نعيم قاسم: إشراك مندوب مدني بلجنة الميكانيزم تنازل مجاني لإسرائيل
تاريخ النشر: 5th, December 2025 GMT
استنكر الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم قرار الحكومة اللبنانية إرسال ممثل مدني للمشاركة في اللجنة الثلاثية المعنية بآلية مراقبة وقف إطلاق النار مع إسرائيل، معتبرا الخطوة "تنازلا مجانيا" يقدم لإسرائيل ويمنحها مكاسب سياسية دون مقابل.
وقال قاسم -في خطاب متلفز خلال حفل للحزب اليوم الجمعة- إن إشراك مدني لبناني في لجنة الميكانيزم يمثل "سقطة إضافية" تضاف إلى ما وصفه بـ"خطيئة" قرار الخامس من أغسطس/آب المتعلق بنزع سلاح الحزب، واعتبر هذا المسار توسعا غير مبرر في طبيعة اللجنة العسكرية التي أُنشئت أساسا لمتابعة الجوانب الميدانية والأمنية حصرا.
ودعا الأمين العام لحزب الله إلى العودة للالتزام الحرفي بالمواقف اللبنانية السابقة والإطار العسكري التقني المحدد للجنة وقف إطلاق النار، معتبرا هذه الخطوة لا تنسجم مع ما أعلنته الدولة اللبنانية سابقا.
"ضوابط" تحمي موقف لبنان
وأكد قاسم أن حزب الله يتعاون مع الدولة ويدعم خيارها الدبلوماسي لوقف الهجمات الإسرائيلية، لكن "ضمن ضوابط واضحة تحمي موقف لبنان".
وشدد على أن الحدود التي يجب أن يقف عندها أي اتفاق مع إسرائيل ترتبط بجنوب الليطاني حصرا.
وأضاف الأمين العام لحزب الله أن واشنطن "لا علاقة لها بالسلاح ولا بإستراتيجية الدفاع ولا بخلافات اللبنانيين الداخلية" في إشارة إلى رفض أي دور أميركي يتجاوز الإطار التقني لآلية وقف النار.
وشهدت اجتماعات اللجنة المعنية بمراقبة وقف النار أول أمس الأربعاء مشاركة مبعوثَين مدنيين (لبناني وإسرائيلي) للمرة الأولى منذ عقود، في خطوة قالت الرئاسة اللبنانية إنها تهدف إلى "إبعاد شبح حرب ثانية" عن البلاد.
وكان الرئيس جوزيف عون كلف السفير سيمون كرم برئاسة الوفد اللبناني إلى لجنة الميكانيزم، مشيرا إلى أن التكليف جاء بعد مشاورات مع رئيسيْ البرلمان والحكومة بشأن ضرورة إجراء مفاوضات، وإدخال شخص مدني إلى اللجنة.
إعلانويُعد كرم أول شخصية مدنية غير عسكرية تمثل لبنان بهذه الاجتماعات، في خطوة تنقل المسار من إطاره العسكري التقني البحت إلى مقاربة مدنية ذات غطاء سياسي واضح.
وقد انضم إلى اجتماع "الميكانيزم" -أول أمس- كل من كرم ومدير السياسة الخارجية بمجلس الأمن القومي الإسرائيلي يوري رسنيك، بحضور الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، في خطوة رحبت بها واشنطن وباريس المشاركتان في لجنة مراقبة وقف إطلاق النار.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن المحادثات عُقدت "في أجواء إيجابية" موضحا أنه "تم الاتفاق على بلورة أفكار لتعزيز تعاون اقتصادي محتمل بين إسرائيل ولبنان" مشددا على أن "نزع سلاح حزب الله لا مفرّ منه".
وتوصلت إسرائيل ولبنان في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 إلى اتفاق لوقف النار، برعاية أميركية وفرنسية، بعد عام من العدوان الإسرائيلي على لبنان. ورغم سريان الاتفاق، لا تزال إسرائيل تنفذ غارات يومية على مناطق مختلفة في لبنان، كما أبقت على قواتها في 5 تلال في الجنوب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات
إقرأ أيضاً:
جنوب لبنان تحت القصف الإسرائيلي مجددًا.. والرئيس اللبناني: لا تنازل عن السيادة في أي تفاوض
تجدّد التوتر اليوم على الجبهة الجنوبية بعد سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت بلدات المجادل ومحرونة وجباع وبرعشيت جنوبي لبنان، في تطوّر يُعدّ الأوسع منذ مغادرة بابا الفاتيكان البلاد، وفي وقت دخلت فيه الاتصالات الدبلوماسية في الناقورة مرحلة جديدة من التواصل المباشر بين لبنان وإسرائيل برعاية أمريكية.
شنّ الجيش الإسرائيلي هجماته بعد سلسلة إنذارات نشرها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة "إكس"، طالب فيها سكان مبان محددة بإخلائها فورًا قبل استهداف مواقع زعم أنها تابعة لحزب الله.
وقال: "الجيش سيهاجم في المدى الزمني القريب بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله الإرهابي في أنحاء جنوب لبنان، وذلك للتعامل مع محاولات الحزب لإعادة إعمار أنشطته في المنطقة".
