أحفورة سمكة قديمة قد تساعد في تفسير كيفية تطور جماجمنا!
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
كشفت جمجمة متحجرة لسمكة عمرها 455 مليون سنة عن تشريح جديد تماما في دراسة الفقاريات، ما يسد فجوة معرفية قدرها 100 مليون سنة.
وشرحت دراسة سمكة عديمة الفك، Eriptychius americanus، كيف أن التطور المبكر للغشاء الواقي لدماغ الفقاريات كان أكثر تعقيدا مما اعتقد العلماء.
ويقول ريتشارد ديردن، عالم الأحياء القديمة من مركز ناتوراليس للتنوع البيولوجي في هولندا، والمعد الرئيسي للدراسة الجديدة: "هذا يسد فجوة كبيرة في فهمنا لتطور جمجمة جميع الفقاريات، بما في ذلك البشر في نهاية المطاف".
وشمل التغيير الرئيسي في تاريخ الفقاريات، تطور الجناثوستومات، أو الفقاريات الفكية، من سلالة من الأسلاف العديمة الفك.
ولسوء الحظ، هناك فجوة في السجل الأحفوري بين أقدم الفقاريات والأسماك الحديثة، حيث يعود تاريخ أقدم دماغ فقاري ثلاثي الأبعاد محفوظ إلى حوالي 100 مليون سنة بعد ظهور الفقاريات الأولى.
وتعد الأسماك عديمة الفك في العصر الأوردوفيشي من أقدم الفقاريات المكتشفة حتى الآن، ولكن لا يُعرف سوى القليل عن تشريحها بسبب عدم وجود بقايا مفصلية.
ويقول ديردن: "في ظاهر الأمر، لا تعتبر Eriptychius أجمل الحفريات. ومع ذلك، باستخدام تقنيات التصوير الحديثة، تمكنا من إظهار أنها تحافظ على شيء فريد من نوعه: أقدم رأس فقاري محفوظ ثلاثي الأبعاد في السجل الأحفوري".
وباستخدام تقنية الأشعة السينية التي تسمى التصوير المقطعي المحوسب، تمكن فريق البحث من إعادة بناء جمجمة Eriptychius رقميا من شظايا العظام التي تم اكتشافها في مصفوفة صخرية في هاردينغ ساندستون، كولورادو، في الأربعينيات من القرن الماضي.
إقرأ المزيدويُظهر إعادة بنائها أن Eriptychius لديها نهج جديد في هيكلة الجمجمة، يتناقض مع دماغ السمكة الفكية الحديثة المندمجة.
ومن المحتمل أن تكون هناك مجموعة متناظرة من الغضاريف المعدنية في رأس Eriptychius بين البصلة الشمية ومنطقة العين، ربما ساعدت في حماية الدماغ والأعضاء الحسية.
وهذا مشابه في بعض النواحي لتشريح الأسماك الحية عديمة الفك - تسمى سيكلوستوم - والتي تحتوي على قفص غضروفي مقيد بالكامل يحمل الدماغ. لكن في Eriptychius، لم يتم ربط هذه الغضاريف معا في إطار مفتوح، بل كان تغليف هياكلها منفصلا.
ويعتقد الفريق أن هذه الغضاريف تشكلت من خلايا مختلفة عن تلك الموجودة في دماغ الغضاريف لدى الفقاريات الحية عديمة الفك.
وقد تمثل Eriptychius خطوة في تطور الهياكل التي تميز الدماغ عن أجزاء الرأس الأخرى.
ويشير الباحثون إلى أن سمات الجمجمة هذه قد تعكس الظروف التي تطورت منها الفقاريات الفكية وعديمة الفك.
ويقول عالم الأحياء القديمة، إيفان سانسوم، من جامعة برمنغهام في المملكة المتحدة: "هذه نتائج مثيرة للغاية، وقد تكشف عن التاريخ التطوري المبكر لكيفية حماية الفقاريات البدائية لأدمغتها. يبدو أن Eriptychius americanus هي أول دليل على وجود سلسلة من الغضاريف التي تفصل الدماغ عن بقية الرأس".
نشر البحث في مجلة الطبيعة.
