الأتحاد الأوروبي يشرع قانون بخصوص وقود الطائرات
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
سبتمبر 13, 2023آخر تحديث: سبتمبر 13, 2023
المستقلة/- وافق المشرعون في الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء على قواعد جديدة تلزم شركات الطيران باستخدام وقود أكثر استدامة في جميع أنحاء الكتلة في محاولة للمساعدة في إزالة الكربون من القطاع.
و بموجب المعايير الجديدة التي تم اعتمادها خلال الجلسة العامة للبرلمان الأوروبي في ستراسبورج بفرنسا، يجب أن يكون 2% من وقود الطائرات مستداما اعتبارا من عام 2025، مع زيادة هذه الحصة كل خمس سنوات لتصل إلى 70% بحلول عام 2050.
و قال البرلمان إن الوقود المستدام سيشمل “الوقود الاصطناعي، و بعض أنواع الوقود الحيوي المنتجة من المخلفات الزراعية أو الغابات، و الطحالب، و النفايات الحيوية، و زيت الطهي المستخدم أو بعض الدهون الحيوانية”.
سيتم اعتبار وقود الطائرات المعاد تدويره و المنتج من غازات النفايات و النفايات البلاستيكية، بالإضافة إلى الهيدروجين المتجدد، صديقًا للبيئة، في حين لن يتم اعتبار الوقود القائم على المحاصيل الغذائية و الوقود المشتق من مواد النخيل و فول الصويا.
و قالت المفوضية الأوروبية إن قطاع الطيران يمثل 13.9% من انبعاثات وسائل النقل في الاتحاد الأوروبي، مما يجعله ثاني أكبر مصدر لانبعاثات الغازات الدفيئة في القطاع بعد النقل البري.
و يعد هذا التشريع جزءا من حزمة الاتحاد الأوروبي “مناسبة لـ 55″، و التي تحدد هدف خفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الانحباس الحراري العالمي بنسبة 55٪ على الأقل بحلول عام 2030. كما حدد الاتحاد الأوروبي هدف الوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050. و تقول إنها بحاجة إلى خفض انبعاثات وسائل النقل بنسبة 90٪ مقارنة بمستويات عام 1990 لتحقيق ذلك.
و تمت الموافقة على القواعد الجديدة بأغلبية 518 صوتا مقابل 97 صوتا و امتناع ثمانية عن التصويت. و بمجرد إقرارها من قبل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، فإنها ستدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من يناير 2024.
و قالت المفوضية الأوروبية في وقت سابق من هذا العام إنه من المتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى تقليل انبعاثات الكربون من الطائرات بنسبة الثلثين بحلول عام 2050 مقارنة بسيناريو “عدم اتخاذ إجراء”.
و مع ذلك، لا تزال مخزونات وقود الطيران المستدام منخفضة. و تقول وكالة سلامة الطيران التابعة للاتحاد الأوروبي إن العرض يمثل أقل من 0.05% من إجمالي استخدام وقود الطائرات في الاتحاد الأوروبي.
المصدر:https://www.independent.co.uk/news/aviation-ap-brussels-european-commission-lufthansa-b2410746.html
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: فی الاتحاد الأوروبی وقود الطائرات بحلول عام
إقرأ أيضاً:
أوروبا تقترب من صفر الانبعاثات.. اتفاق تاريخي لخفض التلوث 90% بحلول 2040
في خطوة تُعد من أهم التحركات المناخية العالمية خلال العقد الحالي، أعلن البرلمان الأوروبي عن موافقة مبدئية بين مؤسسات الاتحاد الأوروبي لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 90% بحلول عام 2040 مقارنة بمستويات عام 1990.
هذا الهدف الطَموح، الذي يتجاوز التزامات معظم الاقتصادات الكبرى—including الصين—يمثل علامة فارقة في مسار القارة نحو تحقيق الحياد الكربوني الكامل بحلول 2050.
