أكد الدكتور محمود محيي الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي COP27 والمبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بتمويل أجندة ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة، أن آلية  الاتحاد الأوروبي لتعديل ضريبة الكربون الحدودية تثير العديد من المخاوف لدى الدول النامية والشركات المصدرة للاتحاد الأوروبي.

وأوضح أن أبرز المخاوف تتعلق بعدم مراعاة الآلية لأولويات وظروف العمل المناخي والتنموي في هذه الدول وقدرتها على تخفيف الانبعاثات في القطاعات صعبة التحول مثل الأسمدة والأسمنت والحديد والصلب والهيدروجين، ومن ثم تأثير هذه الضريبة على نشاط الشركات العاملة في هذه القطاعات وبالتبعية على اقتصادات الدول النامية ككل، فضلًا عن مخاوف هذه الدول بشأن عدم استقرار استراتيجيات الطاقة في أوروبا وتأثير ذلك على إعدادها لمشروعات الطاقة لديها.

جاء ذلك خلال مشاركته في ندوة نقاشية بعنوان تأثيرات آلية الاتحاد الأوروبي لتعديل ضريبة الكربون الحدودية التي نظمتها "لينكس لاستشارات الأعمال"، وشارك فيها فيسنتي هورتادو روا، رئيس وحدة الطاقة والضرائب الخضراء بالمفوضية الأوروبية، والسفير عمر أبو عيش، مساعد وزير الخارجية، والسفير محمد نصر، مدير إدارة تغير المناخ والبيئة والتنمية المستدامة بوزارة الخارجية، والمهندس شريف عبد الرحيم، مستشار وزيرة البيئة، وأدار الندوة معتز يكن، كبير الاستشاريين الاقتصاديين بلينكس لاستشارات الأعمال.

وأضاف محي الدين أن الآليات الوقائية للتجارة تضع قيودًا على الدول النامية وتحد من قدرة منتجاتها على المنافسة، كما أنها لا تساعد هذه الدول على تحقيق أهدافها المناخية والتنموية، مشيرًا إلى تخوف الدول النامية بشأن مطابقة آلية الاتحاد الأوروبي لتعديل ضريبة الكربون الحدودية لقواعد منظمة التجارة العالمية، والتكلفة الفعلية التي تتحملها الشركات والدول لتطبيق هذه الآلية.

في الوقت نفسه، أفاد محيي الدين بأن الدول النامية تحتاج لمواجهة التحديات التي فرضتها آلية الاتحاد الأوروبي لتعديل ضريبة الكربون الحدودية ، موضحًا أن عليها البدء الفوري في تخفيف الانبعاثات في الصناعات التي تستهدفها الآلية في سياق الانتقال العادل، وعقد شراكات مع أوروبا لتيسير انضمام شركاتها لهذه الآلية خلال الفترة الانتقالية لتطبيقها والتي تمتد لعامين.

وشدد محيي الدين على أهمية التعاون بين أوروبا والدول النامية بشأن أسواق الكربون الطوعية التي تمكن هذه الدول من استغلال أرصدة الكربون لخفض الانبعاثات ومن ثم زيادة القدرة التنافسية لمنتجاتها.

كما نوه بأهمية الشراكات من أجل التحول العادل لقطاع الطاقة ومشاركة الاتحاد الأوروبي في بناء القدرات في الدول النامية وتوفير التمويل والمساعدة التقنية لمشروعات الطاقة لديها بما يساعدها على نزع الكربون عن القطاعات الصناعية عالية الانبعاثات.

وقال محيي الدين إن مصر تأتي ضمن أكبر عشر دول مصدرة للمنتجات التي تستهدفها الآلية إلى دول الاتحاد الأوروبي، وهو ما يمثل دافعًا قويًا لتعميق التعاون بين الجانبين من أجل تنفيذ التحول في قطاع الطاقة في مصر وتطبيق الآلية الأوروبية.

