صراحة نيوز:
2025-06-25@05:28:00 GMT

فيا أطيب الأهل روحا

تاريخ النشر: 14th, September 2023 GMT

فيا أطيب الأهل روحا

صراحة نيوز- المهندس مدحت الخطيب

لم يكن فجر الخامس عشر من أيلول يوما كبقية الأيام ولن يكون، فيه من المرارة والفقد والحسرة والألم ما لا تحمله الجبال، فأنا المتعب طوال اليوم السابق، المتنقل بين عيادات الأطباء وأجهزة الرنين المغناطيسي، الهارب من شدة آلام حصوات الكلى، ومن جرب مرارتها يعلم عن ماذا أتحدث.
في ذلك الوقت قرر الطبيب أن يجري العملية بالسرعة الممكنة فرفضت وغادرت المستشفى إلى طبيب آخر مع أن الطبيب لم يخطئ في حقي ولكن ترتيب القدر جعل الخلاف يحدث لكي أودع أمي وأشارك في دفنها.


خرجت مسرعا إلى الطبيب صديق عمي وعندما شاهد التقرير وصور الأشعة، قرر أن تكون العملية بشكل مباشر لأن الحصوة أغلقت الحالب بشكل كامل فترددت واتفقنا أن تكون في صباح اليوم التالي ،أي صباح الخامس عشر من أيلول،..
عند المساء كان الاتصال الأخير تحدثت معها مطولا وعلى غير عادتها لم تتحدث عن العملية ولم توصني كعادتها فهي تبكي (على الطير الطاير أن أصابه مرض) فكيف بابنها ودعتني بكلمة استودعك الله يمه وهو أرحم الراحمين،
بعدها صليت العشاء وجهزت نفسي والتقارير لإجراء العملية عند الساعة العاشرة صباحا وتوجهت بعدالساعة الثانية عشرة منتصف الليل لكي أنام، إلا أن الألم والتفكير أفقدوني طعم النوم وبقيت ملتفتا منتظرا متقلبا قلقا وعقارب الساعة تمشي على مهلِ واقول في صمتي ما العمل!!!!
كانت الساعة تقترب من السادسة صباحا عندما رن الهاتف على غير عادته، نظرت بصعوبة الى رقم المتصل وكنت مشوش الرؤية والفكر واذا بالمتصل أخي حيدر !!!!!
لحظة مرت وكأنها عام وانتفض بعدها الصمت، فتحت الهاتف في يدي اليمين وهي ترتجف وانطلقت يدي اليسرى من تلقاء نفسها إلى مكان الألم، ولم أسمع إلا صوت حزن وانكسار يقول أمي ماتت يا أبا خالد أمي ماتت خيوه!
أدرت بصري إلى زوجتي وأولادي المرعوبين من هول الخبر ونطقت بكلمه واحدة امي ماتت، الجدة الحجية ماتت يا خالد، ولم أذكر بعدها ما حدث.
اوصلوني إلى اربد وجسدي دون ملامح محددة وعقلي شارد ما بين الحلم والحقيقة، ثم انهمرت في بكاء لم يعهده قلبي من قبل، وتوالت بعدها علينا جميعا الانكسارات إلى يومنا هذا.
قيل يظل الرجل طفلا حتى تموت أمه فإذا ماتت شاخ فجأة «، لكن ماذا أقول؟ إن كان ذلك الطفل المخبأ في جسد رجل في ظاهر ملاحمه التحمل والصبر والشدة وداخله طفل يفرح بقبلة أمه وبسمة أمه ويتلذذ في مخارج حروف ما تقول،
بين اللقاء والفراق، تحولت حياتنا وانقلبت رأسا على عقب، بالأمس كنت أعيش أميرا في مملكة أمي واليوم أعيش كلاجئ ليس له وطن ولا عنوان.
عند وصولي إلى المستشفى لكي ألقى نظرة الوداع العابرة عليها- رحمها الله- كانت خطواتي مثقلة خوفا على روحها الطاهرة عندما تشاهدني، فيروعها منظري، فملامح الانكسار نضجت بسرعة وانكسرت أول دعامات صبري ورباطة جاشي، فمن كانت تضفي علينا كل يوم حنانا ودلالا ها هي الآن دون حراك، جسدا مسجى وروحا تبتسم، ونفس راضية مرضية عادت إلى ربها بكل هدوء ووقار وسكينه.
رحلت أمي وأخذت معها الحنين والحنان، رحلت أمي منذ ذلك الصيف الماطر حزنا الموجع قلبا الموحش عيشا،و المقفر أرضا.
رحلت أمي وأخذت كل شيء، فيا أطيب الأهل روحا ضمه بدن أستودع الله ذاك الروح والبدن
عليك وعلى أمواتنا جميعا يمه رحمة الله ولا نقول إلا ما قاله سيد البشر في وداع ابنه إبراهيم -رضي الله عنه- وهو يجود بنفسه، «إن العين لتدمع وان القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون».

