الحرة:
2025-06-03@06:20:53 GMT

ما بعد الخروج.. ماذا ينتظر الأرمن الفارين من قره باغ؟

تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT

ما بعد الخروج.. ماذا ينتظر الأرمن الفارين من قره باغ؟

في ظل موجة فرار الأرمن من إقليم ناغورني قره باغ باتجاه أرمينيا بعد الهجوم الأذربيجاني الخاطف وسيطرتها على المنطقة، تزداد التكهنات بحدوث موجة نزوح جديدة بالقارة العجوز.

ووصل مئات من سكان هذه المنطقة، معظمهم نساء وأطفال ومسنون، إلى مركز إيواء أقامته الحكومة الأرمينية في كورنيدزور عند الحدود الأرمينية الأذربيجانية.

وفي مدينة غوريس، يعج المركز الإنساني الذي أُقيم في مبنى مسرح البلدية باللاجئين، منذ مساء الأحد، حسبما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.

وطوال الليل، تدفق نازحون ليسجلوا أسماءهم وللعثور على مسكن أو وسيلة نقل باتجاه مناطق أخرى في أرمينيا.

ورجح المحلل السياسي المقيم في أرمينيا، كارنيك ساركيسيان، حدوث موجة نزوح كبير من جراء الأحداث الجديدة في الإقليم المتنازع عليه بين باكو ويريفان.

مجزرة أم مخاوف غير مبررة؟

وفي حديثه لموقع الحرة، أرجع ساركيسيان ذلك إلى أن "الأرمن لا يؤمنون بالضمانات التي تقدمها الحكومة الأذربيجانية"، مضيفا: "الأرمن غير مستعدين للتعرض لمجزرة جديدة".

أما أحمد عبده طرابيك، الباحث في شئون آسيا الوسطي والقوقاز، فأشار في حديثه مع موقع الحرة إلى "مخاوف غير مبررة ومبالغ فيها لدي السكان الذين يقطنون الإقليم من أصول أرمينية من أنهم سوف يتعرضون لمذابح وعمليات تطهير عرقي من قبل السلطان الأذربيجانية عند دخولها الإقليم".

وأشار المحلل إلى أن أذربيجان تعهدت "بأن يكون هؤلاء مواطنين أذربيجانيين لهم نفس الحقوق والواجبات بحسب الدستور والقانون، وقد صرح بذلك الرئيس ووزير الخارجية، لكن هناك جماعات أرمينية لها حسابات سياسية تعمل علي إثارة الذعر والمخاوف لدي هؤلاء السكان وهو ما يجعلهم يفرون من الإقليم في الوقت الراهن".

وفر آلاف اللاجئين من المنطقة إلى أرمينيا، الاثنين، رغم الوعد الذي كرره رئيس أذربيجان، إلهام علييف، بأن حقوق الأرمن الذين سيبقون في هذا الجيب الذي سيطر عليه الجيش الأذربيجاني، الأسبوع الماضي، ستكون "مضمونة".

وأكد علييف، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي، رجب طيب إردوغان، أن سكان الإقليم "بغض النظر عن انتمائهم الإتني، هم مواطنون أذربيجانيون. وستضمن الدولة الأذربيجانية حقوقهم".

ويبلغ عدد سكان الإقليم المتنازع عليه بين أذربيجان وأرمينيا 120 ألف نسمة، أغلبهم من عرقية الأرمن.

والأحد، أعلنت سلطات ناغورني قره باغ أن المدنيين الذين شردتهم أعمال العنف الأخيرة سينقلون إلى أرمينيا بمساعدة جنود حفظ سلام روس ينتشرون في المكان منذ الحرب السابقة بين الطرفين في عام 2020.

ويأتي ذلك بعد نزاع لم يستمر سوى 24 ساعة بين القوات الأذربيجانية والقوات الانفصالية في الإقليم المتنازع عليه.

مستقبل اللاجئين

وعن مستقبل اللاجئين الفارين إلى أرمينيا، قال المحلل السياسي ساركيسيان إن "سلطات أرمينيا لا تستطيع الرفض وبالتأكيد سيحصلون (الفارون إليها) على الجنسية" الأرمينية.

بينما توقع طرابيك أن تسبب هذه الموجة "عبئا كبيرا لا تستطيع أرمينيا تحمله وحدها".

