شبكة اخبار العراق:
2025-05-28@18:24:49 GMT

الإعمار وفلاسفة التنمية في حكومة السوداني

تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT

الإعمار وفلاسفة التنمية في حكومة السوداني

آخر تحديث: 30 شتنبر 2023 - 9:07 صبقلم:علي الصراف حكومة “الإطار التنسيقي” التي يقودها محمد شياع السوداني، هي في واقع أمرها، حكومة نوري المالكي الثالثة. هذه الحكومة تتبنى الآن فكرة تقول إنها تريد أن تعود لتفعل شيئا للتنمية. نسيت أنها فشلت في بناء جسر واحد جديد، ولا مستشفى واحدا، ولا بلطت شارعا بالإسفلت، على امتداد عهديها السابقين، بل على امتداد العقدين الماضيين كلهما، وأضاعت ما يصل مجموعه إلى نحو 1.

5 تريليون دولار من عائدات النفط، وكان لمنظمات الولي الفقيه حصة “الخُمس” فيها نهبا وتزويرا وخداعا. نسيت، ولكن الناس لم تنس. العلامة الأبرز في المشروع الجديد هو ما يُسمى “طريق التنمية” الذي يربط بين موانئ البصرة وبين الموانئ التركية. وهو طريق يقضي ببناء سكة حديد وطريق برية موازية ومنشآت خدمية وإسكان، على طول الخط البالغ نحو 1200 كم. التقديرات الأولية للمشروع، بما يشمل تطوير ميناء الفاو، تبلغ نحو 17 مليار دولار. ويمكن بسهولة الافتراض أن هذا المبلغ سوف يتضاعف مرة أو حتى مرتين.وعلى الرغم من كل الانطباعات المتفائلة التي تبثها الحكومة وميليشياتها عن الفوائد العظيمة التي سوف يحققها المشروع، فإنه مشروع فاشل. والغاية منه، ليست هي ما يُشاع عنه.بعد عشرين عاما من الغزو الإيراني، صار العراق يستورد من الخارج 80 في المئة من احتياجاته، بما في ذلك 70 في المئة من طعامه، ويبلغ إجمالي قيمة الواردات نحو 49 مليار دولار الغاية هي، بكل بساطة، أن تستولي شركات أجنبية (مع بعض عطاءات من الرشاوى)، وأخرى فرعية تابعة للميليشيات، وثالثة إيرانية تابعة للحرس الثوري، على أجزاء من المشروع بعقود مُبالغ في قيمتها، ليكون المشروع بذلك واحدا من أكبر مشاريع النهب المنظم التي عرفها العراق والمنطقة والعالم.هذه هي الغاية. وليست تسميته بـ”طريق التنمية” سوى عمل آخر من أعمال الخداع والتقية لذر الرماد في العيون. وهو مشروع فاشل، لأنه يضع خناق العراق في قبضة تركيا. وهي بلد يمارس الابتزاز في قضايا أصغر. ويمارس الابتزاز حتى مع حلفائه. ولا توجد ضمانات بأن تركيا لن تطالب بالمزيد من الرسوم، أو أنها لن توقف الطريق برمته، مثلما تفعل الآن مع خط نفط حقول كردستان إلى ميناء جيهان. ومن الناحية الإستراتيجية، فإنه ما لم يحظ الطريق بضمانات دولية، فإن عدم البدء به، أوفر.وهو مشروع فاشل لأن طريق الهند – حيفا، الذي لا يقع تحت طائلة حكومات فساد، كحكومة العراق، ولا لشركات تابعة للحرس الثوري، أكثر فاعلية لوجستية. ولسوف يتم إنجازه أسرع، وبكفاءة أعلى، وتكاليف أدق، مما يُبطل الحاجة إلى “طريق النهب” الذي تريد ميليشيات “الإطار التنسيقي” أن تبنيه على جلود العراقيين التي تم سلخها من قبل. وذلك فضلا عن أن رسو الناقلات في موانئ الإمارات، أقرب وأكثر جدوى اقتصادية، من الصعود إلى موانئ البصرة. كل هذا في كفة، والحديث عن “الإعمار” على أنه “تنمية” في كفة أخرى. لأن الخلط بين المفهومين فضيحة قائمة بذاتها. وهي تكشف أن النهب هو المقصود، وليس التنمية ولا حتى الإعمار نفسه. فما هي “التنمية”؟ لكي لا يجادل المرء مع أحد أو مع نفسه، يكفي أن يسأل “غوغل” هذا السؤال، ليأتيه الجواب، فيقول “التنمية هي عملية تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمجتمع. وهي تهدف إلى تحسين مستوى المعيشة لجميع أفراد المجتمع، وتوسيع خياراتهم وقدراتهم”.