طبق البرياني فخر كراتشي.. والطهاة يتنافسون على وصفته الأفضل
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
تتنافس مطاعم كراتشي على إبراز جودة البرياني لديها وعراقتها في إعداد هذا الطبق الشهير الذي يشكّل أحد التقاليد المطبخية في جنوب آسيا، ويمكن لمحبي هذا المزيج من الأرزّ واللحوم والتوابل التلذذ في هذه المدينة الباكستانية بأنواع عدة منه.
فعند نشوء باكستان عام 1947، اكتسب طبق البرياني شعبية لم يسبق لها مثيل في المدينة الساحلية.
ويقول محمد ثاقب، وهو صاحب مطعم، إن البرياني الذي يقدّمه مع نخاع عظم البقر ولحمه «فريد من نوعه في العالم».
ويؤكد الرجل البالغ 36 عاماً أن «مَن يتذوق هذا الطبق ينتقل إلى عالم من النكهات» المميزة. إلا أنّ لمحمّد زين الذي يملك مطعماً منافساً على الجانب الآخر من الشارع، ما يعتزّ به أيضاً. ويقول الشاب البالغ 27 عاماً إن مطعمه كان «السبّاق إلى إطلاق البرياني»، فيما انهمك النوادل بإزالة الأطباق المطعّمة بجرعة كبيرة من خليط التوابل «ماسالا». ويضيف: «إنها وصفتنا الخاصة والسرية». غير إن ما يتفق عليه الإثنان هو أن لا مثيل في أي مكان من العالم للبرياني المُعَدّ في باكستان. ويشرح محمد زين أنه «الطبق الأول» الذي يقدمه مطعمه «إن في الحفلات الكبرى أو في الأعياد».
لدى تقسيم الهند إلى دولتين هما الهند وباكستان عام 1947، شهدت كراتشي التي كانت في السابق مجرّد مدينة تضمّ ميناء صيد ولا يتجاوز عدد سكانها 400 ألف تدفُّق مئات الآلاف من اللاجئين المسلمين الذين عُرفوا بـ «المهاجرين».
ومذّاك، نشأ بين الهند وباكستان عداء قوي، تجسّد في ثلاث حروب، وفي نزاعات دبلوماسية، وفي وقف جزء كبير من حركة السفر والتبادل التجاري بينهما.
ويلاحظ المؤرخ المطبخيّ الهنديّ بوشبيش بانت أن البرياني اصبح بمثابة تذكير بالتراث المشترك للبلدين. ويشرح لوكالة فرانس برس من مدينة غوروغرام الهندية القريبة من نيودلهي أن «للهندوس و(السيخ) والمسلمين تقاليد غذائية مختلفة، لكن المطابخ الثلاثة أثّرَ بعضُها على بعض». ويشير «إلى أن الاختلافات المطبخية بين بعض أجزاء باكستان والهند، ليست كبيرة بالقدر الذي توحي به الحدود التي صنعها الإنسان».
- «ما مِن مكوّن سري»
وبات عدد السكان اليوم يبلغ 20 مليوناً في كراتشي التي توجد في كل واحد من أحيائها مطاعم تقدّم البرياني، لكنّ للطبق الشهير مروحةً واسعةً جداً من الوصفات، وطرقَ تحضير لا تُعدّ ولا تُحصى.
ويغلب لحم البقر على أطباق البرياني في باكستان المسلمة، فيما تحظى تلك النباتية منها بشعبية أكبر في الهند ذات الغالبية الهندوسية، أما الدجاج فمُعتَمَد في كل مكان. وفي المناطق الساحلية، تشكّل الأسماك أحد مكوّنات هذا الطبق.
ويرى بعض المتمسكين بالصيغة الأصلية التقليدية للبرياني أن إدخال البطاطا إليه لا يعدو كونه بدعة.
ويشير الصيدلاني محمد العاقب (27 عاماً) إلى نوع آخر هو البرياني بولاو المطبوخ في المرق، وهو اختصاص «دلهي حصراً». ويضيف «جذوري من دلهي أيضاً، لذا فهذا أفضل برياني في نظرنا».
ولا تتفق المصادر على المنشأ الاساسي للطبق الشهير، ولكن يُعتقد على نطاق واسع أن كلمة برياني ذات فارسية الأصل. ويُروى ان انتشار الطبق واتساع شعبيته يعودان إلى أفضل مطابخ الإمبراطورية المغولية التي سيطرت في ذروتها في القرن السابع عشر على شبه القارة الهندية بأكملها تقريباً.
وأعدّت قرّة العين أسد التي انتقلت عائلتها إلى كراتشي من مدينة تونك الهندية عام 1948 وصفة برياني لزوجها ونجلها، مختلفة عن تلك التقليدية القديمة، إذ أن هذه النسخة التي تعلّمتها من مقدّم برنامج تلفزيوني للطهو، مطيّبة بصلصة زبادي منعشة. وتعتبر المرأة أن «مَن يتذوق البرياني في كراتشي لن يحبه أبداً امن أي مكان». وإذ تؤكد أنْ «ما مِن مُكوّن سريّ»، تضيف: «أنا فقط أطبخ بالكثير من الشغف والبهجة. ربما هذا ما يجعل المذاق جيداً».