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا أقلام اخبار الاردن عربي ودولي اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة علوم و تكنولوجيا أقلام أقلام أقلام اخبار الاردن عربي ودولي اخبار الاردن اخبار الاردن اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة

إقرأ أيضاً:

تفقد سير العملية الامتحانية في مراكز محافظة الرقة السورية

الرقة-سانا

تفقد مدير التعليم في وزارة التربية والتعليم السورية محمد سائد قدور اليوم برفقة مدير التربية والتعليم في محافظة الرّقة محمد مصطفى الأحمد، سير العملية الامتحانية لشهادة التعليم الأساسي في المحافظة.

وشملت الجولة عدداً من المراكز الامتحانية في المحافظة للتأكد من الإجراءات المتخذة، وسلامة مغلفات الأسئلة ووصولها للمراكز في الأوقات المحددة، وتوزيعها.

وشدد مدير التعليم على ضرورة التزام المراقبين بالتعليمات الناظمة لعملية المراقبة، وعدم التّساهل مع أي مخالفة أثناء الامتحان، داعياً الكادر الإداري في المراكز إلى بذل المزيد من الجهود لإنجاح العملية الامتحانية وتأمين أفضل الأجواء للطلاب.

تابعوا أخبار سانا على التلغرام والواتساب مدير التربية والتعليم في محافظة الرّقة 2025-06-24Belalسابق “حين تلتقي الهندسة بالعلم ـ عالم المختبرات”… محاضرة في جامعة حمصآخر الأخبار 2025-06-24“حين تلتقي الهندسة بالعلم ـ عالم المختبرات”… محاضرة في جامعة حمص 2025-06-24الغاز الأوروبي يتكبد أكبر خسارة يومية إثر وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل 2025-06-24أونماخت: الاتحاد الأوروبي يدعم عمل الهيئة الوطنية للمفقودين في سوريا 2025-06-24الصحة تبحث آلية استجرار الأدوية إلى سوريا 2025-06-24طوارئ مياه المزة تنتهي من رفع التلوث عن منطقة المزة 86 2025-06-24تشييع تسعة من جثامين ضحايا التفجير الإرهابي في كنيسة مار إلياس بدمشق-فيديو 2025-06-24الخارجية تعرب عن شكرها للدول الشقيقة والصديقة على مواساتها عقب الهجوم الإرهابي على كنيسة بدمشق 2025-06-24ترامب يحذر إسرائيل وإيران من تكرار خرق وقف إطلاق النار 2025-06-24أردوغان: ندعم سوريا في محاربة الإرهاب 2025-06-24ورشة تدريبية للهلال الأحمر السوري في بصرى الشام بدرعا

صور من سورية منوعات “آبل”: الذكاء الاصطناعي يفتقر للتفكير العميق 2025-06-22 اليابان: تطبيق إلكتروني جديد يتنبأ بالسكري 2025-06-22فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • تفقد سير العملية الامتحانية في مراكز محافظة الرقة السورية
  • الأزهر: في البحر أو بين الأهل الكل محتاج إلى الله
  • برج الحمل .. حظك اليوم الثلاثاء 24 يونيو 2025: دعم من الأهل
  • بشارة فتح.. إيران تعلن إسم العملية ضد القواعد الأمريكية في قطر والعراق
  • منصة نور.. إمكانيات واسعة لتطوير العملية التعليمية في العصر الرقمي
  • إنتهاء امتحانات الدبلومات الفنية 2025 العملية والمعملية اليوم
  • برج الحمل .. حظك اليوم الإثنين 23 يونيو 2025: دعم من الأهل
  • بدء الامتحانات العملية لطلاب ثانوية النقل البحري في طرطوس واللاذقية
  • من هي نيهال جاندان التي رحلت بعد صراع مع الأنوركسيا؟
  • العرفي: حكومة الدبيبة تتحمل مسؤولية تعثر العملية السياسية في ليبيا