والتنمية بحسب تعريف الأمم المتحدة “هي عملية توسيع خيارات الناس وقدراتهم، وتحسين ظروفهم المعيشية”. والتنمية بحسب تعريف البنك الدولي “هي عملية تحسين نوعية الحياة للناس”.والتنمية بحسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية “هي عملية زيادة القدرات البشرية والاقتصادية، وتحسين مستوى المعيشة”.كل التعريفات إنما تقول إن المجتمع، لكي تتحسن مستويات حياته وتتعدد خياراته، يتطلب بناء اقتصاد صناعي وزراعي وخدمي وتجاري متكامل. وهو ما يعني وجود دورة اقتصادية، هي التي تنتج العائدات. والعائدات هي ما يُعاد تدويره في داخل الدائرة ذاتها لتنمو وتتسع وتزداد فيها الخيارات، فتتنوع الموارد والخبرات وتتسع الأسواق الداخلية، قبل أن تمتد لتبحث عن منافذ لها في الخارج. والحال، فبعد عشرين عاما من الغزو الإيراني، فقد صار العراق يستورد من الخارج 80 في المئة من احتياجاته، بما في ذلك 70 في المئة من طعامه، ويبلغ إجمالي قيمة الواردات نحو 49 مليار دولار. وقسط كبير من هذه الواردات (نحو 20 مليار دولار) يذهب إلى إيران وحدها.العيش على “الريع” النفطي، هو أمر لا علاقة له بالتنمية، ولا بأي فكرة عنها. وما يحصل في العراق هو أن دائرة الريع نفسها يتم تهريبها إلى الخارج. مما يجبر كاتب هذه السطور على القول: يكفي ضحكا على عقول الناس. أما العيش على “الريع” النفطي، فهو أمر لا علاقة له بالتنمية، ولا بأي فكرة عنها. وما يحصل في العراق هو أن دائرة الريع نفسها يتم تهريبها إلى الخارج. مما يجبر كاتب هذه السطور على القول: يكفي ضحكا على عقول الناس.أما الإعمار، فهو شيء آخر مختلف تماما.وبحسب تعريف غوغل، فالإعمار هو “عملية إعادة بناء وإصلاح ما دمرته الحرب أو الكوارث الطبيعية أو العوامل الأخرى. وهو يشمل إعادة بناء البنية التحتية، مثل الطرق والجسور والمباني، وكذلك إعادة بناء المرافق العامة، مثل المدارس والمستشفيات”. والإعمار الحقيقي، هو ما يتناسب مع احتياجات التنمية أولا بأول. بمعنى أنه من الحماقة أن تنفق دولارا لا يقدم خدمة مباشرة للتنمية، لجهة مردودها الاجتماعي.الحديث عن “الإعمار” على أنه “تنمية” هو حديث مخادعات فقط. والإعمار بمعزل عن غايات التنمية هو حماقة، قد تكون مقصودة، كما هي الحال مع ميليشيات الولي الفقيه، أو غبية كما هو الحال مع بعض الدول التي تبني عمارات سكنية “راقية” للفلاحين، حتى لا يعود المرء يعرف أين يربط العنزة.غاية القول، هي أن حكومة نوري المالكي الثالثة، طورت طرائق النهب، وصارت تعرف من أين تؤكل الكتف. أكلت الكتف الأول في الحكومتين اللتين قادهما المالكي بين عامي 2006 و2014، بطرائق بشعة من أعمال اللصوصية المباشرة وعقودها المزيفة، وتريد أن تأكل الكتف الثاني في حكومة محمد شياع السوداني، بطرائق الإعمار التي تخلط حابل المفاهيم بنابل الغايات اللصوصية ذاتها. إحدى هذه الطرق القائمة الآن، هي المصارف التابعة للميليشيات. فهي “مصارف شرعية”، وتنجز أعمال التهريب وتبييض الأموال بطرق “شرعية”. وبعضها نشأ باستدانة المليارات من ميزانية الدولة، قبل أن تأتي الحكومة فتعفي هذه البنوك من مديونيتها، وذلك في عمل يبدو هو الآخر “شرعيا”، ولكنه عمل لا يجرؤ عليه أرذل خلق الله لو كانوا هم الدولة. لأنه يعني إنشاء مصارف تسرق من الدولة بتمويل من الدولة.ما يحدث الآن، هو أن أراذل وأميي سياسات النهب صاروا فلاسفة في “التنمية”.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: ملیار دولار فی المئة من هی عملیة

