٢٦ سبتمبر نت:
2025-05-28@03:00:41 GMT

«مفاوضات ريلى» ... تقسيم اليمن واحتلال الساحل !

تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT

«مفاوضات ريلى» ... تقسيم اليمن واحتلال الساحل !

طيلة عامين ونصف من المفاوضات طويلة الأمد حاول المحتل استخدام الدبلوماسية واساليبها الملتوية لتحقيق سياسته واهدافه الاستعمارية والتي عجز عن تحقيقها عسكريا .

ورقة ضغط

في عشرينيات القرن الماضي كانت السياسية الاستعمارية البريطانية تهدف بكل السبل إلى تجزئة اليمن إلى امارات صغيرة لمنع قيام دولة يمنية مركزية عزل المناطق الداخلية عن السواحل .

ومع نهاية الحرب العالمية الاولى (1914- 1918م ) قام المحتل البريطاني في ديسمبر 1918م باحتلال مدينة الحديدة تماشيا مع سياستها الاستعمارية .

فكان رد حكومة صنعاء في نوفمبر 1919م بتحرك عسكري نحو عدن واستطاعت تلك القوات السيطرة على الضالع ذات الموقع الاستراتيجي الهام وتقدمت قوات صنعاء نحو منطقة الشعيب التي تعود لاتحاد قبائل يافع حتى وصلت قوات صنعاء إلى مشارف الصبيحة وكان ذلك استمرارا لكفاح اليمنيين من اجل توحيد واستعاده كل الاراضي اليمنية.

ونتيجة للمتغيرات الدولية ولحسابات المصالح الاستعمارية البريطانية في المنطقة ووجود قوى استعمارية اخرى طامعة باليمن اقدمت بريطانيا على تسليم ميناء الحديدة للإدريسي في سنة 1921م .

وجعل الحديدة ورقة ضغط في اي مفاوضات مع حكومة صنعاء . -العرشى - ريلى وخلال المواجهات العسكرية والضغط العسكري لصنعاء على محميات عدن تقدمت بريطانيا بمبادرة للمفاوضات بينها وبين صنعاء .

وجرت تلك المفاوضات في عدن بين الميجر برنارد ريلى نائب المقيم البريطاني وعبدالله العرشى مبعوث حكومة صنعاء الذى وصل إلى عدن في يونيو 1921م وجاءت المبادرة إلى اجراء هذه المفاوضات من الجانب البريطاني , وقد اوقفت صنعاء مؤقتا زحف قواتها نحو عدن وما يسمى بالمحميات آنذاك في جنوب اليمن .

وقد استمرت المفاوضات في عدن عامين ونصف ( من يونيو 1921 حتى بداية عام 1924م) ناقش فيها مبعوث صنعاء العرشى مع ريلى عدة مشاريع للاتفاقية وكان العرشى يعود إلى صنعاء للتشاور مع حكومته ويعود مجددا لعرض التعديلات الجديدة التي تطرحها حكومة صنعاء .

وانتهت تلك المفاوضات دون تحقيق ما كانت تأمله صنعاء وهو استعاده ميناء الحديدة .

أن الارشيفات الدبلوماسية البريطانية التي ازيح عنها النهاب تساعد على متابعة سير مفاوضات العرشى – ريلى وتحليل تكتيك الدبلوماسية البريطانية في تلك المرحلة والكشف عن نوايا بريطانيا الفعلية تجاه اليمن والتي مازالت تلك السياسة الاستعمارية تعود مع عدوان مارس 2015م على اليمن .

سير المفاوضات

منذ بداية المفاوضات اعلن العرشى أن صنعاء تطالب بأراضي الإدريسي وباليمن كله فى حدوده التاريخية بما في ذلك محمية عدن.

وردا على ذلك طرح الانجليز شروطهم الواردة في مسودة الاتفاقية بين بريطانيا وصنعاء وسلموا المسودة إلى العرشى مبعوث صنعاء في 30 اكتوبر 1922م وتتلخص اهم ما جاء في مسودة الاتفاقية : ( تعترف بريطانيا باستقلال الإمام وسلطته في جميع الأراضي المتاخمة لأراضي بريطانيا ( اى محمية عدن) من جهة وأراضي الإدريسي من جهة اخرى – مع اعتبار ان ميناء الحديدة صار يتبع ارضى الإدريسي – وهذه الأراضي أي اراضي الإمام يحيى ستسمى في المستقبل باليمن ) وبذلك فأن المحتل البريطاني مثلما كانوا في التقسيم الانجلو – عثماني لليمن سنة 1914م يريدون ان يغيروا بصورة مفتعلة مفهوم اليمن التاريخي والجغرافي ويكرسوا نهائيا عزل اليمن الداخل عن البحر وتحويل اليمن إلى كيانات متعددة مع سيطرة المستعمر على الموانئ والسواحل والجزر اليمنية .

