شوارع وسيارات غارقة.. عاصفة تجتاح ليبيا(فيديو)
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
يظهر الفيديو غرق شوارع وسيارات في السيول التي اجتاحت مدن ليبية التي ضربتها عاصفة دانيال، ما أسفر عن وقوع عشرات القتلى والمفقودين حتى ساعة نشر الخبر.
.المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
فيلم وادي الصدى: أم وابنتها في مواجهة عاصفة من الصراعات
تتجه الأفلام الأكثر واقعية الى معالجة العديد من الإشكاليات التي تقدم شخصيات هي بالفعل اقرب الى الواقع في طريقة تفكيرها او في أهدافها وعلاقاتها ورؤيتها التي تتجه بشكل أساس الى مخاطبة جمهور عريض ينشد هذا النوع من الأفلام والاحداث والشخصيات ولأنه نوع فيلمي قادر على محاكاة قصص تأتي من الحياة ومن الواقع وبذلك سوف تنطوي على عنصر يقربها من المصداقية ومن مسارات الحياة اليومية المعتادة.
وفي هذا السياق صرنا امام مسارات واقعية متنوعة من خلال ما قدمته السينما عبر تاريخها من منجز متنوع على الصعيد الواقعي بما جعل مساحة التجريب في هذا النوع الفيلمي واسعة وعريضة وتدفع باتجاه المزيد من المعالجات الفيلمية.
من هنا يمكننا النظر الى هذا الفيلم للمخرج مايكل بيرس ( له ثلاثة أفلام روائية طويلة قبل هذا الفيلم وهي المواجهة والوحش والشخص القادم) وحيث يشارك هذا المخرج في كتابة السيناريو وفي الإنتاج الى جانب المخرج المخضرم ريدلي سكوت ( اخرج اكثر من 20 فيلما روائيا طويلا حققت نجاحات كبيرة ومنها أفلام المصارع وبلطجية نيويورك و هانيبال وروبن هود ونابليون ومتسابق المتاهة وغيرها)، الفيلم يحاكي الواقع الى حد كبير من خلال قصة قريبة من الواقع مع محدودية في عدد الشخصيات.
يقدم الفيلم شخصية كيت – تؤدي الدور الممثلة البارعة جوليان مور المتربعة على بطولة عشرات الأفلام المتميزة، وهي امرأة تعيش وحيدة في مزرعة بعيدة مشغولة بتربية الخيل وتعيش من بعض المال الذي تحصل عليه من تدريب الصغار غالبا طريقة ركوب الخيل لكنها مرتبطة عاطفيا وبشدة بابنتها الوحيدة كلير – الممثلة سيدني سويني المبتلاة بالادمان في وقت من الأوقات وهي على رغم صغر سنها الا انها مرتبطة بثلة أصدقاء يستنفذونها من خلال طلب المال من والدتها وابتزازها بشتى السبل وهو ما يؤكده والدها المنفصل والذي يعيش حياته الخاصة.
في مشهد مؤثر تضطر كيت الى طلب بعض المال من طليقها لغرض ان تقوم بترميم سقف منزلها الايل للسقوط وبعد ان تعيد التواصل مع ابنتها تأتيها الابنة باكية بسبب ارتكابها جريمة بحق صديقها مما يضطر الام ولغرض انقاذ الابنة فإنها تتورط بإلقاء الجثة في ليلة ماطرة في قاع بحيرة من دون ان تتحقق من شخصية المقتول ولهذا سرعان ما سوف تكتشف ان ابنتها قد خدعتها وورطتها في تلك الجريمة بعد ان اخذت المال المخصص لترميم المنزل لدفعه الى تاجر مخدرات.
تظهر الممثلة البارعة جوليان مور على انها تلك المرأة القوية والمثابرة ولكن وفي ذات الوقت الام الرؤوفة التي تسيطر عليها مشاعر الامومة التي تسبغها على ابنتها الوحيدة مع انها فتاة غير مستقرة وتعاني من اضطرابات سلوكية وهي حصيلة جسدتها معالجة اخراجية اسلوبية متميزة قدمت فيها الشخصية الوحيدة – الام وهي تقاوم تلك التصدعات في حياتها الشخصية واحباطاتها في مقابل انقاذ الابنة المتذبذبة في سياق درامي جمع ما بين الواقعية وبين الانتقالات التي تتميز باقترانها بحبكات ثانوية مختارة بعناية.
