رأس الخيمة في 18 سبتمبر/ وام/ أشادت خبيرة الآثار الكندية الدكتورة مائدة الطيار عضوة الرابطة الكندية للحفاظ على الممتلكات الثقافية ”سي أي سي" بالاهتمام الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة للدولة للتراث الحضاري للإمارات والمحافظة على كنوزها الأثرية .

وأثنت الدكتورة الطيار المعتمدة من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو” على المقتنيات التاريخية والتراثية التقليدية المميزة لمعالي الشيخ عبدالملك بن كايد القاسمي المستشار الخاص لصاحب السمو حاكم رأس الخيمة .

ورحب معالي الشيخ عبدالملك بن كايد القاسمي، بزيارة الدكتورة مائدة الطيار لمتحفه الخاص في رأس الخيمة، مؤكدا أن هذه الزيارة مبادرة نباركها في إطار اهتمامه بمقتنيات المتحف وحرصه الشخصي الكبير على الحفاظ على التراث من الاندثار ومبادراته الداعمة للمتاحف الشخصية في الإمارة واقتنائه المستمر للكثير من القطع التراثية المحلية.

وقالت الدكتورة مائدة الطيار“ إنه بعد الاطلاع على المقتنيات ودراستها ومقارنتها بما هو بالمتاحف الآخرى وجدنا مجموعات متميزة في متحف معالي الشيخ عبدالملك بن كايد القاسمي ذات قيمة تاريخية وتراثية كبيرة شاهدة على تاريخ العلوم والفنون مثل مجموعة الاسطرلابات ومجموعة الأسلحة التقليدية الإسلامية التي يرجع بعضها إلى القرن الثاني عشر الميلادي عصر الفاتح صلاح الدين الأيوبي وآخرى ترجع إلى عصر الفرسان مثل السيف المصنوع في سولجن الألمانية والسيف البرتغالي الصنع من القرن السادس عشر إلى جانب البنادق وهي مجموعة مميزة وفريدة”.

وأشارت إلى أن المتحف الخاص لمعالي الشيخ عبدالملك بن كايد القاسمي يحتوي أيضا على مجموعة جيدة من الأواني الفخارية والخزف القيشاني والتي ترجع إلى العصور الاسلامية، أما الأواني المعدنية فتتميز بجمال نقوشها ودقة صنعها وتنوعها إلى جانب ألواح خشبية نحتت بآيات قرانية بخط النسخ والكوفي.

وعبرت الدكتورة الطيار عن إعجابها بمجموعة كبيرة ومتنوعة من المخطوطات والمصاحف الكبرى المنسوخة باليد والتي تعد ثروة تاريخية عظيمة، ووصفت مقتنيات معالي الشيخ عبدالملك القاسمي بأنها متاحف متنوعة ومتخصصة في متحف كبير عام وشامل يستطيع أن يغذي متاحف المنطقة بمقتنياته النادرة والثمينة الأثرية والتراثية.

يذكر أن الدكتورة مائدة الطيار لها أكثر من 30 عامًا من الخبرة العملية في مجال تطوير وصيانة الموروث الشعبي وترميمه وتوثيق الآثار والمعالم التاريخية، إلى جانب عملها كفنانة محترفة في مجالات الخزف والفخار وتصميم الأزياء.

أحمد البوتلي/ عبدالوهاب النعيمى

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: الشیخ عبدالملک بن کاید القاسمی

إقرأ أيضاً:

الكشري المصري على مائدة التراث الإنساني .. كيف تحوّل طبق شعبي إلى أيقونة ثقافية عالمية؟

في خطوة تحمل دلالات ثقافية وإنسانية عميقة، حظي الموروث الشعبي المصري باعتراف دولي جديد، بعدما أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" طبق الكشري المصري على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية لعام 2025، خلال اجتماعات اللجنة الحكومية المعنية بالتراث غير المادي المنعقدة في العاصمة الهندية نيودلهي.

هذا الإدراج لا يمثل مجرد إضافة رقمية إلى سجل العناصر المسجلة باسم مصر، بل يعكس تقديرًا عالميًا لثقافة الحياة اليومية للمجتمع المصري، وما تحمله من معانٍ تتجاوز حدود الطعام لتلامس مفاهيم الهوية والانتماء والتنوع الاجتماعي.