إقرأ أيضاً:

السوداني لـعربي21: لا مساومة على دعم فلسطين.. وشراكة متوازنة مع سورية وإيران

في ظل تصاعد حدة الصراعات في المنطقة، وتحوّل الحرب الإسرائيلية المفتوحة على قطاع غزة إلى واحدة من أكثر حروب الإبادة دموية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، تتجه الأنظار إلى العواصم العربية المركزية، بحثًا عن مواقف متوازنة ومسؤولة. وتزداد أهمية موقع العراق، الجيوسياسي والتاريخي، في هذه اللحظة المفصلية من التحولات الإقليمية والدولية، حيث تتداخل ملفات دعم المقاومة الفلسطينية، والعلاقة المعقدة مع إيران، ومستقبل سوريا ما بعد الحرب، مع تطورات الداخل العراقي ومسارات الاستقرار السياسي والتنمية.

في هذا السياق المضطرب، يبرز محمد شياع السوداني، رئيس الحكومة العراقية، كأحد القادة العرب المنخرطين في تفاعلات المنطقة، لا سيما بعد تسلمه رئاسة القمة العربية في دورتها الرابعة والثلاثين. السوداني، الذي يوازن بين العلاقات مع دول الجوار والقوى الدولية، يواجه تحديًا مزدوجًا: الحفاظ على استقلال القرار العراقي، وتعزيز موقع بغداد كجسر حيوي بين المحاور المتصارعة، من طهران إلى واشنطن، ومن دمشق إلى الرياض.

السوداني استقبل في قصر رئاسة الحكومة ببغداد نهاية الأسبوع الماضي ثلة من الإعلاميين العرب كان بينهم الإعلامي والأكاديمي التونسي كمال بن يونس، الذي حاوره بالمناسبة خصيصا لـ "عربي21"، حول عدد من القضايا الفكرية الثقافية والسياسية والمستجدات، بينها برنامج ائتلافه الانتخابي ومستقبل العلاقات بين الأطراف الإسلامية الشيعية والسنية والكردية الأكثر تأثيرا في المشهد العراقي وفي المنطقة، وافاق تطوير علاقات بغداد بسوريا والمقاومة الفلسطينية واللبنانية وايران من جهة وبأمريكا والعواصم الغربية والعربية "المعتدلة " من جهة ثانية.



