الهجرة تبحث تدريب وتأهيل الشباب لسوق العمل وتوفير فرص عمل بديلة وآمنة
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
بحثت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، مع وفد شركة إبدأ لتنمية المشروعات، أوجه التعاون المشترك في مجالات التدريب من أجل التشغيل، وتأهيل الشباب لأسواق العمل المحلية والخارجية بما تتطلبه من مؤهلات.
وضم اللقاء الأستاذة أماني عيد الرئيس التنفيذي للشركة، والمهندس عبد الرحمن زوبع رئيس قطاع التدريب، والأستاذة دينا الدليل رئيس قطاع العلاقات الدولية، والمهندس عمرو نبيل رئيس قطاع العلاقات الحكومية.
ورحبت السفيرة سها جندي وزيرة الهجرة، بوفد شركة "ابدأ" لتنمية المشروعات، مؤكدة سيادتها على اعتزازها بالدور الفاعل الذي تقوم به الشركة منذ تأسيسها العام الماضي لدفع عجلة الصناعة في مصر، ومساندة مختلف الفئات من المصانع والمصنعين، بهدف تقليل الفاتورة الاستيرادية، وتوطين عدد من الصناعات الهامة، وقد شهدت الفترة الماضية تعاظم دور الشركة وتداخلها في عدد من القطاعات الحيوية ومنها قطاع التعليم الفني والتدريب المهني، لإعداد كوادر مؤهلة لسوق العمل.
وأضافت وزيرة الهجرة أن الوزارة وشركة ابدأ تتفقان على ضرورة تأهيل وتدريب الشباب لأسواق العمل، وفي ذات الوقت توفير فرص عمل بديلة وآمنة لهم، حتى تكتمل أركان المنظومة، لتتحقق الاستفادة المرجوة من الجمهود المبذولة في هذا القطاع الهام، مع التأكيد على ضرورة تسليط الضوء على الميزات التنافسية لكل محافظة أو قرية تتمتع بحرفة يدوية، وعدم العاملين في تلك الحرف بمزيد من الدورات التدريبية التي تساعد على استدامة هذه الحرف.
واستعرضت السفيرة سها جندي نشاط عمل وزارة الهجرة وما تحقق من منجزات في ملف التدريب من أجل التشغيل، مؤكدة أن وزارة الهجرة لديها تجربة رائدة في هذا المجال متمثلة في المركز المصري الألماني للوظائف والهجرة وإعادة الادماج، وهو نموذج متميز للتعاون المثمر مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، في إطار الجهود المبذولة لتنفيذ المبادرة الرئاسية "مراكب النجاة" لمكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، من خلال تدريب الشباب وتمكينهم وتوفير فرص عمل لهم في الأسواق المحلية والأجنبية، وكانت نتيجة هذا النجاح، رغبة عدد من الدول في التعاون مع وزارة الهجرة لإنشاء نماذج مماثلة للمركز المصري الألماني، ويكون المركز دليلا إرشاديا لهم، في الحد من مخاطر الهجرة غير الشرعية.
وأكدت الوزيرة، خلال لقاءها بوفد شركة ابدأ لتنمية المشروعات، على سعيها الدائم في التوسع في مجالات التدريب من أجل التشغيل، والتعاون مع جميع الجهات المعنية بهذا الشأن تحت مظلة واستراتيجية وطنية، تضمن وجود عمل مؤسسي بخطوات مدروسة وعلمية تتكامل فيما بينها دون أن تتقاطع، فتكتمل دائرة التدريب من أجل التشغيل، ويصبح لدينا نموذجا تستطيع من خلاله الدولة المصرية الاستفادة من أجيالها الناشئة والمدربة وفق معايير عالمية، تسمح لهم بالعمل في الأسواق المحلية كأولوية، او حتى تصدير تلك العمالة للأسواق الأجنبية لسد العجز الموجود فيها.
هذا وقد أعرب وفد شركة "ابدأ" لتنمية المشروعات، عن سعادته بلقاء السفيرة سها جندي وزيرة الهجرة، مؤكدين على رغبتهم في التعاون مع وزارة الهجرة في مجال تدريب وتأهيل الشباب والاستفادة من تجربة وزارة الهجرة في هذا المجال.