المصدر: ساينس ألرت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا اكتشافات بحوث
إقرأ أيضاً:
قصة حياة أقدم محفظة للقرآن بالمنيا .. الشيخة محاسن
نعت إدارة شئون القرآن الكريم بالأزهر الشريف ببالغ الحزن والأسى وفاة الشيخة محاسن عبد الحميد مصطفى، محفظة القرآن الكريم بمحافظة المنيا مركز أبو قرقاص بعد عمر ناهز الثمانين عامًا فهي من مواليد عام ١٩٤٥م، وذلك بعد مسيرة حافلة بالعطاء في ميدان تحفيظ القرآن الكريم وتعليمه.
قصة حياة أقدم محفظة للقرآن الكريم بالمنيا
بدأت الشيخة محاسن رحمها الله تعالى رحلتها مع القرآن الكريم في سن صغيرة فحفظت القرآن الكريم في سن الثانية عشر من عمرها كاملاً على يد شيخها فضيلة المرحوم الشيخ/ عبد الغني الحداد، وهو مكتب التحفيظ الوحيد الذي كان في القرية في هذا الوقت.
ثم قرأت الختمة المجودة على يد فضيلة الشيخ الأزهري/ عمر سطوحي -رحمه الله تعالى- ثم تقدمت للاختبار في الأزهر الشريف وحصلت على ترخيص بفتح مكتب تحفيظ تابع للأزهر الشريف.
رحلة الشيخة محاسن فى حفظ القرآن الكريم
وبدأت رحلتها في تحفيظ القرآن الكريم في العشرين من عمرها تقريبًا أي في ستينات القرن الماضي، وكرست حياتها لكتاب الله عز وجل فلم تكن تمارس غير تحفيظ القرآن الكريم.
فتلاميذها اليوم بعضهم تجاوز عمره الستين.
فنحن أمام تجربة تعليمية وتربوية استمرت أكثر من نصف قرن من الزمن على غرار المدارس القديمة في تعليم القران الكريم.
أنشأت في بيتها الذي وهبته للقرآن الكريم مدرسة قرآنية تربوية تعليمية وحيدة في قرية أبي قرقاص البلد التي يربو تعداد سكانها على خمسة عشر ألف نسمة؛ وفتحت أبواب مدرستها القرآنية أمام أهل البلدة صغيرها وكبيرها ذكرها وأنثاها وذلك قبل ستين عامًا من يوم الناس هذا في وقت لم يكن يهتم أحد بتعلم كتاب الله في هذه المساحة من الأرض ثم ذاع صيتها إلى القرى المجاورة التي كانت تتعطش إلى تعلم كتاب الله عز وجل ولا يجدون معينًا لهم على ذلك، فكانت أركان بيتها تلهج بالقرآن الكريم وتسمع دوي صوت المئات من التاليين لكتاب الله كلما مررت من أمام بيتها.
شخصية فريدة لم تكن سماتها الشخصية عادية على الإطلاق بل كل من تعامل معها يقف مبهورًا، أمام هذه الشخصية الفريدة من نوعها فأنت أمام امرأة كفيفة البصر قوية البأس عالية الهمة جمعت بين الهيبة والحرص والدقة الإدارية فكانت تدير هذا المكان بطريقتها التي رأت فيها تحقيق الأهداف التي تسعى إليها وهو تحفيظ الصغار القرآن الكريم في حزم ورحمة في آن واحد، ففي التحفيظ والتسميع صرامة في النظام المتواصل خلال أيام السنة كلها لا يتعطل هذا الدوي إلا في يوم جمعة أو إجازة رسمية فهي التي تتابع بنفسها كل واحد من المئات الذين يتوافدون عليها في كل يوم من مطلع الشمس إلى مغربها، كلمتها سارية من ذهب ادآليها لم يكن أمامه الا سبيلاً واحدًا للاستمرار وهو أن يحفظ القرآن الكريم.
إن غاب أحد طلابها تسأل عنه لماذا لم يأتِ، فإذا علمت أنه يريد أن يتقاعس أو يترك الحفظ والتلاوة ترسل إليه من يأتي به إليها ويكفي يسمع الطالب عبارة (الشيخه عاوزاك تروح لها).
فكان لها سلطة روحية على أولياء الأمور استمدتها من حرصها على خدمه كتاب الله عز وجل.
ولك أن تعجب أنها في نفس الوقت كان تقوم برعاية نفسها وتطهو الطعام بنفسها وتقوم على خدمة والدتها وتتواصل مع أقربائها
رحمها الله تعالى رحمة واسعة واسكنها الفردوس الأعلى من الجنة وجعل القرآن الكريم شفيعا لها.