تكافح القوات الأوكرانية من أجل تحقيق مكاسب استراتيجية وتحرير المزيد من الأراضي خلال هجومها المضاد على المحتلين الروسي، بينما سيكون لعامل الطقس تأثيرا على مجريات المعارك خلال الفترة القادمة، وفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".

عامل الطقس

اعتاد كل من الأوكرانيين والروس على البرد القارس، وقد استمرت الحرب خلال فصلي شتاء، لذا فإن القوات البرية لن تتخلى عن ساحة المعركة في أي وقت قريب.

لكن الأمطار الغزيرة التي لا هوادة فيها يمكن أن تؤدي إلى "تشكل عوائق طينية على الطرق"، بينما قد يعقد الطقس الجليدي "العمليات الأساسية".

وقد تنجح أوكرانيا في اختراق الدفاعات الروسية، لكن معداتها قد "لا تستطيع استغلال ذلك سريعا"، لأن التضاريس موحلة أو ثلجية للغاية.

والأسبوع الماضي، اعترف رئيس جهاز المخابرات العسكرية الأوكرانية، الجنرال كيريلو بودانوف، بتلك الصعوبات، قائلا" من الصعب القتال في الطقس البارد والرطب، وفي ظل وجود الوحل".

لكنه قال "سيستمر القتال بطريقة أو بأخرى، وسوف تستمر العمليات الهجومية على كافة الجبهات".

وقال مسؤول دفاعي غربي إنه بحلول نهاية أكتوبر ستحتاج أوكرانيا إلى الانتقال من الهجوم إلى الثبات، والعمل على حماية البنية التحتية المدنية من الطائرات بدون طيار والصواريخ الروسية خلال فصل الشتاء، حسبما ذكرت "وول ستريت جورنال".

مكاسب "الطقس الحار والجاف"

بدأت كييف هجوما مضادا في جنوب أوكرانيا وشرقها في يونيو بعد الحصول على أسلحة غربية وتعزيز وحداتها الهجومية.

وركزت القوات الأوكرانية في البداية على الجانبين الشمالي والجنوبي لباخموت وحققت مذاك مكاسب ميدانية، وبينما يظل الطقس حارا وجافا إلى حد كبير، تحاول قوات كييف تحقيق المزيد من التقدم.

وسمح الهجوم المضاد باستعادة حفنة من البلدات فقط إلا أن العمليات الأوكرانية تكثفت في الأسابيع الأخيرة ولا سيما على الجبهة الجنوبية مع استعادة بلدة روبتيني على الطريق المؤدي إلى توكماك التي تشكل نقطة استراتيجية للقوات الروسية.

والأحد، أعلنت أوكرانيا أن قواتها استعادت مدينة كليشتشييفكا التي تكتسي أهمية استراتيجية جنوب باخموت الواقعة على خط المواجهة.

والجمعة، قالت القوات الأوكرانية إنها استعادت السيطرة على قرية أندرييفكا الواقعة أيضا جنوب مدينة باخموت في شرق أوكرانيا، لكن في اليوم التالي نفت روسيا ذلك، وفق وكالة "فرانس برس".

والشهر الماضي، سيطرت القوات الأوكرانية على قرية روبوتاين، واخترقت الخط الدفاعي الرئيسي لروسيا وأثاروا الآمال في تحقيق انفراجة بعد أشهر من المكاسب المحدودة.

وحتى لو لم تتمكن القوات الأوكرانية من الوصول إلى بحر آزوف، على بعد حوالي 55 ميلاً جنوب جبهتها الحالية، فإن التقدم لمسافة خمسة أو 10 أميال فقط يمكن أن يضع خطوط الإمداد الحيوية لروسيا في نطاق المدفعية الأوكرانية، حسبما تشير "وول ستريت جورنال".

وأي توقف في الهجوم الأوكراني يمكن أن يسمح لروسيا بترسيخ نفسها بشكل أعمق في الأراضي المحتلة، مما يعقد المحاولات الأوكرانية المستقبلية لاستعادة السيطرة. 

