عندما اتفقت السعودية وإيران على إعادة علاقاتهما الدبلوماسية خلال وقت سابق من العام الحالي، تعززت الآمال بالتوصل لسلام في اليمن، الغارق في حرب مدمرة، قبل أن تعلن البحرين مؤخرا مقتل 3 من أفراد جيشها في هجوم نُسب إلى الحوثيين.

وخلال الأسابيع الماضية، تقدمت المفاوضات بين السعودية، التي تقود تحالفا عسكريا لدعم الحكومة المعترف بها دوليا في اليمن، وجماعة الحوثي التي تسيطر على أجزاء واسعة من اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء منذ 2014.

وخلال أبريل، توجه السفير السعودي لدى اليمن، محمد الجابر، إلى صنعاء للقاء مسؤولين حوثيين، فيما وصفه بأنه مسعى لـ "تثبيت" الهدنة التي تم التوصل إليها برعاية أممية، منذ العام الماضي.

وفي هذا الشهر، أجرى مسؤولون حوثيون محادثات في الرياض طيلة 5 أيام، في أول زيارة علنية لوفد حوثي إلى السعودية منذ اندلاع الحرب عام 2015.

وبصورة مفاجئة، الإثنين، أعلنت المنامة مقتل 3 أفراد من جيشها، ومن بينهم ضابط، بالإضافة إلى سقوط عدد من الجرحى في هجوم اتهمت المملكة الخليجية الصغيرة، الحوثيين بشنه بواسطة طائرات مسيرة، واستهدف مواقع قوة دفاع البحرين جنوب السعودية.

"مناوشات منخفضة المستوى"

وقال زميل أبحاث سياسة الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، حسن الحسن، إن هذه الضربة "هي الأخيرة في سلسلة مستمرة من المناوشات منخفضة المستوى، التي ما زالت تدور" بين قوات التحالف والحوثيين.

وفي حديثه لموقع قناة "الحرة"، قال الحسن إن الهجوم جاء "رغم انخراط الطرفين في محادثات ترمي إلى التوصل إلى اتفاق بشأن هدنة شاملة ووضع حد للنزاع، وُصفت بالإيجابية، كان آخرها زيارة وفد الجماعة إلى الرياض".

البحرين تعلن مقتل عسكريين بهجوم حوثي "على أرض سعودية" أعلنت البحرين مقتل ضابط وجندي وسقوط عدد من الجرحى من قوات دفاع البحرين في هجوم لطائرات حوثية مسيرة

والبحرين، المجاورة للسعودية، عضو في التحالف العسكري الذي تقوده الرياض منذ عام 2015 دعما للحكومة اليمنية، ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.

في حديثه لموقع "الحرة"، قال المحلل السياسي والعسكري السعودي، محمد الحربي، إن هذا "هجوم غادر ومؤسف"؛ لأنه جاء "في ظل وجود استراتيجية متقدمة للسلام من قبل السعودية، التي تقود مسارا شاملا للحل في اليمن".

واستنكرت السعودية والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والأمم المتحدة، الهجوم الذي نسبته واشنطن ولندن والمنامة فقط إلى الحوثيين. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، كما لم يصدر عن الحوثيين أي تعليق.

وفي زيارة لملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، إلى مقر القيادة الرئيسي للجيش بعد يوم من الهجوم، "تمت الإشارة خلال الاجتماع إلى أنه إذا كان الحوثيون يستنكرون من قام بهذا العمل الإجرامي الغادر خلال سريان الهدنة الأممية، فمن الواجب عليهم القبض عليهم وتسليمهم لنا أو للتحالف العربي، ليأخذ القانون مجراه بحقهم، وعليهم مراعاة مصالح الجمهورية اليمنية الشقيقة في المنطقة"، حسبما ذكرت وكالة أنباء البحرين الرسمية (بنا).

وفي هذا الإطار، قالت أستاذة العلوم السياسية اليمنية المقيمة في سويسرا، إلهام مانع، "إن الهجوم قد يكون مرتبطا برسالة حوثية إلى السعودية، للضغط عليها في المفاوضات والحصول على تنازلات أكثر".

وفي حديثها لموقع "الحرة"، أضافت مانع أن "التفسير المحتمل الآخر للضربة، إن كان الحوثي يقف وراءها، فهو يتمثل في مدى قدرة الحركة على السيطرة على الجزء الشمالي من اليمن".