من جانبها، قالت أماني عيد، الرئيس التنفيذي لشركة "إبدأ" لتنمية المشروعات، إن الشركة هي نتاج للمبادرة التي أطلقها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية خلال إفطار الأسرة المصرية في إبريل 2022 وتهدف إلى تعزيز دور القطاع الخاص فى توطين الصناعة وتقليل الفجوة الاستيرادية وتأهيل العمالة المصرية وتذليل العقبات أمام المصانع المتعثرة، وتشييد المصانع الجديدة فى مصر، كما تُعد مبادرة "ابدأ" ذراعًا اقتصاديًا لمبادرة "حياة كريمة" وتتكامل أهدافها مع الأهداف الوطنية للدولة والتزاماتها الدولية وجهودها نحو تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام وتوفير حلول الطاقة النظيفة، والابتكار في المجال الصناعي، والاستهلاك والإنتاج بشكل مسؤول.
كما أشار المهندس عبد الرحمن زوبع، رئيس قطاع التدريب والبحث والتطوير، بأهمية تنمية قدرات القوى العاملة بقطاع الصناعة، حيث إن العنصر البشري يعتبر من أهم العناصر في قطاع الصناعة، وأن مبادرة ابدأ تولي اهتمامًا كبيرًا بتدريب وتأهيل ورفع كفاءة العنصر البشري من خلال التكامل مع جميع الجهات الحكومية وغير الحكومية لتوفير التدريب الفني والمهني والتثقيفي للعمالة الحالية والعمالة الجديدة التي يحتاجها قطاع الصناعة وطبقاً للمهارات والتخصصات التي يحددها أصحاب العمل.
كما تعمل مبادرة ابدأ على تطوير مؤسسسات التعليم الفني والتدريب المهني التابعة للدولة طبقاً لاحتياجات سوق العمل والمعايير الدولية، وفي هذا الصدد سوف تقوم المبادرة خلال العام الدراسي الحالي 2023/2024 بافتتاح مدرسة ابدأ الوطنية للعلوم التقنية بمدينة بدر والمتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي، ومدرسة ابدأ الوطنية للعلوم التقنية بمدينة دمياط والمتخصصة في مجالي الخدمات اللوجستية وإصلاح وصيانة السفن، وسوف يتم اعتماد المدرستين من جهات اعتماد دولية، وسوف يتم توفير شهادات الدبلوم الدولي لنسبة 10% من الخريجين.
وقالت دينا الدليل، رئيس قطاع العلاقات الدولية، إن من أهم الأهداف لشركة ابدأ هو جذب استثمارات أجنبية مباشرة، وقد تم تكوين محفظة استثمارية لـ ابدأ تضم المشروعات القائمة وكذلك فرص استثمارية، وهي كلها تمثل فرص تعاون مع الوزارة لتسويقها خارجيا، كذلك هناك منتجات لمصانع ابدأ تم البدء في إنتاجها مثل الطلمبات والمولدات واللوادر من الممكن أيضا تسويقها خارجيا، مما يساهم في إلقاء الضوء على جودة المنتج المصري ويعود بالنفع العام لزيادة موارد مصر من العملات الأجنبية.
وفي هذا الإطار، قالت السفيرة سها جندي إنها ستعمل على الترويج لمشروعات وأنشطة الشركة كونها شركة وطنية مهمة، عبر المنصات الرسمية لوزارة الهجرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك خلال لقاءها برجال الاعمال والمستثمرين المصريين بالخارج.
وفي ختام اللقاء، تم الاتفاق على بدء فريقي عمل وزارة الهجرة وشركة إبدأ لتنمية المشروعات، على وضع رؤية للتعاون المشترك خلال الفترة المقبلة في مجالات التدريب من أجل التشغيل.
