خبر سودان تريبيون عن لقاء البرهان مع الحلو في أسمرا كان لعبة ذكية جدا على عقل الرأي العام وإستخداما جيدا لضعف ثقة الناس في مصادر وإعلاميي الجيش ، وكذلك توظيفا لبطء ردات فعل الإعلام العسكري وأذرعه والتي لضعف المصادر وغياب التنسيق صارت تعالج هذه الفلتات بردود مثل (نفى مصدر مطلع – مصدر سيادي ينفي) وغيرها .

.

بالعودة لخبر اللقاء ، يمكنك أن تتساءل ما الذي يجعل عبد العزيز الحلو علامة فارقة في الحرب حتى يكون دخوله حاسماً ؟ كذلك ما الذي يجعل شرطه ب (علمانية الدولة وعطلة الأربعاء) شرطاً محفزا على قتال الدولة سابقا وعلى القتال مع الدولة حالياً ؟ هل تساءلتم ما هو الموقف العسكري الحالي لقوات الحلو في جنوب كردفان؟ فمنذ بداية الحرب نفذت حركة الحلو خمس هجمات غادرة ومباغتة على ولاية جنوب كردفان وتصدت لها كلها الفرقة 14 مشاة كادوقلي وبنصف إستعداد .

مثل هذه الأخبار (المرسلة) تهدف لصناعة حاجز شك وإنعدام ثقة بين الجيش والكتلة الشعبية المساندة له ، والتي ضعفت ثقتها في قيادة الجيش لعوامل عديدة منها تأخر الحسم وغياب المعلومة والإحاطة حول مسار العمليات العسكرية ، والمواقف السياسية المصاحبة للحرب .

يوسف عمارة أبوسن

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

النفط يُحمى.. والشعب السوداني يترك للمجهول!

ابراهيم هباني

في السودان لا يحتاج المرء الى جهد كبير ليفهم ما الذي يجعل الاطراف المتحاربة تتفق بسرعة، وما الذي يجعلها تختلف حتى اخر مدى.

يكفي النظر الى ما جرى في هجليج، وما جرى قبله في الفاشر وبابنوسة، ليتضح ان اولويات الحرب لا علاقة لها بحياة الناس، بل بما فوق الارض وتحتها.

في هجليج، انسحب الجيش السوداني الى جنوب السودان، ودخلت قوات الدعم السريع الحقل بلا مقاومة كبيرة، ثم ظهر رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت ليؤمن المنشاة الحيوية التي يعتمد عليها اقتصاد بلاده.

ولم يحتج الامر الى جولات تفاوض او بيانات مطولة. اتفاق سريع، وترتيبات واضحة، وهدوء مفاجئ. السبب بسيط: الحقل شريان لبلدين، وله وزن في حسابات دولية تتابع النفط اكثر مما تتابع الحرب.

لكن الصورة تختلف تماما عندما نعود الى الفاشر. المدينة عاشت اكثر من خمسمئة يوم تحت الحصار. 500 يوم من الجوع والانهيار، بلا انسحاب من هذا الطرف او ذاك، وبلا موافقة على مبادرة لتجنيبها الحرب. سقطت الفاشر لانها ليست هجليج. لا تملك بئرا، ولا انبوبا، ولا محطة معالجة. ولذلك بقيت خارج الحسابات.

وبابنوسة قصة اخرى من النوع نفسه. المدينة ظلت لما يقارب 680 يوما بين حصار واشتباكات وانقطاع، ثم سقطت نهائيا.

وخلال ذلك نزح منها ما لا يقل عن 45 الف شخص. ومع ذلك لم تعلن وساطة عاجلة، ولا ترتيبات لحماية المدنيين، ولا ما يشبه العجلة التي رأيناها في هجليج الغنية بالنفط!

بابنوسة، مثل الفاشر، لا تضخ نفطا، ولذلك لم تجد اهتماما كبيرا.

دولة جنوب السودان تحركت في هجليج لانها تعرف ان بقاءها الاقتصادي مرتبط بانبوب يمر عبر السودان.

والصين تراقب لان مصالحها القديمة في القطاع تجعل استقرار الحقول مسألة مهمة.

اما الاطراف السودانية، فاستجابت بسرعة نادرة عندما تعلق الامر بالبرميل، بينما بقيت المدن تنتظر نصيبا من العقل، او نصيبا من الرحمة.

المعادلة واضحة. عندما يهدد النفط، تبرم الترتيبات خلال ساعات. وعندما يهدد الناس، لا يحدث شيء. هجليج اخليت لانها مربحة. الفاشر وبابنوسة تركتا لان كلفتهما بشرية فقط.

والمؤسف ان هذا ليس تحليلا بقدر ما هو وصف مباشر لما حدث. برميل النفط حظي بحماية طارئة، بينما المدن السودانية حظيت بالصمت.

وفي نهاية المشهد، يبقى الشعب السوداني وحيدا، يواجه مصيره بلا وساطة تحميه، وبلا اتفاق ينقذه، وبلا جهة تضع حياته في اولوياتها.

هذه هي الحكاية، بلا تجميل. النفط يوقع له اتفاق سريع. الشعب ينتظر اتفاقا لم يأت بعد.

الوسومإبراهيم هباني

مقالات مشابهة

  • هل يكون فصل الدين عن الدولة سببا في نجاحها؟
  • الأحرار الفلسطينية”: انطلاقة حركة “حماس” شكلت علامة فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية
  • الجيش الإسرائيلي “يعلق مؤقتاً” غاراته على جنوب لبنان
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذي ما زالوا في غزة
  • الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لإخلاء قرية في جنوب لبنان قبل القصف
  • النفط يُحمى.. والشعب السوداني يترك للمجهول!
  • وزير الحرب الأمريكي: نعيد هيكلة الجيش لضمان الاستعداد لأي صراع
  • مصدر : سلسلة غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة جنوب وشرق لبنان
  • بعد سلسلة من الغارات على جنوب لبنان.. تعليق من الجيش الإسرائيلي
  • بطاريق جنوب أفريقيا تواجه خطر الانقراض.. والسردين يلعب دوراً حاسماً في مصيرها