وغالباً ما يكون البرياني الذي يُعدّ بكميات كبيرة، الوجبة التي يتبرع بها البعض للمعوزين. في مطعمه، يحضّر علي نواز (28 عاماً) عشرات الوجبات التي توزّع في علب على الأحياء الفقيرة. ولا تصمد هذه العلب أكثر من دقيقة عندما يصل عامل التوصيل إلى الحي، إذ لا يلبث السكان أن يتهافتوا عليها.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا هذا الطبق التی ت
إقرأ أيضاً:
أسيوط تغلق باب الترشح لانتخابات مجلس الشيو 2025.. 23 مرشحًا يتنافسون على المقاعد
أسدل الستار اليوم الخميس، في تمام الساعة الثانية ظهرًا، على فترة تلقي طلبات الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ 2025 بمحكمة أسيوط الابتدائية، والتي شهدت إقبالًا ملحوظًا من الراغبين في خوض غمار المنافسة.
وقد بلغ إجمالي عدد المرشحين الذين تقدموا بأوراقهم حتى اللحظات الأخيرة 23 مرشحًا، وذلك في ظل إجراءات تنظيمية مشددة أشرفت عليها الهيئة الوطنية للانتخابات لضمان الشفافية والنزاهة.
ترأس المستشار عماد علي، رئيس محكمة أسيوط الابتدائية ورئيس لجنة متابعة سير الانتخابات وتلقي طلبات الترشيح، أعمال اللجنة التي بدأت في استقبال الطلبات منذ الخامس من يوليو الجاري. وقد عاونه في هذه المهمة المستشار ياسر عبد اللطيف، مدير إدارة التنفيذ ونائب رئيس اللجنة، لضمان سير العملية بسلاسة ودقة.
وشملت قائمة المرشحين الـ 23 الذين تقدموا بأوراق ترشحهم أسماء متنوعة، تعكس أطياف المجتمع الأسيوطي وخبراته المختلفة، وهم: مجدي سليم، مصطفى محمود إبراهيم الكحيلي، عبد العاطي أحمد محمد علي، عمرو أبو العيون، عادل عبد العظيم عبد الحافظ السكري، محمد سيد سليمان شيخون، محمد رفعت أبو الوفاء، هيثم عبد الرازق عبد العليم عطيفي، نانسي صلاح سليمان جاد، جرجس صموئيل بشاي دوس، رقية فخري رمضان مهدي، حاتم صفوت محمود عيد، صفاء إبراهيم محمود عبد الحافظ، ناتالي موريس عبد الله سليمان، عبد الغني قولي نياظ إبراهيم، بهاء طلعت شحاته سليمان، أشرف البدري الحربي محمد، علياء عبد العزيز عامر موسى، عصمت جلال عبد الحفيظ درويش، معتز حسن صديق بكر، أسعد عبد المنعم أحمد عبد الله، أحمد خليفه عبد الله دياب، وجيهان عبد المنعم حسن التونسي.
وتأتي هذه الكثافة في الترشح لتؤكد على اهتمام أبناء المحافظة بالمشاركة في الحياة السياسية، ورغبتهم في تمثيل دائرتهم في مجلس الشيوخ الذي يضطلع بدور هام في صياغة التشريعات ومراقبة الأداء الحكومي.
جدير بالذكر أن الهيئة الوطنية للانتخابات كانت قد حددت عددًا من المستندات والشروط الأساسية للترشح لعضوية مجلس الشيوخ، وتشمل ما يلي:
-بيان يتضمن السيرة الذاتية للمترشح، مع التركيز بشكل خاص على خبرته العلمية والعملية.
-صحيفة الحالة الجنائية لطالب الترشح.
- بيان يوضح ما إذا كان المترشح مستقلًا أو منتميًا إلى حزب سياسي، مع ذكر اسم الحزب في حال الانتماء.
-إقرار ذمة مالية للمترشح ولزوجه وأولاده القصر.
-شهادة المؤهل الجامعي أو ما يعادلها على الأقل.
-شهادة تأدية الخدمة العسكرية الإلزامية أو ما يفيد الإعفاء منها قانونًا.
-إيصال إيداع مبلغ ثلاثين ألف جنيه مصري في خزانة المحكمة الابتدائية المختصة كقيمة تأمين.
- المستندات الأخرى التي قد تحددها الهيئة الوطنية للانتخابات لإثبات توافر الشروط القانونية للترشح.
تترقب الأوساط السياسية والشعبية في أسيوط المرحلة المقبلة من العملية الانتخابية، والتي ستشهد فحص طلبات الترشح، وتحديد القائمة النهائية للمرشحين، تمهيدًا لبدء الحملات الانتخابية التي سيتنافس فيها المرشحون على استقطاب أصوات الناخبين.