الحديدة .. لوحة محمدية لفرح يماني هو الأكبر بمناسبة ذكرى المولد النبوي
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
الثورة / سبأ /تقرير
رسم أبناء حارس البحر الأحمر خلال احتفالاتهم بذكرى المولد النبوي الشريف هذا العام 1445ھ، لوحة إيمانية محمدية منقطعة النظير تجلّت في أبهى صور التفاعل منذ مطلع شهر صفر الماضي.
وثقّت عدسات الإعلام تفاصيل المشهد البديع الذي فاض بعناوين الفخر والاعتزاز بنبي الرحمة، وأبرزت دلالاته وعكست مضامين العشق المحمدي، مستوى الحفاوة بهذه المناسبة التي حظيت باهتمام غير مسبوق ابتهاجا بمقام مولد رسول الرحمة.
انفردت محافظة الحديدة خلال هذا العام بزخم رسمي وشعبي كبيرين ومشاركة واسعة في إحياء ذكرى مولد الرسول الأعظم، استجابة لدعوة قائد الثورة وترجمة فعلية للحب الصادق والولاء والارتباط الحقيقي بخير البرية وخاتم الأنبياء والمرسلين.
وكرست الجهود منذ وقت مبكر في التحضيرات المكثفة وتدشين كم كبير من الفعاليات والأنشطة الاستباقية، استعداداً لإحياء الذكرى الدينية التي تمثل حدثا فارقا في وجدان اليمنيين ومناسبة استثنائية تبرز من عام لآخر تنامي الوعي بأهميتها ومكانة صاحبها عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
وتميز التناغم الرسمي والمجتمعي ومشاركة قطاعات التعليم والصحة والمكاتب والمؤسسات والهيئات والأحياء الشعبية، في سباق تنظيم الاحتفالات بمختلف المسميات الخطابية والثقافية والشعر والأناشيد، بهوية يمانية جامعة للحب المحمدي بنكهة تهامية وموروث ديني أصيل.
أضفت قيادة السلطة المحلية بالمحافظة طابعاً مميزاً لمدى حرصها على تتويج نجاح خطة برنامج إحياء المناسبة من خلال جدولة وتنظيم الفعاليات وأمسيات احتفالات المولد النبوي بالتنسيق مع مختلف الجهات، وكذا الاهتمام بالإجراءات والترتيبات الدقيقة لتأمين ساحة الحفل المركزي.
سيول بشرية
عكس التدفق الجماهيري غير المسبوق من مختلف مديريات محافظة الحديدة في الحفل المركزي بساحة الشهيد الصماد، يوم 12 ربيع الأول، الصورة البهية لحشد أبناء تهامة الذين تقاطروا من ريف ومدن المحافظة لإيصال رسائل العشق المحمدي بما تخالجهم نفوسهم من محبة وإجلال وتوقير وتعظيم للنبي الخاتم.
تنوعت مواكب القادمين من عموم المديريات إلى ساحة الاحتفال بالصغار والكبار وبأهازيج الفرح وعلى أنغام المديح المحمدي وهتافات التأييد والتفويض لقائد الثورة التي دوت الساحة البالغ طولها 500 متر وعرض 80 متراً، وأضفت اللافتات والأعلام الخضراء روحانية لمهرجان المناسبة.
وجسد ضيوف رسول الله في الفرح البهيج، الذي فاق التوقعات، أيقونة يمانية تعززت فيهم الروحية العالية ومشاعر العزة والبأس، بما ورد في خطاب قائد الثورة من موجهات التغيير الجذري والإصلاح الذي ينشده الشعب اليمني.
رقصت قلوب الجموع الغفيرة فرحاً بالربيع المحمدي الذي شهدته محافظة الحديدة بشكل غير مسبوق، رغم الجراح والآلام والأوجاع التي خلفتها حرب العدوان وتداعيات الحصار على الوضع المعيشي منذ نحو تسعة أعوام، وذلك تجسيداً لقيم الصمود ونهج الثبات، ويقينا منهم بالفرج ونصر الله لعباده المستضعفين.