س ـ خلافا لما يروج في كثير من وسائل الاعلام العربية والعالمية من صورة "نمطية" عن العراق  والمنطقة، يلاحظ من يزور بغداد، عاصمة الفكر والثقافة منذ آلاف السنين وموطن 8 ملايين ساكن، أنها استعادت امنها ليلا نهارا، وأنها تشهد حركية عمرانية واقتصادية سريعة.. فهل أغلقت فعلا صفحة الإرهاب وداعش والحروب بالوكالة في العراق الذي استضاف مؤخرا عدة مؤتمرات قمة سياسية بينها القمة العربية الـ 34 و"المؤتمر الإعلامي العربي الرابع" الذي نظمه اتحاد إذاعات الدول العربية وهيئة الإعلام العراقية وواكبه حوالي 150 إعلاميا وخبيرا عربيا ودوليا وعشرات الإعلاميين العراقيين؟

 ـ العراق أكثر دول العالم تضررا من "الصورة النمطية" والمغالطات التي يروجها عنه الإعلام الإقليمي والدولي منذ مدة طويلة.. والتي بلغت حد تبرير العمليات الإرهابية بعد 2003 ثم بعد هجمات داعش في 2014 واعتبارها "ثورة جديدة" و"ثورة السنة ضد الشيعة".

ومثلما يلاحظ الزائر والسائح والمواطن فإن الحياة عادية جدا في  العراق، وخاصة في في بغداد والطرقات المؤدية إليها ليلا ونهارا..

 يدرك الجميع اليوم أن الأمن مستتب بما يسمح للنساء والأطفال وكبار السن بالتنقل فرادى في ساعات متأخرة من الليل مترجلين وفي السيارات في كامل البلاد وفي العاصمة والمدن المجاورة لها ..

الإعلام ظلم العراق في عهد الحزب الواحد الدكتاتورية قبل 2003 وبعده.. وقد اعترف لنا سياسيون عرب وأجانب أنهم أخطأوا عندما لم يساندوا المسار السياسي وإرادة الشعب العراقي في التغيير قبل استفحال التطرف والإرهاب وهجمات حركة "داعش" ما بين 2014  و2017 وسيطرتها على أجزاء كبيرة من العراق وسورية، ثم تهديدها لكامل الإقليم ..

وفي سياق التقييم الفكري والثقافي والسياسي لمرحلة حربنا على الإرهاب أقول "إن الحسنة الوحيدة لحركة داعش المتطرفة والإرهابية أنها وحدت الشعب العراقي خلال حربها ضده ما بين 2014 و2017. ففهم أبناؤه أن مصيرهم مشترك لا فرق بين سني أو شيعي أو مسلم أو "صائبي" أو مسيحي أو عربي أو تركماني، وأن الكل كان ضحية لعنف الإرهابيين والأطراف التي كانت تسعى إلى أن تقضي نهائيا على الدولة العراقية عبر التفجيرات والاغتيالات وإثارة عنف دموي تحت يافطات طائفية ومذهبية ودينية وسياسية وعرقية متفرقة ".

 بعد سنوات شهدنا فيها ما بين 22 و27 تفجيرا دمويا في عدة مواقع مدنية وتجمعات سكنية ودينية وتجارية، أسجل بارتياح اليوم أن العراق استعاد عافيته وأمنه والانفتاح الثقافي والفكري والتعايش السلمي في بلد عملاق كشفت الإحصائيات الجديدة أن عدد سكانه تجاوز هذا العام الـ 46 مليونا، ثلثاهم من الشباب  الذين ينتظرون حلولا لما ورثناه من أزمات هيكلية وظرفية بينها البطالة والفقر وضعف الاستثمار والفساد الإداري والمالي.

سورية وفلسطين وإيران

س ـ وماهي آفاق تطوير علاقات بغداد مع سورية التي سقط فيها حكم حزب البعث، على غرار ما حصل لحزب البعث العراقي في 2003؟ وهل أن تفعيل قرار التقارب بين سلطات العراق مع السلطات الجديدة في دمشق رهين "توازنات" و"خطوط حمراء  و"خيوط إقليمية ودولية"،  بعضها بأيدي طهران وأمريكا وعواصم الدول العربية "المعتدلة" وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي؟

 ـ سورية وإيران بلدان جاران وشقيقان نحرص على تطوير علاقاتنا بهما وببقية دول المنطقة والعالم وفق قواعد واضحة أهمها: "العراق أولا" و "تقاطع المصالح مع احترام سيادة كل دولة ".