وتُظهر صور الأقمار الصناعية أن روسيا تعمل بالفعل على تعزيز الدفاعات التي تم بناؤها مسبقا خلف خط المواجهة، وفقا لبرادي أفريك، من معهد أمريكان إنتربرايز، وهو مركز أبحاث مقره في واشنطن العاصمة.

ومن جانبه، قال مسؤول كبير في حلف شمال الأطلسي: "إذا كنت بحاجة إلى القتال، فعليك القتال، وإذا كنت لا تزال في المقدمة، فافعل، إذا كنت تعتقد أن ذلك مفيد".

وأضاف المسؤول: "يمكن للقوات الراجلة السير في الثلج، لكن لا يزال يتعين عليك تحريك معداتك ولا يزال يتعين عليك التحرك لاستغلال الاختراق في خطوط العدو، إذا كان من الممكن تحقيق ذلك".

الطقس وعوامل أخرى

تعد الظروف الأرضية من أهم العوامل التي تحفز القوات الأوكرانية، فهم يريدون التقدم قبل أن تتحول الأراضي إلى حقول طينية أو ثلجية.

وقال أولكسندر سولونكو، وهو عضو في وحدة الطائرات بدون طيار الأوكرانية، إن "المطر سيجعل العمل صعبا للغاية"، مشيرا إلى أن الطين سيحد من القدرة على المناورة.

وستأتي الظروف الأكثر خطورة في نوفمبر وأوائل ديسمبرل، وهي فترة يطلق عليها الروس اسم "راسبوتيتسا".

ويطلق المؤرخون العسكريون مصطلح "راسبوتيتسا" على الظاهرة المتمثلة بالوحل المائع الناجم عن ذوبان الثلوج وتحرر التربة من جليدها في فصل الربيع ما يجعل التحرك فيها أكثر صعوبة، وفق موقع "ياهو نيوز".

وبسبب "مدى وتعقيد التحصينات الروسية" تعقدت آمال أوكرانيا في تحقيق نجاح سريع مثلما حدث في صيف العام الماضي، عندما استعادت القوات الأوكرانية في غضون أيام مساحة واسعة من الأراضي في الشمال الشرقي. 

وبعد أن خسرت روسيا معظم منطقة خاركيف واضطرت إلى الانسحاب من مدينة خيرسون الجنوبية، بدأت قواتها الاستعداد للدفاع عن بقية الأراضي التي احتلتها ضد الهجمات الأوكرانية المستقبلية.

وشرق روبوتاين، واجهت القوات الأوكرانية مجموعة من الخنادق التي حفرتها روسيا على أرض مرتفعة، وهي واحدة من أكثر المواقع فائدة لأميال حولها، ويبلغ عمق الخنادق من مترين إلى ثلاثة أمتار، وتتبع "مسارا متعرجا".

وقال المعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهو مركز أبحاث بريطاني، في تقرير صدر مؤخرا، إن الأراضي التي تستعيدها أوكرانيا مليئة بالألغام بشكل كبير لدرجة أنه يتعين على كييف إرسال مهندسين سيراً على الأقدام لفحص الأرض أمامهم، مما يعيق التخطيط لما يتجاوز الدفاعات التالية التي يواجهونها. 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: القوات الأوکرانیة

إقرأ أيضاً:

مستبعدة روسيا..سويسرا تستضيف قمة السلام الأوكرانية

تستضيف سويسرا عشرات الزعماء يومي 15 و16 يونيو/حزيران في منتجع على ضفاف بحيرة بالقرب من لوسيرن لمحاولة تحديد الخطوات الأولى نحو تحقيق السلام في أوكرانيا.

اعلان

ووجهت "قمة السلام في أوكرانيا" الدعوات إلى 160 دولة، ومن المتوقع حضور حوالي 90 دولة ومنظمة.

وعلى الرغم من أن القائمة النهائية للمشاركين لم تُنشر بعد، فإن العديد من الدول الرئيسية، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين، لن ترسل رؤساء دول إليها.

