يرى خبراء ومراكز دراسات دولية أن البنك الآسيوى للاستثمار استطاع إنهاء احتكار وهيمنة مؤسسات التمويل الغربية منذ تأسيسه فى عام 2014 وبداية نشاطه الدولى فى عام 2016 من مقره بالصين، ومهمته الرئيسية تمويل البنية التحتية للمستقبل، إذ توسعت أنشطته ليضم 106 أعضاء معتمدين بجميع أنحاء العالم، الأمر الذى يؤهله لكى يصبح منافساً قوياً للبنك الدولى.

وذكر المركز العربى للبحوث والدراسات أن فكرة تأسيس البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية ترجع إلى الرئيس الصينى شى جين بينج، فى 2 أكتوبر من عام 2013، من أجل تحفيز الاستثمارات فى مختلف القطاعات مثل النقل والطاقة والاتصالات وغيرها، وهو ما شكل تحدياً كبيراً للنظام الدولى الاقتصادى والمالى العالمى الذى يطلق عليه «بريتون وودز»، وتأسس بعد الحرب العالمية الثانية من قبَل الولايات المتحدة، ومن أهم أدواته البنك وصندوق النقد الدوليان.

موَّل منذ تأسيسه 232 مشروعاً تنموياً أسهمت فى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول المستفيدة وبلغ عدد أعضائه 106

وأضاف المركز أنه مع بداية تأسيس البنك الآسيوى واجهت الولايات المتحدة تحدياً دفعها بشكل كبير إلى محاولة منع الشركاء الأوروبيين من فكرة الانضمام إلى البنك الآسيوى، وبعد محاولات عدة من الولايات المتحدة واليابان فى منع تأسيس هذا البنك، حدث ما لم يكن متوقعاً لهما، بانضمام عدد كبير من الشركاء الدوليين للبنك، على رأسهم المملكة المتحدة التى رأت أن مشاركتها تعتبر ضمن مصالحها القومية، فضلاً عن ألمانيا وفرنسا وسويسرا وإيطاليا، بينما لم تشارك الولايات المتحدة واليابان.

وكانت هذه تقريباً المرة الأولى التى لم تستطع فيها «واشنطن» أن تحبط إنشاء مؤسسة آسيوية اقتصادية منافسة، مثل ما حدث بعد الأزمة الاقتصادية الآسيوية فى عام 1997، حيث تمكنت الولايات المتحدة من منع إقامة صندوق نقد آسيوى، لكنها وقفت عاجزة هذه المرة أمام إنشاء البنك الآسيوى، بحسب ما نُشر فى المركز العربى للبحوث والدراسات.

فيما قال رئيس البنك الآسيوى حينها فى عام 2016 إن «واشنطن» كان لديها اعتراض على البنك ورفضت وجوده، موضحاً أنه لا توجد إمبراطورية تحكم العالم للنهاية، وعلى جانب آخر ذكر أنطونيو فاتاس، أستاذ الاقتصاد فى كلية إنسيد للأعمال فى سنغافورة، أن الأوروبيين يشعرون بوجود تهديد يكمن فى سعى الدول الأخرى لتنفيذ خططها الخاصة والتعاون فيما بينها، وفقاً لما نقلته «رويترز».

وفى مذكرة بحثية اطلعت عليها «الوطن»، قال معهد بروكينجز إن «بكين» أكبر شريك تجارى أجنبى فى تسيير العلاقات مع دول منطقة الشرق الأوسط، كما أنها استطاعت التفوق على الولايات المتحدة، وتحديداً فى شراء النفط، إذ تضاعفت تجارة النفط 3 مرات فى السنوات الخمس ما قبل عام 2009، وتمكنت من تحقيق مبيعات وصلت إلى 115 مليار دولار أمريكى.

وأرسلت «بكين» فى العامين 2008 و2009، سفناً بحرية إلى المنطقة وأطلق عليها حينها «أكبر بعثة بحرية منذ القرن الـ15»، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل عقدت شراكات استراتيجية أبرزها مع السعودية وقطر، وهما تعتبران حليفين تقليديين بالنسبة للولايات المتحدة، كما أنها أقنعت السعودية بمشاركتها فى مبادرة «حزام واحد.. طريق واحد»، بالإضافة إلى تشجيعها للانضمام للبنك الآسيوى.

