عرض برنامج «الضفة الأخرى»، الذي تقدمه الكاتبة الصحفية داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير جريدة وموقع «البوابة نيوز»، ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، تقريرًا حول العائدين من أفغانستان والشيشان ومدى خطورتهم.

وكشف  تقرير العائدون من أفغانستان والشيشان، عن أنه كانت العودة الأولى للجهاديين من حروب أفغانستان بعد قتال الاتحاد السوفيتى منذ أواخر السبعينات وطوال عقد الثمانينات، حيث سمحت الدولة المصرية فى نهاية عهد الرئيس الراحل أنور السادات لجماعتي «الجهاد والجماعة الإسلامية» وقيادات وكوادر تنظيم «الإخوان» بالسفر إلى هناك للقتال إلى جانب المقاتلين الأفغان فى حربهم على الحكومة الموالية لروسيا وفي حربهم ضد القوات السوفيتية هناك حتى 1992.

وأوضح التقرير أن الموجة الثانية من العائدين كانت بعد انتهاء الحرب في البلقان، التي استقبلت فيها البوسنة أفواجاً عديدة من المقاتلين دفاعاً عن «مسلمي البوسنة»، حسب تقديرهم، وعندما وضعت الحرب أوزارها في البوسنة، عاد المشاركون المصريون فيها إلى الوطن، ليعيدوا إنتاج إرهابهم داخل مصر، وهو ما عانت منه مصر طويلاً.

وأوضح التقرير أنه في عام 2001 دعا أيمن الظواهري إلى تدفق آلاف المسلمين المجاهدين من أنحاء العالم إلى الشيشان، وبفضل الخبرة السابقة في أفغانستان والبوسنة كان المقاتلين الذين وصلوا إلى الشيشان بين عامي 1994 و1996 عرضة أكثر لخوض تجربة مكثفة في ميدان المعركة مقارنة بالمقاتلين الأجانب في الصراعات السابقة، وشارك أكثر من نصف المقاتلين الأجانب العرب الذين قاتلوا في الشيشان في حروب أفغانستان أو طاجيكستان أو البوسنة.

ولفت التقرير إلى أن الحرب الشيشانية الأولى اجتذبت ما بين 200 و300 مقاتل ظلوا موجودين في الشيشان بعد تراجع الأعمال العدائية، وخلال الحرب الشيشانية الثانية ارتفع عدد المقاتلين الأجانب إلى 700 قبل أن ينخفض ​​بشكل حاد، وقد تحدَّدت أدوار المقاتلين ودوافعهم إلى حد كبير تبعًا لبلدانهم الأصلية: صنع الجزائريون المتفجرات وعمل المغاربة على تسهيل العمليات في حين كان الأتراك والأردنيون قادة ميدانيون وجنود مشاة، وعلى الرغم من أن مقاتلي الشرق الأوسط كانوا يشكلون الجزء الأكبر من القوة، إلا أن أعدادًا صغيرة من شمال إفريقيا وتركيا وآسيا الوسطى شاركوا في القتال.

وتابع التقرير: "ثم عاد المقاتلون المصريون إلى مصر لينخرطوا مجدداً فى تنظيمات قتالية ناهضوا خلالها الدولة، ونفذوا عمليات إرهابية طبقوا خلالها ما تعلموه من خبرات ومهارات فى الاغتيال والتصفية الجسدية وحرب العصابات التى تدربوا عليها ومارسوها هناك، ومن أبرز العمليات الإرهابية التي نفذها العائدون من أفغانستان: محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري زكي بدر عام 1989، واغتيال رئيس مجلس الشعب الدكتور رفعت المحجوب عام 1990، ومحاولة اغتيال وزيري الداخلية حسن الألفي والإعلام صفوت الشريف 1993، والرئيس حسني مبارك في إثيوبيا عام 1995، وتفجير السفارة المصرية بإسلام آباد في العام نفسه وغيرها من العمليات الإرهابية التي نفذوها بعد ثورة 30 يونيو 2013.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الاتحاد السوفيتي من أفغانستان

إقرأ أيضاً:

من البيضاء إلى الحديدة وحجة.. دفعات جديدة من المقاتلين تُعلن الجهوزية لمواجهة العدوان ونصرة غزة

يمانيون | محافظات
في مشهد وطني تصاعدي يتجاوز حدود الجغرافيا ويُعيد تعريف دور القبيلة اليمنية في زمن المقاومة، تتواصل فعاليات التعبئة العامة الشاملة في مختلف المحافظات، مجسّدة حالة استثنائية من التلاحم بين القبيلة والثورة، بين التدريب الميداني والولاء العقائدي، وبين الجاهزية القتالية والبصيرة السياسية.

