اهتمام السيسي بربط البحث العلمي بالصناعة.. هكذا تمكن التعليم العالي من إحداث طفرة
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
قام الرئيس عبدالفتاح السيسي بالاستماع إلى شرح موجز قدمه رئيس جامعة الإسكندرية حول جهود الجامعة في ربط البحث العلمي بالصناعة وتحسين التعاون بين القطاع الأكاديمي والصناعي، حيث تأتي هذه الجهود ضمن إطار التطور المستمر والرؤية الوطنية لتعزيز البحث العلمي والتنمية الصناعية في مصر.
. رابط تقليل الاغتراب وشروط قبول التحويلات
وتعكس هذه الجهود التفاعل الإيجابي بين الحكومة والمؤسسات الأكاديمية والصناعية في مصر، وتؤكد على التزام الدولة بتعزيز البحث العلمي والابتكار كأدوات أساسية لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز القدرات الصناعية في البلاد، ويظهر التركيز الوطني على تطوير التعليم العالي والبحث العلمي كجزء من استراتيجية مصر الشاملة لبناء مستقبل مزدهر وتعزيز دور البلاد على الساحة العالمية.
يعد الربط بين مؤسسات البحث العلمي والصناعة من العوامل الهامة في جعل الاقتصاد المصري أكثر تنافسية على الصعيد العالمي، وذلك لزيادة القدرة على تحويل المبتكرات إلى منتجات صناعية وتلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية وتصدير المنتجات الصناعية عالية القيمة.
ولذلك حرصت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي علي توجيه الأبحاث العلمية لخدمة المجتمع، ومواجهة التحديات التي تواجه النمو الاقتصادي، تحقيقًا لأهداف التنمية المُستدامة للدولة (رؤية مصر 2030 )، لأهمية الدور المجتمعي والخدمي لتلك المراكز والمعاهد خاصة في مجالات الصناعة، والزراعة، والصحة، وتوطين التكنولوجيا، وغيرها من المجالات ذات الأولوية لخدمة أهداف التنمية المُستدامة، ودورها في دعم الصناعة وتحويل الأفكار البحثية إلى مُنتجات ذات مردود اقتصادي على المجتمع.
وأكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن العالم يشهد حاليًا تحولًا كبيرًا في نظام التعليم العالي، حتى أصبحت ثقافة التدويل والتحول من الإقليمية إلى العالمية ضرورة ملحة، مما تطلب تغيرًا وتطويرًا في فلسفة التعليم العالي وتوجهاته وإستراتيجياته، لذا أصبح التدويل واحدًا من أهداف خطة تطوير منظومة التعليم العالي في مصر، والتوسع ربط البحث العلمي بالصناعة؛ من أجل المنافسة العالمية.
ولفت الدكتور عاشور، إلى أن الوزارة حققت إنجازات متنوعة فى مجال تدويل التعليم خلال السنوات العشر الماضية، حيث تم دعم خطة استكمال تشييد أفرع لجامعات دولية بالعاصمة الإدارية الجديدة؛ والتي أصبحت بدورها طفرة في عالم الذكاء الاصطناعي والتطور التكنولوجي، بالإضافة لتلقي الوزارة بالفعل الموافقة من مجلس الوزراء على قانون تنظيم العمل بالفروع الدولية بالجامعات؛ إذ ساعد صدور القانون الدارسين في الحصول على شهادة الجامعة الأم في بلدها الأصلي، كما أتاح كذلك التوسع في إنشاء فروع لجامعات أجنبية مرموقة بالعاصمة الإدارية الجديدة، والمعتمدة وفقاً لقانون 162 لسنة 2018 والصادر بشأنها قرارات جمهورية.
ويعد تعزيز الربط بين البحث العلمي والصناعة هو جزء حاسم من رؤية مصر 2030 والجهود الرامية إلى تطوير القطاع الصناعي وتحقيق التنمية المستدامة، ويعكس التزام الدولة بدعم التعليم العالي والبحث العلمي كوسيلة لتعزيز القدرات الصناعية وتطوير الاقتصاد المصري.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الرئيس عبدالفتاح السيسي السيسي ربط البحث العلمي الصناعة القطاع الأكاديمي البحث العلمي تعزيز البحث العلمي التعلیم العالی والبحث العلمی البحث العلمی
إقرأ أيضاً:
«تريندز هاب».. أنموذج معرفي يعزّز مكانة البحث العلمي
هزاع أبوالريش (أبوظبي)
يُمثل البحث العلمي حجر الزاوية في تقدم الأمم وازدهارها، فهو القوة الدافعة للابتكار، وصناعة المعرفة، ورسم مسارات المستقبل والرؤى الثقافية، في عالم تتسارع فيه وتيرة التغيرات والتحديات، ومن خلال ذلك تبرز أهمية المؤسسات الفكرية ومراكز الأبحاث كركائز أساسية لصناعة القرار المستنير، وتوفير الحلول للمشكلات المعقدة.
وفي هذا السياق، تأتي الجائزة التي أطلقها مركز تريندز للبحوث والاستشارات، تحت عنوان «تريندز هاب للبحث العلمي»، كنموذج علمي ومعرفي وثقافي رائد لدعم التميز في البحث، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي الذي أصبح محركاً رئيسياً للتطور البشري.
