أثار إعلان جسم شعبي جديد عن انضمامه للقتال في صفوف الجيش السوداني ضد مليشيا الدعم السريع، مخاوف من نجاح مخططات فلول النظام السابق في دفع البلاد نحو حرب أهلية شاملة.

الخرطوم: التغيير

اعلنت مجموعة أطلقت على نفسها فصائل المقاومة الشعبية السودانية «صمود»، عن تدشين جسم شعبي لمقاومة مليشيا الدعم السريع.

وتخوض مليشيا الدعم السريع حرباً شرسة ضد الجيش السوداني، منذ منتصف ابريل الماضي، بالعاصمة الخرطوم ومدن أخرى، أدت لخسائر ضخمة في الأرواح والممتلكات والبنية التحتية.

وتواجه «الدعم السريع» اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وانتهاكات اخرى بحق المدنيين في الخرطوم ودارفور.

وقالت المجموعة المسماة «صمود» في مقطع فيديو رصدته «التغيير»، إن ما دفعهم للإعلان عن تكوين الجسم الشعبي للقتال هو جرائم الدعم السريع ضد الشعب السوداني من قتل وسرقة ونهب واغتصاب وطرد من منازلهم.

ووصفت جرائم الدعم السريع بالغير مسبوقة في تاريخ السودان.

ويثير الإعلان عن هذا الكيان الجديد مخاوف عديدة من انزلاق السودان نحو حرب أهلية شاملة، وفق مخططات فلول النظام السابق المتهمين بإشعال هذه الحرب ابتداءً.

ويرجح أن تكون المجموعة الجديدة مدفوعة من فلول النظام البائد وكتائب الظل التابعة لهم، فقد حذرت أصوات عديدة في وقت سابق، من ظهور قيادات النظام البائد ودعوتهم العلنية للالتحاق بالجيش ومساندته في حربه ضد الدعم السريع.

وطبقاً لمقطع الفيديو، تعهد المتحدث باسم «صمود»- والذي ظهر بوجه مغطى رفقة شخصين بنفس الهيئة من خلفه حاملين بنادق آلية- بالعمل مع القوات المسلحة لاسترداد ممتلكات المواطنين من مليشيا الدعم السريع «المتمردة».

وحذّر بأن أي قوة للدعم السريع تعتبر هدفاً مشروعاً بالنسبة لهم وسيقاتلونها حتى تحرير ولاية الخرطوم من التمرد- بحسب تعبيره

وأضاف: «نحن موجودون في ولاية الخرطوم ولن نتركها للمتمردين»، معلناً عن تأسيس فصائل المقاومة الشعبية بالولايات.

يذكر أن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان سبق وأعلن الاستنفار العام للمواطنين للقتال مع الجيش ضد «الدعم السريع».

ويرى مراقبون أن هذه تعتبر خطوة إضافية في اتجاه الحرب الأهلية الشاملة التي يسعى لها الفلول.

الوسومالجيش الحرب الأهلية الخرطوم الدعم السريع حرب 15 ابريل عبد الفتاح البرهان فلول النظام السابق كتائب الظل مقاومة شعبية

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجيش الحرب الأهلية الخرطوم الدعم السريع حرب 15 ابريل عبد الفتاح البرهان كتائب الظل ملیشیا الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

على ماذا يعوّل .. لماذا يصر الجيش السوداني على الحسم العسكري

 

رغم تراجعه الميداني الكبير بعد اكمال الدعم السريع السيطرة على دارفور في أواخر أكتوبر، وتقدمه في إقليم كردفان المجاور في أعقاب السيطرة على مدينة بابنوسة الاستراتيجية، إلا أن الجيش السوداني يصر على خيار استمرار الحرب التي أدت إلى مقتل أكثر عشرات الآلاف وتشريد نحو 15 مليونا، مكبدة اقتصاد البلاد خسائر بمليارات الدولارات، فلماذا يرفض الجيش الحلول الدولية المطروحة وعلى ماذا يعول في خيار الحسم العسكري؟.

