المنتدى يناقش قضايا حقوقية مستجدة من منظور ذوي الإعاقة
تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT
تناولت الجلسة الثالثة من جلسات المنتدى الوطني الثاني لحقوق الإنسان، موضوع الإعاقة وقضايا حقوقية مستجدة من منظور ذوي الإعاقة أنفسهم، حيث تطرق المشاركون إلى قضايا الذكاء الاصطناعي، وتغير المناخ، ودور الإعلام في إذكاء الوعي، ودور المجالس المنتخبة، وتأثيرها على ذوي الاحتياجات الخاصة.
وفي كلمته تطرق السيد/ محمد الفهيدة – مسؤول الإعلام والنشر بمركز قطر للتكنولوجيا المساعدة «مدى» إلى دور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في وصول الأشخاص ذوي الإعاقة إلى حقوقهم وتمكينهم من العيش المستقل وإدماجهم في المجتمع.
وقال الفهيدة: يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على مساعدة الأشخاص من ذوي الإعاقة في مختلف جوانب حياتهم، الفوائد الرئيسية للذكاء الاصطناعي للأشخاص ذوي الإعاقة، يمكن لأدوات التواصل المدعومة بالذكاء الاصطناعي أن تساعد الأفراد الذين يعانون من إعاقات في الكلام أو التواصل على التعبير عن أنفسهم بشكل أكثر فعالية، كما يمكن لهذه الأدوات تحويل النص إلى كلام، أو الكلام إلى نص، أو حتى تمكين التواصل من خلال الإيماءات أو حركات العين.
وأوضح أنه يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي أيضاً أن تساعد ذوي الإعاقة على التنقل، وتوفيرها الدعم لأصحاب الإعاقات البصرية، كما يمكن للأشخاص من ذوي الإعاقات الإدراكية الاستفادة من التطبيقات والأجهزة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، ويمكن للأشخاص من ذوي الإعاقات الإدراكية الاستفادة من التطبيقات والأجهزة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.
كما استعرض تأثير الذكاء الاصطناعي في توفير المحتوى القابل للنفاذ، وتحقيق الحياة المستقلة لذوي الإعاقة، والمساهمة في توفير الرعاية الصحية لهم، وفتح الأبواب لفرص عمل مناسبة، والعمل على الدمج الاجتماعي، والاستجابة لحالات الطوارئ، وغيرها من الأمور التي يسهم فيها.
من جانبها تناولت السيدة/ فاطمة حمد أبو شريدة – رئيس قسم التكنولوجيا المساعدة بمركز النور للمكفوفين، تأثير التغير المناخي على حقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة ودورهم في وضع التدابير المتعلقة بالتخفيف من آثاره والتكيف معها.
وسلطت الضوء في ورقة العمل على مظاهر تغير المناخ، خاصةً في منطقة الخليج، موضحة أنه وفقاً للأمم المتحدة تتحمل الدول سنوياً 300 مليار دولار لمواجهة التكيف مع تغير المناخ، مشيرة إلى أن الأشخاص ذوي الإعاقة أكثر عرضة بنسبة تصل إلى 4 مرات لخطر الإصابة أو الوفاة نتيجة الكوارث الناتجة عن التغيرات المناخية.
وتطرقت إلى عدد من المشكلات التي تواجه الأشخاص من ذوي الإعاقة في حالات الكوارث، والطرق والسياسات الفعالة لحماية الأشخاص من ذوي الإعاقة البصرية، من حيث وضع إستراتيجيات وسياسات لحمايتهم وضمان حقوقهم، خاصةً وأن حقوق ذوي الإعاقة جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان.
أما السيد طالب عبد الله عفيفة المري – عضو مجلس الإدارة – المدير التنفيذي بالإنابة بالجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، فتناول دور الإعلام في إذكاء الوعي بحقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة، ومكافحة الصورة النمطية التقليدية عنهم، متطرقاً للتعريف بالجمعية ودورها في المجتمع، وأبرز ما جاء في التشريعات القطرية من حقوق لذوي الإعاقة، وكذلك ما نصت عليه رؤية قطر الوطنية 2030 من حماية لذوي الإعاقة، وما جاء في الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، كما أشار إلى توعية المجتمع القطري بحقوق ذوي الإعاقة.
ونوه المري إلى دور الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة في التعريف والتوعية بحقوق ذوي الإعاقة من خلال منصاتها المختلفة، ومن بينها حسابات الجمعية على مواقع التواصل الاجتماعي، ومجلة الحياة التي تصدرها الجمعية، والموقع الإلكتروني للجمعية القطرية، والنشرات والتصاميم الإعلامية، وعدد من الكتب التي أصدرتها الجمعية.
