تنفيذ رحلة الألف كيلو للتوعية والوقاية من سرطان عنق الرحم ببني سويف
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
التقى الدكتور محمد هاني غنيم محافظ بني سويف، الدكتور محمد العزب رئيس الجمعية المصرية لمنظار عنق الرحم، والدكتورة رانيا علواني المدير التنفيذي للجمعية للتنسيق لتنفيذ رحلة الألف كيلو بالمحافظة، والنائب الدكتور عبد الله مبروك عضو مجلس النواب، حيث يتم تنظيم المبادرة تحت وزارة التضامن الاجتماعي، والتي تهدف إلى تدريب وتمكين وتوعية لكل سيدة مصرية.
رحب محافظ بني سويف بالمبادرة على أرض المحافظة، موجها بإتاحة كافة التسهيلات اللازمة، ومؤكدا على أنه تم من خلال العديد من الإجراءات تأهيل المناخ لتفعيل وتحفيز دور المجتمع المدني في مختلف الملفات والجهود التنموية، منوها عن أول وثيقة عمل أهلي لتوحيد جهود المجتمع المدني والتي تشارك فيها حاليا 100 جمعية ومؤسسة أهلية، وذلك في اطار توجيهات سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يؤمن سيادته بأهمية المجتمع المدني في دفع رؤية مصر 2030 التنموية، وضرورة العمل كفريق واحد في مختلف الملفات والقضايا وفي كل الميادين.
وخلال الاجتماع تمت مناقشة التنسيق لفتح عدد 2 عيادة من عيادات " إسبقي بخطوة " للصحة الإنجابية والحماية والوقاية من سرطان عنق الرحم يوم الجمعة القادم الأولى بمدينة بني سويف والثانية بمركز ببا، والتنسيق لعمل جلسة توعية مكبرة للتوعية عن الحماية والوقاية من سرطان عنق الرحم والصحة الإنجابية، وسيتم عمل تدريب للرائدات الإجتماعيات من خلال محاضرات علمية بطرق سهلة وبسيطة عن الصحة الإنجابية وطرق استخدام وسائل منع الحمل، وأيضا طرق الوقاية والكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم، بجانب أنه يكون هناك دور للتمكين الاقتصادي للمرأة حيث سيتم عمل "فيمي هيلث بازار" للسيدات المنتجات بالمحافظة لحثهم وتشجيعهم علي بيع منتجاتهم.
أوضح الدكتور محمد العزب، رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لعنق الرحم، إن من أهداف مبادرة "رحلة الألف كيلو متر" هو تدريب الكوادر الطبية سواء الموجودة في وزارة التضامن الاجتماعي أو وزارة الصحة المصرية، وكذلك تدريب الرائدات المجتمعيات، مشيرا إلى أن الرحلة هدفها التدريب والتوعية والتمكين، ويتضمن التدريب على الوسائل الأفضل لمنع الحمل، وفحص عنق الرحم، وكيفية الحماية والوقاية من سرطان الرحم، وتهدف الحملة لافتتاح 25 عيادة طبية على مستوى محافظات مصر.
وأكدت رانيا علواني المتخصصة في منظار عنق الرحم أن هناك قوافل طبية، بالتعاون مع عدد من نواب البرلمان والذين يساعدون في الوصول لأكبر عدد من السيدات بدوائرهم لنقل الوعي بأهمية الكشف الدوري والمبكر عن السرطانات المعرض لها السيدات عن طريق الرائدات الريفيات.
كما تجدر الإشارة إلى أن الجمعية المصرية لمنظار عنق الرحم هي أول جمعية من نوعها في مصر و افريقيا وتضم اكثر من 150طبيب من مختلف محافظات جمهورية مصر العربية وتم انشاء هذه الجمعية علي غرار الجمعيات المشابه لها في جميع انحاء العالم مثل الجمعية البريطانية، و الأمريكية، و الفرنسية، وتهتم الجمعية بنوع جديد من السرطانات.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: بني سويف سرطان عنق الرحم
إقرأ أيضاً:
سرطان الدماغ.. معركة صامتة تعيد العالم للتفكير
يوافق الثامن من يونيو من كل عام يومًا عالميًا مخصصًا لسرطان الدماغ، مناسبة تتجاوز مجرد التذكير، لتصبح دعوة عالمية ملحة لتسليط الضوء على إحدى المعارك الصحية الأقل شهرة والأكثر تعقيدًا.