التغيير _ وكالات

و يرى مراقبون أن استراتيجية إطالة أمد الحرب ترتبط بشكل أساسي بين طموحات قيادة الجيش وحلفائه في تنظيم الإخوان للاستمرار في السلطة، في ظل مخاوفهم من أن يؤدي أي مسار سلام جاد إلى إصلاح القطاع الأمني، وفرض التزامات تضعف القبضة السياسية والاقتصادية والأمنية لقيادة الجيش والتنظيم.

ويشيرون إلى أن الإصرار على “الحسم العسكري”، ورفض الحلول السلمية المطروحة هو جزء من الأدوات المستخدمة لمقاومة أي مسار جاد قد يؤدي إلى تقليص نفوذها أو كشف ملفاتها.

وبالتوازي مع المبادرات الدولية والإقليمية التي سعت لايقاف القتال، بذل تحالف الحرب المكون من قيادات الجيش وتنظيم الإخوان ومجموعات أخرى، جهدا منظما لاقناع الرأي العام بسردية “الحفاظ على السيادة”، للتغطية على الجرائم والانتهاكات الواسعة، والرفض المستمر للمبادرات التي بلغت حتى الآن 11 مبادرة.

وفي ظل صعوبات تمويلية ضخمة تسعى قيادة الجيش السوداني إلى مقايضة روسيا بامتيازات تعدينية في مجال الذهب مقابل الحصول على أنظمة دفاع جوي متطورة وذخائر موجهة بأسعار تفضيلية، بهدف تعزيز تحصينات المدن وتغيير التوازن التكتيكي، وفقا لتقرير نشره موقع “أخبار الدفاع”، لكن ضابط كبير سابق في الجيش، قلل من أهمية التعويل فقط على الحصول على الأسلحة للاستمرار في منهجية الحسم العسكري، مشيرا الى اضرار كبيرة لحقت ببنية الجيش، وحذر من أن اطالة امد الحرب ستؤدي الى إنهيار كامل في الجيش.

استراتيجية البقاء

يربط مراقبون بين الرفض المتواصل للمبادرات الدولية التي سعت منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023، واستراتيجية قيادة الجيش وداعميها من تنظيم الإخوان الرامية لاستمرار الحرب كوسيلة للبقاء في السلطة.

وأكدوا أن رفض الجهود الدولية الحالية ليس موقفا مبدئيا، بل هو تعبير عن بنية تعتبر الحرب وسيلة للحكم، وانعكاس لخوف متجدد من عودة الرقابة الدولية، وفتح ملفات جرائم الحرب المرتكبة حاليا، والانزلاق نحو مسار سياسي قد يفضي إلى انتقال لا مكان فيه للنظام القديم.
واعتبر المراقبون أن تعدد المبادرات لم ينجم عن تعدد الجهود، بل لسياسة متعمدة تهدف إلى تعطيل أي مبادرة يمكن أن تنجح، مشيرين إلى أن السلطة القائمة في بورتسودان تسعى إلى تعطيل مبادرة الرباعية قبل أن تتحول إلى مسار دولي ملزم.

وفي هذا السياق، يقول مهدي الخليفة الوزير الأسبق بالخارجية السودانية: “يستمر تحالف الحرب في الهجوم على أي مبعوث أممي، أو التشكيك في أي وسيط دولي، أو طرح مبادرة ثالثة ورابعة، كآلية دفاعية جوهرية، لأن الوصول إلى حل يعني ببساطة احتمال فتح ملفات لا يريدون لها أن تفتح. ولذلك سيظل هذا الخطاب يتجدد، ما دام بقاء التنظيم وقيادة الجيش مرهونا بحماية شبكات المصالح، ومنع الرقابة، وتعطيل أي عملية سياسية تعيد السلطة إلى الشعب”.

ويعبر الخليفة عن مخاوفه من أن يؤدي النهج الرامي لإطالة أمد الحرب إلى تداعيات كارثية، ويقول: “سيظل السودان عالقا بين مبادرات لا تنفذ، وسلطات تطيل الحرب لتضمن بقاءها، وشعب يدفع ثمن صراع لا نهاية له إلا بسلام حقيقي يستند إلى الإرادة الوطنية، لا إلى مناورة السلطة”.

تعويل على صفقة روسية

حيث تصر قيادة الجيش على خيار الحسم العسكري رغم الواقع الميداني المتردي، في ظل تقارير تتحدث عن صفقة محتملة مع روسيا لتوريد انظمة دفاع متقدمة.

ووفقا لتقرير نشره موقع “أخبار الدفاع”، فإن محادثات تجري مع موسكو على صفقة لتزويد الجيش السوداني بأنظمة دفاع جوي متطورة وذخائر موجهة بأسعار تفضيلية، مقابل منح روسيا امتيازات في قطاعات التعدين وموانئ البحر الأحمر.

ومن بين أنظمة الدفاع الجوي التي يسعى الجيش السوداني للحصول عليها نظام “اس 300 بي ام يو 2 فافوريت” المزود برادار لديه القدره على رصد الأهداف على مسافة تزيد عن 300 كيلومتر، بالإضافة إلى نظام “اس 350 فيتياز” المصمم للاشتباك مع الطائرات والصواريخ ضمن نطاق يبلغ حوالي 120 كيلومترا باستخدام صواريخ اعتراضية متطورة.
كما تشمل الصفقة المحتملة نظام “بوك-إم2إي”، المستخدم ضد الطائرات والطائرات المسيرة وصواريخ كروز على مدى يتراوح بين 45 و50 كيلومترا، وحلول الدفاع النقطي قصيرة المدى مثل “بانتسير-إس1″، المُصمم خصيصا لاعتراض الطائرات المسيرة.

لكن اللواء كمال إسماعيل رئيس التحالف الوطني السوداني، يشير الى أن الحصول على السلاح وحده لا يكفي للاستمرار في الحرب في ظل صعوبة السيطرة والقيادة بسبب تعدد المجموعات المسلحة المتحالفة مع الجيش وتباين اهدافها وطموحاتها.

ويحذر اسماعيل، من التداعيات الخطيرة التي يمكن أن تلحق بالجيش مع إطالة أمد الحرب. ويوضح في حديث لموقع سكاي نيوز عربية: “هنالك أضرار كبيرة لحقت بالجيش خلال فترة الحرب الحالية، شملت الخسائر في الأفراد والمعدات، مما أثر كثيرا على بنية الجيش، وأتوقع أن يكون التأثير أكبر في حال الإصرار على مواصلة الحرب”

ويضيف: “الحسم العسكري غير ممكن وهنالك فقدان للقيادة والسيطرة وهو ما ظهر خلال الانسحابات الأخيرة التي تمت خارج الأطر العسكرية المعروفة، مما يؤكد وجود خلل وانخفاض كبير في الروح المعنوية لضباط وجنود الجيش”.

ويشدد إسماعيل على أن الحل الوحيد أمام قيادة الجيش هو الذهاب الى التفاوض، قبل أن يحدث الانهيار الكامل.

الوسومإطالة أمد الحرب التقدم في كردفان الجيش الدعم السريع السيطرة على دارفور تراجع ميداني

مقالات مشابهة

  • عصب الاقتصاد السوداني يقع في يد ميليشا الدعم السريع .. تفاصيل
  • الجيش ينسحب من حقل هجليج النفطي بعد سيطرة الدعم السريع في السودان
  • بعد خسارة شريان النفط.. هل بات الجيش السوداني مجبرا على التفاوض؟
  • الجيش السوداني يكشف عن دولة إقليمية تدعم قوات الدعم السريع
  • أهم منطقة نفطية | الدعم السريع تسيطر على عصب الاقتصاد السوداني
  • الجيش السوداني ينسحب من حقل هجليج النفطي والدعم السريع تهاجم
  • المجلس الأعلى للبيئة يعلن انطلاق حملة إزالة المخالفات البيئية بولاية الخرطوم
  • على ماذا يعوّل .. لماذا يصر الجيش السوداني على الحسم العسكري
  • جرائم صادمة تهز المجتمع السوداني خارج ساحات الحرب
  • رئيس الوزراء السوداني: قصف ميليشيا الدعم السريع مرافق مدنية وقتل الأطفال جريمة حرب