وبلغت قيمة رأس مال البنك الآسيوى 100 مليار دولار، بما يتجاوز البنك وصندوق النقد الدوليين، ما يجعله قادراً على تمويل مشروعات ضخمة فى البنية الأساسية، وبحسب التقارير الاقتصادية تسيطر الصين على أجزاء كثيرة من السوق الآسيوية.

يسعى لمضاعفة الإنتاجية بما يتيح الوصول للمواطنين المحرومين من خدمات البنية التحتية

وأوضحت وكالة رويترز أن البنك الآسيوى للبنية التحتية وجّه تركيزه فى بدايته على مشروعات فى بنجلاديش وباكستان وطاجيكستان، وهى دول تعتبر قريبة من مصالح الصين الاقتصادية؛ لإنجاز خطتها التوسعية التى تهدف لتطوير الدول المجاورة لها من خلال مشروع طريق الحرير، كما أنها تعمل على خلق فرص استثمارية اقتصادية للمؤسسات الصينية.

ويسعى البنك الآسيوى للالتزام بالاستثمار فى البنية التحتية ويعكس الدور بيئياً، أى إنه يتناول التأثيرات البيئية مثل جودة المياه والهواء والتنوع البيولوجى والتلوث وتغير المناخ، ومالياً واقتصادياً من خلال مشروعات ذات عائد استثمارى يزيد من النمو الاقتصادى ويضاعف الإنتاجية، واجتماعياً يتيح الوصول الشامل، خاصة للمواطنين المستبعدين من الوصول إلى خدمات البنية التحتية، بحسب أهداف البنك الآسيوى.

والبنك الآسيوى متعدد الأطراف يركز على تنمية آسيا، ولكن بالشراكة مع أعضاء من جميع أنحاء العالم، من خلال استثمارات فى البنية التحتية والقطاعات الإنتاجية الأخرى ويسعى إلى تعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة، وخلق الثروة وتحسين الاتصال بالبنية التحتية، وتقديم حلول استثمارية مخصصة تتغلب على التحديات التى تواجهها الدول لمساعدتها على تحقيق أهدافها حتى فى أصعب الأوقات.

ويعمل البنك على خلق التسهيلات التى تمكّن الدول وشعوبها من الوصول إلى الخدمات المادية والرقمية والاجتماعية، وهو ما يسهم فى الاستدامة المحلية والإقليمية والعالمية. وعن الدول المؤسسة للبنك الآسيوى للبنية التحتية للاستثمار، فتشمل من قارة آسيا: أذربيجان، بنجلاديش، بروناى، كمبوديا، الصين، الهند، إندونيسيا، إيران، إسرائيل، الأردن، كازاخستان، كوريا الجنوبية، الكويت، قرغيزستان، لاوس، ماليزيا، جزر المالديف، منجوليا، ميانمار، نيبال، سلطنة عمان، باكستان، الفلبين، قطر، السعودية، سنغافورة، سريلانكا، طاجيكستان، جورجيا، تايلاند، تركيا، الإمارات العربية المتحدة، أوزبكستان، فيتنام، أستراليا، نيوزيلندا وروسيا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: البنك الآسيوى المملكة المتحدة الولایات المتحدة البنیة التحتیة فى البنیة فى عام

إقرأ أيضاً:

عابد: الهيئة القومية للأنفاق تسعى لتحقيق رؤية الدولة نحو تنمية البنية التحتية

وافقت لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب برئاسة النائب علاء عابد، خلال اجتماعها اليوم، علي مشروع القانون المقدم من الحكومة بربط الموازنة العامة للدولة، وخطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية عن العام المالي 2026/2025، للهيئة القومية للأنفاق بحضور اللواء طارق الجويلي رئيس الهيئة.

وأكد النائب علاء عابد رئيس اللجنة ان الهيئة القومية للأنفاق تسعي إلى بناء شبكة نقل جماعي متطورة ومستدامة تواكب النمو السكاني والتوسع العمراني في مصر، وتحقق رؤية الدولة نحو تنمية البنية التحتية وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.

