المشهد اليمني:
2025-12-07@19:39:10 GMT

القرار السعودي الثالث في اليمن!

تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT

القرار السعودي الثالث في اليمن!

من المهم في اللحظات الحاسمة، أن يكون الحديث بقدر أهمية اللحظة التي نعيشها اليوم، والمتمثلة في تطور غير مسبوق، وهو اجتماع كافة الأطراف اليمنية إلى الرياض، بعد وصول الحوثيين أخيراً، الأمر الذي يعني فيما يعني أن قرار السلام وعودة الاستقرار إلى اليمن، مسألة أصبحت في متناول السعودية العظمى في ضوء الاتفاق مع إيران ومد خيوط التنسيق والعلاقة مع عمان.

عندما نقول السعودية العظمى، فإن ذلك ليس مبالغة ولا تزلفاً، فهي كذلك، في ضوء تحولات استراتيجية، على المستوى الداخلي بقيادة محمد بن سلمان وما أحدثه من ثورة تحولات سعودية وعلاقات دولية، في ظل مناخ أتاحت فيه الحرب الأوكرانية معادلة جديدة، مع عودة إرهاصات الحرب الباردة إلى جانب صعود الصين، وكل ذلك، أسهم في توثيق موقع السعودية كدولة محورية ومركز استقطاب بين قوى الشرق والغرب، أكثر من أي وقتٍ مضى.


في اليمن، الذي هو ملف محوري وجوهري بالنسبة للسعودية، حدثت الكثير من التحولات، إذ أن إيران ومعها الحوثيون، أصبحوا في الرياض، وهناك الصين العملاق الدولي الاقتصادي، الذي يحتاج إليه الجميع. هذه معادلة تجعل الحديث عن موقف الحوثي وعن رغباته بالسلام من عدمه، مسألة عدمية لا داعي لها، فالحل والعقد بيد السعودية وتحالفاتها وعلاقاتها مع مسقط وطهران وبكين، وعليها أن تفرض على الحوثي ما يجب أن تفرضه لصنع سلام لائق.

***
اتخذت السعودية قرار الحرب على الحوثي واليوم اتخذت قرار الحوار مع الحوثي، وتعلم ما يجب عليها إذن في هذه اللحظة وهو القرار التالي، المتعلق بإعادة السلام والأمن والاستقرار إلى اليمن، وهو بكل تأكيد ملف معقد وشائك، لكنه لا يجب أن يكون صعباً بالنسبة لسعودية محمد بن سلمان، في ضوء جملة المعطيات المحلية والإقليمية والدولية.

***
الحد الأدنى من متطلبات السلام في اليمن هو أن يعود كل مواطن يمني إلى منزله وأن يتسلم كافة حقوقه، وهو ما يعني أن السعودية يجب أن تكون حاسمة في مسألة فرض اتفاق عادل ومنصف وشامل لا ضرر فيه ولا ضرار، هذا الاتفاق قد يتطلب تخصيص موازنة مالية بنحو 20 مليار دولار لتمويل تنفيذ الاتفاق وإعادة بناء الاقتصاد، ليست كثيرة بالنسبة إلى موقع السعودية كدولة، ولا لموقع الملف اليمني بالنسبة إليها.

عقب المشاورات اليمنية في الرياض، أصيب اليمنيون بخيبة أمل، إذ بدا المجلس الرئاسي عاجزاً ومفتقراً للدعم الكافي، غير أن ذلك، لم يكن كما يتصور البعض فشلاً للرياض ولا للمجلس، بل إن ذلك التحول، كان ينتظر الاكتمال وهذا هو الموعد المرتقب. حيث لا مجال لأن تنفض اجتماعات الرياض اليوم، على النحو البائس الذي أعقب اتفاقيات سابقة.

***
إذن الحديث عن نوايا الحوثيين تجاه السلام، كلام في غير مكانه وزمانه. هناك إيران بحاجة إلى السعودية وإلى الاتفاق الذي رعته الصين، في ظل جملة من الأزمات الداخلية والخارجية التي تواجهها طهران، والتي قد لا يكون من السهل عليها أن تُخاطر بعلاقاتها مع الصين على الأقل، كراعٍ للاتفاق.

