مفاجأة.. العيش في منطقة فقيرة يضر بالدماغ
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
وجدت دراسة حديثة أن العيش في منطقة فقيرة يضر بالبنية الدقيقة للدماغ، ويمكن أن يؤثر على خيارات الطعام وزيادة الوزن، وفق روسيا اليوم.
وتشير الدراسة التي أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في ديفيد جيفن، ونشرت نتائجها في مجلة "Communications Medicine"، إلى أن سوء نوعية الأطعمة المتاحة، وزيادة تناول السعرات الحرارية من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الأحماض الدهنية المتحولة، والبيئات التي لا تعزز النشاط البدني – وجميعها منتشرة في الأحياء المحرومة - تعطل مرونة معالجة المعلومات في الدماغ التي تشارك في المكافأة وتنظيم العاطفة والإدراك.
وأظهرت الأبحاث السابقة أن العيش في منطقة محرومة يمكن أن يؤثر على صحة الدماغ، ولكن في هذه الدراسة، أجرى الباحثون تحليلا مفصلا لقشرة الدماغ لتحديد كيف يمكن للعيش في منطقة فقيرة أن يغير مناطق معينة من الدماغ تلعب أدوارا مختلفة.
وقالت أربانا غوبتا، المديرة المشاركة لمركز Goodman-Luskin Microbiome Center focusing ومدير مركز التصوير العصبي: "وجدنا أن عيوب الحي كانت ترتبط بها الاختلافات في البنية الدقيقة لقشرة الدماغ. وبعض هذه الاختلافات ارتبطت بارتفاع مؤشر كتلة الجسم وبتناول كميات كبيرة من الأحماض الدهنية المتحولة الموجودة في الوجبات السريعة المقلية".
وأوضحت الدكتورة غوبتا: "تشير نتائجنا إلى أن مناطق الدماغ الخاصة بالعاطفة واكتساب المعرفة والفهم قد تتأثر بجوانب الحرمان في الحي. وهذا يسلط الضوء على أهمية معالجة مشكلات الجودة الغذائية في الأحياء المحرومة لحماية صحة الدماغ".
ويتم تحديد مستوى الحي من خلال مجموعة من العوامل، مثل انخفاض متوسط الدخل، ومستوى التعليم، والازدحام.
وشملت الدراسة 92 مشاركا، 27 رجلا و65 امرأة، من منطقة لوس أنجلوس الكبرى. وتم جمع المعلومات الديموغرافية ومؤشر كتلة الجسم، وتقييم عيوب الحي في ما يتعلق بمؤشر الحرمان في المنطقة (ADI) باستخدام أطلس الأحياء للصحة العامة التابع لكلية الطب بجامعة ويسكونسن.
ووجدت دراسات سابقة أن الذين يعيشون في الأحياء المحرومة هم الأكثر ميلا للتعرض لخطر السمنة بسبب رداءة نوعية الأطعمة المتوفرة، وزيادة تناول السعرات الحرارية من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الأحماض الدهنية المتحولة، والبيئات التي لا تعزز النشاط البدني.
وفي هذه الدراسة، ركز الباحثون على العلاقة بين مؤشر الحرمان في المنطقة (ADI) ونتائج التصوير العصبي على أربعة مستويات من قشرة الدماغ للتحقيق بمزيد من التفصيل في الروابط بين عيوب الحي وبنية الدماغ.
وخضع المشاركون لنوعين من فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي، والتي، عند تحليلها معا، توفر نظرة ثاقبة حول بنية الدماغ والإشارات والوظيفة.
وقالت ليزا كيلباتريك، الباحثة في مركز Goodman-Luskin Microbiome Center focusing: "إن فحص البنية المجهرية على مستويات قشرية مختلفة يوفر فهما أفضل للتغيرات في مجموعات الخلايا والعمليات وطرق الاتصال التي قد تتأثر بالعيش في حي محروم".
ووفقا للنتائج، ارتبطت تقييمات مؤشر الحرمان في المنطقة (ADI) الأسوأ بتغيرات التواصل في مناطق الدماغ التي تعد مهمة للتفاعل الاجتماعي.
وحدثت تغييرات أخرى في المناطق المشاركة في المكافأة، وتنظيم العواطف، والعمليات المعرفية العليا، ويبدو أن هذه التغييرات تتأثر بتناول الأحماض الدهنية المتحولة.
وتشير النتائج مجتمعة إلى أن العوامل السائدة في الأحياء المحرومة والتي تشجع على سوء التغذية وزيادة الوزن غير الصحي "تعطل مرونة معالجة المعلومات المتعلقة بالمكافأة وتنظيم العاطفة والإدراك".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فی منطقة
إقرأ أيضاً:
الطحين مفقود والغزيون يلاحقون لقمة العيش تحت النيران
في شوارع قطاع غزة المدمر، يبحث الناس عن طحين يسدّ رمقهم، وسط ندرة المواد الغذائية وغلاء الأسعار وانعدام القدرة على الشراء. وخلف هذه العناوين المأساوية، وجوه حقيقية تكافح كل يوم من أجل البقاء.
يقف أحمد محمد ياسين، وهو نجار سابق وأب لطفلين، عاجزًا أمام جوع أسرته، بعدما باتت السلع الأساسية بعيدة المنال، والطحين غير متوفر منذ أسابيع. ويقول إن كثيرين أصبحوا غير قادرين على تأمين حاجياتهم وقوت يومهم.
أما ماهر جمال الظاظا، العاطل عن العمل، فيقول إن "من يشتري من السوق بهذه الأسعار يجب أن يكون لصًا"، في إشارة إلى الغلاء غير المسبوق، حيث تجاوز سعر بعض المواد الأساسية قدرة السكان اليومية على الإنفاق.
وفي حي الشجاعية، يعيش محمد عاشور نازحًا منذ أشهر، بعد أن فقد منزله خلال الحرب. ويحاول تأمين الحد الأدنى من الغذاء لأسرته، ويقول إن الطحين وحده أصبح هدفا يتطلب الخروج أكثر من مرة ومواجهة الخطر في كل مرة.
وخلال محاولة الثلاثة الحصول على كيس طحين من شاحنة مساعدات غذائية أميركية وصلت إلى أحد أحياء غزة، فتحت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار باتجاه المدنيين المتجمعين، مما أدى إلى إصابتهم جميعا.
فقد ماهر الظاظا عينه جراء الإصابة، وظل ينزف لساعات قبل أن يتمكن المسعفون من الوصول إليه. وأصيب محمد عاشور بطلق ناري في رقبته، بينما كان يحاول الاحتماء من إطلاق النار.
كما أصيب أحمد محمد ياسين، أثناء محاولته سحب كيس الطحين من مؤخرة الشاحنة، قبل أن يُجبر على الفرار وترك المساعدات خلفه.
وقالوا إنهم شاهدوا مصابين وشهداء وأشلاء متناثرة في المكان، بينما كانوا يفرّون باتجاه البحر هربا من النيران.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إيران تشيع جثامين قادة وعلماء نوويين قضوا في الهجوم الإسرائيليlist 2 of 211 شهيدا معظمهم أطفال في غارة إسرائيلية غربي مدينة غزةend of list إعلانولم يتمكنوا من الحصول على الطحين في تلك المرة، لكنهم عادوا مرة تلو الأخرى في محاولات لاحقة، رغم المخاطر، لتأمين ما يسد جوع أطفالهم.
وفي غزة، ليست المعاناة فقط في انعدام الطحين، بل في الكلفة الإنسانية التي تُدفع لمحاولة الحصول عليه.