كما أكد أن الجمعية أصدرت مجموعة متنوعة من قواميس لغة الإشارة، وتعد الفيديوهات التعليمية للصم العرب، والأقراص المضغوطة الإعلامية.
وفي كلمته تحدث السيد/ فيصل محمد الكوهجي - رئيس مجلس إدارة المركز القطري الثقافي للمكفوفين – عن أهلية الأشخاص ذوي الإعاقة كأحد شروط الناخب
في انتخابات مجلس الشورى، كما تناول كيفية تصويت الأشخاص من ذوي الإعاقة في العملية الانتخابية الخاصة بانتخابات مجلس الشورى القطري.
وقال الكوهجي: ليس كل شخص من ذوي الإعاقة فاقدا للأهلية وليس كل شخص فاقد للأهلية من ذوي الإعاقة، فمناط الأهلية التمييز متى تأثر التمييز واستحال التعبير عن الإرادة لدى ذوي الإعاقة تأثرت أهليته، وعليه يمكن تقسيم الأشخاص من ذوي الإعاقة فيما يتعلق بالأهلية من الناحية القانونية بعد تحليل نصوص القانون الوطني إلى ما يلي:
أ) أشخاص من ذوي الإعاقة لا تؤثر إعاقتهم على تمييزهم وسلامة إرادتهم في اتخاذ التصرفات وإبرام العقود فهم كاملو التمييز كالأشخاص من ذوي الإعاقة البصرية.
ب) أشخاص كاملو الأهلية إلا أنهم يوجد لديهم صعوبات في التعبير عن إرادتهم بالرغم من سلامة إدراكهم وتمييزهم كالشخص من ذوي الإعاقة الذي توجد لديه أكثر من إعاقة أو عجز جسماني.
ج) أشخاص من ذوي الإعاقة لا يستطيعون التعبير عن إرادتهم ويوجد لديهم مشكلة في التمييز والإدراك وهم حتماً يحتاجون إلى مساندة ورقابة.
وأوصى الكوهجي بالأخذ بعين الاعتبار حق الأشخاص من ذوي الإعاقة كاملي الأهلية الذين لا يمكن لهم التعبير عن إرادتهم كتابة أو شفاهة في ممارسة حقهم الانتخابي، من خلال إيجاد آلية يتم من خلالها التعبير عن إرادتهم كأن يكون هناك عضو باللجان الانتخابية يكون قادرا على التواصل مع هذه الفئة تحديدا.
وتناولت السيدة ملاك عبدالله الهاجري - مدير إدارة توظيف القوى العاملة الوطنية بقطاع شؤون القوى العاملة الوطنية بوزارة العمل، حقوق ذوي الإعاقة في العمل، حيث قالت: حرصت دولة قطر في جميع المحافل المحلية والدولية على حقوق ذوي الإعاقة في العمل وذلك بسن قوانين وتشريعات تعزز حقوقهم وتحقيق رؤية قطر 2030 وتحرص وزارة العمل وعلى رأسهم سعادة الدكتور علي بن صميخ المري وزير العمل على حقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة في العمل في ظل التكنولوجيا الحديثة التي تحترم كرامتهم دون تمييز من خلال تطبيق قانون رقم (2) لسنة 2004 لذوي الإعاقة، حيث إن الوزارة تهتم بتوظيفهم وتأهيلهم وتجهيزهم للانضمام للعمل بالقطاع الخاص.
وأضافت: يحمل الذكاء الاصطناعي أملاً بتغير جذري في حياة ذوي الإعاقة إذ تتيح لهم استغلالية أكبر في استخدام الذكاء الاصطناعي للاستعادة الجزئية لوظائف فقدوها كالنطق أو المشي. والأشخاص ذوو الإعاقة هم الأكثر تضررًا من ظاهرة تغير المناخ. حيث أكدت وزارة العمل حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وأنه يجب إشراكهم في صنع القرار والتخطيط والتنفيذ للتصدي لظاهرة تغير المناخ.