وفي يوم الاثنين، نقلت إذاعة أوروبا الحرة/راديو ليبرتي عن العديد من الدبلوماسيين الأوروبيين الذين لم تذكر أسمائهم زعمهم أن عدد المشاركين المؤكدين قد انخفض.

ويرتكز المؤتمر على صيغة سلام من 10 نقاط حددها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في أواخر عام 2022، لكن لا تزال هناك أسئلة حول مدى تأثير القمة في غياب روسيا.

وكان زيلينسكي يروج لقمة السلام التي ستعقد نهاية الأسبوع في جميع أنحاء العالم، في محاولة لحشد الدعم والحضور لهذا الحدث.

فيديو: روسيا ترسل سفناً وغواصة نووية إلى كوبا وواشنطن تراقب الأسطول بـ"صائد الغواصات"بوتين يعد بوقف إطلاق النار إذا انسحبت كييف من المناطق التي تحتلها روسيا وتخلت عن الانضمام للناتو

ومن بين الدعوات الـ 160 التي تم إرسالها، يمكن لزيلينسكي الاعتماد على عشرات من رؤساء الدول أو الحكومات الذين سيحضرون القمة، بما في ذلك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس البولندي أندريه دودا، ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، والمستشار الألماني أولاف شولتز، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو.

ومن المقرر أن تلقي نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس كلمة، وتلتقي بزيلينسكي على هامش القمة.

ومع ذلك، تحتوي القائمة المختصرة على بعض الغيابات الصارخة، بما في ذلك الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي سيحضر حملة لجمع التبرعات في لوس أنجلوس مع جورج كلوني بدلاً من ذلك.

وسبق أن قال زيلينسكي للصحفيين في بروكسل إن غياب بايدن سيكون رمزياً، وذهب إلى حد القول إن عدم حضوره سيكون بمثابة "تحية حارة" لبوتين.

وستكون الصين، أحد حلفاء روسيا الرئيسيين، غائبة أيضًا. وفي بيان مشترك مع البرازيل، ذكرت وزارة الخارجية الصينية أنها ستشارك في قمة تعترف بها كل من أوكرانيا وروسيا، والتي تنطوي على مشاركة متساوية.

لكن أبرز الغائبين هي روسيا. وأوضحت حكومة زيلينسكي أن روسيا غير مرحب بها، ورفضت موسكو علنًا خطة السلام التي تقوم عليها القمة.

ووفقا لمسودة وثيقة حصلت عليها بلومبرج، ستهدف القمة إلى خلق مسار لإشراك المسؤولين الروس في المستقبل. ويتفق المنظمون السويسريون للمؤتمر على أن مشاركة روسيا ضرورية رغم تردد أوكرانيا المستمر.

في اليوم الثاني من اجتماعه في بروكسل.. حلف الناتو يبحث عن سبل دعم طويل الأمد لأوكرانيامجموعة السبع تمنح أوكرانيا قرضًا بقيمة 50 مليار يورو باستخدام الأصول الروسية المجمدةما الذي يمكن أن تحققه القمة؟

وتحدد خطة أوكرانيا 10 مقترحات تسلط الضوء على رؤية زيلينسكي حول كيفية إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

إن الخطة بعيدة المدى، بما في ذلك انسحاب القوات الروسية من الأراضي المحتلة واستعادة حدود الدولة الأوكرانية مع روسيا.

ومن المقرر أن تناقش القمة ثلاثة مواضيع: السلامة النووية، بما في ذلك محطة زابوريزهيا للطاقة النووية التي تسيطر عليها روسيا؛ المساعدات الإنسانية، والأمن الغذائي بما في ذلك تأثير الحرب على الإنتاج الزراعي الأوكراني والصادرات في جميع أنحاء العالم.

وترفض روسيا تماماً صيغة السلام التي طرحتها أوكرانيا، الأمر الذي يجعل التوصل إلى حل عملي للقضايا من خلال القمة أمراً غير مرجح.