لدينا في الأفق القريب برامج مشتركة مع الأشقاء في سورية. ولقد أمرت أعضاء الحكومة بتنظيم مزيد من الاجتماعات المشتركة واللجنان المختصة بالشراكة مع نظرائهم في سورية وكل الدول العربية وبينها مصر والأردن ودول مجلس التعاون الخليجي الشقيقة .

وسجلنا بدء شركات مصرية وعربية ودولية عملاقة استثمارات في بغداد تجاوزت قيمتها 88 مليار دولار، ومن المقرر أن يتجاوز الرقم 500 مليار في غضون 3 أعوام ..

إيران أمة ودولة لديها مصالحها.. وتركيا أمة ودولة لديها مصالحها.. والعراق وسورية ودولنا العربية لديها مصالح وطنية عليا ولديها علاقات تاريخية متميزة مع جيرانها، مرت بمراحل مد وجزر.. ونحن نريد أن نبني المستقبل معا، في سياق احترام خصوصياتنا ومصالحنا وسيادتنا، ونشجع الجميع على تطوير الاستثمار المشترك وعلى الشراكات الاقتصادية والسياسية، خاصة والعراق يرأس هذا العام القمة العربية ومؤتمرات إقليمية عديدة للتنمية .

في نفس الوقت نحرص على توازن علاقاتنا الدولية وتطويرها خدمة لمصالحنا مع كل دول العالم، خاصة منها الدول الكبرى التي للعراق مصالح كبيرة معها وبينها الولايات المتحدة الأمريكية .

نتفق مع القيادة السورية حول ضرورة تطوير علاقاتنا وتشبيك مصالحنا، مثلما نمضي في تطوير علاقاتنا ببقية الدول الشقيقة والصديقة وبينها إيران والدول العربية الخليجية ومصر وتركيا وأمريكا ..

ومثلما أكدناه بمناسبة القمة العربية في بغداد فإننا نتمسك بدعم الشعب الفلسطيني وحقه في التحرر الوطني ووقف حرب الإبادة الجماعية البشعة في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلين. وأعلنا عن دعم اقتصادي وطبي رمزي لفلسطين ولبنان. ونجدد الإعلان عن موقفنا الرافض لانتهاك سيادة سورية ولبنان وأراضيهما وغارات قوات الاحتلال المتعاقبة عليهما .

 السنة والشيعة في إيران

 س ـ لكن هناك من يعتبر أن إيران لديها تأثير خاص في توجهات بغداد وفي مستقبل علاقتها بالسلطات السورية الجديدة وأمريكا ودول مجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك لأن غالبية شعب العراق "شيعة" وبعض المناطق والأطراف السنية والكردية موالية لطهران، أليس هناك تخوف من إعادة تفجير الإرهاب، تحت يافطات "طائفية" و"مذهبية" و"دينية" وعرقية؟

  ـ سبق للدولة والشعب في العراق أن اتفق مع كل دول المنطقة واختلف معها . إيران تجمعنا بها مصالح ونقاط التقاء كثيرة، مثلما اندلعت بين دولتينا في الثمانينات حرب طويلة ومدمرة .. لم تساند إيران الإطاحة بنظام صدام حسين في 2003 من قبل قوات أجنبية، بينما اختلف العراقيون حول هذا الموضوع .. لكن فور سقوط النظام السابق وبغداد تغير موقف طهران ودعمت الشعب العراقي ودولته بقوة ..

واليوم نحن نسعى للترويج في خطابنا الحكومي والسياسي الانتخابي لخطاب وطني تحديثي وديمقراطي يقطع مع "الطائفية" والصراعات العنيفة ذات الصبغة المذهبية والعرقية والدينية ..