ويؤكد الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، أن تخصيص الجائزة للذكاء الاصطناعي، يعكس إدراكاً عميقاً لدوره كعنصر محوري في التطور والتقدم، فالبحوث المتخصّصة في هذا المجال يمكنها أن تسهم بشكل كبير في تطوير خوارزميات أكثر دقة وسرعة، وتعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الضخمة، ودعم التعلم الذاتي، وتحسين قدرات التفاعل بين الإنسان والآلة.
ولفت الدكتور العلي إلى أن القدرة على استشراف المستقبل والتأثير إيجابياً على اتجاهاته، تتطلب فهماً عميقاً وشاملاً لأبعاد القضايا المطروحة على الساحة الجيوسياسية والاقتصادية والمعرفية، وهنا يكمن الدور الجوهري للبحث العلمي الرصين، الذي لا يكتفي بالتحليل والنقد، بل يمتدّ إلى تقديم رؤى استباقية وتوصيات عملية، فالبحث العلمي هو منجم الأفكار الجديدة، وحاضنة الابتكارات، والركيزة التي تُبنى عليها السياسات الفعّالة لتحقيق التنمية المستدامة والرخاء والاستقرار.
وتابع: «تكمن أهمية البحث العلمي في قدرته على تحديد الفرص والتحديات، ومن خلال التحليل المنهجي للبيانات والظواهر، يمكن للبحث العلمي أن يكشف عن الفرص الكامنة والتحديات المحتملة في مختلف القطاعات، وكذلك توفير إجابات علمية وموضوعية، بدلاً من الاعتماد على التخمينات، إذ يقدم البحث العلمي أدلة وبراهين تساعد في فهم أعمق للقضايا، كما أنه يدعم صناعة القرار، حيث يزوّد البحث العلمي صانعي السياسات بالمعلومات والتحليلات اللازمة، لاتخاذ قرارات مستنيرة ورشيدة، ومن جهة تشكيل الوعي المجتمعي، فإنه يسهم البحث العلمي في تثقيف الرأي العام وتوعية الشعوب بأبعاد القضايا المختلفة على الصعيدين الداخلي والخارجي، أما فيما يتعلق ببناء مستقبل قائم على المعرفة، فإن البحث العلمي يؤسّس لبناء اقتصادات ومجتمعات تعتمد على الابتكار والمعرفة كركائز أساسية للنمو».
ويوضح الدكتور العلي بقوله: «سعت جائزة (تريندز هاب للبحث العلمي) في دورتها الأولى، إلى الاستثمار في البحث العلمي وتطويره، ودعم المعرفة، مما يعكس مدى اهتمام (تريندز) بتعزيز الثقافة البحثية ودورها الفاعل في الدفع نحو إنجازات علمية تتجاوز حدود التقليدية، وإدراكاً للدور المتزايد للذكاء الاصطناعي كقوة محورية في التطور، وخصّص المركز النسخة الثانية من الجائزة لبحوث الذكاء الاصطناعي، حيث إن هذه المبادرة ليست مجرد تكريم، بل استثمار استراتيجي في مستقبل البحث العلمي والابتكار».
وأضاف: «تتمحور أهداف الجائزة حول محاور أساسية عدة، منها: دعم التميز العلمي وتعزيز الابتكار بتشجيع الباحثين على تقديم أبحاث متخصّصة ومبتكرة، تسهم في دفع عجلة التطور في مجال الذكاء الاصطناعي، وتمكين الباحثين وخلق بيئة تنافسية بتوفير منصة للباحثين على المستويين الإقليمي والعالمي لعرض أبحاثهم، وتحفيز التنافس الإيجابي، الذي يرتقي بجودة المخرجات العلمية، وإحداث حراك علمي بنَّاء عبر بناء جسور التعاون بين الباحثين والأكاديميين والمؤسسات العلمية لتبادل المعرفة والخبرات، وتشجيع العمل المشترك في تطوير تطبيقات عملية للذكاء الاصطناعي، وأيضاً معالجة التحديات الأخلاقية والاجتماعية بالتركيز على البحوث التي تتناول قضايا الأمان، والخصوصية، والمسؤولية الاجتماعية المرتبطة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وتقديم حلول مبتكرة لهذه التحديات، وكذلك تقديم حلول عملية لمشكلات حقيقية بتوجيه البحث نحو تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تسهم في تحسين جودة الحياة في مجالات حيوية مثل الرعاية الصحية، والتعليم، والصناعة، والاقتصاد، وكفاءة الطاقة، بالإضافة إلى استشراف المخاطر والتصدي لها، وبشكل خاص، كما تولي الجائزة اهتماماً بالبحوث التي ترصد وتتبع أنماط استغلال الجماعات الإرهابية للذكاء الاصطناعي، بهدف وضع آليات وسياسات استباقية لمكافحة هذه الظاهرة والحد من تأثيراتها السلبية».
يقول فهد المهري، رئيس قطاع «تريندز - دبي»: «الجائزة ستواصل استقبال طلبات الترشح في نسختها الثانية حتى 30 يونيو 2025، وسيتم الإعلان عن الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى في التاسع من سبتمبر 2025، الذي يوافق الذكرى السنوية لتأسيس مركز تريندز للبحوث والاستشارات، مشيراً إلى أن الجائزة تهدف إلى بناء جسور التعاون بين الباحثين والأكاديميين والمؤسسات العلمية لتبادل المعرفة والخبرات، إضافة إلى التعاون في تطوير تطبيقات عملية للذكاء الاصطناعي».