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه سيأمر "على الفور" بوقف إطلاق النار في أوكرانيا إذا بدأت كييف في سحب قواتها من أربع مناطق احتلتها موسكو وضمتها من جانب واحد في عام 2022 وتخلت عن خطط الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

وظل المنظمون واقعيين بشأن النتائج المحتملة للقمة، قائلين إنها تهدف إلى إيجاد "مسار محتمل نحو السلام في أوكرانيا" وتوفير "أساس" لعملية السلام.

اعلان

لا تزال الأعمال العدائية بين روسيا وأوكرانيا على أعلى مستوياتها، حيث تحقق روسيا مكاسب إقليمية في شرق وشمال شرق أوكرانيا. وكرر زيلينسكي دعوات الغرب للحصول على أسلحة، مدعيا أنها ضرورية لهزيمة الجيش الروسي.

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ميلوني تفوز بالخلاف الدبلوماسي مع ماكرون بإلغاء الإشارة إلى الإجهاض من النص النهائي لمجموعة السبع اتهامات بالتعاون مع إسرائيل تؤدي إلى سحب ترشيح سياسي هولندي لمنصب وزير في حكومة فيلدرز سي أن أن: الجيش الأمريكي يدرس تفكيك رصيفه العائم قبالة غزة ونقله إلى إسرائيل إتفاقية سلام روسيا سويسرا أوكرانيا اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. حرب غزة| القسام تعلن مقتل اثنين من المحتجزين بنيران إسرائيلية وتصريحات غالانت توتر العلاقات بباريس يعرض الآن Next ميلوني تفوز بالخلاف الدبلوماسي مع ماكرون بإلغاء الإشارة إلى الإجهاض من النص النهائي لمجموعة السبع يعرض الآن Next بسبب عرقلتها قوافل المساعدات إلى غزة.. واشنطن تدرج مجموعة "تساف 9" الإسرائيلية في قائمة العقوبات يعرض الآن Next المشجعون الاسكتلنديون يغزون ميونخ قبل المباراة الافتتاحية لبطولة أمم أوروبا يعرض الآن Next حريق كبير يأتي على قسم البضائع في مطار بروكسل اعلانالاكثر قراءة شاهد: لا يزال مستمراً.. اندلاع حريق هائل في أحد مصافي أربيل شمال العراق مجموعة السبع تمنح أوكرانيا قرضًا بقيمة 50 مليار يورو باستخدام الأصول الروسية المجمدة أغنام السنغال المرفهة مستثناة من الذبح في عيد الأضحى الدنمارك تسحب معكرونة كورية شهيرة من الأسواق قائلة إنها قد تتسبب في تسمم أكسيوس: اجتماع سري جمع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بجنرالات عرب في البحرين اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم الانتخابات الأوروبية 2024 غزة إسرائيل حركة حماس كرة القدم الحرب في أوكرانيا الشرق الأوسط روسيا مجموعة السبع حلف شمال الأطلسي- الناتو لبنان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني Themes My Europeالعالمأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةسفرثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpski

مقالات مشابهة

  • مسودة بيان قمة عالمية يطالب باحترام سلامة الأراضي الأوكرانية
  • بوتين يتعهد بوقف إطلاق النار مقابل إنسحاب القوات الأوكرانية من 4 مناطق
  • القوات الروسية تواصل التقدم وتحسن تموضعها التكتيكي على محاور عدة
  • نيبينزيا: نظام كييف وممولوه يرفضون جهود السلام
  • روسيا تحدد شروط بدء المفاوضات مع أوكرانيا
  • مستبعدة روسيا..سويسرا تستضيف قمة السلام الأوكرانية
  • وزير الدفاع الأمريكي: الخسائر في صفوف المدنيين في غزة مرتفعة للغاية
  • الدفاع الروسية: خسائر أوكرانيا بلغت نحو 12.8 ألف جندي في أسبوع
  • أوستن: بوتين لا يمكنه أن يملي شروط السلام على أوكرانيا
  • ستولتنبرغ: تنفيذ شرط بوتين لوقف إطلاق النار سيكون بمثابة "تحقيق أهداف روسيا"