ومن البيضاء إلى الحديدة، وحجة، تتوزع مشاهد التعبئة ما بين ميادين التدريب والمناورات القتالية والمسيرات الشعبية والوقفات المسلحة، حيث تتلاقى أهازيج القبيلة مع صدى البنادق، وتتقاطع رايات اليمن وفلسطين في أيدي الخريجين الجدد من دورات “طوفان الأقصى”، في تعبير حيّ عن الاستعداد الشعبي الواسع للالتحاق بجبهات المواجهة.

البيضاء.. دفعة جديدة في مكيراس تنضم إلى معركة الفتح الموعود
في مديرية مكيراس بمحافظة البيضاء، خرجت اليوم الدفعة الثالثة من منتسبي الدورات العسكرية المفتوحة “طوفان الأقصى”، ضمن ما تصفه القيادة الثورية بـ”معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس”. المناسبة لم تكن مجرد تخرج رمزي، بل إعلان صريح عن استعداد دفعة جديدة من أبناء اليمن لخوض المواجهة العسكرية في سبيل فلسطين واليمن، في مشهد عسكري تخللته مناورات وقتالية استعراضية.

المحافظ عبدالله إدريس، الذي حضر الفعالية، لم يخفِ وضوح الموقف، مؤكدًا أن معركة الأمة باتت معروفة العنوان، وأن اليمن لا يرى في الدعم لفلسطين خيارًا سياسيًا بل التزامًا عقائديًا وإيمانيًا. أشار إلى أن صمود اليمنيين رغم الحصار والعدوان، لم يكن إلا ثمرة لهذا الارتباط العضوي بالقضية المركزية للأمة، مشيدًا بالتلاحم الشعبي حول القيادة الثورية والقوات المسلحة.

ومن جانبه، قال مدير مديرية مكيراس ياسر جحلان إن هذا التخرج ليس فقط ثمرة تدريب، بل ترجمة عملية لخيارات قائد الثورة، وتأكيد على أن اليمن في خط الدفاع الأول عن مقدسات الأمة.

الخريجون في كلماتهم ومواقفهم، شددوا على أن العدوان الذي تتعرض له اليمن هو ضريبة الموقف المبدئي من فلسطين، مؤكدين أن معركتهم مستمرة، ليس فقط في اليمن بل في كل ساحة تفرضها الضرورة.

مناورات قتالية بالدريهمي: محاكاة ميدانية لواقع المواجهة
وفي مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة، لم تكن المناورة العسكرية التي نفذها خريجو دورات “طوفان الأقصى” حدثًا عابرًا. فقد مثّلت تطبيقًا ميدانيًا لمحاكاة واقع المعركة، في ظل تصعيد العدوان على غزة وتوسع رقعة التهديدات على اليمن.

المناورة تضمنت عمليات هجومية ودفاعية، وتمرينات قنص واستطلاع، ما يعكس نوعية التدريب الذي يخضع له الملتحقون بهذه الدورات. وبحسب مدير المديرية محمد الموساي، فإن هذه المناورة تؤكد جاهزية أبناء الدريهمي لمواجهة الأخطار المقبلة، وتأتي في سياق التعبئة المستمرة تماشيًا مع التوجهات العليا.

نائب مسؤول الحشد والتعبئة في المربع الجنوبي حمزة عايض، أشار إلى أن ما يتم تقديمه من تأهيل هو أكثر من تدريبات عسكرية؛ إنه بناء لعقيدة قتالية وثقافة مقاومة تعي حجم التحديات وطبيعة المعركة.

أما مسؤول الحشد في المديرية علي عيسى، فقد أكد أن أبناء الدريهمي برهنوا عن التزام صادق بالدفاع عن الوطن والمقدسات، وأن المعركة أصبحت في وجدانهم أولوية لا تقبل التأجيل.

الزهرة.. مسير شعبي بنكهة الجهاد والمقاومة
وفي عزلة الخشم بمديرية الزهرة، خرج أكثر من 200 خريج من دورات طوفان الأقصى في مسير شعبي راجل، جابوا فيه القرى رافعين العلمين اليمني والفلسطيني، مرددين شعارات الولاء للمقاومة والقائد.