ثم أعلن لاحقًا أنّ "الجيش أغار على عدة مستودعات أسلحة تابعة لحزب الله الإرهابي في جنوب لبنان، وُضعت في قلب المناطق المدنية"، معتبرًا أنّ ذلك "مثال إضافي على استخدام حزب الله المدنيين دروعًا بشرية".
وأضاف أنّه جرى اتخاذ خطوات لتجنّب إصابة السكان، بينها استخدام ذخائر دقيقة، توجيه إنذارات مسبقة، إجراء استطلاع جوي، والاستناد إلى معلومات استخباراتية. وادعى أنّ وجود المستودعات "يشكل خرقًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان"، مؤكّدًا مواصلة العمليات "لإزالة أي تهديد على دولة إسرائيل".
وفي موازاة الغارات، انتشرت على مواقع التواصل مقاطع تُظهر لحظات القصف الذي طال الجنوب، فيما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن الغارة على منزل في محرونة تسببت بأضرار في المباني المجاورة وبمغادرة عدد كبير من المواطنين.
ويأتي هذا التصعيد بعد ساعات من الاجتماع الذي عُقد في الناقورة ضمن إطار لجنة مراقبة وقف إطلاق النار المعروفة بـ"الميكانيزم"، في جلستها الرابعة عشرة منذ تشكيلها، وهي الأولى التي يشارك فيها ممثلون مدنيون من الجانبين: السفير اللبناني السابق في واشنطن سيمون كرم، والمدير الأعلى للسياسة الخارجية في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يوري رسنيك.
جلسة الحكومة وعرض الخطة العسكريةجاء الخرق الإسرائيلي على وقع جلسة حكومية عُقدت في قصر بعبدا برئاسة الرئيس اللبناني جوزف عون، وبحضور رئيس الحكومة نواف سلام والوزراء. وطرح رئيس الجمهورية ملف تكليف السفير سيمون كرم برئاسة الوفد اللبناني في "الميكانيزم".
وأوضح عون أنّ تعيينه جاء بعد مشاورات مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس الحكومة نواف سلام حول ضرورة انطلاق مفاوضات في الناقورة، وتضمين اللجنة عنصرًا مدنيًا. واعتبر أنّ الجلسة الأولى "مهّدت لطريق ستتواصل جلساته بدءًا من ١٩ من الشهر الحالي"، مشددًا على أهمية "لغة التفاوض بدل لغة الحرب".
وبعد الجلسة، أوضح وزير الإعلام بول مرقص أنّ الرئيس عون أكد عدم وجود "خيار آخر سوى التفاوض"، داعيًا الولايات المتحدة ومجلس الأمن إلى "العمل على إنجاحه"، وإلى مطالبة إسرائيل بالتعاطي بجدية. كما شدد الرئيس على ضرورة "إبعاد شبح الحرب عن لبنان وأن لا تنازل عن السيادة اللبنانية في أي تفاوض".
وقد تخلّل الجلسة تقديم قائد الجيش تقريره الشهري الذي تضمّن أهم المهمات التي تمّ تنفيذها جنوبي الليطاني، والتطورات المتعلقة بخطة حصر السلاح، تنفيذًا لقرار مجلس الوزراء الصادر في الخامس من آب/ أغسطس الماضي.
من جهته، قال وزير الاتصالات شارل الحاج إن التقرير النهائي للجيش عن جنوب الليطاني سيُقدّم الشهر المقبل، وإنّ تقدم الجيش جاء وفق الخطة الموضوعة.
استمرار الخروقات الإسرائيليةشهدت فترة زيارة البابا إلى لبنان هدوءًا ملحوظًا، لكنّ ما قبلها وما تلاها حمل سلسلة خروقات متواصلة للهدنة، في ظل اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُبرم في 27 نوفمبر 2024 بوساطة أمريكية.
تستمر إسرائيل بتنفيذ ضربات شبه يومية، رافضةً الانسحاب من خمس تلال استراتيجية في الجنوب يفترض تسليمها خلال 60 يومًا من بدء تنفيذ الاتفاق. وبحسب مسؤولين لبنانيين، بقي الاتفاق "حبرًا على ورق" من الجانب الإسرائيلي.
Related البابا والملفّ اللبناني.. هل تشكّل زيارته حاجزًا أمام التصعيد الإسرائيلي؟عام على اتفاق وقف اطلاق النار: إسرائيل تستهدف جنوب لبنان بسلسلة غارات وتعلن حصيلة ضرباتها خلال سنةكنز استخباراتي سيأخذ لبنان إلى مرحلة جديدة إذا وقع بيد حزب الله.. ماذا يجري في ضاحية بيروت الجنوبية؟وتسببت الهجمات بتدمير منازل ومدارس وبنى تحتية، فضلًا عن استهداف آليات إعادة الإعمار، في ما اعتُبر محاولة لتعطيل جهود التعافي. وفي مقابلة مع "يورونيوز"، أكدت اليونيفيل أنّ تمركز القوات الإسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية يعرقل جوهر الاتفاق الذي ينص على انسحابها الكامل.
وكشفت أنها وثقت أكثر من عشرة آلاف انتهاك خلال العام الذي تلا اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني/ أكتوبر الماضي، معظمها من الجانب الإسرائيلي.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة