الوطني للحقوق والحريات .. حالة عامة من الاحباط واليأس وفقدان الثقة لدى عموم المواطنين
تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT
#سواليف
اصدر المؤتمر الوطني للحقوق والحريات بيانا ادان فيه تراجع الحالة العامة للحقوق والحريات على الرغم من وعود التحديث السياسي والحكومات الحزبية المنتخبة الامر الذي ادى الى شيوع حالة الياس والاحباط وانعدام الثقة بين المواطنين وانتقد تاخر صدور تقرير المركز الوطني الذي يفترض ان يغطي حالة الحقوق والحريات للعام الماضي.
وركز البيان على نية الحكومة رفع اسعار المياه منتقدا تحميل المواطنين مسؤولية عجز الحكومات عن وقف الفاقد المائي الذي يصل الى النصف جراء اعتداءات المتنفذين على المياه من جهة واهتراء الشبكات من جهة ثانية، وتقصيرها في التحول نحو الطاقة المتحددة في قطاع المياه وهو الامر الكفيل بخفض الكلف التشغيلية.
وطالبت الاحزاب الموقعة على البيان (وهي حزب العمال وجبهة العمل الاسلامي والوحدة الشعبية والمستقبل والحياة والشراكة والانقاذ )بالتحول نحو حكومات حزبية برامجية منتخبة عبر قوانين انتخاب واحزاب عادلة تنقذ البلاد والعباد من النهج القائم.
مقالات ذات صلة مديرة تربية وادي السير .. لجنة تحقيق في قضية الطالب الذي يروّج للشذوذ الجنسي 2023/09/21وفيما يلي نص البيان:
لا إصلاح دون حريات، والمياه سلعة استراتيجية نحذر من العبث بها
بيان صادر عن المؤتمر الوطني للحقوق والحريات
عمان في 21/9/2023
في ظل التراجع المقلق المضطرد لحالة الحقوق والحريات والتي أشاعت حالة عامة من الاحباط واليأس وفقدان الثقة لدى عموم المواطنين، والتي تأتي مواكبة لوعود التحديث السياسي والزعم بالسماح للأحزاب بتداول السلطة سلميا عبر بوابة الاقتراع، وفي ضوء تراجع دور المركز الوطني لحقوق الإنسان الذي لم يصدر تقريره السنوي بعد عن حالة الحقوق والحريات في عام 2022 رغم انقضاء ثلاثة أرباع السنة من العام 2023، فقد ارتأت الأحزاب المصدرة لهذا البيان تشكيل هيئة شعبية دائمة باسم المؤتمر الوطني للحقوق والحريات، تكون مهمتها متابعة أوضاع الحقوق والحريات، واقتراح ما تراه مناسبا من حلول.
ولأن المياه سلعة استراتيجية لا غنى للمواطن عنها، ولا حياة بدونها تصديقا لقول رب العالمين ” وجعلنا من المياه كل شيء حي”، فإن توجه الحكومة الى رفع أسعار المياه خلال السنوات الخمس القادمة بواقع 4.6% كل سنة، أي وصولا إلى ما يتجاوز 25% نسبة رفع في اسعار المياه هو تهديد لمعيشة الاردنيين، لا سيما وأن الأجور في القطاع العام ثابتة منذ عشر سنوات، وهي في القطاع الخاص، بالأخص الصغير وغير المنظم في حالة تراجع مستمر، وفي ضوء فقدان فرص العمل للكثيرين بسبب تردي الاوضاع الاقتصادية اثناء جائحة كورونا وما اتبعته الحكومة من سياسات غير رشيدة ، وانعدام فرص العمل للشباب وأرقام البطالة الفلكية التي تعد من بين الأعلى في الاقليم والعالم، وارتفاع نسبة الفقر بحسب تقارير البنك الدولي إلى 35%، إلى جوار التضخم السنوي المضطرد وارتفاع اسعار السلع الغذائية والدوائية والضرائب الهائلة على قطاع المحروقات وتعرفة الكهرباء غير العادلة.
إن توفير المياه للمواطنين والمقيمين بسعر معقول ضمن قدرات الفرد والاسرة هو حق من حقوق الإنسان وواجب من واجبات الحكومة، وإن الاقدام على رفع اسعار المياه بشكل ممنهج بزعم ارتفاع الكلف التشغيلية وارتفاع اسعار الوقود هو امر لا يمكن القبول به، لأن مشكلة قطاع المياه ليست في الكلف التشغيلية فالحكومة تربح من سعر بيع المياه، ولكن تحميل كلف المشاريع الرأسمالية كمشروع الديسي وغيره على الكلف التشغيلية هو ما أرهق القطاع، وكان الاصل ان تقوم الحكومات بدورها في توفير التمويل لهذه المشاريع الرأسمالية وفي الوقت المناسب بدلا من تحميل كلف التأخير والاخفاقات والفرص الضائعة للمواطنين، اما التذرع بارتفاع كلف الطاقة، فإن الحكومة مسؤولة عن التأخر في التحول الكامل نحو الطاقة المتجددة في هذا القطاع وهو الامر الذي كان يمكن ان يخفض الكلف بنسبة لا تقل عن 40%، ولكن التزاماتها تجاه شركات التوليد والتوزيع المخصخصة يجعلها عاجزة عن تحقيق المصلحة الاستراتيجية للأردن ومواطنيه، كما أن عجزها عن معالجة الفاقد المائي الكبير الذي يتجاوز 49% ويعزى بعضه الى اهتراء الشبكات وبعضه الاخر إلى سرقة المياه من قبل المتنفذين هو تقصير آخر تحمله للمواطنين، لا سيما انه يهدر نصف قيمة الاستهلاك المتوجب قبضها.
إن المواطن الأردني لم يعد يحتمل هذه الحكومات العاجزة الضعيفة التي تولد الأزمات بدلا من أن تحلها، وإن التحول نحو حكومات حزبية برامجية منتخبة عبر انتخابات نزيهة وشفافة تخلو من اي تدخلات، بقانوني انتخابات واحزاب عادلين ودستوريين بات ضرورة لإنقاذ الاردن وشعبه واقتصاده من النهج القائم، وعلى الشعب الاردني بدوره تحمل مسؤوليته التي نصت عليها المادة ٢٤ من الدستور باعتباره مصدر السلطات.
الأحزاب الموقعة على البيان:
-حزب العمال
-حزب جبهة العمل الإسلامي
-حزب الوحدة الشعبية
-حزب المستقبل والحياة
-حزب الشراكة والانقاذ
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الحقوق والحریات
إقرأ أيضاً:
الذهب يَلْمَع مع انتشار عدم الثقة
قبل عشر سنوات طلبتُ من المسئولين ببنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك السماح لي بإلقاء نظرة على احتياطيات الذهب المحفوظة لديهم. رفضوا رفضا قاطعا. السبب؟ مسئولو الفيدرالي يفخرون منذ فترة طويلة بامتلاك أكبر قبو لتخزين الذهب في العالم. القبو محفور بعمق 80 قدما تحت الطبقة الصخرية في مانهاتن. لكنهم يفضلون التكتم عليه لأسباب من بينها أن العديد من سبائك الذهب الموجودة به والتي يبلغ عددها 507 ألف سبيكة مملوكة لبلدان كألمانيا وإيطاليا. فالسكوت كان حقا "من ذهب".
لكن الآن عُزِفَت نغمةٌ نشاز. ففي الأسابيع القليلة الماضية طالب الساسة في ألمانيا وإيطاليا باستعادة سبائكهم الذهبية والتي تقدر قيمتها بحوالي 245 بليون دولار. وكذلك فعل آخرون. تشرح ذلك الرابطة الأوروبية لدافعي الضرائب بقولها "نحن قلقون جدا من تلاعب (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب باستقلال بنك الاحتياطي الفيدرالي". البنك الفيدرالي لا يميل الى إعادة الذهب لأصحابه ولا الحكومات الأوروبية ترغب في ذلك كما يبدو. ولا توجد دلائل تشير الى أن السبائك تتجه شرقا (الى أوروبا.) بل بالعكس الذهب يتدفق نحو الولايات المتحدة ولا يخرج منها منذ انتخاب ترامب مما دفع الى التكهن بأن الهيئات الحكومية الأمريكية مثلها مثل مستثمري القطاع الخاص ربما تقوم بتخزينه (رغم عدم وجود إثبات علني لذلك.) في كلا الحالين ما لا يمكن النزاع حوله أن طلبات استعادة الذهب مؤشر على تفشي عدم الثقة.
فالسبب وراء وضع السبائك في خزائن نيويورك في المقام الأول افتراضُ حلفاء أمريكا حتى هذه اللحظة بتحلي واشنطن بالمسئولية في قيادتها للغرب وللنظام المالي الذي يرتكز على الدولار.
الآن على أية حال هنالك شخصيات في فريق ترامب تضيق ذرعا من "تكلفة" هذا النظام من بينها ستيفن ميران رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين وسكوت بيسينت وزير الخزانة. وهكذا فالسؤال الذي يلزم أن يسأله المستثمرون هو ما الذي يمكن أن تفعله البلدان الأخرى إذا أفرخت الحروب التجارية معارك "رؤوس أموال" أيضا.
في آسيا يدور هذا الجدل سلفا مع تطلع المستثمرين الى التنويع. أحد المؤشرات على ذلك تزايد مشتريات الذهب. هنالك مؤشر آخر وهو أن تحركات الأسعار الأخيرة وغير العادية في أسواق هونج كونج توحي بتردُّد في شراء الأصول الدولارية.
في الأثناء يرحب المسئولون الصينيون بتزايد استخدام عملة الرينمينبي في فوترة التجارة وتطوير نظام المدفوعات بين البنوك عبر الحدود (سي آي بي إس) لتحدى نظام "سويفت" الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة.
كما يحتاج المستثمرون أيضا الى مراقبة ما يسمَّي "مبادرة إم بريدج." وهي مشروع للمدفوعات عبر الحدود باستخدام العملات الرقمية للبنوك المركزية دشنه بنك التسويات الدولية في عام 2023.
في العام الماضي أجبرت واشنطن بنك التسويات الدولية على الانسحاب من هذا المشروع تاركة السيطرة عليه للصين. وأظن أن هذا هدف سجلته الولايات المتحدة في مرماها بنفسها.
أوروبا بالمقارنة كانت سلبية الى حد ما حتى الآن. لكن شخصيات من أمثال فرانسوا هيزبورج وهو مستشار أوروبي كبير تحث على الاستعداد لحقبة "أوروبا ما بعد أمريكا." وفي حين دفعت تلك الدعوة الى الإعلان عن تعهداتٍ بإنفاق عسكري أكبر إلا أن التركيز انتقل الآن الى "الجيو-اقتصاد" أو الفكرة التي ترى بوجوب تدخل الدولة في الاقتصاد من خلال السياسة الصناعية.
على أية حال يريد المحللون من أمثال ايلمار هيليندورن الباحث بالمجلس الأطلنطي الذهاب الى أبعد من ذلك باعتماد سياسة "جيو-تمويل" أيضا. (تقصد الكاتبة بالجيو - تمويل استخدام الأدوات والمؤسسات المالية لخدمة أهداف جيوسياسية- المترجم). يحاجج هيليندورن بأن أوروبا ضعيفة. فهي الى جانب اعتمادها على التمويل بالدولار تتعرض لهزات من تدفقات رؤوس الأموال المضارِبة. ويعود ذلك الى هيمنة القطاع المالي على اقتصادها.
وهكذا "فأجزاء كبيرة من الاقتصاد الأوروبي خاضعة الآن للنفوذ القوي لشركات وول ستريت إن لم تكن واقعة تحت سيطرتها المباشرة. وهو ما يعني في نهاية المطاف خضوعها لقوانين الولايات المتحدة ونفوذ واشنطن المالي"، كما يقول هيليندورن. وفي الواقع يخشى انريكو ليتا رئيس الوزراء الإيطالي السابق من أن تتحول أوروبا الى "مستعمرة مالية" للولايات المتحدة.
هل يمكن أن يتغير هذا؟ تتلمس المفوضية الأوروبية طريقها في ذلك الاتجاه بتسريع جهود إيجاد سوق رأسمال أوروبية موحدة. والبنوك المركزية حول أوروبا تعكف أيضا على تطوير عملات رقمية عابرة للحدود. كما ينشئ البنك الأوروبي المركزي نفسه عملة يورو رقمية. يطلق ذلك تنافسا مثيرا في السياسات مع واشنطن التي تتبني عملات مستقرة (رقمية مشفرة) مرتبطة بالدولار لأسباب من بينها اعتقاد وزير الخزانة بيسينك بأن ذلك سيُوجد طلبا جديدا بتريليونات الدولارات على سندات الخزانة الأمريكية.
مع ذلك تبدو هذه الجهود أضعف من أن تُوجِد فعلا "اللحظة العالمية لليورو،" بحسب عبارة كريستين لاجارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي. (تشير الكاتبة الى مقال لكريستين لاجارد نشرته الفاينانشال تايمز هذا الشهر تحت عنوان "هذه لحظة أوروبا لتحويل اليورو الى عملة عالمية"– المترجم.) من المستبعد أن يتغير ذلك ما لم تقع أزمة سواء تمثلت في فقدان السوق لثقته في الدولار (ربما بسبب القلق من الأوضاع المالية للحكومة) أو في اتخاذ الولايات المتحدة موقفا شديد العداء تجاه أوروبا.
ومن هنا سبب أهمية خزائن الذهب في مانهاتن. فإذا حدثت مثل هذه الأزمات من اليسير تخيل سيناريو يُصِرُّ فيه القادة الأمريكيون في أفضل الأحوال على استخدام تلك السبائك كضمان لمبادلات الدولار (مع البنوك المركزية الأجنبية) وفي أسوأ الأحوال كأداة للإكراه السياسي.
من جانبه، يستبعد البنك المركزي الألماني (بونديسبانك) ذلك الخطر في العلن على الأقل. قال مسئولو البنك للفاينانشال تايمز "نحن لا نشك في أن بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك شريك موثوق ويُعتمد عليه في الاحتفاظ الآمن باحتياطاتنا من الذهب." ذلك مؤكد تقريبا. لكن الجدل يُبيِّن أن سيناريوهاتٍ ما كان من الممكن تخيلها في الماضي صارت على الأقل تخطر على البال. استرداد الذهب خطوة رشيدة.
• جيليان تيت- كاتبة رأي ورئيسة هيئة التحرير بصحيفة الفاينانشال تايمز