدة الولاية 4 سنوات، وبفترتين متتاليتين للرؤساء الذين سيتولون مناصبهم من عام 2030 فصاعدا، ونظام إعادة للانتخابات الرئاسية، وترشيح برلماني لرئيس الوزراء.
وقال لي للصحفيين أمس الأحد "ينبغي على الرئيس القادم أن يبدأ في جمع الإجماع العام بناءً على وعوده الانتخابية بشأن التعديل الدستوري والمضي قدما بدعم من الحزبين".
وفي 18 مايو/ أيار الجاري قال لي "يجب تعزيز مسؤولية الرئيس، ويجب أن تكون الصلاحيات غير مركزية".
إعلانفي أبريل /نيسان الماضي رفض لي اقتراحا من رئيس البرلمان وو وون شيك، بإجراء استفتاء على الإصلاح الدستوري في يوم الانتخابات الرئاسية في الثالث من يونيو/ حزيران في ذلك الوقت، وقال لي "إن إنهاء الاضطرابات السياسية هو الأولوية القصوى".
وجاءت الدعوة إلى إجراء الانتخابات بعد عزل الرئيس السابق يون سوك يول وإقالته من منصبه بسبب مرسومه المفاجئ بفرض الأحكام العرفية في ديسمبر/كانون ثاني الماضي، وتعهد مرشحو الأحزاب الرئيسية بالسعي إلى إصلاحات دستورية.
من جهته كشف كيم مون سو، المرشح الرئاسي عن "حزب قوة الشعب المحافظ"، عن مقترح إصلاحي يتضمن نظاما رئاسيا مدته 4 سنوات، بفترتين للرؤساء المستقبليين.
ووعد بتقليص فترة ولايته إلى 3 سنوات في حال انتخابه رئيسا جديدا، بحيث يمكن إجراء الانتخابات الرئاسية والعامة في العام نفسه بدءا من عام 2028، كما تعهد بإلغاء الحصانة الرئاسية.
وانتقد كيم وحزبه لي لعدم تعهده بتقليص مدة الرئاسة القادمة، لكن لي قال إن الحكم المستقر والانتعاش الاقتصادي سيكونان أكثر أهمية للزعيم القادم من قضاء جزء كبير من ولايته على مراجعة الدستور فقط.
ويرى تشاي جين وون، الأستاذ في معهد الحوكمة العامة بجامعة كيونغهي أن "فرص النجاح في تعديل دستوري أعلى من أي وقت مضى".
وأشار إلى أن آخر تعديل دستوري كان عام 1987، لإدخال انتخابات رئاسية مباشرة وفترة ولاية واحدة مدتها 5 سنوات، وقد نوقشت هذه التغييرات لفترة طويلة ولكنها لم تُطبَّق قط.
وحول مقترحات التعديل المطروحة حاليا قال تشاي "بينما يتشارك لي وكيم أهدافا متشابهة، فإن دوافع المتنافسين مختلفة، وأعتقد أن كيم طرح فكرة تشكيل حكومة انتقالية لمراجعة الدستور كوسيلة للاعتذار عن الأحكام العرفية".
إعلانوأضاف "لم يُرد المرشح لي في البداية أن يسارع إلى طرحها، ليس لجذب الانتباه إليه، لكنه الآن يطرحها لجذب المزيد من الناخبين المعتدلين".
وفي السنوات الأخيرة، أيد المرشحون الرئاسيون من مختلف الأطياف السياسية إجراء تعديلات دستورية، من ضمنها منح الرؤساء فترتين، مدة كل منهما 4 سنوات، ولكن لم تُتخذ سوى خطوات قليلة بعد اختيار القادة الجدد.
وأظهر استطلاع رأي أجرته مؤسسة غالوب كوريا الشهر الماضي أن 67% من المشاركين يؤيدون مراجعة الدستور لإصلاح النظام الرئاسي، بينما رأى 21% أنه غير ضروري.