مثلت نكبة 21 سبتمبر أسوأ كارثة إنسانية حلت على اليمنيين، فمنذ إسقاط المليشيات الحوثية الإرهابية للدولة ومؤسساتها بقوة السلاح وأيام اليمنيين كالحة السواد.

مارست المليشيات الحوثية الإرهاب والعنف والاستبداد والفساد، ودمرت اليمن، وحولته إلى رهينة سياسية لأجندة الخميني، ووضعت البلد تحت تصرفه ورهنت مصير ملايين اليمنيين بمصلحة المشروع الإيراني وأجندته.

دمرت المليشيات القيم، ومزقت المجتمع، وملأت المقابر بجثث اليمنيين، وفي طريق محاولتها إلغاء الثورة والجمهورية وإعادة الماضي أهلكت المليشيات الحرث والنسل، وفرضت الشعارات الطائفية والكهنوت الديني بقوة السلاح.

لم تكتفٍ تلك العصابة بسطوها على مؤسسة الدولة واحتلال المحافظات، بل عمدت إلى نسف أهداف الثورة ومبادئ الجمهورية، واستبدالها بمشروع الولاية، وخرافة الاصطفاء الزائف.

في 21 سبتمبر، دمر الحوثيون الدولة، واستباحوا مؤسساتها، وسفكوا دماء أبنائها، وحكموا على اليمن بالعزلة الشبيهة بتلك التي كان نظام آل حميد الدين يفرضها على اليمنيين.

ففي مثل هذا اليوم، بدأ العالم ينظر لليمن على أنها دولة خطرة، وتمثل تهديداً للأمن القومي العالمي.

فتح الحوثيون بنكبتهم الأبواب للتدخل الخارجي، والذي أوصل البلاد إلى ما نحن عليه، حيث دمرت الحرب كل شيء، وقُتل الآلاف، وشُرد مئات الآلاف.

منذ الحادي والعشرين من سبتمبر 2014 استولى الجهل واستحكم التخلف، وصار زمام الأمور بأيدي مجاميع مليشاوية، لا تقيم للعلم والحضارة والكفاءة أي اعتبار.

21 سبتمبر تاريخٌ اختارته المليشيات بعناية كونه اليوم الذي تقلد فيه آخر أئمة الحقبة الظلامية محمد البدر السلطة في الحادي والعشرين من سبتمبر 1962 خلفاً للطاغية أحمد حميد الدين.

ولم تقتصر نكبةُ الحادي والعشرين من سبتمبر على دلالات رمزيةِ التاريخ بل عملت الميليشيات على إعادة عجلة التاريخ إلى ما قبل ثورة 26 سبتمبر من خلال إعادة الفوارق والامتيازات الطبقية وظهر ذلك من خلال حوثنة مؤسسات الدولة وجعل أغلب مناصب مؤسسات الدولة الواقعة تحت سيطرتها في من ينتمون للسلالة، بينما فرضت على اليمنيين قانون الخُمس والإتاوات والجبايات كأسلافها الإماميين.

وفيما يخص القوات المسلحة عملت مليشيات الحوثي على إقصاء عشراتِ الآلاف من منتسبي المؤسسة العسكرية والأمنية واستبدلتهم بعناصر توالي زعيمها القابع في الكهف وتقدم له الطاعةَ العمياء بدلاً من حماية الوطن ﻭﺣﺮﺍﺳﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻭﻣﻜﺎﺳﺒﻬﺎ.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

مأرب.. ندوة عن الوضع الاقتصادي في اليمن وخيارات الحكومة في ظل التجاوزات الحوثية

نظّم مركز المخا للدراسات الاستراتيجية بالتعاون مع المنتدى السياسي العربي، السبت في محافظة مأرب، ندوة اقتصادية موسعة.

 

وفي الندوة المعنونة "الوضع الاقتصادي في اليمن: خيارات الحكومة الشرعية في ظل التجاوزات الحوثية"، قدمت ثلاث أوراق عمل رئيسية ناقشت معالجات اقتصادية مهمة لمواجهة التحديات التي يواجها الاقتصاد الوطني.

