حذر تقرير نشرته شبكة "ناشيونال جيوغرافيك" الأميركية من تكرار كارثة مدينة درنة الليبية في العراق. وناقش التقرير التداعيات التي يمكن أن يخلفها انهيار سد الموصل في شمالي العراق والذي وصف بأنه "أخطر سد في العالم" سواء من ناحية الخسائر البشرية وكذلك تلك المتعلقة بالمواقع الأثرية التي تنتشر على جانبي نهر دجلة، حيث يقع السد.



ويعد سد الموصل أكبر خزانات العراق المائية، لكنه مبني على أساسات من الجص ويتطلب حقنا منتظما للإسمنت لملء التشققات في هيكله.

وتقول الشبكة إن الكثير من الخبراء يعتقدون أن التهديد بانهياره لا يزال قائما.

وتنقل الشبكة عن خبراء أن انهيار السد يمكن أن يؤدي إلى موت مليون ونصف المليون شخص ممن يعيشون على ضفاف نهر دجلة في حال لم يتم إخلاء مسار الفيضان في الوقت المناسب في غضون ثلاث أو أربع ساعات.

كما لفت الخبراء إلى أن المياه ستغمر مدينة الموصل، أكبر مدن شمال العراق، بارتفاع 21 مترا خلال ساعات من انهياره، وكذلك تندفع موجة مد داخلية لمسافة 280 كيلومترا باتجاه الجنوب على طول نهر دجلة.

يرى التقرير أن احتمال حدوث كارثة إنسانية ضخمة واضح تماما، لكن الانهيار يمكن أن يمحو أيضا آلاف المواقع الأثرية والثقافية على طول نهر دجلة.

كذلك تشمل هذه المواقع نمرود ونينوى، العاصمة الآشورية القديمة التي كانت ذات يوم أكبر مدينة في العالم وأولى الإمبراطوريات الحقيقية التي ظهرت في الألفية الأولى قبل الميلاد.

كل هذه المواقع، بالإضافة إلى متحف الموصل وعدد لا يحصى من المواقع الدينية، التي تعرضت جميعها للتخريب على يد تنظيم داعش في 2014.

ويقول التقرير إن الباحثين يكافحون من أجل تقدير حجم الخسائر التي يمكن أن يتسبب بها الانهيار المحتمل للسد.

ويرى أستاذ علم الآثار في جامعة بوسطن مايكل دانتي أن "من الصعب التوصل إلى تقديرات أخرى غير أن آلاف المواقع الأثرية والمواقع التراثية سوف تُمحى"، مضيفا: "ستكون خسارة غير مسبوقة".

ومنذ اكتمال بناء السد في 1984 سعت الحكومة العراقية إلى تدعيم أساسه بضخ مادة إسمنت خاصة في الفجوات التي تظهر تحت البناء.

ويبلغ ارتفاع السد، الذي وصفه سلاح المهندسين التابع للجيش الأميركي في عام 2006 بـ"أخطر سد في العالم"، 113 مترا وعرضه ثلاثة كيلومترات.

وفي الشهر الماضي، أكد وزير الموارد المائية العراقية عون ذياب أن حالة سد الموصل مطمئنة ومستقرة.

وتتزامن التحذيرات بشأن سد الموصل مع الكارثة الإنسانية التي شهدتها مدينة درنة الليبية حيث تسببت الأمطار الغزيرة الناجمة عن عاصفة البحر الأبيض المتوسط "دانيال" في حدوث فيضانات وسيول مميتة مطلع الأسبوع الماضي.

وغمرت الفيضانات سدين، مما أدى إلى تدفق المياه بارتفاع عدة أمتار عبر وسط درنة، تسبب في تدمير أحياء بأكملها وجرف الناس إلى البحر ومقتل الآلاف.

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: سد الموصل نهر دجلة یمکن أن

إقرأ أيضاً:

شبكات نافذة تهريب أكثر من 200 قطعة أثرية للخارج بتواطؤ رسمي

تزايدت في الآونة الأخيرة عمليات تهريب الآثار اليمنية بشكل خطير، وسط اتهامات مباشرة بتورّط شخصيات نافذة وتغاضي جهات رسمية عن ممارسات تستهدف اقتلاع ما تبقى من الذاكرة الحضارية للبلاد. 

وكشف الباحث المتخصص في شؤون الآثار اليمنية، عبدالله محسن، عن تهريب أكثر من 200 قطعة أثرية خلال شهري أكتوبر ونوفمبر الماضيين، مؤكداً أن تلك العمليات تمت “بتعاون نافذين وبعلم الجهات الرسمية”، في مؤشر يعزز القلق المتصاعد حول مصير الإرث التاريخي لليمن.

وقال الباحث محسن في تصريح نشره عبر صفحته على فيسبوك إن عمليات التهريب الأخيرة "تمت بدعم وتعاون شخصيات نافذة بحجم الوطن، وفق وصفه، وسط انبهار ما سماه بـ(القطيع) بالشخصيات الكرتونية المشاركة في خراب البلاد". وأضاف أن "الجهات الرسمية على اطلاع، لكن الحامي – كما قال – لم يعد قادرًا على حماية نفسه".

وتُعد هذه التصريحات امتدادًا لتحذيرات متكررة من خبراء آثار محليين ودوليين بشأن تفاقم عمليات النهب والتنقيب العشوائي التي طالت المواقع الأثرية خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عقد، والتي خلقت بيئة خصبة لشبكات الاتجار غير المشروع بالتراث التاريخي.

وعانت المدن الأثرية اليمنية، مثل مأرب وصنعاء القديمة وزبيد والجوف وشبوة، من تدمير واسع ونهب منظم، حيث ظهرت خلال الأعوام الأخيرة قطع أثرية يمنية نادرة في مزادات خارجية وعبر منصات الإنترنت، رغم المناشدات المتواصلة للحكومة والهيئات الدولية بتعزيز الرقابة وحماية المواقع التاريخية.

ويرى مختصون أن استمرار التهريب بهذا النطاق، في ظل اتهامات تطال جهات نافذة، يضع مستقبل التراث اليمني في دائرة الخطر، ويستدعي تحركاً رسمياً عاجلاً لضبط المتورطين وتفعيل القوانين الخاصة بحماية الآثار، إلى جانب تعاون دولي لإيقاف تداول القطع المنهوبة واستعادتها.

مقالات مشابهة

  • وزير الري المصري السابق يفجر مفاجأة بشأن سد النهضة.. ما علاقة فلسطين؟
  • عقوبات رادعة للباعة الجائلين والمتواجدين غير الشرعيين داخل المواقع الأثرية
  • الدجلاوي يوسف بدوي يفوز بالميدالية الذهبية في بطولة العالم للكاراتيه لوزن 84 كجم
  • هل فشلت إثيوبيا في سد النهضة
  • عبدالله ممدوح و يوسف بدوي يتأهلان لنهائي بطولة العالم للكاراتيه
  • السوداني يطلق مشروع نبض الموصل لإحياء المدينة القديمة على غرار بغداد
  • شبكات نافذة تهريب أكثر من 200 قطعة أثرية للخارج بتواطؤ رسمي
  • «الداخلية المصرية».. إعجاز أمنى وإنجاز رقمى
  • كلاوت الإطار التي لا تنتهي..الإطار يدين استهداف حقل كورمور الغازي من قبل ميليشياته
  • يوسف إبراهيم بطل وادى دجلة يتأهل إلى نهائي بطولة HKFC للإسكواش