ويمثل الكشري، باعتباره طبقًا حاضرًا في تفاصيل الحياة اليومية للمصريين بمختلف طبقاتهم الاجتماعية، نموذجًا حيًا للتراث الذي تشكّل عبر الزمن من تفاعل التاريخ مع الممارسة الشعبية، ومن اندماج مكونات متعددة في صيغة واحدة أصبحت رمزًا للمائدة المصرية.

ويأتي إدراجه ضمن القائمة التمثيلية لليونسكو تأكيدًا على أن التراث غير المادي لا يقتصر على الطقوس والفنون التقليدية فحسب، بل يشمل أيضًا الممارسات المرتبطة بالحياة المعاصرة، حين تتحول إلى عناصر جامعة تعكس روح المجتمع وقدرته على الحفاظ على خصوصيته الثقافية وسط عالم متغيّر.

ويسلّط هذا الاعتراف الضوء على الجهود المؤسسية التي تبذلها الدولة المصرية في مجال توثيق وصون التراث غير المادي، من خلال العمل المنهجي على إعداد ملفات الترشيح وفق معايير دولية، وبالتعاون مع المجتمعات المحلية والممارسين الفعليين لهذه العناصر.

ويعد تسجيل الكشري المصري العنصر الحادي عشر المدرج باسم مصر على قوائم التراث غير المادي، بما يعزز حضورها الثقافي على الساحة الدولية، ويؤكد تنوع وثراء مخزونها التراثي.

مجدي شاكر: تسجيل الكشري عالميًا اعتراف بتاريخ المطبخ المصري

قال مجدي شاكر، كبير الأثريين، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد، إن مصر نجحت في تسجيل 11 عنصرًا على قائمة التراث الثقافي غير المادي لدى منظمة اليونسكو، مؤكدًا أن هذا النوع من التراث يعرف بالتراث اللامادي، وهو لا يقل أهمية عن الآثار المادية، بل يمثل جوهر الهوية الثقافية للمجتمعات.

وأوضح أن تسجيل أي عنصر تراثي يبدأ بتقدم الدولة بملف متكامل يوضح طبيعة هذا العنصر وما يتميز به، متسائلًا: "هل لهذا العنصر ميزة خاصة؟ وهل يعبر عن هوية ثقافية واضحة؟"، لافتًا إلى أن هذه الملفات ترفق بتقارير ودراسات متخصصة تقدم إلى اليونسكو لدراستها وتقييمها.

من النخلة إلى السمسمية.. نماذج للتسجيل المشترك

وأكد أن اليونسكو تتيح للدول تقديم العناصر إما بشكل منفرد أو مشترك، موضحًا أن بعض العناصر الثقافية تتقاطع بين أكثر من دولة، مثل تسجيل "النخلة" بشكل مشترك بين مصر والسعودية، وكذلك بعض الأكلات التراثية مع الأردن، فضلًا عن آلة "السمسمية" التي جرى تسجيلها بالتعاون مع دولة أخرى.

وأشار إلى أن عملية التسجيل تمر بمراحل دقيقة من الدراسة والمراجعة، حتى يتم اعتماد العنصر رسميًا وضمه إلى قوائم اليونسكو، موضحًا أن هذا التسجيل يثبت أحقية الدولة في هذا التراث، ويمنع أي دولة أخرى من نسبته لنفسها، خاصة أن التراث يُبنى عليه اقتصاديًا وثقافيًا وسياحيًا.

من الخيامية إلى الحرف اليدوية.. تراث يجذب الزائرين

وأضاف أن تسجيل التراث غير المادي يفتح آفاقًا جديدة للسياحة الثقافية، حيث يأتي كثير من الزائرين خصيصًا للتعرف على عناصر تراثية بعينها، مثل الخيامية أو الحرف التقليدية، مؤكدًا أن تسجيل العنصر باسم الدولة يمنحها حق الترويج له والاستفادة الاقتصادية منه ودعمه رسميًا.

وأوضح أن اتفاقية حماية وصون التراث الثقافي غير المادي صدرت عام 2003، ودخلت حيز التنفيذ عام 2006، ووقعت عليها 134 دولة من بينها مصر، مشيرًا إلى أن الاتفاقية تعرف التراث الثقافي غير المادي بأنه الممارسات والتصورات وأشكال التعبير والمعارف والمهارات، وما يرتبط بها من أدوات ومصنوعات وأماكن ثقافية، والتي تعتبرها المجتمعات جزءًا من تراثها.