 

الدكتور عبده مدهش، أستاذ الاقتصاد بجامعة إقليم سبأ، افتتح الندوة بالحديث عن ضرورة تفعيل أدوات الحكومة الشرعية لتحسين الوضع الاقتصادي، مشيرًا إلى أهمية تعزيز الإيرادات وتوحيد السياسات المالية والنقدية بين مختلف المؤسسات الحكومية لضمان فعالية الإصلاحات، مشدداً على ضرورة التنسيق بين الجهات المعنية لتحقيق الأهداف الاقتصادية.

 

من جانبه تطرق الباحث والصحفي الاقتصادي محمد الجماعي في ورقته إلى التحديات التي يسببها تورط جماعة الحوثي في عمليات غسيل الأموال وتزوير العملة، موضحاً تداعيات هذه الجرائم على الاقتصاد اليمني، مشيرًا إلى أن الإجراءات المتخذة لمكافحة التزوير يجب أن تشمل توحيد العملة وطباعة عملة جديدة بمعايير أمنية عالية لضمان عدم تكرار هذه الممارسات السلبية.

 

بدورها تناولت الدكتورة أزهار القدسي الوضع الاقتصادي العام في البلاد، مشيرة إلى التحديات التي تواجه الحكومة الشرعية في معالجة الأوضاع المالية المتدهورة.

 

وأشارت إلى أهمية تعزيز النمو الاقتصادي في المناطق المحررة، مقدمة رؤية متكاملة تهدف إلى تحقيق الاستقرار المالي والاقتصادي، مع التركيز على تطوير البنية التحتية وزيادة الإنتاج المحلي.

 

وشهدت الندوة -الذي حضرها ممثلو فروع الأحزاب السياسية بالإضافة إلى عدد من الأكاديميين والباحثين المتخصصين في الشأن الاقتصادي- نقاشات مثمرة بين الحاضرين حول التوصيات التي تم طرحها.

 

وأشاد المشاركون بالإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة الشرعية، والتي أسفرت عن تحسن ملحوظ في قيمة العملة المحلية.

 

وأكدوا على دور الغرفة التجارية والصناعية في تنظيم السوق، وضبط الأسعار، وإلزام التجار بالامتثال لقرارات البنك المركزي. وقد أبدى الحضور دعمًا كبيرًا للجهود المبذولة لتحقيق استقرار اقتصادي مستدام.

 

وأوصى المشاركون في الندوة بأهمية تعزيز التنسيق والتعاون بين الحكومة الشرعية والأحزاب السياسية في معالجة الأوضاع الاقتصادية، مع التأكيد على أن الإصلاحات الاقتصادية تحتاج إلى إرادة سياسية قوية لضمان نجاحها.

 

وشدد المشاركون على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية في مواجهة التحديات الاقتصادية، والعمل على دعم مسار الإصلاحات الحكومية التي تسهم في استقرار الاقتصاد الوطني.


مقالات مشابهة

  • نقابة الصحفيين اليمنيين تدين الجريمة الوحشية بحق الصحفيين في غزة
  • جيش المليشيا الحوثية.. هيمنة سلالية على المناصب العسكرية العليا
  • سقط من الطابق الحادي عشر.. العثور على جثة سوداني أسفل عقار بأرض اللواء
  • مطالبة إسرائيلية لـزامير برفض توجهات نتنياهو وإيقاف قراراته التدميرية
  • قيادي إخواني بارز: نكبة 2011 دمّرت اليمن والقيادة كانت للسفارة الأمريكية
  • الآلاف في تشيلي يحتجون ضد التجويع الإسرائيلي لغزة
  • عشرات الآلاف يتظاهرون في تل أبيب ضد خطة نتنياهو بشأن غزة
  • مأرب.. ندوة عن الوضع الاقتصادي في اليمن وخيارات الحكومة في ظل التجاوزات الحوثية
  • قطر تشارك في المؤتمر الإقليمي العربي الرابع والعشرين للمرشدات بالجزائر
  • رئيس الوزراء العراقي يفاجئ المليشيات الشيعية في العراق بخصوص سلاحها