وتابعت: "سيطرة الحركة في المناطق الشمالية قائمة على خطاب قومي متعلق بالحرب، وغياب هذا العامل قد يمثل تعقيدات في المشهد بالنسبة للحوثي، مما يؤدي إلى خلخلة سيطرة الحركة داخل المناطق الشمالية".

"رغبة في استمرار المحادثات"

وفي قراءته لدلالات الهجوم، قال الحربي: "ربما هناك انقسام بين الأجنحة السياسية والأجنحة الثورية لدى الحوثيين، أو أن هناك فعلا انتهازيون منتفعون من زخم الحرب ويريدون استمرارها".

وفي سياق متصل، يزور وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، المنامة، الخميس، في رحلة لم يتم الإعلان عنها مسبقا، جاءت بعد أن تلقى ملك البحرين اتصالا هاتفيا من ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في أعقاب الهجوم.

وقال الحربي إن الزيارة ستتناول "بكل تأكيد" هذا الموضوع، على اعتبار أن "موقف السعودية دائما يدعم البحرين، التي تعد جزءا من التحالف".

السعودية تعلق على مقتل جنديين بحرينيين في هجوم لـ"الحوثي" والجماعة ترد دانت وزارة الخارجية السعودية، الثلاثاء، الهجوم المنسوب لجماعة الحوثي على قوة من الجيش البحريني والذي أسفر عن مقتل اثنين من أفراده وإصابة آخرون، ووصفت الهجوم بـ"الغادر".

وفي اليمن، تراجعت حدة القتال بشكل ملحوظ بعد وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الأمم المتحدة ودخل حيز التنفيذ في أبريل 2022. ولا تزال هذه الهدنة سارية إلى حد كبير، حتى بعد انتهاء مفاعيلها في أكتوبر 2022.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، في مؤتمر صحفي: "هذا الهجوم غير المبرر يهدد أطول فترة من الهدوء منذ بدء الحرب في اليمن".

وقال الحربي إن الهجوم جاء في "ظل وجود استراتيجية متقدمة للسلام من قبل السعودية التي تقود مسارا شاملا للحل في اليمن"، معتبرا أنه الىن أصبحت "السيناريوهات مفتوحة على مصراعيها" جراء هذا الهجوم.

وفي وقت يعتقد فيه الحربي أن "الضربة قد تكون مؤثرة على سير المفاوضات" بين السعودية والجماعة الموالية لإيران، يستبعد الحسن ذلك السيناريو.

وقال الحسن: "إن عدم تبني جماعة أنصار الله للهجوم من ناحية، وعدم تحميل قوات التحالف لقيادة الجماعة المسؤولية عن الهجوم، ونسبته عوضا عن ذلك إلى بعض العناصر التابعة للحوثيين من ناحية أخرى، يشير إلى رغبة الطرفين في الاستمرار في المباحثات، وعدم العودة إلى المواجهة المفتوحة على الرغم من الخروقات".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: فی الیمن فی هجوم

إقرأ أيضاً:

شارك في حركة حياة السود مهمة.. من هو منفذ الهجوم على موظفي سفارة إسرائيل؟

قُتل موظفان في السفارة الإسرائيلية بواشنطن، بالرصاص في وقت متأخر من يوم الأربعاء خارج المتحف اليهودي في العاصمة الأمريكية، على يد مسلح هتف "الحرية لفلسطين".

مقتل موظفين بالسفارة الإسرائيلية

المشتبه به، الذي تم تحديد هويته باسم إلياس رودريجيز، هو مقيم في ولاية شيكاغو يبلغ من العمر 30 عامًا وقالت الشرطة الأمريكية إن رودريغيز ليس لديه سجل جنائي سابق، وقد شوهد في المكان قبل الهجوم.

كان الضحيتان، اللذان يُعتقد أنهما زوجان، يغادران فعالية يهودية في المتحف عندما اقترب رودريجيز من مجموعة من أربعة أشخاص وفتح النار من مسافة قريبة.