ورغم أن الهدف الجديد أقل حدة من التوصيات الأولية التي قدمها مستشارو الاتحاد الأوروبي في علوم المناخ، إلا أنه جاء نتيجة تفاوض سياسي معقد استغرق شهورًا، واضطر الأطراف إلى البحث عن صيغة توفق بين الطموح المناخي والواقع الاقتصادي. وزير الخارجية الدنماركي لارس آجارد، أحد المشاركين الرئيسيين في صياغة الاتفاق، وصفه بأنه يوازن بين ضرورة التحرك العاجل لحماية المناخ وبين الحفاظ على قدرة الصناعة الأوروبية على المنافسة في سوق عالمي شديد الارتباك.
الاتفاق لم يأتِ بسهولة، دول مثل بولندا والمجر حذرت من أن خفض الانبعاثات بدرجة أكبر سيشكل عبئًا قد لا تقدر صناعاتها الثقيلة على تحمله، خاصة مع استمرار ارتفاع أسعار الطاقة في المنطقة.
في المقابل، ضغطت دول أخرى، بينها إسبانيا والسويد، لرفع سقف الطموح، مشددة على أن القارة تواجه بالفعل تصاعدًا في الكوارث المناخية والظواهر الجوية المتطرفة، ما يستدعي إجراءات أكثر صرامة.
النتيجة كانت تسوية وسط: هدف كبير لكنه لا يصل إلى مستوى المقترحات العلمية الأكثر تشددًا.
وفق الاتفاق، ستُجبر الصناعات الأوروبية على خفض انبعاثاتها بنسبة 85%، وهو رقم ضخم يتطلب استثمارات غير مسبوقة في التحول للطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة. لتعويض نسبة الانبعاثات المتبقية، سيلجأ الاتحاد الأوروبي إلى بيع أرصدة كربونية للدول النامية، بالإضافة إلى السماح للشركات باستخدام أرصدة كربون دولية إضافية تصل إلى 5% لتخفيف الضغط.
كما قرر الاتحاد تأجيل ضريبة الكربون على الوقود لعام واحد لتبدأ في 2028 بدلًا من 2027، في محاولة لتهدئة مخاوف قطاع النقل والصناعة الثقيلة.
ورغم الخلافات الداخلية، تبقى أوروبا أكثر القارات الكبرى تقدمًا في مسار الحد من الانبعاثات. فقد نجح الاتحاد بالفعل في خفض انبعاثاته بنسبة 37% مقارنة بعام 1990، وهو إنجاز لا يزال بعيد المنال بالنسبة لاقتصادات ضخمة أخرى.
الولايات المتحدة، على سبيل المثال، لم تحقق سوى 7% فقط خلال الفترة نفسها، وفق بيانات Statista. ويعود جزء كبير من التباطؤ الأميركي إلى سياسات إدارة ترامب التي انسحبت من اتفاقية باريس للمناخ، وأعادت تعزيز صناعات الطاقة الملوثة مثل الفحم والغاز، بل وحتى أزالت الإشارات المرتبطة بالمناخ من المواقع الحكومية.
رغم الإعلان، لا يزال الاتفاق بحاجة إلى تصديق رسمي من البرلمان الأوروبي والدول الأعضاء ليصبح قانونًا ملزمًا. إلا أن هذا الإجراء يُعتبر عادةً شكليًا في مثل هذه الاتفاقات التي يتم التوافق عليها مسبقًا داخل المؤسسات الأوروبية.
بهذا الاتفاق، يرسل الاتحاد الأوروبي رسالة واضحة: المعركة ضد تغير المناخ تتطلب إجراءات جريئة، حتى لو كانت مكلفة وصعبة سياسيًا.
ومع اقتراب موعد 2050، تبدو القارة الأوروبية مصممة على البقاء في مقدمة الدول التي تسعى إلى بناء اقتصاد أخضر قادر على المنافسة عالميًا، وبيئة أكثر استقرارًا للأجيال القادمة.