لقد أدرك شعبنا خلال العشريتين الماضيتين أن "الإرهابيين" لا يشنون هجماتهم ضد أهداف عسكرية بل يتسللون إلى مواقع سنية وشيعية وزيدية وعربية وغيرها بهدف نشر الفتن وزرع الحقد وتفجير صراعات وأعمال عنف وانتقام غبية بالجملة تضعف الدولة والبلاد والمجتمع ..

لذلك أكد برنامج ائتلافنا الانتخابي على 5 نقاط تنموية هي: إيجاد حلول لمعضلات الفقر والبطالة والفساد وتطوير قطاع الخدمات وإصلاح الاقتصاد .. وندعم برامج لتحسين أداء مؤسسات الإعلام الوطني وصورة العراق الإقليمية والدولية . كما ندعم شبكة الإعلام العراقية المستقلة والمرتبطة مباشرة بالبرلمان وليس بالحكومة، لأننا نعتقد أن النجاح المهني للإعلام واحترام الإعلاميين لأخلاقيات مهنتهم ولميثاق الشرف  من بين شروط إنجاح مسارات نشر الوعي الفكري والثقافي وقيم الانفتاح والاعتدال والتسامح .

العلاقات مع تونس والدول المغاربية

س ـ وكيف ستتحرك العراق التي استلمت رئاسة القمة العربية ورئاسة منظمات إقليمية مع الواقع العربي الراهن الهش؟ وهل سوف تقومون بجهود لتشريك بلدان المغرب العربي مجددا في "الحراك الديبلوماسي العربي والإقليمي" بعد سنوات من تهميشها؟ وهل ستتطور علاقاتكم مع بقية التجمعات "الجهوية" ومع "التحالف الإقليمي الثلاثي" الذي يشمل كذلك مصر والأردن ومع دول مجلس التعاون الخليحي؟

 ـ لدينا حرص كبير على تطوير علاقاتنا مع كل الدول العربية. وقد زرت تونس والجزائر وليبيا والمنطقة المغاربية وعدة دول عربية وإسلامية. ونحرص على تنظيم اجتماعات وزارية وفنية معها لتطوير شراكاتنا وخدمة مصالحنا المشتركة في كل المجالات .

والعراق مستعد لتطوير شراكاته مع مؤسسات العمل العربي المشترك، وبينها مؤسساتها التنموية والمناخية والثقافية والإعلامية وبينها اتحاد إذاعات الدول العربية الذي عقد مؤتمره الدولي عن الإعلام والمتغيرات المناخية في بغداد وأوصى بتفعيل آليات للمتابعة مع العراق والأمم من بينها منصة إعلامية مناخية .

مقالات مشابهة

  • عون يزور العراق والثنائي يخوض معركة إعادة الإعمار بوجه الحكومة
  • إتجاه ريح حكومة إدريس الجديدة
  • السوداني لـعربي21: لا مساومة على دعم فلسطين.. وشراكة متوازنة مع سورية وإيران
  • نائب:استحالة القضاء على الفساد بوجود حكومة وأحزاب وقضاء داعم له
  • حكومة السوداني :الكيان الصهيوني تجاوز كلّ الاعتبارات الإنسانية والقانونية في حربه على غزة
  • وكالة الريفي التي تبيض ذهباً ولا يراقبها أحد.. التنمية الفلاحية تحت مجهر البرلمان
  • وزير الكهرباء يبحث مع وزير النفط والطاقة السوداني التعاون وإعادة بناء وتأهيل الشبكات ومستجدات مشروع الربط
  • السوداني: العراق أبوابٌه مُفَتَّحَة أمام الشركات البريطانية
  • نعيم قاسم: العراق متعاطف مع لبنان وفلسطين ويريد الإعمار
  • وزير الإعمار يبحث مع وفد تركي تعزيز الشراكة في مشاريع الإعمار والبنى التحتية