وطالب محيي الدين الدول النامية بالعمل على وضع سياسات ومعايير خاصة بها لتنفيذ العمل التنموي والمناخي بما يتناسب مع أولوياتها ويعظم من إمكاناتها ويزيد قدرتها التنافسية ومن ثم يحقق أقصى فائدة لشعوبها.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: اتفاقية الأمم المتحدة الاتحاد الأوروبي الدول النامیة محیی الدین هذه الدول

إقرأ أيضاً:

حركة فتح: هناك حراك جاد داخل الاتحاد الأوروبي بشأن التعامل مع القضية الفلسطينية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد أمين سر حركة فتح في هولندا، زيد تيم، اليوم الأربعاء، أن عدم امتثال إسرائيل التي تمارس كل أشكال القتل والإرهاب وحروب الإبادة في الأراضي الفلسطينية للقوانين الدولية، أدى إلى إحراج المجتمع الدولي والتعاليم الأوروبية التي تنادي بضرورة احترام القرارات الدولية.
وقال تيم في تصريحات خاصة لقناة (النيل الإخبارية): "إن هناك حراكا جادا داخل الاتحاد الأوروبي ومناقشة للقضايا الهامة مثل ضرورة إدخال المساعدات بشكل فوري إلى غزة، بالإضافة إلى اعتراف العديد من الدول مثل أيرلندا والنرويج وإسبانيا بدولة فلسطين".
وأضاف أنه كان هناك اعتراض دائما على قرارات ومواقف مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، تجاه الإجراءات والانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، لافتا إلى أن ألمانيا أيضا قدمت الكثير من الدعم للكيان الصهيوني بالأسلحة، ولكن عند صدور قرار محكمة العدل الدولية قررت الامتثال لأوامرها.
وأشار إلى أن الكونجرس الأمريكي حاول الضغط علي المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، وممارسة كل أشكال الإرهاب والتخويف ضد المحكمة لإثنائها عن قرارها، الأمر الذي يخالف الصورة المثالية لممارسة الديمقراطية واحترام القوانين الدولية التي تحاول تلك الدول رسمها أمام العالم.
وأوضح أن الكثير من الدول المنحازة بشكل كامل لإسرائيل تكون عبر حكوماتها فقط، لكن الشعب الأوروبي نفسه يشهد حراكا جادا لم تشهده الدول الأوروبية مع القضية الفلسطينية من قبل، مؤكدا أن الدنمارك أعطت قرارا بقطع العلاقات بين المستوطنات والجامعات، وسحبت الاستثمارات للشركات العاملة بتلك المستوطنات، لافتا إلى أن العقوبات عن طريق مقاطعة البضائع أمر فعال.
وأضاف أن هناك انتخابات قادمة بالبرلمان الأوروبي، لكن المواطن الأوروبي يفهم جيدا أنه يتم الكيل بمكيالين، في طريقة التعامل مع الكيان الصهيوني بشكل أو بأخر.

مقالات مشابهة

  • تزايد السيارات الكهربائية تهدد منظومة الطاقة في الأردن
  • دمشق تتهم بعض الدول الأوروبية بحرف الانتباه عن الأسباب الحقيقية لمعاناة السوريين
  • شريف الجبلي: يطالب بتكثيف الدراسة حول ضريبة الكربون العابر للحدود CBAM
  • “سينوبك” تستعرض توقعات التطوير الصيني في الطاقة والهيدروجين والمواد الكيميائية
  • «معلومات الوزراء»: الإنذار المبكر بخطر تغير المناخ تجنّب الدول النامية 16 مليار دولار
  • انضمام مدمرة فرنسية للأسطول الحربي الأوروبي في البحر الأحمر وخليج عدن
  • هلال يستعرض الرؤية الملكية التضامنية لفائدة الدول الجزرية
  • مخاطر الإفراط في تناول القهوة والكافيين قبل النوم.. طبيب يحذر
  • وزيرة التخطيط تشارك في ورشة عمل لتنمية الهيدروجين منخفض الكربون بمصر
  • حركة فتح: هناك حراك جاد داخل الاتحاد الأوروبي بشأن التعامل مع القضية الفلسطينية