وهناك سلطنة عمان بوابة الوساطة مع الحوثيين حاضرة أيضاً في الرياض. ومن حولها عالم يضج بالاستقطابات الدولية والاتفاقيات. السعودية أصبحت عضواً في بريكس، ومعادلة دولية متغيرة، يعلمها الجميع. وكل ذلك، يعزز ويؤهل السعودية لقرار تاريخي يتعلق باليمن وينعكس على أمنها، إذ ان اليمن يجب أن يكون قوة لإسناد موقع السعودية دولياً وإقليمياً.

وهنا يبرز السؤال مجددا:ً ما هو القرار السعودي الثالث في اليمن؟

القرار السعودي الثالث في اليمن، يتمثل في السلام وإعادة الاستقرار في اليمن، لا مجال للحديث عن إطلاق سراح معتقلين وفتح طرقات وترتيبات إنسانية، يجب أن يصدر قرار بتشكل لجنة عسكرية مؤلفة من جميع الأطراف تشرف على رفع جميع النقاط العسكرية وتقوم بنشر نقاط أمنية من قوة يتم تأليفها بالاتفاق بين الأطراف ويتم فتح جميع الطرقات. يحتاج الاقتصاد اليمني إلى تمويل كبير يساعد على إنجاح التحول، الذي يعيد كل يمني إلى منزله ويعيد إليه حقوقه، ويضمن مصالح وأمن جواره والمنطقة والعالم.

راهن البعض أن السعودية ستفشل في اليمن، وبدأ يقارن ذلك بالوضع في أفغانستان بالنسبة للولايات المتحدة. أفغانستان ملف ثانوي بالنسبة للأمريكيين لا يمكن مقارنته باليمن، أكبر شريط حدودي مع المملكة وجملة مع الحقائق والروابط والمصير المشترك.

أمام السعودية ان تصنع السلام في اليمن، بكل ما يعنيه معنى ذلك، ليس الاتفاق، بل إحداث تحول وتنفيذ مزمن ليس صعباً على السعودية، ويجب أن تتذكر الرياض وكل الأطراف اليمنية وغير اليمنية المعنية أن الفرص على قوتها قد تضيع ما لم تُحسم وتُعالج بطريقة جذرية لا تترك ثغرة للارتداد العكسي. الزمن هنا عامل مهم في الحسم والتنفيذ، قبل أن ينفرط العقد مجدداً.

المصدر: المشهد اليمني

كلمات دلالية: فی الیمن یجب أن

إقرأ أيضاً:

ذكرى انتصار الثورة.. سوريون يستعيدون أماكنهم بعد سنوات الغياب

دمشق- بعد سنوات طويلة من الشتات والمنافي القسرية، بدأت أعداد متزايدة من السوريين الذين شاركوا في الثورة السورية أو دعموها من الخارج بالعودة إلى الوطن عقب انتصارها النهائي.

لكن العودة لم تكن مجرد انتقال جغرافي من مطار إلى منزل؛ كانت في البداية رحلة وجدانية عميقة نحو "المكان" الذي شكّل ذاكرتهم الشخصية والجماعية على حد سواء، ليس بالضرورة أن يكون البيت العائلي، بل قد تكون مدرسة فُقدت في سن المراهقة، أو حيّا دُمر بالكامل، أو زقاقا في بلدتهم القديمة حمل ذكريات الشباب واقتسام الأحلام الأولى.

التقت الجزيرة نت بشخصيات سورية عادت بعد الانتصار، تروي كل منها قصة لقاء مَر أو يستمر مع "مكانها" الذي اختارته بنفسها، حيث شعروا آخر مرة أنهم "مواطنون"، قبل أن يتحولوا إلى "مطلوبين" أو "لاجئين" أو "مغتربين".

طارق نعمو (يمين) عاد إلى سوريا بعد 17 عاما من الغربة (الجزيرة)معنى الوطن

يكشف المستشار الأميركي للشؤون الاقتصادية والدبلوماسية، السوري الأصل طارق نعمو، للجزيرة نت، تجربته الشخصية بعد سنوات المنفى الطويلة، وعودته إلى سوريا عقب انتصار الثورة. ويقول إن أول ما خطر بباله عندما سُئل عن المكان الذي عاد إليه بعد الانتصار كان "المقعد الخشبي في الصف الأخير من مدرسته"، والذي كان آخر عهده برفاقه الذين فرقهم نظام بشار الأسد قبل 17 عاما، فتشتتوا بين المنافي حول العالم، لكن ذلك المقعد ظلّ "أثمن من كل مقاعد الدرجة الأولى في طائرات الهجرة" حسب قوله.

