بوابة الوفد:
2025-12-10@10:20:42 GMT

كيف تسافر حول العالم دون أن تبرح بيتك؟

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

بسبب تفشّى فيروس كورونا فى ربيع عام 2020، وجد البروفيسور دامروش، أستاذ الأدب المقارن بجامعة هارفارد، جميع خطط سفره قد انقلبت رأسًا على عقب.

لكنه استطاع سريعًا أن يحول خيبة الأمل إلى إنجاز رائع، عندما شرع فى القيام برحلة أدبية حول العالم دون أن يبرح بيته.

فى كل أسبوع من الصيف الوبائى الأول، استكشف دامروش مدينة أو دولة أو منطقة مختلفة، من خلال خمسة كتب فى إصداره Books Around the World in 80 «حول العالم فى 80 كتابًا»، والذى يستعير المبدأ التنظيمى لكتاب جول فيرن «حول العالم فى 80 يومًا».

وفى تجواله بين الكتب والروايات وجد دامروش كل أنواع الإشارات إلى الأوبئة والأمراض، فى إشارة إلى سرديات بوكاتشيو «ديكاميرون»، وغابرييل غارسيا ماركيز «الحب فى زمن الكوليرا». ووجد أيضًا كتّابًا يواجهون النزاعات والحروب وموضوعات أخرى مشحونة بالعواطف المتضاربة. وقال إن هذه القضايا حية فى الثقافة اليوم. وشدّد على أن اهتمامات المشروع أدبية دائمًا. ويسأل كيف يخلق الكتاب المدينة؟ وكيف تخلق المدينة الكتاب؟ وما آثار الحرب والصراعات؟ هذه هى الطرق التى ينبض بها الأدب فى العالم، ويظهر العالم فى الأدب.

يعرّف دامروش الأدب العالمى بأنه كل الأعمال الأدبية التى تنتشر خارج ثقافتها أو خارج مكانها الأصلى، إما فى لغتها الأصلية أو المترجمة. وأضاف أن فرصة الأدب العالمى فى الانتشار هى عن طريق الترجمة، التى قد تكون الخيار الوحيد، معتبرًا أننا نعيش فى عصر ذهبى للترجمة، وأنّ أحد المبادئ التى حددها لاختياره العمل أنه يجب أن يكون متاحًا فى صورة مطبوعة بترجمة رائعة.

أما بالنسبة للترجمات الغربية لأدبنا العربى، فلابد أن نشيد بأكثرها نجاحًا وتأثيرًا فى الآداب العالمية، ونعنى حكايات ألف ليلة وليلة، فمنذ أن اكتشفها الباحث الفرنسى أنطوان غالاند، ونشر ترجمة لها فى مطلع القرن الـ18 (1704) انتشرت فى سنين قليلة فى لغات أوروبا انتشار النار فى الهشيم. وغدت بين عشية وضحاها جزءًا أساسيًا من ثقافة أوروبا. وظهرت بعد ذلك ترجمات إنجليزية عديدة، أشهرها ترجمة إدوار لين، وريتشارد بيرتون، وآخرين، وكان لها أثر فى مسار الفن الروائى فى العالم الغربى، والرسم والموسيقى الكلاسيكية مثل «شهرزاد» للموسيقار الروسى ريمسكى كورساكوف، وطبعًا الأفلام الغربية، خاصة الأفلام المتحركة للأطفال.

منهج دامروش موسوعى ولكنه شخصى فى نفس الوقت. قام بتضمين لقطاته الخاصة للأهرامات فى مصر وبعض معابد المايا فى غابة المكسيك. ويرى دامروش أن السفر فى كتابه يمثل تحديًا عقليًا وأخلاقيًا، ويختلف عن تجربة Phileas Fogg   بطل «حول العالم فى 80 يومًا» الذى يلهث لكى يختزل  المسافات ويقصّر الأوقات ويكسب الرهان.  

يأخذنا كتاب دامروش فى جولة خيالية حول العالم، بها نوسّع نطاق معرفتنا، ومعها قدرتنا على ترسيخ دعائم إنسانيتنا المشتركة مع كل شعوب الأرض.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فيروس كورونا حول العالم العالم فى

إقرأ أيضاً:

ذكرى رحيل يحيى حقي .. أيقونة الأدب العربي التي لا تغيب

تحل اليوم الثلاثاء ذكرى رحيل الأديب الكبير يحيى حقي، أحد أعمدة الإبداع العربي في القرن العشرين، وصاحب البصمة الأعمق في مسيرة القصة والرواية والمقال.. ويستعيد الوسط الثقافي في هذه المناسبة إرثا أدبيا ظل حاضرا في الوجدان الجمعي، لما اتسم به من صدق التعبير وعمق الرؤية وقدرته الفائقة على تصوير المجتمع المصري في تحولاته المختلفة.