IMG-20230921-WA0028 IMG-20230921-WA0029 IMG-20230921-WA0024 IMG-20230921-WA0023 IMG-20230921-WA0022 IMG-20230921-WA0027
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اجتماع وزيرة الهجرة السفيرة سها جندي
إقرأ أيضاً:
ابدأ مشروعك في مسقط رأسك
هلال بن سعيد اليحيائي **
abuosama2020@hotmail.com
نحن اليوم في القرن الحادي والعشرين، نعيش في زمن أصبحت فيه شركة علي بابا، التي أسّسها جاك ما، تُعد بحقّ من عجائب الدنيا الثمانية- إن صحّ التشبيه- في عالم شركات التكنولوجيا الحديثة، فقد أصبحت إحدى أكبر الشركات العالمية في مجالات التجارة الإلكترونية، والخدمات السحابية، والمصرفية، واللوجستيات، تنافس بذلك عمالقة التقنية مثل: أمازون، وآبل، ومايكروسوفت، وجوجل.
وعلى الرغم من أنّ تأسيسها حديث نسبيًا؛ إذ انطلقت في عام 1999، فإنَّ ما يميزها حقًا هو خدمتها للبشرية من خلال إحداث تحول جذري في ثقافة المجتمعات التقليدية، ونقلها إلى مرحلة التحوّل الرقمي الشامل. وما وصلت إليه الصين اليوم من أن تشكل نصف التجارة الرقمية في العالم يُعَدّ بحق مُعجزة القرن الحديث فقد حققت شركة علي بابا إيرادات سنوية تقارب 140 مليار دولار وفقًا لآخر الإحصاءات لعام 2023م، وتوظف ما يزيد على 200 ألف موظف بشكل مباشر، فضلًا عن توفيرها أكثر من 7 ملايين فرصة عمل غير مباشرة حول العالم. لقد كان لعلي بابا الريادة الرقمية في الصين من خلال إطلاق ثورة تقنية مكّنت الأفراد والشركات من إنشاء منصات إلكترونية في مجالات التجارة، والتمويل، والخدمات اللوجستية، وأسهمت في تغيير ثقافة العمل التقليدية، مع ابتكار منتجات وخدمات رقمية تتوافق مع احتياجات ورغبات المستهلكين في العصر الحديث.
ويُعد كتاب "الطريق إلى علي بابا"، لمؤلفه الأمريكي ذي الأصول الصينية بريان أ. وونغ، أحد أعضاء الفريق المُؤسِّس لشركة علي بابا، من الكتب الشيقة والمُلهمة التي تروي قصة نجاح استثنائية يروي المؤلف في هذا الكتاب كيف تمكَّن جاك ما، وهو معلم لغة إنجليزية لا علاقة له بالتكنولوجيا، من تأسيس موقع إلكتروني بالتعاون مع 7 من زملائه داخل شقة صغيرة في مدينة هانغتشو الصينية. كانت الفكرة الأساسية من المشروع تسهيل التواصل بين المنتجين الصينيين والمشترين حول العالم وبفضل روح المبادرة والتعاون والإصرار بين المؤسسين، نمت الشركة بسرعة مذهلة وحققت إنجازات متتالية.
وقد نسأل أنفسنا: لماذا هذا المقال عن شركة علي بابا؟ وما المغزى من هذه القصة، في حين توجد عشرات، بل مئات، الشركات الناشئة الأحادية القرن التي حققت نجاحات عالمية تستحق الحديث والإشارة إليها في مقالات أخرى؟
إنَّ واقع الأمر هو أن جاك ما، مؤسس موقع علي بابا، وفريقه قد أدهشوا العالم بكيفية تحقيق الشركة نموًا سريعًا في أعمالها وابتكاراتها وأنشطتها، وذلك بفضل الرؤية والفلسفة "الطاويَّة" المستمدة من الثقافة الصينية التي تدعو إلى الاحترام والتعاون والإيثار. وقد كان أثر هذه الفلسفة واضحًا في شخصية جاك ما وفي الثقافة المؤسسية التي أسسها، وهي فلسفة ما تزال تشكل الركيزة التي تقوم عليها كثير من الشركات الصينية حتى اليوم تقوم هذه الفلسفة على التأمل في الحياة، والبحث عن احتياجات النَّاس، والنظر إليها باعتبارها فرصًا حقيقية ينبغي التفكير في كيفية إيجاد حلول مبتكرة لها من خلال منتجاتٍ جديدة تُلبي تلك الاحتياجات.