تؤثر أورام الدماغ، بتنوعها وشدتها على حياة الأفراد من جميع الأعمار والخلفيات، وتتطلب فهمًا عميقًا، وزيادة في الوعي، وتوحيدًا للجهود البحثية والعلاجية. في هذا اليوم، تنطلق رحلة تربط بين البحث العلمي الدؤوب عن المعرفة والرغبة الإنسانية الملحة في تخفيف المعاناة عن المصابين وذويهم.
أرقام صادمة وتحديات صحية
تؤكد الإحصائيات العالمية أن أورام الدماغ والحبل الشوكي ليست مجرد حالات فردية، بل هي تحدٍ صحي عالمي متنامٍ. ففي عام 2022، قُدر عدد الحالات الجديدة من أورام الدماغ والجهاز العصبي المركزي عالميًا بـ حوالي 322 ألف حالة. هذه الأرقام تعكس واقعًا مفاده أن السرطان لا يميز بين عمر ومكان، على الرغم من أن بعض أورام الدماغ تكون أكثر انتشارًا لدى كبار السن، بينما يظهر البعض الآخر غالبًا بين الأطفال، مما يستدعي نهجًا شاملاً للتعامل مع هذا المرض على جميع المستويات العمرية.
لا يقتصر تأثير المرض على الفئة العمرية، بل يتأثر أيضًا بعوامل أخرى؛ فبعض الحالات الوراثية مثل التصلب الحدبي والورم الليفي العصبي من النوع 1 والنوع 2 ومتلازمة تيرنر، تزيد من خطر الإصابة بورم الدماغ. كما يرتفع احتمال تعرض الأشخاص الذين تعرضوا لنوع قوي من الإشعاع للإصابة بهذه الأورام. هذه الحقائق تؤكد على أهمية فهم العوامل المسببة لتوفير سبل الوقاية والكشف المبكر.
وعلى الرغم من التقدم الطبي، لا تزال معدلات البقاء على قيد الحياة لأورام الدماغ تشكل تحديًا كبيرًا، خاصة مع أنواع الأورام الخبيثة الأكثر عدوانية، لأن تشخيص ورم الدماغ يمكن أن يكون له تأثير مدمر على المرضى وعائلاتهم، فهو يتطلب غالبًا جراحة دقيقة، وعلاجًا إشعاعيًا، وعلاجًا كيميائيًا، بالإضافة إلى رعاية متابعة مستمرة.
ويبقى الكشف المبكر والعلاج في الوقت المناسب ورعاية المتابعة المناسبة أمراً بالغ الأهمية في المعركة ضد أورام المخ، حيث يمكنها تحسين فرص البقاء على قيد الحياة بشكل كبير، وتخفيف وطأة المرض على المرضى وعائلاتهم، وتمكينهم من عيش حياة أفضل قدر الإمكان.
البحث عن حلول مبتكرة وآفاق علاجية واعدة
إن زيادة الوعي بالمرض وأسبابه والانتباه لأعراضه، بالإضافة إلى فهم طرق تشخيص المرض وأساليب علاجه، هي ركائز أساسية في مواجهة سرطان الدماغ. يمثل العلم هنا بوصلة الأمل، حيث تُبذل جهود بحثية مكثفة لفهم الآليات الجزيئية للأورام، وتطوير علاجات مستهدفة تقلل من الآثار الجانبية، وتحسن من جودة حياة المرضى. من المختبرات البحثية إلى غرف العمليات، يعمل العلماء والأطباء بجد لاكتشاف طرق جديدة للتشخيص الدقيق والعلاج الفعال.