ويؤكد نعمو أنه حين غادر سوريا لم يكن يبحث عن "عنوان جديد في جواز سفره، بل عن فرصة جديدة للكرامة"، فكان يبحث عن مكان "إذا تعبت يحترم تعبك، وإذا نجحت يحترم نجاحك، لا يسألك عن طائفتك ولا عن واسطتك، بل عن فكرتك وجهدك" حسب وصفه.

ويضيف أن أميركا لم تكن بالنسبة له هروبا من بلده، بل "التفافا طويلا للعودة إلى سوريا من باب أكبر: باب الخبرة ورأس المال والعلاقات الدولية".

إعلان

عاد المستشار إلى حيه القديم، ودخل المدرسة زائرا لا طالبا، ويصف المكان الذي شهد فيه دروسه الأولى بأنه صار في ذاكرته "درسا في معنى الوطن، كيف يمكن لقرار سياسي أحمق أن يقتلع جيلا كاملا من مقاعده، وكيف يمكن لإصرار هذا الجيل أن يعيد نفسه إلى الأرض من بوابات أخرى".

ويتساءل وهو يمرّ بجانب غرفة الإدارة التي كان الخوف يسكنها سابقا "هل نعود فقط لأن الحنين يضغط على صدورنا؟"، ثم يجيب نفسه "بأن العودة الحقيقية معنى ومسؤولية، أن تجد لنفسك دورا حقيقيا في بناء شيء جديد، حتى لو كان مشروعا صغيرا في الحيّ، فهو جزء من لوحة كبيرة لنهضة بلد بأكمله".

يتمشى في الساحة، فيسمع في رأسه صوت جرس الحصة الأولى ممزوجا بصوت أول هتاف للحرية، بالنسبة له، لم يعد هذا المكان مجرد "مدرسة"، بل صار "ذاكرة عبور نشطة، وحارسا أمينا على باب الانتصار"، يذكّره دائما أن "ثمن الكرامة كان مقعدا مدرسيا خسرناه، مقابل بلد قررنا ألا نخسره".

غبيس ساهم في دعم المراكز الطبية داخل المناطق المحررة خلال الثورة (الجزيرة)معنويات الصمود

بالنسبة للدكتور بكر غبيس، الطبيب السوري المغترب في الولايات المتحدة وعضو منظمة "مواطنون لأجل أميركا آمنة"، فإن غوطة دمشق الشرقية، وبالأخص مدينة حرستا مسقط رأسه، تبقى المكان الأكثر تميزا في وجدانه، رغم اغترابه عن سوريا منذ نحو 20 عاما.

وأوضّح في حديثه للجزيرة نت أنه منذ أن اندلعت الثورة السورية عام 2011، ظل على ارتباط وثيق بالحراك في الغوطة، حيث كان يتواصل مع الناشطين والكوادر الطبية هناك، وبصفته طبيبا، ساهم في دعم المراكز الطبية داخل المناطق المحررة.

وبعد تحرير الغوطة في ديسمبر/كانون الأول 2024، زار مسقط رأسه حرستا بعد أسبوع واحد من التحرير، فوجد المدينة مدمرة بنسبة 80%، ومن بينها بيته وحارته، وعلى جدران ما تبقى من منزله عبارات كتبها جنود النظام "من هنا مر الجيش العربي السوري.. وإن عدتم عدنا".

وأكد غبيس أن هذا المكان يحمل رمزية كبيرة بالنسبة له، ولأهالي الغوطة وللسوريين عموما، فكل زيارة لسوريا لا تخلو من تفقد معالم المدينة والمشافي التي صمدت لأكثر من 5 سنوات، في مواجهة ما وصفه بـ"أبشع الجرائم".

وأشار إلى أن الغوطة كانت خزانا بشريا للثورة السورية، وأن مقاتليها شكلوا طلائع القوات التي ساهمت لاحقا في تحرير مناطق أخرى، واعتبر أن المدينة تُستعاد فيها اليوم لحظات الصمود والتكافل بين السوريين، ويقول "من الغوطة نستمد معنويات الصمود، ونذكّر أولادنا بأن هذا المكان كان مسرحا لأبشع الهجمات الكيماوية على الثوار السوريين، ومع ذلك بقي رمزا للكرامة".