وبموجب مسودة الاتفاقية البريطانية اعترضت صنعاء على اغلب بنودها ونتيجة المباحثات الطويلة وضع العرشى وريلى في بداية يوليو 1922م مشروعا مشتركا للاتفاقية , ومع ذلك ظلت معلقة المسألة الاساسية الخاصة بمكانة جنوب اليمن والجدود بين اليمن الشمالي ومحمية عدن آنذاك .

فيما سعى العرشى في بادئ الامر إلى جعل بريطانيا تعترف بحقوق صنعاء التاريخية في جنوب اليمن كله , لكنه اعلن فيما بعد أن الإمام يحيى مستعد لعدم الاصرار على ذلك اذا عمل الانجليز على تسليمه ميناء الحديدة .

ورأى ريلى الذي لا يتمتع بصلاحيات البت في مثل هذه المسألة الخطيرة .

وفي نفس العام 1922م وصلت إلى صنعاء بعثة فرنسية حاولت توقيع عدة اتفاقيات تجارية مع حكومة صنعاء بما في ذلك الحصول على احتكار شراء البن اليمني مقابل ارساليات السلاح والعتاد الحربى من فرنسا .

خروقات المحتل

وخلال فترة المفاوضات وتحديدا في فبراير 1922م استخدم المحتل البريطاني الطائرات ضد قوات صنعاء المتمركزة في منطقتي الحواشب والصبيحة للحيلولة دون استمرار توغل قواتها نحو في اراضي ما يسمى بالمحميات.

وفي الاجتماع الذى عقد في وزارة المستعمرات في 28 يوليو 1922م اطلع المقيم البريطاني الوزراء على سير المفاوضات بين ريلى والعرشى واقترح لأول مرة تسليم الحديدة إلى حكومة صنعاء مقابل اعتراف الأخيرة بحقوق بريطانيا بجنوب اليمن .

رفض صنعاء

وكان آخر مراحل تلك المفاوضات ففي 10 نوفمبر 1923م اعلن نائب المقيم البريطاني في عدن الميجر باريت ريلى الذى اجرى المرحلة الختامية من المفاوضات مع العرشى عن موافقة الحكومة البريطانية على المساعدة في حل مسألة الحديدة ولكن من الضروري قبل ذلك توفر اعتراف خطى من حكومة صنعاء باتفاقيات الحدود الذي وقعت بين الانجليز والعثمانيين سابقا .

ووافقت بريطانيا على عدم الاصرار على انسحاب قوات صنعاء من اراضي المحميات سيطرت عليها إلى أن تتسلم صنعاء ميناء الحديدة وان لا تقوم في المستقبل بأي تدخل عسكري في اراضي المحمية .

وطلب العرشى فرصة لتنسيق مع حكومته بصنعاء وفي 21 نوفمبر 1923م اعلن للميجر باريت أن صنعاء لن تعترف بالحماية البريطانية على امارات جنوب اليمن , وذلك لان شيوخ جميع القبائل بما فيها قبائل الجنوب لا يحق لهم توقيع أية اتفاقية بدون سماح حكومة صنعاء .

واعلن العرشى كذلك أن حكومة صنعاء لا تستطيع ان تعترف باتفاقيات وقعها العثمانيون بخصوص اليمن .

متغيرات مختلفة

وخلال تلك الفترة استفادت صنعاء من متغيرات داخلية و اقليمية وخارجية منها توحيد الجبهة الداخلية واقامتها علاقات مع ايطاليا فصار السلاح الايطالي يصل إلى ميناء المخا ومنها إلى صنعاء , كذلك موت محمد الإدريسي وصراع اسرته على السلطة مما اضعفهم مما دفع قيام قوات صنعاء بعمليات عسكرية هدفها تحرير الحديدة وانهاء عزلة اليمن الداخلي عن البحر الأحمر .

