وقفت الصغيرة بجسدها النحيل أمام الجميع لحظة اقتيادها لسماع أقوالها عن الحادث؛ لتؤكد أنها «بتكرهه بجد ولا تحبه» أبويا كان يدخن البانجو ودائم الشجار مع والدتى لاعتياده شراء المخدرات وعدم إنفاقه على البيت، ففكرت فى التخلص منه قتلته حرقا، وظلت تردد وتروى بدموع الحسرة والألم فى سطور القضية: نعم انتقمت لوالدتى منه، لم أنس أبدا ذلك المشهد وطريقته وهو يطرد أمى ويلقى بها على الأرض أمام الجيران بالشارع بطريقة سيئة وكأنه يطرد حرامى أو «شحات» كان يصرخ فى وجهها ويضربها بعنف ويتوعدها بأن تدبر له فلوس ليشترى بها «سجاير» ومستلزماتها وإلا يا بنت كذا وكذا لو رجعت إلى هنا مرة اخرى لن تخرجى إلا على المشرحة.
فقد أدلت الطفلة ذات الـ15 عامًا تفاصيل الجريمة، فعندما وقفت أمام النار التى أوقدتها لتضع له الفحم عليها وتتساقط دموعها على وجهها وعلى حبات الفحم فجأة نظرت إليه لتجده يقوم بحشو السيجارة بالبانجو، وهنا تفتق ذهنها للخلاص منه فأطفأت نيران الفحم تماما وفتحت محبس الأنبوبة بعد فصل الخرطوم، وتركته وتسللت إلى الخارج دون أن يشعر. وعندما انتهى من حشو سيجارته قام بإشعالها، ومع انتشار الغاز اندلعت النيران بالمسكن لتنفجر الأسطوانة ويحترق الأب وتتفحم جثته لتنهى الطفلة حياة والدها حرقًا وبطريقة مأساوية لتعترف بارتكابها الجريمة البشعة. وصدر القرار بإيداعها إحدى دور الرعاية الاجتماعية كونها دون السنّ القانونية، وحسبنا الله ونعم الوكيل فى تجار هذه السموم المدمرة والتى أضاعت المئات فى غياهب السجون والإدمان وعدم السيطرة على أنفسهم، وتسببت فى خراب بيوت كثيرة وضياع مستقبل أبنائهم، فهل من خلاص؟
إن هذه الجريمة تركت رسالة قوية لمن يفهم ويعى الأمر جيدا ولكل أب تسول له نفسه الاقتراب من تلك السموم المدمرة. كفانا الله وكفاكم شرها وحفظ الله البلاد والعباد منها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بين السطور
إقرأ أيضاً:
لحج.. مقتل طفل وضبط الجاني بعد ساعات من الجريمة في يافع
كشفت الاجهزة الأمنية في يافع بمحافظة لحج ملابسات جريمة مقتل الطفل صالح بدر محمد عبد الله الجهوري (12 عامًا)، والتي وقعت مساء السبت في منطقة نجد الكريف بمديرية لبعوس – يافع.
وأوضح بيان صادر عن حزام يافع أن قواته تلقت بلاغًا من أحد المواطنين بوجود طفل ملقى خلف إحدى العمائر بالمنطقة، وعلى الفور تم نقله إلى مركز العباس الطبي لكنه فارق الحياة متأثرًا بإصاباته.
وأضاف البيان: “باشرت قوات الحزام الأمني، بالتنسيق مع إدارة الأمن بيافع لبعوس، إجراءات التحقيق والتحري، وتحرك فريق التحقيق إلى مسرح الجريمة برفقة دوريات من قوة طوارئ الحزام لتأمين الموقع ورفع الأدلة الجنائية”.
وأشار البيان إلى أن التحقيقات الأولية أثبتت تعرض الطفل للقتل العمد، وبعد مراجعة كاميرات المراقبة تبين دخول سيارة نوع كامري حمراء مملوكة لأحد أبناء المنطقة قرابة الساعة الثامنة والربع مساءً، وقام سائقها بنقل الطفل إلى المستشفى.
وأكد البيان أن فريق التحقيقات واصل تحرياته وجمع المعلومات حتى تمكن من الاشتباه بالمدعو محمد سعيد محمد الجهوري (30 عامًا) من سكان عدان الجهوري، والذي شوهد آخر مرة في نجد الكريف وبحوزته بطانية بنية اللون عثر عليها في مسرح الجريمة.
وبناءً على المعلومات، تحركت قوة أمنية إلى مدرسة لجور في ضيك حيث تم القبض على المتهم، وخلال التحقيقات الأولية اعترف بجريمته، موضحًا أن دافعها كان بسبب معاناته من حالة هوس وشكوك ومشاكل أسرية حسب زعمه، حيث استخدم أداة حادة (خنزر كبير الحجم) ووجّه للطفل عدة ضربات في الرأس أودت بحياته، ثم فرّ هاربًا إلى المدرسة للاختباء.
ولفت البيان إلى أنه تم العثور على أداة الجريمة بعد أخذ المتهم إلى عقبة معلقة قرب مدرسة لجور ضيك، حيث أخفاها هناك، وجرى ضبطها وتحريزها، فيما تم تسليم المتهم وأداة الجريمة إلى شرطة لبعوس، ونُقلت جثة الطفل عبر إسعاف الحزام الأمني إلى ثلاجة الموتى في عدن لاستكمال الإجراءات القانونية.
واختتم البيان بالتأكيد أن قوات الحزام الأمني بيافع ستواصل أداء واجبها في حفظ الأمن والاستقرار وملاحقة كل من تسوّل له نفسه المساس بأمن المواطنين، مشددة على العمل مع كافة الأجهزة الأمنية والقضائية لضمان محاسبة الجناة وإنزال العقوبات الرادعة بحقهم.