المسير لم يكن مجرد فعالية رمزية، بل تجسيد عملي للانخراط الشعبي في معركة الوعي، وترسيخ ثقافة الجهاد والمقاومة في أوساط المجتمعات الريفية. المشاركون أكدوا استعدادهم للالتحاق الفوري بجبهات القتال، معتبرين أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني هو استهداف لكل أحرار الأمة.

مسؤول التعبئة العامة بالمديرية محمد الهادي، أكد أن هذا المسير هو صورة من صور التفاعل المتصاعد مع القضية الفلسطينية، فيما لفت عبدالله مريدي، مسؤول التعبئة في العزلة، إلى أن هذه التحركات تؤكد أن فلسطين حاضرة في وجدان اليمنيين على الدوام.

عبس بحجة.. مسيران لعزلتين نصرة لغزة
وفي محافظة حجة، وتحديدًا بمديرية عبس، خرج خريجو دورات التعبئة في مسيرين شعبيين متزامنين في عزلتي الأوسط ومطولة، في صورة تعكس تلاحم القبائل مع المسار التعبوي الوطني.

المشاركون أكدوا في شعاراتهم وهتافاتهم جهوزيتهم الكاملة للالتحام بجبهات القتال إلى جانب القوات المسلحة، مشددين على التفويض الكامل لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في اتخاذ ما يلزم للرد على العدوان الصهيوني والدفاع عن الشعب الفلسطيني.

المسير لم يكن فقط تأكيدًا على الولاء، بل محطة من محطات الارتباط الوثيق بين القضية الفلسطينية وبين روح التعبئة الوطنية التي تعم مختلف المحافظات اليمنية.

قراءة في دلالات المشهد التعبوي
تكشف هذه الفعاليات المتصاعدة، التي تمتد من البيضاء إلى الحديدة وحجة، عن مشهد تعبوي لا يتوقف، وعن بيئة شعبية باتت تتماهى مع خيارات القيادة الثورية في صنعاء، وتتموضع بوضوح في محور الصراع المفتوح مع العدو الصهيوني والأمريكي.

لم تعد هذه الفعاليات مجرّد مناسبات احتفالية أو استعراضات ظرفية، بل باتت تشكّل جزءاً من معمار تعبوي طويل النفس، تتلاقى فيه الاستعدادات الميدانية مع القناعة الراسخة بعدالة المعركة وأهميتها المصيرية.

ففي كل محافظة، يتجلى أن الموقف من فلسطين لا يُطرح باعتباره موقفاً سياسياً قابلاً للتعديل أو التأجيل، بل كمسار عقائدي ووجودي، تُبنى عليه مواقف الشعوب وتُرسم على أساسه خارطة الولاء والبراءة.

هذا الحضور الشعبي الكبير في الدورات والمسيرات والمناورات يُعبر عن منسوب عالٍ من الوعي الجمعي، الذي بات يربط بين ما يتعرض له اليمن من عدوان وحصار، وبين الموقف المبدئي في نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، بما هو صراع شامل مع قوى الاستكبار والطغيان.

مقالات مشابهة

  • هدف حرب إسرائيل هو طرد أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين من غزة
  • بعد انتهاء الحروب البلدية... متى تبدأ الحروب الأخرى؟
  • رويترز : “بنك إسرائيل” يحذر من زيادة أعباء الديون
  • التحرير الفلسطينية: المساعدات المقدمة لغزة نقطة في بحر الاحتياجات المطلوبة
  • الطب الشرعي يحذر من مادة السيانيد السامة .. تدخل الجسم عبر هذه الطرق
  • "الشيخ" يبحث مع ممثل كندا لدى فلسطين جهود وقف الحرب على غزة
  • البوسنة والهرسك.. هل تكون موطن الحرب القادمة في أوروبا؟
  • من البيضاء إلى الحديدة وحجة.. دفعات جديدة من المقاتلين تُعلن الجهوزية لمواجهة العدوان ونصرة غزة
  • النتيجة تدمير إسرائيل.. ساعر يحذر من نتيجة فرض حظر أسلحة على الاحتلال
  • الجبهة الوطنية يحذر من خطورة إغلاق قصور الثقافة: منارات للإبداع