يمانيون|

يستعدُّ الشعبُ اليمنيُّ في المحافظات الحُرَّةِ؛ لإحيَـاء مناسبة ذكرى يوم المولد النبوي الشريف، يومَ غدٍ الأربعاء، باحتشاد جماهيري تؤكّـدُ كُـلُّ المؤشرات أنه سيكونُ الأكبرَ على مستوى العالم بالنسبة لهذه المناسبة، وهو موقعُ الصدارة المعتاد الذي ينفرد به اليمن كُـلّ عام، لكن احتفال هذا العام يتميز بأنه يأتي في مرحلةٍ برزت فيها الكثيرُ من ملامح الانتصار على تحالف العدوان، سواء على مستوى معركة المواجهة التي باتت صنعاء تديرها من موقع متقدم جِـدًّا سياسيًّا وعسكريًّا، أَو على مستوى معركة البناء والإصلاح الداخلي، التي ستشهد في يوم المناسبة إعلاناً مرتقَباً، من قبَل قائد الثورة عن تدشين المرحلة الأولى من مسار “التغييرات الجذرية” الهادفة لإحداث نهضةٍ واسعة على مستوى العمل الرسمي والخدمي والتوجّـه نحو الإنتاج؛ وهو ما سيضيف بُعداً هاماً للاحتفالية التي تجدد التأكيد عاماً بعد عام على أن اليمن يتجه نحو لعب دور قيادي على مستوى العالم الإسلامي بمشروع نهضوي متكامل وفعال، جوهرُه الرئيسي: الهُــوِيَّة الإيمانية.

 

بشائرُ النصر والحسم:

 

مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف التي تعوّد الشعب اليمني في المحافظات الحرة إحيَـاءَها بصورة استثنائية، وصفها سماحةُ الأمين العام لحزب الله اللبناني، السيدُ حسن نصر الله، بأنها “حُجَّـةٌ على العالم الإسلامي”، تأتي هذا العام في توقيت يشهدُ حِراكاً سياسيًّا كَبيراً فيما يتعلَّقُ بمستقبلِ معركةِ مواجهة العدوان، وهو حِراكٌ يقفُ فيه العدوُّ أمام خياراتٍ حاسمةٍ كُلُّها تؤدِّي إلى مرحلةٍ جديدةٍ كليًّا، يثبتُ فيها اليمنُ مكاسبَ الصمود، ويقتربُ فيها أكبرَ من النصر الكبير: فإما إنهاء معاناة الشعب اليمني وتمكينه من مقدراته واحترام سيادته واستقلاله، وبالتالي الاعتراف به كقوة جديدة مؤثرة على مستوى المنطقة، أَو استئناف المعركة التي بات اليمن يمتلك خيار حسمها بمعادلات قتالية استراتيجية، ستكون لها تأثيرات واسعة مباشرة، ستجبر الأعداء على التعامل مع اليمن كقوةٍ إقليمية جديدة أيضاً!

 

هذا الموقع المتقدم والقريب من الانتصار سياسيًّا وعسكريًّا، سيجعل من احتفال الشعب اليمني بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف هذا العام أكثر تميزاً؛ لأَنَّ الاحتفال على وقع المتغيرات السياسية والعسكرية الجديدة سيثبت بشكل أوضح فشل دول العدوان في إعاقة المشروع التحرّري المحمدي، الذي يتجسد التفاف الشعب اليمني حوله بوضوح من خلال الاحتشاد الجماهيري في هذه المناسبة، بل سيؤكّـد أن المشروعَ ازدادَ ثباتاً وانتشاراً برغمِ كُـلِّ محاولاتِ دول العدوان لتشويهِه وتأليبِ الناس ضده.

 

ويمكنُ القولُ: إن احتشادَ الشعب اليمني في مناسبة ذكرى المولد النبوي هذا العام سيكشفُ بالأحرى فاعلية المشروع التحرّري الإيماني، الذي يمضي فيه اليمن المقاوِمُ وقيادتُه الثورية، وواقعية هذا المشروع وتأثيره الاستثنائي وقدرته على تجاوز التحديات ومراكمة الإنجازات والتغلب على الأعداء مهما كانت إمْكَانياتهم، خُصُوصاً وأن المناسبة تأتي هذا العام بعد أَيَّـام من احتفالات ثورة 21 سبتمبر التي تبنت هذا المشروع، والتي تمكّنت من بناء قوة ضاربة شاهدها العالَمُ كلُّه في العرض العسكري الأخير، الذي وجّه رسائلَ قوة وحسم لدول العدوان، ومثّل نموذجًا واضحًا لفاعلية مشروع الثورة وقدرتها على الإنجاز والبناء والانتصار.

