ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن العلاقات الدبلوماسية بين باريس والرباط ظلت فاترة لسنوات، ويُنظر إلى قرار المغرب قبول المساعدة من أربع دول فقط وهم "دولة الإمارات العربي المتحدة، والمملكة المتحدة وإسبانيا وقطر"، على أنه مؤشر ليس فقط على خلاف سياسي، بل على ضغينة شخصية بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وملك المغرب محمد السادس.

وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، إن الأمر متروك لـ المغرب، فيما إذا كان سيطلب المساعدة الفرنسية في التعامل مع الزلزال الأكثر دموية منذ أكثر من ستة عقود، وإن فرنسا مستعدة للمساعدة إذا طلب منها ذلك.

وأضافت الوزيرة الفرنسية أن "فرنسا تعهدت بتقديم 5 ملايين يورو لمنظمات الإغاثة في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا، حيث يُعتقد أن 2500 شخص على الأقل لقوا حتفهم وأصيب 2400 آخرون، لكن الأمر متروك للمغرب ليقرر من الذي سيرسله رسمياً طلب المساعدة.

وتابعت كولونا "هذا جدل غير مناسب.. الناس يعانون، والناس بحاجة إلى المساعدة، نحن على استعداد لمساعدة المغرب.. إنه قرار سيادي ومن حق المغرب وحده أن يحدد ما هي احتياجاته".

سبب التوتر

ومنذ أن ضرب الزلزال الذي بلغت قوته 7 درجات مساء، الجمعة الماضي، أشار ماكرون عدة مرات إلى استعداد فرنسا لإرسال مساعدات إلى المغرب.. ولم يكن هناك رد رسمي مغربي، وسبق أن اتهم المغرب ماكرون بإعطاء الأولوية للعلاقات الجيدة مع الجزائر على تلك مع الرباط.

وقال محللون من الشرق الأوسط بحسب الصحيفة البريطانية، إن ماكرون "مهووس" بتحسين العلاقات مع الجزائر، مستعمرة فرنسا السابقة، ومستعد للتضحية بالعلاقات الجيدة مع المغرب لتحقيق هذه الغاية.

ومن بين المواضيع المثيرة للجدل ما تعتبره الرباط عدم دعم فرنسا لمطالبتها بالسيادة على الصحراء المغربية، وهي قضية وطنية في المغرب.. وتدعم الجزائر جبهة البوليساريو، وهي جماعة تسعى إلى استقلال المنطقة الصحراوية.

وفي عام 2017، كسر ماكرون التقاليد بجعل المغرب، وليس الجزائر، أول زيارة له إلى دولة في شمال إفريقيا كرئيس.. لكن العلاقات هدأت منذ ذلك الحين.

وفي عام 2021، اندلع ما يسمى بحرب التأشيرات بعد أن قالت فرنسا إنها ستقيد تأشيرات الدخول للمغاربة والجزائريين والتونسيين، ما لم توافق الدول على استعادة المهاجرين، وهو ما يُنظر إليه على أنه إذلال متعمد.

وفي العام نفسه، اتهمت باريس الرباط بمحاولة التجسس على ماكرون عبر هاتفه المحمول، بعد اكتشاف الرقم في بيانات مشروع بيغاسوس، وهو الاتهام الذي رفضه الملك.

King of Morocco refuses aid from France https://t.co/EvDJBtMnrx

— 5ynest (@5ynest_official) September 12, 2023 تدهور العلاقات

وتدهورت العلاقات أكثر هذا العام عندما اتهمت الرباط فرنسا، بالوقوف وراء تصويت البرلمان الأوروبي الذي يدين التهديد لحرية الصحافة في المغرب.. وقد سحب البلدان سفيريهما.

وفي مارس(آذار) الماضي، بعد أن قال ماكرون إن علاقته مع الملك كانت "ودية"، ردت الرباط بأن العلاقات "ليست ودية ولا جيدة بين الحكومتين أو القصر الملكي والإليزيه".

وتوجه متطوعون من نيس وليون وسانت إتيان إلى المغرب في نهاية هذا الأسبوع، لكن رئيس جمعية الإنقاذ الخيرية الفرنسية قال، أمس الأول الأحد، إن السلطات المغربية تمنع فرقها، التي كانت على استعداد لتقديم المساعدة الطارئة، من دخول البلاد.

After the devastating earthquake that killed thousands of people in Morocco, some countries like Spain, Quatar, United Arab Emirates (UAE) are already in the country helping, however, France offered to help but Moroccan government declined. pic.twitter.com/6Ag7GaLnQZ

— Eduardo (@Uchenna_97) September 12, 2023

وقال أرنو فريس، رئيس منظمة سيكوريستس بلا حدود، لإذاعة فرانس إنتر، إن عمال الإغاثة كانوا يأملون في إتمام رحلة إلى المغرب، يوم الأحد الماضي.. وأضاف "للأسف، مازلنا لا نحصل على الضوء الأخضر من الحكومة المغربية".

وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين لقناة فرانس 2، أمس الإثنين، إن المغرب دولة "شقيقة"، ولديها القدرة على التعامل بمفردها مع جهود الإنقاذ.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني زلزال المغرب فرنسا

إقرأ أيضاً:

هلال : الشعب القبايلي يطالب بالاستقلال قبل قيام الدولة الجزائرية

شهدت الندوة الإقليمية للجنة الـ24 التابعة للأمم المتحدة، التي اختتمت أشغالها بمدينة ديلي في تيمور الشرقية، سجالاً دبلوماسياً محتدماً بين وفدي المغرب والجزائر، على خلفية ملف الصحراء المغربية، وذلك خلال جلستين خصصتا لحق الرد.

واتهم رئيس الوفد الجزائري المغرب بـ”استهداف بلاده” في خطابه، مشدداً على أن الجزائر ليست طرفاً مباشراً في النزاع، وهو ما رفضه السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، الذي أكد أن تدخل بلاده اقتصر على “تذكير المجتمع الدولي بوقائع وأحداث تتحمل الجزائر مسؤوليتها بوضوح وعلانية”.

وتساءل هلال: “من أنشأ جبهة البوليساريو؟ ومن يمولها؟ وأين تتواجد؟ ومن يقود الحملات الدبلوماسية ضد المغرب؟”، مضيفاً أن “الجواب على كل هذه الأسئلة هو الجزائر”، مشيراً إلى أن اسمها ورد خمس مرات في كل من قرارات مجلس الأمن الأخيرة بشأن الصحراء المغربية.

ورفض السفير المغربي توصيف الجزائر لنفسها بـ”الطرف الملاحظ”، معتبراً أن موقفها يعكس “فصاماً سياسياً مزمناً”، في ظل اعتراضها المستمر، منذ ثلاث سنوات، على استئناف العملية السياسية، مما يعيق إيجاد حل للنزاع.

وانتقد هلال ما وصفه بـ”خطاب متجاوز” للدبلوماسية الجزائرية، معتبراً أن مداخلاتها “تجاهلت التطورات التي شهدها الملف خلال ربع قرن”، لا سيما ما يتعلق بمقترح الحكم الذاتي الذي طرحه المغرب، والدعم المتزايد له من قبل المجتمع الدولي، بالإضافة إلى تراجع الحديث الأممي عن خيار الاستفتاء.

وفي رد على مزاعم الجزائر بأنها كانت “قبلة لحركات التحرر الإفريقية”، قال السفير المغربي إن هذا الأمر “ينتمي إلى الماضي”، متهماً الجزائر بأنها أصبحت اليوم “مرتعاً لعدم الاستقرار والجماعات الإرهابية والانفصاليين”، محملاً سياساتها في المنطقة مسؤولية تفشي الإرهاب في الساحل الإفريقي.

وختم عمر هلال مداخلته بالتشكيك في صدقية الخطاب الجزائري بشأن “حق تقرير المصير”، مشدداً على أن “الجزائر مطالبة أولاً باحترام هذا الحق داخل أراضيها، وتحديداً بالنسبة للشعب القبايلي، الذي تعود مطالبته بالاستقلال إلى ما قبل قيام الدولة الجزائرية”.

مقالات مشابهة

  • السفارة في المغرب: نقل مواطن من الرباط إلى المملكة عبر طائرة الإخلاء الطبي
  • لماذا توسّع الجزائر مساهمتها في المؤسسات المالية الدولية؟
  • المغرب وكينيا يوقعان 5 مذكرات تفاهم في مجالات عدة
  • ماكرون ينفي التشاجر مع زوجته على باب الطائرة: كنا نمزح فحولوها كارثة جيو – كوكبية
  • اجتماع للجالية الفلسطينية في الرباط والسفير الشوبكي يدعو إلى الوحدة (فيديو)
  • كينيا تفتتح سفارةً بالرباط.. بوريطة: العلاقات بين الرباط ونيروبي دخلت مرحلة جديدة
  • السلفادور تعلن افتتاح قنصلية بالعيون ودعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية
  • ماكرون يُعلّق على لقطة دفع وجهه من جانب زوجته: تحول إلى كارثة في الكوكب
  • ضجة في فرنسا بعد تداول فيديو صفعة مفاجئة من بريجيت لإيمانويل ماكرون
  • هلال : الشعب القبايلي يطالب بالاستقلال قبل قيام الدولة الجزائرية