وأكد أن هذه الاتفاقية تمثل تطورًا مهمًا في السياسات الثقافية الدولية، إذ تهدف إلى صون التراث غير المادي وتعزيزه وضمان استدامته، والتوعية بأهميته، ودعم ممارسيه، ورصد التهديدات التي قد تؤدي إلى اندثاره، إلى جانب الترويج له محليًا ودوليًا، بما يخدم أهداف التنمية المستدامة.

وأشار إلى أن التراث غير المادي يعد ركيزة أساسية للحفاظ على التنوع الثقافي في عصر العولمة، وهو ما جعله أحد أولويات اليونسكو، لكونه أكثر عرضة للاندثار، ويشمل المهرجانات التقليدية، والعادات والتقاليد، وأساليب المعيشة، والحرف اليدوية، والأغاني والرقصات الشعبية، والحكايات، والفنون الشفاهية، والأكلات الشعبية، والطقوس الاجتماعية.

وأوضح أن الاتفاقية أتاحت للدول ترشيح عناصر تراثها غير المادي لإدراجها ضمن قائمتين رئيسيتين، هما القائمة التمثيلية، التي تهدف إلى إبراز التراث والتعريف به، وقائمة الصون العاجل، التي تعنى بالعناصر المهددة بالاندثار، موضحًا أن العناصر المدرجة في القائمة التمثيلية تكون مستقرة ومستدامة، بينما تحتاج عناصر الصون العاجل إلى تدخل عاجل ودعم دولي.

وأضاف أن الاتفاقية خصصت أيضًا قائمة ثالثة تعرف بقائمة أفضل ممارسات الصون، تدرج بها البرامج والمشروعات والأنشطة الناجحة في حماية التراث غير المادي داخل الدول الأطراف.

وأكد أن المادة 13 من الاتفاقية تلزم الدول باتخاذ تدابير واضحة لصون التراث الثقافي غير المادي، من خلال اعتماد سياسات عامة تبرز دوره في المجتمع، ودمجه في الخطط التنموية، وإنشاء جهات مختصة بصونه، وتشجيع الدراسات العلمية والتقنية، واعتماد الأطر القانونية التي تضمن نقل هذا التراث للأجيال القادمة مع احترام الأعراف المجتمعية.

قائمة مصر الكاملة على التراث غير المادي لليونسكو

واختتم بالتأكيد على أن قائمة العناصر المصرية المسجلة لدى اليونسكو تضم حتى الآن: السيرة الهلالية، والتحطيب، والأراجوز، والنسيج اليدوي في صعيد مصر، وفن الخط، وتقاليد التمر المصري، والاحتفالات المرتبطة بالعائلة المقدسة، وفنون النقوش والمعادن، وآلة السمسمية، والحناء، وأخيرًا طبق الكشري، باعتباره أحد أبرز رموز المطبخ الشعبي المصري.

طباعة شارك الكشري طبق الكشري اليونسكو التراث غير المادي توثيق وصون التراث

مقالات مشابهة

  • الكشري المصري على مائدة التراث الإنساني .. كيف تحوّل طبق شعبي إلى أيقونة ثقافية عالمية؟
  • عبد الله السيد يتألق في "دولة التلاوة".. ولجنة التحكيم تشيد بتطوره الكبير
  • جواهر القاسمي تشهد حفل «من هنا البداية»
  • من البردية الأطول في العالم إلى مقبرة صمّمها الأطفال… متحف شرم الشيخ يحتفل بخمس سنوات من الإبداع والحياة
  • مهرجان الشيخ زايد يحتفل باليوم الوطني لمملكة البحرين
  • تقدم الى محكمة جنوب شرق الأمانة علي الطيار بطلب إنحصار وراثة
  • سلطان بن أحمد القاسمي يترأّس اجتماع مجلس القضاء
  • معين عبدالملك: ما أدلى به جباري إدعاءات غير صحيحة مطلقًا
  • شاخنوزا تشيد بدور الإمارات في تمكين أصحاب الهمم
  • خبيرة دولية تشيد بجهود مصر فى الشمول المالي والشراكة بين العلم والمعرفة