ومع سيطرت حكومة صنعاء على البيضاء في سبتمبر 1923م وتشدد موقف مبعوث صنعاء العرشى في مفاوضات عدن قد قوضا اخيرا الخطط البريطانية لإخضاع حكومة صنعاء لمخططها الاستعماري بتقسيم اليمن وتجزئته ولم توافق صنعاء على اي تنازلات وسرعان ما استدعت صنعاء مبعوثها من عدن دون ان يوقع اية اتفاقية .واستطاعت قوات صنعاء عسكريا في 1925م من تحرير الحديدة والساحل الغربي .

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: میناء الحدیدة حکومة صنعاء جنوب الیمن قوات صنعاء صنعاء على

إقرأ أيضاً:

اعتراف أمريكي ثقيل بالهزيمة في اليمن

يمانيون../
مثل هذا الاعتراف من العيار الثقيل من المسؤول الثاني بالولايات المتحدة العظمى، على لسان نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، لم يأتِ من فراغ، بل من تجارب واقعية وسلسلة ضربات عسكرية موجعة تلقتها البحرية الأمريكية من قوات صنعاء في معركة البحر الأحمر المساندة لغزة.

وهكذا قال نائب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فانس، في كلمة ألقاها بحفل تخرّج دفعة عسكرية من الأكاديمية البحرية الأمريكية بولاية ماريلاند: “لقد تدخلنا في اليمن بهدف دبلوماسي، لا نُورّط فيه قواتنا في صراع طويل الأمد مع قوة فاعلة غير حكومية (قوات صنعاء) تُلحق أضراراً بأصولنا وقواتنا بالصواريخ والمسيّرات”.

وأضاف: “عصر هيمنة الولايات المتحدة على البحر والجو والفضاء بلا منازع انتهى الآن وأصبح ضرباً من الماضي، وعلى أمريكا وجيشها التكيّف مع التغيرات الجيوسياسية والتكنولوجية المتسارعة في العالم”.

وزير حرب أمريكا: فشلنا في اليمن

وفي مقابلة خاصة أجرتها قناة “فوكس نيوز” الأمريكية، أقرّ وزير الحرب الأمريكي، بيت هيغسيث، بفشل عدوان بلاده على اليمن دون أن تحقق أهدافها المعلنة؛ وقف هجمات قوات صنعاء، والقضاء عليها، وتدمير ترسانة أسلحتها.

وقال: “لم ندمّر القدرات العسكرية للقوات اليمنية، فلدينا أولويات أخرى نركز عليها، مثل الصين وإيران، والولايات المتحدة لن تكرر ما فعلته في العراق وأفغانستان”.

وأضاف: “الرئيس دونالد ترامب قرر في نهاية المطاف وقف عمليات العدوان العسكري على اليمن، وفي البحر الأحمر ضد اليمنيين”.

وكان الرئيس ترامب أعلن، يوم الثلاثاء 6 مايو 2025، وقف العدوان على اليمن، مقابل وقف اليمن الهجمات على السفن الأمريكية في البحر الأحمر، مع وقف الاستهداف بين الطرفين مستقبلاً، في اتفاق بوساطة عُمانية وفقاً لمعادلة صنعاء كمخرج لواشنطن من مستنقع اليمن.

وشنَّت الولايات المتحدة عدواناً عسكرياً انتهى بالفشل على المناطق الحُرة في حكومة صنعاء، في 15 مارس الماضي، باسم عملية “الفارس الخشن”، بما يقارب من 1,500 غارة جوية لمدة 53 يوماً، أدت إلى استشهاد أكثر من 280 مدنياً، وإصابة أكثر من 650 آخرين.

.. واتفاق الهزيمة النكراء

بدورها، اعتبرت مجلة “ناشيونال إنترست” اتفاق وقف إطلاق النار بين الرئيس ترامب واليمنيين هزيمة عسكرية نكراء لأمريكا في المهمة القتالية الأعنف لقوات البحرية الأمريكية في البحر الأحمر منذ الحرب العالمية الثانية.

وكشفت عن الهزائم التكتيكية المحرجة لأمريكا في عدوانها على اليمن، بتعرّض طائرات “F-35” من الجيل الخامس لخطر الموت في الأجواء اليمنية رغم تقنيات التخفي، وإعلان واشنطن تغيير قائد حاملة الطائرات “ترومان” عند وصولها إلى موطنها في مدينة نورفولك بولاية فيرجينيا الأمريكية خلال الأسابيع المقبلة.

وأكد موقع “ريل كلير ديفينس” الأمريكي العسكري إن لجوء إدارة ترامب إلى إبرام اتفاق وقف إطلاق النار مع صنعاء، لضرورة تجنب التورّط في صراعات خارجية مكلفة.