وكان رئيس وزراء أرمينيا، نيكول باشينيان، صرح، الجمعة، بأن السلطات أعدت أماكن لاستيعاب 40 ألفا على الأقل، من بين 120 ألف هم عدد سكان الإقليم.

وأضاف أنه "إذا لم تتهيأ ظروف المعيشة الحقيقية للأرمن في ناغورني قرة باغ، والآليات الفاعلة للحماية من التطهير العرقي، فالاحتمال يتزايد بأن الأرمن سيطردون من أرضهم باعتبار أن هذا السبيل الوحيد للخلاص".

ويشرح طرابيك أن العدد الذي ذكره رئيس الوزراء، وهو 40 ألفا، يعني حوالي ثلث عدد سكان الإقليم، ومن ثم فإن زيادة أكثر من ذلك العدد سوف "تسبب مشكلات اجتماعية واقتصادية كبيرة لدي أرمينيا التي لا يزيد عدد سكانها عن 3 ملايين نسمة، مع ضعف الموارد الاقتصادية".

ويوضح أن تصريحاته تشير إلى أن الحكومة الأرمينية جهزت مساكن مؤقتة أو مخيمات لإقامة 40 ألف شخص فقط، إلى جانب توفير متطلباتهم من الغذاء والخدمات الصحية والتعليمة والاجتماعية وغيرها". 

ويرى المحلل أنه سيكون بمقدور الأرمن الذين هاجروا من أرمينيا واستوطنوا في الإقليم العودة إلي بيوتهم وأرضهم التي تركوها في أرمينيا، وهم بالطبع مواطنون أرمن ويحملون الجنسية الأرمينية. 

أما الأرمن الذين جاءوا إلى الإقليم من دول أخري سواء من سوريا أو من غيرها، فإن بإمكانهم العودة إلي الدول التي أتوا منها، أو البقاء في أرمينيا، وهذا ما تحدده الحكومة الأرمينية.   

ويشير إلى أن السكان الأذربيجانيين من أصول أرمينية، أو "أرمن أذربيجان"، وهم الذين كانوا يعيشون في الإقليم قبل الحرب الأولي، هم الذين لهم حق لهم البقاء في الإقليم والحصول علي الجنسية الأذربيجانية.

وتعهدت أذربيجان بالسماح للقوات الانفصالية بالانتقال إلى أرمينيا شريطة تسليم أسلحتها.

ومع ذلك، يعتقد ساركيسيان أن "المقاومة" في الإقليم ستكون مستمرة، حيث "سيبقى رجال في الجبال للدفاع عن أراضيهم"، موضحا أن "أزمة الإقليم لن تنتهي".

وقال ساركيسيان إن الصراع في ناغورني قره باغ "ليس من الحوادث التي يمكن حصرها في زمن محدد وجغرافية محددة، بل من الممكن أن يمتد".

أما طرابيك فيوضح أنه تم عقد لقاء يوم 21 سبتمبر في مدينة يفلاخ الأذربيجانية، وفي يوم 25 سبتمبر تم عقد اللقاء الثاني في مدينة خوجالي بين ممثلي الأرمن في الإقليم وممثلين عن الحكومة الأذربيجانية لمناقشة الخروج الآمن، وغيرها من الموضوعات التي تخص سكان الإقليم، والتحضير لدمج الإقليم وسكانه مع المجتمع الأذربيجاني. 

وقال إنه "ليس من مصلحة أذربيجان اضطهاد السكان من أصول أرمينية، لأن أذربيجان تسعي إلي توقيع اتفاق سلام مع أرمينيا".

ويشير، في هذا الصدد، إلى اجتماع متوقع بين رئيس أذربيجان، ورئيس وزراء أرمينيا، يوم 5 أكتوبر في مدينة غرناطة الأسبانية بحضور الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني، أولاف شولتس، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، لمناقشة وضع سكان الإقليم من أصول أرمينية، والحصول على تعهدات أذربيجانية بضمان حقوق هؤلاء السكان. 

الأرمن يغادرون قره باغ.. أبعاد أزمة إنسانية وتغيير "توازن دقيق" عمره عقود عاد اسم ناغورني قرة باغ إلى الظهور مجددا بعد تجدد الصراع في الإقليم الذي امتد لعقود من الزمان

ومنطقة ناغورني قره باغ متنازع عليها منذ عقود، وهي جيب في القوقاز ألحقه الزعيم السوفيتي ستالين بأذربيجان عام 1921، ومُنح الحكم الذاتي في العام 1923.