ومن جانبه قال اللواء طارق جويلي، أن الهيئة القومية للأنفاق هي الجهة الرائدة في تخطيط وتنفيذ وتشغيل أنظمة النقل الجماعي المتطور والآمن والمستدام على مستوى الجمهورية، بما يواكب متطلبات التنمية الحضرية والاقتصادية للدولة المصرية، وتوفير بنية تحتية متكاملة وفعالة لوسائل النقل الجماعي الكهربي (المترو - المونوريل - القطار الكهربائي السريع - القطارات الذكية)، من خلال تنفيذ مشروعات ذات جودة عالية، وفقًا لأعلى المعايير العالمية في السلامة والاستدامة، بالتعاون مع الشركاء المحليين والدوليين.

وأوضح جويلي أننا نعمل علي الأهداف الاستراتيجية، وهي توسيع شبكة النقل الجماعي الحضري، وتنفيذ واستكمال خطوط مترو الأنفاق الجديدة، الخطين الثالث والرابع والخامس والسادس، وتنفيذ شبكة المونوريل والقطار الكهربائي الخفيف والسريع، و تحديث وتطوير البنية التحتية الحالية، تطوير الخطين الأول والثاني لمترو الأنفاق من حيث البنية التحتية ونظم الإشارات والتكييف، وتعزيز التكامل بين وسائل النقل المختلفة وإنشاء محطات تبادلية ومراكز نقل ذكية تربط بين المترو والمونوريل والقطارات والاتوبيسات الكهربائية.

وقد عرض محمد منصور رئيس الإدارة المركزية للشؤن المالية للهيئة القومية للأنفاق، إجمالي تقديرات موازنة الهيئة، للعام المالي 2025/2026 مبلغ 351 مليار و127 مليون و608 ألف جنيه.

بينما بلغت اعتمادات الهيئة، للعام المالي الجاري 2024/2025، مبلغ 228 مليار 143 مليون و94 ألف جنيه، بزيادة قدرها 122 مليار و984 مليون و514 ألف جنية، بنسبة 54%.

كما بلغت تقديرات الموازنة الجارية للهيئة للعام المالي 2025/2026، مبلغ 50 مليار و118 مليون و589 ألف جنيه.

بينما بلغت اعتمادات العام المالي الجاري 2024/2025، مبلغ 24 مليار 286 مليون و265 ألف جنية، بزيادة قدرها 25 مليار و832 مليون و324 ألف جنية، بنسبة 106%.

بلغت تقديرات الموازنة الرأسمالية للهيئة للعام المالي، 2025/2026، مبلغ 301 مليار و9 مليون و19 ألف جنيه.

بينما بلغت اعتمادات العام المالي الجاري 2024/2025 مبلغ 203 مليار 856 مليون و829 ألف جنيه، بزيادة قدرها 97 مليار و152 مليون و190 ألف جنيه، بنسبة 48%.

مقالات مشابهة

  • البنية التحتية الإعلامية عصرية وتتيح التوسع والنمو
  • وزير العدل يبحث مع وفد من UNDP دعم ترميم البنية التحتية وتعزيز القضاء في سوريا
  • كريم عوض : مصر شهدت تطورا كبيرا في البنية التحتية خلال 10 سنوات
  • «طرق دبي» تستعرض تطوير البنية التحتية في القوز
  • السودان على حافة كارثة صحية.. الكوليرا تنتشر وسط انهيار البنية التحتية
  • عابد: الهيئة القومية للأنفاق تسعى لتحقيق رؤية الدولة نحو تنمية البنية التحتية
  • وزير الاتصالات يبحث مع وزير التجارة الخارجية السويدي تعزيز التعاون في مجالات البنية التحتية الرقمية
  • الحاج يبحث مع وفد إماراتي سبل تطوير البنية التحتية الرقمية وتعزيز الاتصالات
  • مراكز بحثية سعودية تحقق أداءً قياسيًا في أمن البيانات
  • حملة خدمية واسعة لتحسين البنية التحتية وتأهيل شبكة الطرق في درعا