مظاهر كرنفال الفعالية الكبرى
وكون المناسبة العظيمة، مدرسة تتعلم منها أجيال الأمة واجباتها ومسؤولياتها المنوطة بها، شارك آلاف الأطفال من مديريات الحديدة الاحتشاد في ساحة الصماد، فرحاً وابتهاجاً وتعظيماً بمولده عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
ورافق الاحتفال المركزي بذكرى المولد النبوي مظاهر احتفاء متعددة، منها تحليق مروحيات لأول مرة في أجواء ساحة الاحتفال تعبيراً عن البهجة والفرح نظراً لما يمثله المولد النبوي، من محطة إيمانية لتعزيز الارتباط الروحي والوجداني الوثيق للشعب اليمني برسول الإنسانية.
ومن ضمن مظاهر الابتهاج التي شهدتها ساحة الفعالية المركزية بمدينة الحديدة، قدوم مسيرة راجلة من مديرية باجل، اعترافاً بنعمة الله وكرمه ورحمته بالعالمين، وتعظيماً لرسول الإنسانية واقتداء بنهجه والقيم والمبادئ التي دعا اليها.
وشاركت عشرات الزوارق في تنفيذ عروض بحرية في ساحل مدينة الحديدة، ضمن مظاهر الاحتفالات التي شهدتها المحافظة، إحياء لهذه المناسبة تجسيداً لارتباط أهل اليمن برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم والسير على نهجه.
وعشية الاحتفال شارك المئات من خفر السواحل بقطاع البحر الأحمر في تنظيم عروض وتشكيلات فنية في مياه ساحل الحديدة تدلت منها شعارات المناسبة وعبارات كتبت عليها اسم النبي محمد في طابع جمالي بديع تعظيما لهذه الذكرى.
وعملاً بقوله تعالى «قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون»، عمّت مظاهر الفرحة ساحة الاحتفال التي شهدت هتافات الحشود ومدى تفاعلهم خصوصا بعد كلمة قائد الثورة التي أعلن فيها عن المرحلة الأولى من التغيير الجذري والمتمثلة في تشكيل حكومة كفاءات تُجسد الشراكة الوطنية وتصحيح وضع القضاء.
زخم فعاليات وأمسيات
عاشت محافظة الحديدة بكافة مديرياتها أجواء مليئة بالفرح ابتهاجاً بقدوم هذه المناسبة، بزخم كبير من الفعاليات والأمسيات الاحتفالية في إطار خطة استقبال ذكرى مولد خاتم الأنبياء والمرسلين.
وتميزت أنشطة الاحتفال بذكرى مولد رسول الله بمظاهر متنوعة في مختلف المديريات تضمنت أناشيد المدح وقصائد وأهازيج في حب النبي خلال الأمسيات والفعاليات الاحتفالية وحلقات الذكر في المساجد وترديد موشحات للتذكير بسيرته العطرة في المجالس العامة.
وشارك القطاع التربوي وكافة مدارس المحافظة، في إحياء ذكرى المولد النبوي، بفعاليات وأنشطة تنوعت بين فعاليات ومحاضرات وندوات وإذاعات، لتكريس وغرس القيم والأخلاق العظيمة التي جاء بها رسول الله في نفوس الأجيال وتجسيد الهوية الإيمانية.
في حين مثل القطاع النسائي بمحافظة الحديدة، أنموذجاً في إحياء فعاليات المولد، والمشاركة الواسعة في إحياء مجالس الذكر العطرة لسرد السيرة الزكية ومعاني الرسالة المحمدية ابتهاجاً بذكرى مولده صلى الله عليه وآله.
وكان للقطاع الرياضي حضور متميز في تدشين البطولات المعبرة عن المناسبة بمشاركة 32 من أندية المحافظة، وتقديم عروض كشفية بمشاركة ألف و700 شاب تعبيرا عن الحفاوة بقدوم هذه المناسبة الدينية الجليلة.
وتوسعت مظاهر الاحتفال بذكرى ميلاد رسول الإنسانية، مع اقتراب يوم 12 ربيع الأول، من خلال العديد من الطقوس التي شهدتها محافظة الحديدة، منها وصول مسيرة ضوئية كبرى تضم 450 قاطرة إلى مدينة الحديدة ابتهاجاً بالمولد النبوي وتنظيم مسيرة ضوئية لمئات السيارات المزينة بالأضواء الخضراء المعبرة عن الفرح والابتهاج بقدوم المولد النبوي.