وكان الإقليم مسرحا لحربين بين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين أذربيجان وأرمينيا: واحدة من 1988 إلى 1994 أسفرت عن وقوع 30 ألف قتيل، والأخرى في خريف 2020 وسقط خلالها 6500 قتيل في ظرف 6 أسابيع فقط.

وهذه المرة، انتهت العملية العسكرية الأذربيجانية في 24 ساعة، إذ لم تكن القوات الانفصالية بثقل باكو نفسه، ورفضت يريفان زج قواتها في نزاع جديد في هذه المنطقة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: ناغورنی قره باغ سکان الإقلیم إلى أرمینیا فی أرمینیا فی الإقلیم عدد سکان فی مدینة إلى أن

إقرأ أيضاً:

السعودية تدعو الحجاج إلى البقاء في الخيام يوم عرفة.. ما السبب؟

حذرت وزارة الحج والعمرة السعودية اليوم، الحجاج من الخروج من الخيام يوم عرفة بداية من الساعة «10 صباحا» وحتى الرابعة عصرا للحفاظ على سلامتهم مع ارتفاع درجات الحرارة في المشاعر المقدسة.

وأكدت الوزارة في بيان صحفي، أنها كثفت جهودها وجاهزية خدماتها المقدمة لضيوف الرحمن في موسم حج هذا العام ليؤدوا مناسكهم بكل راحة وسكينة، وفي إطار الحفاظ على سلامة الحجاج مع ارتفاع درجات الحرارة في المشاعر المقدسة.

ودعت الوزارة الحجاج إلى الالتزام بالبقاء في المخيمات يوم عرفة من الساعة «10 صباحًا» وحتى «الرابعة عصرًا»، وعدم الخروج إلى جبل الرحمة أو مسجد نمرة، وذلك حفاظًا على سلامتهم من التعرض لأشعة الشمس ودرجات الحرارة المرتفعة.

وشددت الوزارة على ضرورة الالتزام والتقيد بجداول التفويج المعتمدة من الجهات المختصة، وعدم مخالفتها في جميع مراحل الانتقال بين المشاعر المقدسة، وضرورة استخدام وسائل النقل المعتمدة ضمن نمط المواصلات المتفق عليه في المشاعر المقدسة، وعدم الخروج مشيا على الأقدام للتنقل بين المواقع خلال الوقت المشار إليه.

يذكر أن وزارة الصحة السعودية أعلنت أمس الجمعة، تسجيل 25 حالة إصابة بالإجهاد الحراري منذ بداية موسم الحج الحالي.

وأعلنت المديرية العامة للجوازات أن إجمالي الحجاج القادمين من الخارج عبر جميع منافذ السعودية الجوية والبرية والبحرية، بلغ مليونا و396 ألفا و644 حاجّا، وذلك حتى نهاية أمس.

اقرأ أيضاًمتى يوم عرفة 2025.. موعد إجازة عيد الأضحى وعدد أيام العطلة الرسمية

رددها من الآن.. أفضل الأدعية والأعمال المستحبة في يوم عرفة 2025

حكم من أكل أوشرب ناسيا في صيام يوم عرفة؟.. دار الإفتاء تجيب

مقالات مشابهة

  • أفضل أماكن الخروج في عيد الأضحى المبارك 2025
  • أكشن مع وليد : 17 يوم على المونديال والهلال لا زال ينتظر المدرب
  • أذربيجان والصين تقران إعفاءً متبادلا من التأشيرات
  • سان جيرمان يحطم العقدة الأوروبية
  • واشنطن بوست: الشرع يواجه تحدي الأجانب الذين ساعدوه في الإطاحة بالأسد
  • حرائق الغابات تواصل الخروج عن السيطرة في كندا
  • بعد تسهيلات التجنيس.. عدد الأجانب الذين يحصلون على الجنسية الألمانية يفوق 250 ألفا عام 2024
  • السعودية تدعو الحجاج إلى البقاء في الخيام يوم عرفة.. ما السبب؟
  • السعودية تحذر الحجاج من الخروج من الخيام بسبب الحرارة
  • اختبار ذكاء اصطناعي جديد يتنبأ بالأشخاص الذين سيستفيدون من دواء سرطان البروستاتا