أوكسفام: الجوع الشديد آخذ في الارتفاع باليمن
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
يمن مونيتور/قسم الأخبار
قالت منظمة أوكسفام الدولية، اليوم الاثنين، إن الجوع الشديد آخذ في الارتفاع باليمن، بعد مرور عام على انتهاء وقف إطلاق النار.
وأفادت في بيان لها: يواجه أكثر من ثلث سكان اليمن الجوع الشديد، وتعد معدلات سوء التغذية بين الأطفال من بين الأعلى في العالم. بعد مرور عام على انتهاء اتفاق السلام المؤقت، تدعو منظمة أوكسفام جميع أطراف الصراع إلى السعي لتحقيق سلام مستدام وشامل، والتراجع عن التخفيضات في جهود المساعدات الدولية.
ومنذ اندلاع الحرب في عام 2015، عانى اليمن من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. ويحتاج أكثر من ٢١ مليون شخص — ثلثي السكان — إلى المساعدة الإنسانية. وأدى الصراع إلى سقوط آلاف الضحايا، وأجبر أكثر من أربعة ملايين يمني على الفرار من منازلهم، وأدى إلى انهيار الاقتصاد.
وترى المنظمة أنه تم التوصل إلى سلام مؤقت في أبريل 2022، مما جلب بصيص أمل لملايين اليمنيين، وخفض عدد الضحايا بنسبة 60 في المائة، وتسهيل الوصول إلى الخدمات الأساسية. لكن وقف إطلاق النار انتهى في أكتوبر/تشرين الأول 2022، وبينما صمد السلام الفعلي غير المستقر إلى حد كبير، فإن عدم اليقين السياسي أعاق تعافي البلاد.
وقالت إن الاقتصاد اليمني – في الشمال والجنوب على السواء – في حالة يرثى لها. وقد تفاقمت جولات انخفاض قيمة العملة بسبب ارتفاع مستويات التضخم.
وأضافت: لقد تضاعفت أسعار المواد الغذائية ولم يعد العديد من اليمنيين العاديين قادرين على شراء ما يكفي من الطعام.
وقال عبد الواسع محمد، مدير المناصرة والحملات والإعلام في منظمة أوكسفام في اليمن: “لقد عانى الشعب اليمني من الحرب على مدى ثماني سنوات، وكانت نسائنا وأطفالنا هم الأكثر معاناة. 8.5 مليون طفل بحاجة إلى المساعدة الإنسانية. ويواجهون التهديد اليومي المتمثل في نقص الغذاء والأمراض والنزوح والنقص الحاد في الوصول إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية.
وأفاد: يجب أن يكون مصدر عار كبير لقادتنا وللمجتمع الدولي أن لدينا أطفال يعانون بسبب أزمة هي من صنع الإنسان بالكامل.”
وفي الأشهر الأخيرة، انتشرت الاحتجاجات الشعبية في جميع أنحاء البلاد حيث احتشد اليمنيون ضد تدهور الأوضاع المعيشية. وسار كثيرون تحت شعار: “الخبز والماء والسلطة”. وقد قوبلوا بشكل روتيني بالعنف من قبل السلطات.
وترى المنظمة أنه على الرغم من حجم الاحتياجات، فإن الجهود الإنسانية في اليمن تعاني من نقص حاد في التمويل، فقد تم تمويل الاستجابة الصحية حاليًا بنسبة سبعة بالمائة فقط، بينما تم تمويل الاستجابة التعليمية بنسبة 2 بالمائة فقط، والصورة مرشحة للأسوأ.
وأوضحت أنه من المتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص الذين يواجهون مستويات الجوع في الأزمات أو حالات الطوارئ بنسبة 20 في المائة. يحتاج 2.2 مليون طفل دون سن الخامسة إلى العلاج من سوء التغذية الحاد، وهو أحد أعلى المعدلات في العالم.
وأظهرت دراسة استقصائية حديثة أن ما يقرب من ثلث الأسر تعاني من فجوات في وجباتها الغذائية، ونادراً ما تستهلك الأطعمة مثل البقوليات أو الخضار أو الفاكهة أو منتجات الألبان أو اللحوم.
وقال أحد أصحاب المتاجر في عدن لمنظمة أوكسفام كيف لم يعد عملاؤه قادرين على تحمل تكاليف الأساسيات: “أنا هنا منذ 50 عاماً، وأعرف الناس وعدد الأطفال في كل منزل. ومن المفجع أن نرى الآباء يشترون كيسًا صغيرًا من الأرز لأسرة مكونة من سبعة أفراد، أو أربعة أرغفة خبز فقط يوميًا. الصغار فقط هم الذين يمكنهم تناول ثلاث وجبات في اليوم.
كما عانت اليمن من آثار تغير المناخ، حيث دمرت فترات الجفاف والأمطار الغزيرة المحاصيل والمنازل وسبل العيش. ويبدو من المرجح حدوث المزيد من الصدمات المناخية مع استمرار موسم الأمطار في اختبار البنية التحتية غير المجهزة للتعامل مع الفيضانات.
ودعت منظمة أوكسفام جميع أطراف النزاع والمجتمع الدولي إلى تجديد جهودهم لتحقيق سلام مستدام وشامل وإعادة بناء البلاد. ويجب أن يكون دفع الرواتب، وإعادة فتح الطرق الحيوية، وخطة إعادة بناء الاقتصاد، أمراً أساسياً في أي اتفاق.