وتزامناً مع هذه المظاهر الاحتفالية، شهدت المحافظة تنفيذ العديد من برامج الإحسان والتكافل التي استهدفت شرائح مستضعفة ومرضى وأيتاماً في أبلغ تجسيد لنهج ومبادئ نبي الأمة صلوات الله عليه وآله وسلم.
ارتياح ورسائل شكر
تجسدت عوامل نجاح فعاليات المولد النبوي الشريف بمحافظة الحديدة للعام 1445ھ، بمدى تفاعل أبناء المحافظة ومختلف القطاعات منذ وقت مبكر في حملة التزيين ومظاهر الاحتفالات الواسعة بهذه المناسبة وتجديد التمسك بهدي الرسول وايصال رسائل للأعداء بمضي اليمنيين في نصرة دين الحق.
وعبر محافظ المحافظة محمد عياش قحيم، عن الاعتزاز بمشاركة الجموع الغفيرة من أبناء الحديدة الذين دفعهم الشوق والحب لرسول الله، للاحتفال بيوم مولد صاحب الخلق العظيم والمقام الكريم وخير داع إلى المنهج القويم.
ولفت إلى ما شهدته المحافظة من أروع صور الولاء والمحبة لخير الأنام والرحمة المهداة والنعمة المعطاة والقدوة المثلى والأسوة الحسنة، إمام الأنبياء، وسيد المرسلين الصادق الأمين خير البرايا أجمعين المبعوث رحمة للعالمين.
فيما اعتبر وكيل أول المحافظة أحمد البشري، نجاح الفعاليات بذكرى المولد النبوي، إتماماً للنعمة الإلهية العظيمة التي أنعم بها على البشرية، وترجمة عملية للبهجة والسرور الذي ازدانت به المحافظات اليمنية الحرة في ذكرى يوم ميلاده عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
وأشاد الوكيل البشري، بزخم التفاعل الذي شهدته مديريات المحافظة، في إحياء هذه المناسبة وتجسيد الارتباط الوثيق والهوية الإيمانية الأصيلة التي خص بها الرسول الكريم أهل اليمن عن غيرهم، حينما قال «الإيمان يمان والحكمة يمانية».
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الوجه الأكثر شهرة في التاريخ.. أسرار لوحة السيدة التي خلدها دافنشي.. من هي ليزا ديل جوكوندو المرأة التي حيّرت البشرية؟
في القرن الخامس عشر، ولدت فتاة في مدينة فلورنسا الإيطالية، دون أن يدرك أحد أنها ستصبح يومًا الوجه الأكثر شهرة في تاريخ البشرية، لم تكن ملكة، ولا عاشقة مشهورة، ولا بطلة من بطلات الأساطير، بل امرأة من عامة الشعب ومع ذلك، خلدها أعظم فناني عصر النهضة، وحول ابتسامتها إلى سؤال أبدي لم يجب عنه أحد حتى الآن، إنها ليزا ديل جوكوندو، أو كما يعرفها العالم: الموناليزا، التي تمر اليوم ذكرى ميلادها.
ولدت ليزا غيرارديني في 15 يونيو 1479 لعائلة نبيلة فقدت بريقها بسبب تقلبات الاقتصاد والسياسة، في عمر الخامسة عشرة، تزوجت من التاجر الثري فرانشيسكو ديل جوكوندو، الذي وفر لها حياة مستقرة، لكنها لم تكن بالضرورة استثنائية.
لكن الاستثناء جاء من خارج البيتعندما قرر زوجها تكليف رسام شاب يُدعى ليوناردو دا فينشي برسم بورتريه لزوجته، لم يكن يتصور أن هذا الوجه سيصبح حجر الأساس في أعظم لغز فني في التاريخ، فـ"دافنشي" لم يرَ في ليزا مجرد امرأة، بل مرآة لأسئلته الوجودية، وهواجسه عن الجمال، والزمن، والطبيعة البشرية.
لماذا ليزا بالتحديد؟لقد رسم دافنشي نساءً كثيرات، لكن ليزا كانت مختلفة في ملامحها توازن نادر بين النعومة والقوة، بين الرقة والإباء، كانت في الثلاثين من عمرها عند بدء الرسم – سن النضج، حيث تُختبر العاطفة بالعقل، وتُروّض الفتنة بالحكمة.
يرى بعض الباحثين أن دافنشي لم يكن مفتونًا بجمالها الظاهري فحسب، بل بما تمثله: امرأة عادية، لكن بداخلها سكون مهيب، وصبر كثيف، وروح تأملية جذبت الرسام الذي كان يرى في الفن وسيلة لفهم الروح، لا الجسد.
قد تكون ابتسامتها خجولة، لكنها لا تشبه أي خجل، نظرتها ساكنة، لكنها تسبر أعماق من ينظر إليها، ويُعتقد أن ليزا كانت تتمتع بثقافة أعلى من المتوسط، وربما كان دافنشي يجد فيها تلميحة لنساء "النهضة" اللواتي لم تُكتب سيرتهن.
لوحة لم تُسلم أبدًاالمفارقة الكبرى أن دافنشي لم يسلم اللوحة أبدًا لعائلة جوكوندو، واحتفظ بها حتى وفاته، وفسر ذلك البعض بقولهم: أنه لم ينتهِ منها أبدًا، والبعض الآخر رأى أنه أحب العمل لدرجة أنه لم يستطع التفريط به، أو ربما أحب ليزا نفسها لا كامرأة، بل كرمزٍ استوعب فيه كل هواجسه عن الإنسانية والجمال، حتى وهو على فراش الموت في فرنسا عام 1519، كانت اللوحة معه.
بين القماش والأسطورةتحوّلت الموناليزا إلى أيقونة فنية، ثم إلى ظاهرة ثقافية، في القرن العشرين، سُرقت من متحف اللوفر، وعمّ العالم جنون الموناليزا، الكل يبحث عنها، الكل يكتب عنها، الكل يعيد رسمها، ثم عادت، لكن هذه المرة كنجمة لا تغيب.
ما وراء الموت.. حياة ثانيةماتت ليزا عام 1542، في دير صغير، بعد أن عاشت عمرًا طويلًا نسبيًا لزمنها، دُفنت دون ضجيج، لكن صورتها كانت قد بدأت تعيش حياة لا تعرف قبرًا.
حاول علماء اليوم استخراج رفاتها، تحليل جمجمتها، حتى إعادة تكوين وجهها، فقط للتأكد: هل هذه هي صاحبة الابتسامة؟ لكن كل هذه المحاولات فشلت في أن تصل إلى جوهر الحقيقة، فوجه ليزا لم يُرسم ليُفسَّر، بل ليُعاش.
أنسبت التكهنات اسم ليزا إلى أربعة لوحات مختلفة على الأقل وهويتها لما لا يقل عن عشرة أشخاص مختلفين، بحلول نهاية القرن الـ20، كانت هذه اللوحة رمزًا عالميًا يستخدم في أكثر من 300 لوحة أخرى وفي 2000 إعلان، لتظهر في إعلان واحد أسبوعيًا في المتوسط، وفي عام 2005، اكتشف خبير في مكتبة جامعة هايدلبرغ ملاحظة هامشية في مجموعة المكتبة التي تثبت على وجه اليقين وجهة النظر التقليدية وهي أن المرأة في الصورة هي ليزا، تلك الملاحظة التي كتبها أغوستينو فيسبوتشي في عام 1503 تنص على أن ليوناردو كان يعمل على صورة لليزا ديل جوكوندو، أصبحت الموناليزا في عهدة فرنسا منذ القرن السادس عشر عندما حصل عليها الملك فرانسيس الأول، ولكن بعد الثورة الفرنسية تحت ملكية الشعب.
يزور اللوحة حاليًا حوالي 6 ملايين شخص سنويًا في متحف اللوفر في باريس حيث أنها الآن جزء من المجموعة الوطنية الفرنسية.