وهنا تظهر حكمة المفكر والمهندس ريتشارد فولر في كتابه "المسار الحرج" الذي صدر عام 1981، والذي تنبأ بقدرة التكنولوجيا على إزالة الحواجز والحدود بين البشر وتقليل الفجوة بين الأغنياء والفقراء. وهذا ما كان واضحًا من خلال مبادرات علي بابا الرقمية فإن أغلب الثروة يذهب إلى المزارعين والنساء وأصحاب المهن البسيطة، الذين وجدوا من يدعمهم ويأخذ بأيديهم، ويوفر لهم المشترين في الخارج بعيدًا عن الوسطاء التقليديين الذين يأخذون النسبة الأعلى من الصفقات، إضافةً إلى كل الدعم المالي واللوجستي تأتي منصة التمويل الإلكتروني "أنت المالية" ضمن مشاريع علي بابا المبتكرة، التي قامت منذ تأسيسها عام 2014 بتمويل 40 مليون مشروع تجاري بقروض متناهية الصغر، من خلال برنامج تمويل القروض يُعرف بـ0-1-3؛ حيث يرمز الرقم 0 إلى عدم تدخل البشر في دراسة الطلب، إذ يعتمد النظام على الخوارزميات وتحليل البيانات الخاصة بصاحب القرض، بينما يرمز الرقم 1 إلى ثانية واحدة فقط للموافقة على القرض، و3 إلى الدقائق الثلاث حتى يتم تحويل مبلغ القرض إلى الحساب البنكي للمستفيد والمدهش أن أكثر من 80% من أصحاب الطلبات لا يمتلكون حسابات بنكية، ومع ذلك استطاع البرنامج توفير التمويل لهم بشكل آلي وسريع؛ مما يعكس قوة التكنولوجيا في تمكين الأفراد والشركات الصغيرة من الحصول على التمويل بسهولة.
لقد كان لجاك ما، المؤسس، الأثر البالغ- بلا شك- في تغيير حياة الصينيين رقميًا من خلال مبادرته المثمرة، وعطائه لمجتمعه، ورؤيته الواضحة في تقديم المنفعة والخير للبشرية. فقد كان رجلًا كثير التجوال في الداخل والخارج، يسعى إلى تغيير الفكر وغرس المعرفة الرقمية بين الشباب وكان لأكاديمية علي بابا العالمية دور بارز في هذا المجال؛ إذ استطاعت استقطاب رواد الأعمال من مختلف أنحاء العالم، مما كان له أثر بالغ في تغيير مسار حياتهم. فقد أصبح كثير منهم مؤسسين لمنصات رقمية ناجحة حققت إنجازات مذهلة في دول آسيا وإفريقيا، وانتقلوا من مرحلة التعلم إلى مرحلة التعليم؛ حيث باتوا معلمين وملهمين لزملائهم في بلدانهم، وأسهموا في غرس ثقافة الأعمال الرقمية.
أما داخل الصين، فقد أطلقت مجموعة علي بابا مبادرة قرى تاوباو الرقمية، وهي إحدى مبادراتها الرائدة في النهوض بالقرى الفقيرة. ومن القرى التي أرغب في ذكرها للقارئ الكريم قرية شاجي، وهي إحدى قرى محافظة جوننينج تُعد هذه القرية الجبلية الصغيرة ذات كثافة سكانية تقارب 65 ألف نسمة فقط ومساحة جغرافية في حدود 65 كيلومترًا مربعًا، مثالًا حيًا على نجاح المبادرة، إذ استطاعت منصة علي بابا أن تخلق أثرًا بالغًا في اقتصادها المحلي، بعد أن كانت بعيدة عن التنمية والنشاط الاقتصادي فبعد ضمّها إلى منصة قرى تاوباو الرقمية، وصلت عائدات القرية الصغيرة من تجارة التجزئة الرقمية، من خلال 28 ألف منصة إلكترونية، إلى نحو ملياري دولار أمريكي في عام 2024م. والأهم من ذلك أن معظم هذا الدخل يذهب إلى الأسر الفقيرة والنساء وذوي الاحتياجات الخاصة الذين انضموا للعمل عبر المنصات الرقمية كما أصبح دخل الفرد في قرية شاجي أعلى بنسبة 80% من دخل الأفراد العاملين في الأنشطة التقليدية في القرى الأخرى، مما يجعلها نموذجًا مضيئًا لكيف يمكن للتكنولوجيا أن تحول الفقر إلى فرص، وتُعيد تعريف التنمية في المجتمعات الريفية.