ونوهت إلى تكثيف الجهود الإعلامية بتوعية المجتمع، وأهمية دوره في رعاية ذوي الإعاقة. حث المؤسسات والمراكز الإعلامية على توجيه بعض الأعمال نحو ذوي الإعاقة لتأكيد حقهم في ممارسة حياتهم الطبيعية. إبراز قدرات ذوي الإعاقة على العطاء وأنهم أشخاص فعالين في مجتمعاتهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
وتابعت: دور الجمعية القطرية لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة بأنها المظلة الواقية للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة فهي تسعى وتجاهد من أجل تحقيق الرعاية المتكاملة لذوي الاحتياجات الخاصة وتعمل على تحديث وتطوير الأنشطة والخدمات لتغطي مساحات واسعة منهم. كما لا تعتمد اعتمادا متصلباً على الأهداف الثابتة الجامدة بل تطور وتشارك وتحاول على ضوء نتائج الدراسات الحديثة وحاجات ومطالب أعضاء الجمعية من الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة لتوفير أكبر قدر ممكن من الرعاية.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر ذوي الإعاقة الذكاء الاصطناعي منتدى حقوق الإنسان ذوی الاحتیاجات الخاصة الأشخاص ذوی الإعاقة حقوق ذوی الإعاقة لذوی الإعاقة حقوق الأشخاص تغیر المناخ من خلال
إقرأ أيضاً:
ما كمية الطاقة التي يستهلكها الذكاء الاصطناعي لتقديم إجابة واحدة؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية أداةً مساعدةً موثوقةً في حياة الكثير من الأشخاص. ولكن أظهرت مجموعة متنامية من الأبحاث أنّ كل مشكلةٍ يحلها الذكاء الاصطناعي تؤدي إلى تراكم آثار بيئية خفية.
تُقسَّم كل كلمةٍ في أمرٍ مُوجَّه لمنصة الذكاء الاصطناعي إلى مجموعات من الأرقام تُسمى "مُعرِّفات الرموز"، وتُرسَل إلى مراكز بيانات ضخمة، يكون بعضها أكبر من ملاعب كرة القدم، مدعومة بواسطة محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم أو الغاز الطبيعي.
هناك، تُولِّد مجموعات مكدَّسة من أجهزة الحاسوب الضخمة استجاباتٍ من خلال عشرات الحسابات السريعة.
قد تستهلك العملية بأكملها ما يصل إلى 10 أضعاف الطاقة اللازمة لإكمال بحث عادي في "غوغل"، وفقًا لتقديرٍ يُستشهد به كثيرًا من قِبَل معهد أبحاث الطاقة الكهربائية.
إذًا، ما مقدار الضرر المحتمل الناجم عن كل أمر موجَّه للذكاء الاصطناعي؟ لمعرفة ذلك، اختبر باحثون في ألمانيا 14 من أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تستخدم النماذج اللغوية الكبيرة (LLM) من خلال طرح أسئلةٍ ذات إجاباتٍ مفتوحة وأسئلةٍ متعددة الاختيارات.
أنتجت الأسئلة المُعقَّدة ما يصل إلى 6 أضعاف انبعاثاتٍ ثاني أكسيد الكربون مقارنةً بانبعاثات الأسئلة ذات الإجابات المُوجزة.
كما أفادت الدراسة بأنّ النماذج اللغوية الكبيرة "الأذكى"، ذات القدرات الاستدلالية الأكبر، أنتجت انبعاثات كربونية أعلى بما يصل إلى 50 ضعفًا مقارنةً بالأنظمة الأبسط عند الإجابة على السؤال ذاته.
قال طالب الدكتوراه في جامعة ميونخ للعلوم التطبيقية بألمانيا، والمؤلف الأول لدراسة "آفاق في الاتصالات" (Frontiers in Communication) ماكسيميليان داونر: "هذا يُظهر لنا المقايضة بين استهلاك الطاقة ودقة أداء النموذج".
ما يمكنك فعله لتقليل بصمتك الكربونيةأوضح داونر أن الأسئلة المعقدة تتطلب طاقة أكبر، ويعود ذلك جزئيًا إلى كون العديد من نماذج الذكاء الاصطناعي مُدرَّبة على تقديم شرح مطوَّل.
لهذا السبب، اقترح داونر على المستخدمين أن يكونوا أكثر وضوحًا عند التواصل مع نماذج الذكاء الاصطناعي، مع الحرص على تحديد طول الإجابة التي يرغبون بها.
لفتت الدراسة إلى أنّ نماذج الذكاء الاصطناعي ليست متساوية، كما كتبت مسؤولة قسم المناخ في شركة "Hugging Face" للذكاء الاصطناعي، ساشا لوتشيوني، في رسالة بريد إلكتروني.
كما يمكن للمستخدمين الذين يسعون إلى تقليل بصمتهم الكربونية أن يكونوا أكثر وعيًا عند اختيار النموذج الذي يختارونه لكل مهمة، فذكرت لوتشيوني أنّ "النماذج الخاصة بالمهام غالبًا ما تكون أصغر حجمًا وأكثر كفاءة، وجيدة بالقدر ذاته في أي مهمة خاصة بسياق محدد".
اتّضح أنّ تحديد قيمة للأثر البيئي للذكاء الاصطناعي أمرٌ صعب، مع إشارة الدراسة إلى أن استهلاك الطاقة قد يختلف بناءً على قُرب المستخدِم من شبكات الطاقة المحلية، والأجهزة المستخدمة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي.