مفوضية اللاجئين ومنظمة الصحة العالمية تحذران من تدهور الأوضاع الصحية في السودان
تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT
تحذر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الصحة العالمية مرة أخرى من تدهور الوضع الصحي الناجم عن الأزمة القائمة في السودان.
وفقاً لفرق المفوضية العاملة في ولاية النيل الأبيض بالسودان، فقد توفي أكثر من 1,200 طفل لاجئ دون سن الخامسة في تسعة مخيمات في الفترة ما بين 15 مايو و14 سبتمبر، بسبب مزيج مميت يشتمل على الاشتباه بتفشي مرض الحصبة وارتفاع معدل سوء التغذية.
وقال اليوم المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي: ”إن العالم لديه الوسائل والمال لوقف حدوث كل هذه الوفيات الناجمة عن الحصبة أو سوء التغذية. ومع ذلك، يموت العشرات من الأطفال كل يوم – نتيجة لهذا الصراع الطاحن ونقص الاهتمام العالمي. يمكننا تجنب المزيد من الوفيات، لكننا نحتاج إلى المال من أجل جهود الاستجابة، والوصول إلى المحتاجين، وقبل كل شيء، إنهاء القتال”.
تتعرض المرافق الصحية لضغوط هائلة بسبب نقص الموظفين والأدوية المنقذة للحياة والمعدات الحيوية. كما أن الهجمات المتكررة التي تتعرض لها المرافق الصحية منذ بداية النزاع، وكذلك الموظفون والمرضى ووسائل نقل الإمدادات الطبية، تعيق أيضاً عملية تقديم الخدمات الصحية. وقد أدى الوضع إلى حالة من الركود في مجال الرعاية الصحية في البلاد على الرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها العيادات المحلية ووكالات الإغاثة لمواصلة تقديم الخدمات الصحية التي تشتد الحاجة إليها.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس: “يبذل العاملون المحليون في المجال الصحي، بمساعدة منظمة الصحة العالمية وشركائها، كل ما في وسعهم، وفي ظروف صعبة للغاية. إنهم بحاجة ماسة إلى دعم المجتمع الدولي لوقف المزيد من الوفيات وانتشار الأمراض المتفشية”. وأضاف: “إننا ندعو الجهات المانحة إلى إظهار سخائها وكذلك الأطراف المتحاربة إلى حماية العاملين في المجال الصحي وتوفير الرعاية الصحية لكافة من يحتاجون إليها”.
في مدينة الرنك الواقعة في جنوب السودان، أبلغ الشركاء في المجال الإنساني عن تزايد حالات وصول الأطفال المصابين بالحصبة وارتفاع معدلات سوء التغذية من السودان، وخاصة من ولاية النيل الأبيض. تتفاقم حالة سوء التغذية في البلاد على نطاق سريع. وفي جميع أنحاء جنوب السودان، تم الإبلاغ عن أكثر من 5,770 حالة يشتبه في إصابتها بالحصبة و142 حالة وفاة. أما الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات فهم الأكثر تضرراً، حيث يمثلون ما يقرب من 70 بالمائة من جميع الحالات و 76 بالمائة من مجمل الوفيات. ولم يحصل نصف الأطفال المتضررين على التطعيم ضد الحصبة، مما يسلط الضوء على الفجوات القائمة في مجال التحصين، وخاصة بين صفوف العائدين واللاجئين. تم إدخال 103 أطفال في المتوسط شهرياً إلى المرافق الصحية بسبب سوء التغذية المتوسط أو الشديد بين مايو ويوليو، مقارنة بـ 14 طفلاً قبل النزاع.
ولا يقل الوضع إثارة للقلق في منطقة أمهرة في إثيوبيا، حيث يتطور تفشي وباء الكوليرا بسرعة في بلدة المتمة في المواقع التي تستضيف أكثر من 18,000 شخص ممن فروا من الصراع في السودان. وحتى 12 سبتمبر، توفي ثمانية أشخاص بسبب الكوليرا من بين 435 حالة مشتبه بها وتم الإبلاغ عنها. كما أن مخزونات لقاحات الكوليرا المخصصة للتحصين الروتيني آخذة في النفاد، مما يعرض اللاجئين لخطر الإصابة بمزيد من حالات العدوى. إن عدم وجود سيارات إسعاف لنقل المرضى وإحالتهم لتلقي لمزيد من الرعاية، وعدم كفاية المعدات الطبية للعلاج، ونقص الموظفين الأساسيين في المجال الصحي، يعرض حياة الناس للخطر ويعوق جهود الاستجابة الإنسانية بشكل خطير.
وخلال معاينة أجريت مؤخراً في تشاد، تبين أن ما يقرب من 13,000 طفل دون سن الخامسة يعانون من مستويات حادة من سوء التغذية. وقد ارتفع عدد الأطفال المصابين بسوء التغذية والذين يتم إدخالهم إلى المستشفيات بنسبة 56 بالمائة في جميع أنحاء مقاطعة واداي، والتي تستضيف أكثر من 80 بالمائة من اللاجئين، وذلك منذ بداية النزاع في السودان. ويعكس ارتفاع معدل انتشار سوء التغذية بين اللاجئين القادمين الوضع المزري للغاية الذي يعاني منه سكان دارفور والذين يفرون عبر الحدود إلى تشاد. بالإضافة إلى ذلك، تبقى التهابات الجهاز التنفسي الحادة والإسهال والملاريا هي الأمراض الثلاثة الأكثر شيوعاً بين الأطفال. ويشكل الحصول على مياه الشرب النظيفة تحدياً كبيراً أيضاً، حيث تحصل الأسر على خمسة لترات فقط للشخص الواحد، أي الثلث فقط مما يوصى به عادة.
تعمل المفوضية ومنظمة الصحة العالمية والشركاء على تقديم المساعدة العاجلة داخل السودان وعبر الحدود والحيلولة دون وقوع المزيد من الوفيات. ويستمر توزيع المواد الغذائية، كما تم توفير التطعيم ضد الحصبة للأطفال دون سن الخامسة في المخيمات الواقعة في ولايتي النيل الأزرق والأبيض، حيث تم تطعيم أكثر من 45,000 طفل. وفي تشاد، استفاد 1.2 مليون طفل من حملتين للتطعيم ضد الحصبة. كما أطلقت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها حملة تطعيم فموي ضد الكوليرا في منطقة أمهرة الإثيوبية، وذلك خلال عطلة نهاية الأسبوع. وتدعم منظمة الصحة العالمية أيضاً مراكز تحقيق الاستقرار من خلال توفير الإمدادات اللازمة لعلاج سوء التغذية الحاد. وقد قدمت منظمة الصحة العالمية الإمدادات الصحية التي تشتد الحاجة إليها في جميع أنحاء جنوب السودان وإثيوبيا وتشاد، بما في ذلك الأدوية الأساسية والإمدادات الطبية لعلاج الكوليرا وسوء التغذية والخيام للعيادات الصحية المتنقلة. كما يتم أيضاً إعطاء الأولوية لمستلزمات الصحة الإنجابية ورعاية الصحة الذهنية والدعم النفسي والاجتماعي. وفي إثيوبيا، تم إرسال مجموعات من لوازم مكافحة الكوليرا إلى المتمة، ويجري تركيب خيمة عزل ومحطة للتمريض.
إعلام مفوضية اللاجئين
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: منظمة الصحة العالمیة سوء التغذیة فی السودان فی المجال أکثر من
إقرأ أيضاً:
تقرير أممي: اليمن يسجل 90 ألف حالة جديدة بسوء التغذية الحاد الوخيم بين الأطفال
كشفت بيانات حديثة صادرة عن منظمات أممية ودولية عن تصاعد مقلق في معدلات سوء التغذية الحاد الوخيم بين الأطفال في اليمن، حيث تم تسجيل ما يقرب من 90 ألف حالة جديدة خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري 2025.
وبحسب تقرير الرصد المشترك لشهر يونيو/حزيران، الصادر عن فريق دولي يضم ست وكالات من بينها "اليونيسف"، "الفاو"، "برنامج الغذاء العالمي"، و"منظمة الصحة العالمية"، فقد جرى إدخال أكثر من 88,600 طفل دون سن الخامسة إلى مراكز العلاج المتخصصة نتيجة معاناتهم من سوء التغذية الحاد الوخيم، وذلك خلال الفترة من يناير حتى نهاية أبريل من العام الجاري.
وأفاد التقرير بأن أغلب الحالات التي تم إدخالها المستشفيات للعلاج من سوء التغذية خلال الثلث الأول من العام الجاري، كانت في شهر يناير وتقدر بأكثر من 32,900 حالة، يليه فبراير بنحو 29,700 حالة، ثم مارس بحوالي 14,200 حالة، فيما كان شهر أبريل هو الأقل بما يقارب 11,800 حالة.
ورغم انخفاض الأعداد المسجلة في الأشهر اللاحقة، إلا أن التقرير يؤكد أن هذا التراجع لا يعكس تحسناً في الأوضاع الصحية، بل يعزى إلى نقص التمويل وضعف التغطية الصحية، ما يجعل الوضع أكثر هشاشة ويزيد من صعوبة رصد ومعالجة الحالات في الوقت المناسب.
مناطق سيطرة الحوثي تتصدر المشهد
ولفت التقرير إلى أن أعلى معدلات سوء التغذية تم رصدها في المحافظات الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، حيث تصدرت الحديدة القائمة خلال أبريل بأكثر من 3,500 حالة، تلتها حجة بنحو 1,900 حالة، ثم إب بحوالي 1,300 حالة.
وأشار التقرير إلى أن آلاف الأطفال المتضررين يعيشون في مناطق جبلية وعرة ووديان نائية، ما يجعل وصولهم إلى المرافق الصحية أكثر صعوبة، ويُفاقم من معاناتهم في ظل غياب الرعاية الطبية المناسبة.
وفقًا للتقديرات الأممية، يعاني قرابة 2.3 مليون طفل يمني من سوء التغذية الحاد، منهم 540 ألف طفل في حالة حرجة يُصنفون ضمن فئة "سوء التغذية الحاد الوخيم"، بالإضافة إلى 1.8 مليون طفل يعانون من سوء التغذية المتوسط، بينما تواجه 1.4 مليون امرأة حامل ومرضع تحديات صحية مرتبطة بنقص التغذية.
ويؤكد التقرير أن هذه الأزمة المتفاقمة تُنتج حلقة مفرغة من الفقر والمعاناة وسوء الصحة تنتقل من جيل إلى آخر، في ظل انعدام الأمن الغذائي وتدهور النظام الصحي.
ودعت الوكالات الأممية إلى تحرك دولي عاجل لتوفير الموارد الضرورية، وتوسيع نطاق التدخلات الإنسانية والصحية، محذرة من أن التأخير في الاستجابة سيؤدي إلى فقدان المزيد من الأرواح وتفاقم الأزمة الصحية في البلاد المنهكة.