وفي هذا الصدد تقول الناقدة مونيكا كاتسيلو في موقع روجر ايبيرت :" لا شك ان حالة من الفوضى تضرب حياة الشخصية الرئيسية - كيت، لتنتقل بعد ذلك الى حالة من الحزنٌ الشديد، ثم لتنتقل الاحداث الى نوع من الترقب والإثارة، يكون هذا التغيير مُرحّبًا به للغاية وخاصة من خلال متابعة التأثير اليومي لحياة كيت، ومشاهدة إخلاصها الأمومي وكفاحها وهي تحاول استعادة حياتها بعد خسارات غير متوقعة. وتُقدم مور أداءً مؤثرا لشخصية كيت، مُجسدةً حزن الشخصية وقوتها بنفس القدر، في مقابل الابنة المتأرجحةً بين الطيبة الوديعة التي تسعى لإعادة التواصل مع والدتها ثم التلاعب بها من اجل الحصول على المال، وبين غضبها الشديد عليها عندما لا تحصل على ما تريد".
واقعيا نجد ان الام قد غرقت فعليا في دوامة لم تكن تتوقعها فهي تقف بين خيارين احلاهما مر وهما التبليغ عن الجثة التي القيت في قاع البحيرة وبالتالي تدمير حياتها وحياة ابنتها او ان تصمت ولكن صمتها يكون له ثمن افضع اذ وجدت نفسها في مواجهة تاجر للمخدرات يعلم بأمر الجثة فيستخدمها لغرض الابتزاز ودفع كيت لإحراق ممتلكاتها من اجل الحصول الى على مبالغ التامين.
وفي هذا الصدد يقول الناقد برينت سيمون في موقع آف- سين،" اذا تدرجنا من المواقف الصعبة والمتأزمة في الفيلم فإن هنالك بالمقابل على المستوى التقني، يُبرِز الطابع الفني المتكامل والحافل بالعناصر البصرية حيث يستخدم مدير التصوير إعدادات متميزة من ناحية الزوايا، مع لمسات أسلوبية، ولقطات ثابتة وأخرى مواكبة لحركات الشخصيات، ثم استخدام الحركة البطيئة بشكل غير اعتيادي، وحيث تضع المشاهدين في قلب المواقف التي تتميز بالمُواجهات. هذا السعي النشط للارتقاء بالقصة بصريًا بشكل مُبدع جعل المشاهد أكثر تشويقا خاصة بالتزامن مع ذلك النوع من الشعورٍ المُضطربٍ سواء بالتزام الام تجاه ابنتها او صراعها مع الشخصية الشريرة بما اضفى على احداث الفيلم طابعا واقعيا، جاذبا للجمهور".
وهكذا صرنا مع نوع من الدراما التي تضرب على وتر العوامل النفسية والعاطفية والإنسانية في مقابل وحشية أولئك المجرمين الذين يجرّون كيت عنوة الى مستنقعهم ولهذا يجد المشاهد نفسه مستاءا من استسلام كيت وسرعة تورطها مع أولئك المبتزين وهي معادلة ما تلبث ان تستقيم ولكن وفق مسارات سردية غير متوقعة عندما تنجح الصديقتان كلير وجيسي – تقوم بالدور الممثلة فيونا شز، في اخراج الجثة من البحيرة والتعرف عليها ومن ثم اخفاءها في وسط مخازن الغلال التي سوف يتم احراقها استجابة لرغبة جاكي ونزعته الاجرامية التي تجعلها تتعاطى معه وتسلمها كل ما لديها من ممتلكات لغرض الاستحواذ عليها.
على ان التحول الدرامي المشوق هو الذي ساعدت جيسي في تأسيسه بإيقاع جاكي في الفخ وثبوت انه قد احرق مخازن الغلال والعلف هو بنفسه وبشكل متعمد فضلا عن العثور على الجثة من طرف الشرطة في وسط الحريق.
لعل هذا الفيلم يضاف الى سلسلة أفلام جوليان مور والى رصيدها المتميز وخاصة في نوع الأفلام النفسية والاجتماعية والعاطفية وهي تشتغل على القصص الواقعية والمشاعر العميقة وهي في هذا الفيلم تقدم مشاعر الامومة بشكل ملفت للنظر وبما في ذلك تعطيل حياتها من احل انقاذ ابنتها وهو دافع كاف لإنتاج المزيد من الحبكات الثانوية المؤثرة فضلا عن تأسيس مسارات سردية متقنة انضجت الفكرة وارتقت ببساطة الموضوع الى مستوى من التعقيد والدوامة لم يكن من المتوقع ببساطة ان تخرج كيت منها في نوع من التعتيم والصورة السوداوية التي اختلطت فيها الجريمة بالعاطفة من خلال معالجة سينمائية رصينة ومتميزة.
...
سيناريو وإخراج/ مايكل بيرس
انتاج/ ريدلي سكوت وآخرون
تمثيل / جوليان مورفي دور كيت - سيدني سويني في دور كلير- ديمنهال غيلسون في دور جاكي، فيونا شو في دور جيسي
مدير التصوير / بنجامين كراكون
مونتاج/ مايا مافيولي