ولد يحيى حقي في حي السيدة زينب بالقاهرة لأسرة ذات جذور تركية، وبدأ مسيرته التعليمية في الكتاب قبل أن ينتقل إلى عدد من المدارس حتى حصوله على البكالوريا عام 1921.. التحق بكلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول، وتخرج عام 1925، ليبدأ رحلة مهنية شملت النيابة والمحاماة والإدارة المحلية، قبل أن يشق طريقه إلى السلك الدبلوماسي.


خدم حقي دبلوماسيا في جدة وإسطنبول وروما، ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية عاد إلى القاهرة حيث تدرج في مناصب وزارة الخارجية حتى أصبح مديرا لمكتب وزير الخارجية عام 1949، كما عمل سكرتيرا أول في سفارتي مصر بباريس وأنقرة، ثم وزيرا مفوضا لمصر في ليبيا.


ومع زواجه من الفنانة التشكيلية الفرنسية جان ميري، اتخذ مساره تدريجيا نحو العمل الثقافي، فعمل بوزارة التجارة، ثم مستشارا بدار الكتب المصرية، قبل أن يتولى رئاسة تحرير مجلة "المجلة" التي شكلت في ذلك الوقت منصة رئيسية للحراك الفكري والأدبي.


ترك يحيي حقي إرثا أدبيا ثريا اتسم ببساطة الأسلوب وعمق الفكرة، مما وضعه في طليعة رواد القصة العربية الحديثة.. ومن أبرز أعماله رواية "قنديل أم هاشم" الصادرة عام 1944، والتي ترجمت إلى لغات عدة، إلى جانب أعماله الخالدة مثل "البوسطجي"، و"سارق الكحل"، و"أم العواجز"، و"فكرة وابتسامة"، و"صح النوم"، و"عنتر وجولييت"، و"يا ليل يا عين"، و"حقيبة في يد مسافر". وقد تحول عدد من هذه الأعمال إلى أفلام ومسلسلات رسخت حضوره في وجدان الجمهور، وفي مقدمتها "البوسطجي" و"قنديل أم هاشم".


حظى حقي خلال مسيرته الإبداعية بتكريمات وجوائز رفيعة، تعبيرا عن تقدير المؤسسات الثقافية والأكاديمية لعطائه المتميز، من أبرزها جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1969، ووسام الفارس من الطبقة الأولى من الحكومة الفرنسية عام 1983، والدكتوراه الفخرية من جامعة المنيا في العام نفسه، قبل أن يتوج مسيرته بحصوله على جائزة الملك فيصل العالمية في الأدب العربي عام 1990، تقديرا لريادته وإسهامه في تطوير فن القصة.


رحل يحيى حقي عن عالمنا عام 1992، غير أن أعماله ما زالت تتردد أصداؤها في وجدان قرائه، شاهدة على عبقرية أدبية فريدة تجدد حضورها مع كل قراءة، ليظل اسمه واحدا من العلامات الخالدة في تاريخ الأدب العربي.

طباعة شارك ذكرى رحيل الأديب الكبير يحيي حقي أعمدة الإبداع العربي صاحب البصمة الأعمق في مسيرة القصة والرواية والمقال الوسط الثقافي عمق الرؤية تصوير المجتمع المصري

مقالات مشابهة

  • كارل.. أغلى موهبة تحت 18 سنة في العالم
  • الريال يواجه مان سيتي.. مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 10-12-2025
  • فريق كمال الأجسام للقوات المسلحة يحقق ميداليات متنوعة خلال بطولة العالم بالعربية
  • «لو حابب تسافر».. شروط الهجرة إلى كندا والأوراق المطلوبة وخطوات التقديم
  • فريق كمال الأجسام للقوات المسلحة يحقق عددا من الميداليات المتنوعة خلال بطولة العالم بالسعودية
  • ذكرى رحيل يحيى حقي .. أيقونة الأدب العربي التي لا تغيب
  • فنادق نوبيان تستقبل وفودًا من أسواق شرق أوروبا لمناقشة خطط التوسع
  • خيارات أممية مؤلمة لميزانيات المساعدات الخارجية حول العالم
  • صون أهل بيتك.. عبد الله رشدي: ترك الاحتشام ليس دليلا على التطور والتمدن
  • القول المأثور بين الأدب العربى والإنجليزى