قهوة النوفرة في دمشق من الأماكن التي يحرص الدكتور الحسين على زيارتها بعد عودته لسوريا (الجزيرة)أماكن لا يُشبع منها

في أول زيارة له إلى دمشق بعد سنوات الغياب، توجه الدكتور أحمد جاسم الحسين، رئيس اتحاد الكتاب العرب، مباشرة إلى كلية الآداب في جامعة دمشق، وتحديدا قسم اللغة العربية، حيث المكان الذي قضى فيه نحو ربع قرن من حياته.

يقول الدكتور الحسين للجزيرة نت إنه مكث في هذا القسم منذ أن كان في الـ17 من عمره حتى أصبح أستاذا دكتورا في الجامعة، ويصفه بالقول إن "هذا المكان يعني لي الكثير؛ فيه تشكّلت شخصيتي، وحصلتُ على كثير من الفرص، وتراكمت لي فيه ذكريات، معظم فترة شبابي كانت فيه، وكان هو مدخلي إلى الحياة والتغيير والتطور وتكوين الشخصية".

إعلان

وأضاف أن مكانا آخر لا يقل أهمية بالنسبة له هو "مقهى النوفرة" خلف المسجد الأموي، حيث كان يجلس فيه بشكل شبه أسبوعي مع أصدقاء محددين، بات كل منهم اليوم في مكان مختلف من العالم، وربما توفي بعضهم، أو لم تعد ظروف الحياة تسمح بلقائهم.

ويستذكر حتى اليوم طعم كأس الشاي وطعم تلك الجلسات، مضيفا أن "نفس العاملين ما زالوا موجودين، لكن الزمن تقدم بهم كما تقدم به".

ويستطرد الدكتور في سرد ذكرياته قائلا إن "المشي في شوارع دمشق القديمة، وخاصة زقاق القيمرية، كان جزءا رئيسيا من حياته العائلية، حيث كانوا يتوقفون لأكل كروسان القيمرية الشهير"، ويؤكد أنه كان يقصد هذه الأماكن كلما شعر بالضيق لتضفي عليه شعور الراحة والطمأنينة.

يحرص الحسين على زيارة منطقة ساروجة، ليكتشف أزقتها من جديد ويلاحظ وجوه الناس المتغيرة، ويمر بساحة المرجة فيستذكر عراقتها وكيف كانت مركز المدينة قديما، ثم يتفقد المقاهي مفرقا بين الحديث والقديم منها، ويتفقد ما يحدث في المدينة من تحولات في المهن والحياة اليومية، ويقول "هذه أماكن لا يُشبع منها؛ فالبشر المارّون يتغيرون يوميا، لكن التواصل مع المكان وجداني عميق".

ويلاحظ رئيس اتحاد الكتاب العرب أن "دمشق عادت خلال فترة قصيرة نسبيا إلى سحرها وحضورها الكامل"، ويضيف "هناك أماكن كثيرة في دمشق، لكن المدينة بالنسبة لي هي مكان التشكل والوجود".

مقالات مشابهة

  • الشيخ عبدالحافظ البتامي أحد مشايخ قبيلة حاشد في أول حوار له: ثورة 21 سبتمبر قطعت يد النفوذ السعودي عن قبائل اليمن إلى غير رجعة
  • بوقرة: “من الرائع خوض أول مباراة في كأس العالم ضد الأرجنتين”
  • ذكرى انتصار الثورة.. سوريون يستعيدون أماكنهم بعد سنوات الغياب
  • السعودية تبدأ عملية إجلاء جوي هي “الأكبر” لقواتها في اليمن صوب هذه المحافظة
  • الرياض تستضيف المؤتمر السعودي الدولي للتقييم بمشاركة نخبة من الخبراء الوطنيين والدوليين
  • وكالة الأنباء السعودية: الرياض تحتضن النسخه السابعه لمؤتمر سلاسل الإمداد الأسبوع القادم
  • كاس العرب 2025 .. رسميا.. الأخضر السعودي أول المتأهلين إلى دور الثمانية
  • ألمانيا: يجب الانتقال للمرحلة الثانية من خطة السلام في غزة
  • هرتسوغ يحلم بالاحتفال مع ولي العهد السعودي.. تركي الفيصل: إسرائيل تشكل التهديد الإقليمي الأكبر
  • الاحتلال السعودي الإماراتي .. صراع يحتل الأرض ويبتلع القرار وحضرموت تدفع الثمن