 

بدايةُ نهضة تأريخية:

 

مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف تأتي هذا العام أَيْـضاً بالتزامن مع توجّـه نهضوي داخلي واسع تتبناه قيادةُ الثورة، ممثلةً بالسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، لإحداث نقلة تاريخية في عملية إدارة الدولة والانتقال بآليات عملها ومهامها وقوانينها إلى مستوىً يرقى إلى طموحاتِ الشعب اليمني وآماله في التطور والتحديث، وهو توجُّـهٌ لا يقلُّ أهميّةً عن المواجهة المباشرة مع العدوان.

 

وقد حرص قائدُ الثورة على أن يحدّد موعدَ إعلان المرحلة الأولى من هذا التوجّـه الذي يحملُ عنوانَ “التغييرات الجذرية” في يوم المناسبة الشريفة هذا العام؛ ليؤكِّـدَ من خلال ذلك على تكامل المشروع التحرّري الإيماني الذي حقّق النصرَ على الأعداء، وعلى انسجامِ مساراته النهضوية الفاعلة، وتوازي خطوط بناء القوة الرادعة للأعداء مع خطوط بناء الدولة المنتجة والعادلة والكريمة التي يطلبها الشعب اليمني.

 

هذا الإعلانُ الثوري سيُضيفُ إلى احتفالِ هذا العام بُعدًا مميَّزًا؛ لأَنَّه سيكونُ بمثابة انتصارٍ آخرَ بالنسبة للشعب اليمني، الذي سيكون قد أثبتَ لكل العالم أن التفافه حول المشروع المحمدي ونصرته له وتضحياته في سبيله أثمرَ مكاسِبَ تاريخية على كُـلّ المستويات، وأن كُـلّ محاولات الأعداء لاستهداف هذا المشروع وصرف الجماهير عنه، كانت منطلقةً من حِقدٍ عدواني ورغبةٍ في استعباد الناس وإطالة أمد معاناتهم.

 

وفي هذا السياق أَيْـضاً فَــإنَّ جُملةَ المشاريع الخدمية والتنموية التي يجري افتتاحُها وتدشينُها برعاية الرئيس المشاط، تزامنًا مع التحضير لمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، تمثّل مؤشرًا آخرَ من مؤشرات النصر التي ستجعلُ احتفالَ هذا العالم مميَّزاً؛ كون هذه المشاريع تترجم نجاحًا في تجاوز الصعوبات الكبرى التي فرضها العدوان والحصار طيلة السنوات الماضية.

 

رسالةُ تحدٍّ للأعداء:

 

من جهةٍ أُخرى، تأتي مناسبةُ ذكرى المولد النبوي الشريف هذا العامَ في الوقت الذي يشهدُ فيه العالَمُ تصاعُداً ملحوظاً في الحرب العدوانية التي يشُنُّها الغربُ واللوبي الصهيوني على الإسلام وجماهيرِهِ، من خلال الإساءَات المتكرّرة للمقدسات الإسلامية، وعلى رأسها المصحف الشريف؛ وهو ما يجعلُ من المناسبة محطةً مهمةً من محطات الصراع الوجودي مع أعداء العالم الإسلامي.

 

وكما تصدّر اليمنُ مشهدَ العالم الإسلامي في مواقفه العملية تجاه تلك الإساءَات خلال الفترة الماضية، من خلال إعلان المقاطَعة الدبلوماسية والاقتصادية للسويد، فَــإنَّ احتشادَ جماهير الشعب اليمني في ذكرى المولد هذا العام سيوجِّهُ رسالةً مباشرةً وواضحةً لقوى الغرب المعادية للإسلام، وقد أكّـد قائدُ الثورة أنها يجبُ أن تكونَ “رسالة تَحَدٍّ وتمسُّكٍ بالإسلام”.

 

هذه الرسالةُ ستجعلُ احتفالاتِ الشعب اليمني في مناسبة المولد النبوي هذا العام أكثرَ تميزاً؛ لأَنَّها ستنطلقُ من موقع الصدارة الذي يحتلُّه اليمنيون فيما يتعلقُ بإحيَـاء المناسبة، وستؤكّـدُ بشكل واضح أن كُـلَّ محاولات الأعداء للنيلِ من الإسلام ومشروعه مردودة عليهم؛ لأَنَّ اليمنَ اليوم يمثِّلُ دليلاً بَيِّناً على أن هذا المشروعَ يزدادُ تأثيراً وفاعلية وقوة على كُـلّ المستويات.

 

ووفقاً لذلك، يمكن القولُ إن إحيَـاءَ الشعب اليمني لمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف هذا العام، على وقع متغيرات المعركة وبشائر بناء الدولة وفي ظل الهجمة الغربية العدائية ضد الإسلام، سيضعُ اليمنَ في موقع متقدم على الطريق نحو دورٍ قيادي ورائد على مستوى المنطقة والعالم، وسيؤكّـدُ أن المشروعَ التحرُّري الإيماني الذي مكَّنَ اليمنيين من النصر والبناء والثبات والصمود هو مشروعٌ ذو تأثيرٍ عالمي، ومقدَّرٌ له أن يتوسَّعَ أكثرَ فأكثرَ.

المصدر/ صحيفة المسيرة/

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: العالم الإسلامی الشعب الیمنی فی هذا المشروع هذا العام على مستوى من خلال

إقرأ أيضاً:

“الجهاد الإسلامي” تُكرم إذاعتي صنعاء – البرنامج العام وسام إف إم بدرعي “طوفان الأقصى”

الثورة نت /..

كرّمت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وجناحها العسكري “سرايا القدس”، اليوم إذاعة صنعاء – البرنامج العام وإذاعة “سام إف إم” نظير جهود الإذاعتين الداعمة للقضية الفلسطينية والمجاهدين في غزة.

وسلّم ممثل الحركة في صنعاء أحمد بركة درعي “طوفان الأقصى” لرئيس قطاع إذاعة صنعاء – البرنامج العام عبدالرحمن الحمران، ومدير إذاعة سام إف إم حمود شرف الدين، تقديرًا لدور الإذاعتين المساند للقضية والمقاومة الفلسطينية الباسلة.

وخلال التكريم عبر رئيس قطاع إذاعة صنعاء، ومدير إذاعة سام إف إم، عن الامتنان لحركة الجهاد الإسلامي على هذا التكريم الذي يمثل تكريمًا لكافة العاملين في الإذاعتين.

وأكدا الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعم نضاله المشروع حتى استعادة أراضيه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

واعتبر الحمران وشرف الدين، ذلك واجبًا دينيًا وأخلاقيًا على كافة وسائل الإعلام الحرة، امتدادًا لموقف اليمن الثابت والمبدئي في نصرة الشعب الفلسطيني الشقيق ومقاومته الباسلة.

بدوره، أشاد ممثل حركة الجهاد الإسلامي بصنعاء، بجهود إذاعتي صنعاء وسام إف إم في مساندة فلسطين وقضيتها العادلة وفضح جرائم الكيان الصهيوني الغاشم على غزة وكل فلسطين.

وعبر عن الشكر للإذاعتين وكوادرهما.. متمنيًا لكل وسائل الإعلام النجاح واستمرار فضح انتهاكات وجرائم العدو الصهيوني، والمؤامرات الكبيرة التي يشارك فيها بعض المحسوبين على الأمة العربية والإسلامية.

وأثنى على موقف الشعب اليمني بمختلف شرائحه ومكوناته، وفي المقدمة القيادة الثورية ممثلة بالسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.. سائلًا الله تعالى له التوفيق ويكتب له أجر الجهاد في فلسطين.

مقالات مشابهة

  • فنادق مصر تحتفل بـ الكريسماس ورأس السنة الجديدة
  • احتفالات وفعاليات رسمية وشعبية في سوريا بذكرى سقوط نظام الأسد
  • شرطة الفجيرة تضبط فتاة تحمل سيفاً خلال احتفالات عيد الاتحاد
  • مجلة أمريكية: حرب الحوثيين على الأمم المتحدة.. يعضون اليد التي تطعم الشعب اليمني (ترجمة خاصة)
  • وزيرة التربية تعليقًا على المدارس التي ستُقفل: اتخذت قرارًا بمنحها فرصة هذا العام
  • “الجهاد الإسلامي” تُكرم إذاعتي صنعاء – البرنامج العام وسام إف إم بدرعي “طوفان الأقصى”
  • الرئيس الموريتاني يستقبل إمام الحرم النبوي الشريف الدكتور الحذيفي
  • الرئيس الموريتاني يستقبل إمام الحرم النبوي الشريف الدكتور الحذيفي بالعاصمة نواكشوط
  • المشهد الذي عرف حقيقته كل اليمنيين شمالاً وجنوباً .. هذا ما يحدث في حضرموت
  • محافظة مسندم تستقبل أولى بشائر الغيث