وتتضمن هذه الجهود التقنيات الجراحية المتقدمة التي تتيح إزالة الأورام بأقصى قدر من الدقة وتقليل الأضرار على الأنسجة السليمة المحيطة. كما يشهد العلاج الإشعاعي تطورًا كبيرًا بظهور تقنيات مثل العلاج بالبروتونات، الذي يقلل من تعرض الأنسجة السليمة للإشعاع. أما العلاج الكيميائي، فعلى الرغم من تحدياته، لا يزال ركيزة أساسية في العديد من الخطط العلاجية. إلى جانب ذلك، تبرز العلاجات الموجهة التي تستهدف جزيئات محددة في الخلايا السرطانية، والعلاجات المناعية التي تحفز الجهاز المناعي للمريض لمكافحة الخلايا السرطانية، كل هذه الأساليب تبشر بآفاق جديدة وواعدة في مكافحة هذا المرض المعقد، وتقديم أمل حقيقي للمرضى.
ريادة المملكة في التشخيص والعلاج
تولي المملكة اهتمامًا بالغًا بمكافحة السرطان بصفة عامة، وسرطان الدماغ بصفة خاصة، وذلك ضمن رؤيتها 2030 لتعزيز جودة الرعاية الصحية وتقديم خدمات طبية عالمية المستوى. تتجلى جهود المملكة في عدة محاور رئيسية، تعكس التزامها بالصحة العامة والارتقاء بالخدمات الطبية، منها تطوير مراكز الرعاية المتخصصة، حيث تضم المملكة عددًا من المستشفيات الرائدة عالميًا، مثل مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث (KFSH&RC) و الشؤون الصحية بالحرس الوطني، التي تعد مراكز متقدمة في تشخيص وعلاج أورام الدماغ. هذه المستشفيات مجهزة بأحدث التقنيات الجراحية والإشعاعية، بما في ذلك أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي المتطورة والملاحة الجراحية. كما تضم فرقًا طبية متكاملة من أخصائيي جراحة الأعصاب والأورام والأشعة والعلاج الطبيعي والتأهيل، لتقديم رعاية شاملة ومتعددة التخصصات للمرضى.
لم تتوانَ المملكة عن تبني أحدث الابتكارات في مجال علاج سرطان الدماغ. فقد أدخلت مدينة الملك فيصل التخصصية ومركز الأبحاث تقنيات متقدمة مثل استخدام 5-أمينوليفولينيك أسيد (5-ALA) لزيادة دقة استئصال أورام الدماغ. هذه المادة الفلورية تساعد الجراحين على تمييز الأنسجة السرطانية بوضوح أثناء الجراحة، مما يحسن من نتائج الاستئصال ويقلل من فرص تكرار الورم. كما استقبلت المملكة أول مركز في المنطقة للعلاج بالبروتونات، والذي يوفر علاجًا إشعاعيًا عالي الدقة يستهدف الأورام بفعالية مع تقليل تلف الأنسجة السليمة المحيطة، وهو ما يمثل نقلة نوعية في علاج أورام الدماغ، خاصة لدى الأطفال.
وتولي المملكة اهتمامًا خاصًا بالبحث العلمي في مجال أورام الدماغ، مع التركيز على فهم الخصائص الجينية والجزيئية للمرض في المنطقة، وتطوير علاجات تتناسب مع الاحتياجات المحلية والعالمية، وتشجع الشراكات البحثية مع المؤسسات الدولية الرائدة لتبادل الخبرات، وتعزيز الابتكار، والمساهمة في الاكتشافات الجديدة التي قد تغير مسار علاج هذا المرض.
برامج التوعية والكشف المبكر، إذ تعمل الجهات الصحية في المملكة على زيادة الوعي العام بأعراض أورام الدماغ وأهمية الكشف المبكر، من خلال الحملات التوعوية والمبادرات الصحية التي تستهدف مختلف شرائح المجتمع. وتهدف هذه الحملات إلى تمكين الأفراد من التعرف على العلامات التحذيرية وطلب الرعاية الطبية في الوقت المناسب، مما يسهم في تحسين فرص التشخيص المبكر وبالتالي نتائج العلاج.
إن اليوم العالمي لسرطان الدماغ بمثابة تذكير دائم بأن التكاتف الدولي والتقدم العلمي والالتزام الوطني هي أدواتنا الأكثر فاعلية في مواجهة هذا المرض المعقد، لتقديم الأمل والرعاية لكل من يواجه هذه المعركة، ودعم الأبحاث التي قد تحمل في طياتها مفتاح العلاج والشفاء التام.
جريدة الرياض
إنضم لقناة النيلين على واتساب