وصرحت باميلا سميث، قائدة شرطة واشنطن، بأنه هتف "الحرية لفلسطين، الحرية لفلسطين" بعد اعتقاله، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

وأكدت السفارة الإسرائيلية في واشنطن مقتل اثنين من موظفيها، وأوضح تال نعيم كوهين، المتحدث باسم السفارة: "قُتل اثنان من موظفينا من مسافة قريبة أثناء حضورهما فعالية ثقافية".

من هو إلياس رودريجيز ؟

إلياس رودريغيز، شاب يبلغ من العمر 30 عامًا، مقيم في شيكاغو.

يُعرف بنشاطه مع حزب الاشتراكية والتحرير وانخراطه في حركة "حياة السود مهمة" ، وفقًا للتقارير.

بعد تصفية موظفين إسرائيليين.. ترامب يدين جرائم القتل بدافع معاداة السامية

في عام 2017، شارك رودريجيز في احتجاج أمام منزل عمدة شيكاغو آنذاك، رام إيمانويل، نظمته جماعات من بينها مؤتمر المقاومة الشعبي، ومنظمة "أنسر شيكاغو"، ومنظمة "حياة السود مهمة" للنساء المؤمنات.

خلال المظاهرة، التي أُقيمت في ذكرى مقتل لاكوان ماكدونالد على يد شرطة شيكاغو، جادل رودريغيز بأن سعي المدينة لاستضافة مقر رئيسي لشركة أمازون ومقتل الشرطة قضيتان مترابطتان، متحدثًا عن العنصرية المنهجية وعدم المساواة الاقتصادية.

كان لاكوان ماكدونالد مراهقًا أسود يبلغ من العمر 17 عامًا، أُطلق عليه النار 16 مرة ضابط شرطة شيكاغو، جيسون فان دايك، في 20 أكتوبر 2014. 

أصبحت هذه الحادثة واحدة من أبرز قضايا وحشية الشرطة في الولايات المتحدة، وأثارت احتجاجات على مستوى البلاد.

قبل وقوع الحادثة في واشنطن العاصمة، أفاد شهود عيان برؤية إلياس رودريجيز خارج متحف العاصمة اليهودي ثم اقترب من مجموعة من أربعة أشخاص وأطلق النار على اثنين منهم "عن قرب"، وفقًا للشرطة.

وورد أن رودريجيز دخل المتحف بعد ذلك، وادعى في البداية أنه ضحية، وطلب من الآخرين الاتصال بالشرطة.

عندما وصل رجال الشرطة، رفع رودريجيز يديه، وقال: "أنا من فعل هذا"، وأعلن أنه أعزل.

ثم أخرج كوفية حمراء (وشاحًا شرقيًا تقليديًا) وبدأ يهتف "حرروا فلسطين"، بينما كان أفراد الأمن يحتجزونه.

واصل الهتاف حتى أثناء جرّه من قِبل رجال الأمن إلى خارج المبنى ثم قادته الشرطة لاحقًا إلى المكان الذي تخلص فيه من سلاحه.

طباعة شارك إلياس رودريجيز الهجوم على موظفي سفارة إسرائيل سفارة إسرائيل السفارة الإسرائيلية بواشنطن المتحف اليهودي الحرية لفلسطين مقتل موظفين بالسفارة الإسرائيلية ولاية شيكاغو شرطة واشنطن

مقالات مشابهة

  • 34 لاعباً في قائمة منتخب السعودية لمباراتي البحرين وأستراليا
  • رينارد يعلن قائمة السعودية لمباراتي البحرين وأستراليا
  • شارك في حركة حياة السود مهمة.. من هو منفذ الهجوم على موظفي سفارة إسرائيل؟
  • من السحر إلى حبل المشنقة.. تفاصيل جريمة مريم المتعب التي هزت السعودية
  • مقتل دبلوماسيين إسرائيليين بإطلاق نار في واشنطن والمنفذ يهتف “الحرية لفلسطين”
  • مقتل موظفين بـ«السفارة الإسرائيلية» في واشنطن بهجوم مسلح
  • مقتل موظفين اثنين من السفارة الإسرائيلية بواشنطن في هجوم مسلح
  • الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن وإغلاق مؤقت لمطار بن غوريون
  • أول تعليق لترامب على حادث مقتل موظفين بسفارة إسرائيل بواشنطن
  • مقتل 5 في تفجير انتحاري استهدف حافلة مدرسية في باكستان