وأوصى صانعي السياسات الأمريكيين بالاعتبار من فشل عدوان عملية “الفارس الخشن” على اليمن كدرس عسكري في المستقبل لضبط النفس وعدم تحمّل الأعباء.

.. وفشل بـ”قيمة 7 مليارات دولار”

وأقرّت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الأسبوع الفائت، بإنفاق الولايات المتحدة أكثر من سبعة مليارات دولار في العدوان العسكري على قوات صنعاء، خلال إداراتي بايدن وترامب، دون أن يحقق أي نتائج ملموسة، ما اعتبرته فضيحة وفشلاً عسكرياً.

وأكدت مؤسسة “أولويات الدفاع”، وهي مؤسسة بحثية في واشنطن، إهدار الولايات المتحدة أكثر من 7 مليارات دولار على العدوان في اليمن خلال أقل من عامين.

وقال الخبير في الشؤون الدفاعية والعسكرية، ماكنزي إيغلتون، لموقع “بارس توداي”:”إن التهديدات العسكرية في منطقة البحر الأحمر تشكّل تحدياً أمام الولايات المتحدة وتضعها في موقف لا يمكنها من خوض معركة طويلة الأمد وعالية الضغط بنجاح”.

وأقرّ القائم بأعمال رئيس العمليات البحرية الأمريكية، الأدميرال جيمس كيلبي، أمام لجنة المخصصات في مجلس النواب الأمريكي، بأن حملة العدوان على اليمن فرضت ضغوطاً كبيرة على شركات صناعة الذخائر الأمريكية.

.. وصنعاء تطوّي صفحة “أم كيو 9”

تحت عنوان “سماء اليمن لم تعد آمنة لطائرات ‘ريبر'”، أقرت صحيفة “إنسايدر” الأمريكية بنجاح منظومات الدفاع اليمنية في إسقاط أحدث وأضخم المسيّرات طراز “أم كيو 9 ريبر” في سلاح الجو الأمريكي.

وقالت: “إن تكرار حوادث إسقاط طائرات ‘MQ-9’ الأمريكية في اليمن يُظهر التطور الملحوظ للقدرات الدفاعية لقوات صنعاء ودقة قدرتها على استهداف الطائرات الأمريكية المتقدمة”.

وأضافت: “إن التهديدات التي تواجة مسيّرات ‘أم كيو 9 ريبر’ الأمريكية من دفاعات صنعاء كفيلة بطيّ صفحتها، حيث تتكبّد هذه الطائرات المسيّرة خسائر متزايدة في الحرب مع اليمن”.

يُشار إلى أن قوات صنعاء أسقطت ثلاث طائرات نوع “F-18″، و26 طائرة أمريكية نوع “MQ-9” فوق أجواء اليمن؛ 22 طائرة في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدّس” نصرة لغزة، وأربع أثناء العدوان الأمريكي السعودي، الذي استمر ثماني سنوات، وبدأ في 26 مارس 2015.

واستهدفت، منذ نوفمبر 2023، أكثر من 240 قِطعة بحرية تجارية وحربية للعدو الأمريكي والبريطاني و”الإسرائيلي”، وأطلقت أكثر من 1,200 صاروخ ومسيّرة إلى عمق الكيان، إسناداً لغزة.

السياسية : صادق سريع

مقالات مشابهة

  • رفع الدولار الجمركي إلى 1500 ريال.. هل تدفع حكومة المرتزقة اليمن نحو انفجار شعبي واسع؟
  • 800 خبير قانوني يطاتلبون حكومة بريطانيا باتخاذ إجراءات صارمة ضد انتهاكات إسرائيل
  • انقسامات أوروبية تعرقل مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا
  • عاجل| الغارديان عن رسالة: على حكومة بريطانيا استخدام كل الوسائل لضمان استئناف دخول المساعدات دون عوائق إلى غزة
  • تقرير أممي يحذر من تفاقم الوضع الإنساني في اليمن إثر الغارات التي استهدفت موانئ الحديدة
  • طالباني يلوح بتصعيد مفاوضات تشكيل حكومة كوردستان: لا تتفاجأوا من مطالبنا الجديدة
  • اليمن يستهدف عمق الكيان ب 41 صاروخا باليستيا
  • مسؤول إيراني: تهديدات واشنطن تلاشت بعد مواقف المرشد الصارمة
  • اعتراف أمريكي ثقيل بالهزيمة في اليمن
  • مصدر يكشف أسباب تعثّر مفاوضات الدوحة الأخيرة بين “حماس” والاحتلال