إن شعار "اغرس جذورك في مسقط رأسك وابدأ مشروعك هناك"؛ هو الشعار الذي تتبناه منصات قرى تاوباو التابعة لشركة علي بابا، وقد أصبح هذا الشعار مصدر إلهامٍ للعديد من المحافظات في الصين. بل إن التنافس بات قائمًا بينها في تقديم مختلف التسهيلات لاستقطاب رواد الأعمال، من خلال تهيئة بيئات عمل محفزة بأسعار مخفضة للإيجار وبنية تحتية من طرق ومواني حديثة، وتوفير الكهرباء والإنترنت بأسعار مشجعة، إلى جانب تغطية شبكات الجيل الخامس للهواتف الذكية كما تنظم هذه المبادرات دورات مكثفة لتثقيف الناس حول كيفية إنشاء وإدارة المنصات الرقمية. وقد وصل عدد الدروس التدريبية المسجلة التي نفذتها منصات علي بابا إلى أكثر من 3000 درس تدريبي، إضافةً إلى نحو 20000 جلسة مباشرة عبر البث الحي في المناطق النائية والأشد فقرًا ومن عام 2015 إلى عام 2017، تم تدريب مليون مسؤول حكومي في أكثر من 765 مقاطعة صينية، في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز التحول الرقمي ونشر ثقافة الابتكار.
إنَّ هذا النجاح الذي حققته منصة علي بابا، والفكر الذي يتبناه القائمون عليها، والمبادرات المجتمعية التي أطلقوها، كلها تدعونا- في حقيقة الأمر- إلى بذل مزيدٍ من الجهود ورفع مستوى الثقافة الرقمية في مجتمعاتنا العربية؛ وذلك من خلال التدريب والممارسة العملية لا مجرد التعلم النظري. كما ينبغي خلق حوافز مشجعة للشباب والأسر العُمانية لرفع الوعي بأهمية التوجه نحو المنصات الرقمية، مع إدخال الابتكار وتسهيل الحصول على القروض لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتشير أبحاث علي بابا إلى أن 50% من مالكي منصات تاوباو في الصين من النساء، في حين لا تتجاوز نسبة رائدات الأعمال في الاقتصاد التقليدي 15% فقط. كما ارتفع عدد الأشخاص من ذوي الإعاقة الذين يديرون أكثر من 174 ألف منصة رقمية- وفق إحصاءات عام 2019- بإجمالي مبيعات سنوية تقارب 3 مليارات دولار أمريكي.
الصين، بعدد سكانها الذي يصل إلى مليار وأربعمائة مليون نسمة، تخطت مرحلة التشكيك والخوف والتحذير من خطورة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي؛ بل على العكس، هم يتقدمون ويتعلمون ويطورون مهاراتهم وقدراتهم، ويتصدرون المشهد العالمي في جميع الاتجاهات بينما في عالمنا العربي نسمع كثيرين يشككون ويحذرون، وينبهون إلى مخاطر التكنولوجيا على البشرية ومن تقليص الوظائف وزيادة الباحثين عن عمل. ويظل عالمنا العربي، الذي يشكل عدد سكانه حوالي 35% من سكان الصين، والناتج المحلي الإجمالي للدول العربية يبلغ نحو 20% من الناتج الإجمالي للصين، أقل تقدمًا في توظيف التقنيات والفرص الرقمية مقارنة بالصين.
** رئيس مركز بهلا الثقافي للعلوم والابتكار