قال عبدالواسع محمد: “إن المحادثات الأخيرة بين الأطراف المتحاربة موضع ترحيب، ولكن ما نحتاج إليه الآن هو مضاعفة الجهود وإنهاء شامل ومستدام للصراع. عندها فقط سيتمكن اليمنيون من إعادة بناء حياتهم والأمل في غد أفضل.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: أوكسفام الجوع الحرب السلام الهدنة اليمن
إقرأ أيضاً:
أصوات الجوع في زمن الهدنة .. غزة تحت وطأة الانتظار| تفاصيل
وسط المدافع ورائحة الموت، تعيش أيام غزة ثقيلة ومثقلة بالدماء، على وقع حرب دامية اندلعت عقب الهجوم الذي نفذته حركة حماس على جنوب إسرائيل في أكتوبر 2023.
ومنذ ذلك الحين، لا تزال دوامة العنف مستمرة، حيث يتفاقم الدمار وتتزايد أعداد الضحايا يوما بعد يوم، قتلا بالقصف أو خوفا أو جوعا.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطينى: "بينما يشغل التصعيد المتصاعد بين إيران وإسرائيل أنظار العالم، وتتصاعد التحذيرات من اندلاع حرب إقليمية كبرى، ترتكب في غزة جريمة إبادة جماعية بصمت مروع، وهذه الجريمة لا تتوقف، بل تتفاقم يوما بعد يوم، مستفيدة من انشغال العالم وتجاهل الإعلام الدولي المتزايد".
وأضاف أبو لحية- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن في غزة، الجوع ينهش أجساد الأطفال والنساء وكبار السن، وسط انهيار شامل للمنظومة الصحية.
وأشار أبو لحية: "المستشفيات القليلة التي ما زالت قائمة، أصبحت عاجزة عن تقديم الحد الأدنى من الرعاية، إما بسبب تعرضها للقصف أو بسبب نفاد الأدوية والمستلزمات الطبية آلاف الجرحى، بينهم أطفال فقدوا أطرافهم، تركوا يواجهون الموت البطيء، بعد منعهم من السفر لتلقي العلاج".
وتابع: "وفي موازاة هذا الواقع المأساوي، تتواصل سياسات التهجير القسري الممنهج، تجبر العائلات على التنقل من منطقة إلى أخرى، في مشهد يشبه الترحيل الجماعي المنظم، وما إن تعلن منطقة ما "آمنة"، حتى تتحول لاحقا إلى هدف مباشر للقصف، لتبقى العائلات الفلسطينية دون مأوى، ودون أي شعور بالأمان".
وفي السياق نفسه، أعلن الدفاع المدني في غزة، أمس الثلاثاء، مقتل 51 شخصا منذ ساعات الفجر بنيران الجيش الإسرائيلي، معظمهم سقطوا قرب مركزين لتوزيع المساعدات في وسط وجنوب القطاع المنهك.
وأوضح مستشفى العودة أنه استقبل ما لا يقل عن 21 قتيلا ونحو 150 جريحا، بينهم 62 إصابة خطرة، نتيجة نيران إسرائيلية استهدفت المدنيين قرب جسر وادي غزة.
من جانبه، رصد الجيش الإسرائيلي تجمع للمواطنين في منطقة قريبة من قواته العاملة في ممر نتساريم وسط القطاع، مشيرا إلى تلقيه تقارير أولية عن إصابات بنيرانه، وأن التفاصيل لا تزال قيد المراجعة.
وشهادات الناجين رسمت صورة مروعة. يقول ربحي القصاص، أحد الناجين: "تجمعنا قرابة 50 ألف شخص قرب مفترق نتساريم.. خدعنا الإسرائيليون بدعوتنا للدخول إلى مركز توزيع الغذاء، ثم أطلقوا النار علينا بشكل عشوائي.. الشوارع امتلأت بالجرحى والقتلى فقط من أجل لقمة العيش".
وتابع متسائلا: "إلى متى سيبقى الناس على هذا الحال؟ نريد حلا لهؤلاء الضحايا الذين يموتون بلا سبب".
وأكدوا أخرين، أن الجيش الإسرائيلي أطلق الرصاص والقذائف المدفعية، بالتزامن مع هجمات بالطائرات المسيرة، مستهدفا الحشود التي كانت تنتظر المساعدات عند مفترق نتساريم.
في ظل الحديث الدولي عن جهود للتهدئة بين إسرائيل وإيران، عبر فلسطينيون عن أمنيتهم أن تنعكس هذه الهدنة على غزة أيضا، لكن واقع الحال يقول غير ذلك. فبدلا من بوادر التهدئة، ألقى الجيش الإسرائيلي منشورات في عدة مناطق من شمال القطاع تدعو السكان إلى مغادرة منازلهم والتوجه جنوبا، ما اعتبر تمهيدا لتجدد العمليات العسكرية.
والجيش الإسرائيلي حذر السكان قائلا: "العودة إلى مناطق القتال تمثل خطرا على حياتكم"، في مؤشر واضح على نوايا التصعيد.
في المقابل، كشفت مصادر مقربة من حركة حماس لوكالة رويترز عن وجود جهود جديدة لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار مع إسرائيل، وأكدت حماس أنها منفتحة على أي مبادرات تؤدي إلى إنهاء الحرب وضمان انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وهو مطلب ترفضه تل أبيب.
وأبدت الحركة استعدادها لإطلاق سراح الرهائن المتبقين كجزء من اتفاق شامل، في حين تصر إسرائيل على أن أي نهاية للحرب يجب أن تشمل نزع سلاح حماس وتفكيك بنيتها العسكرية، وهو ما ترفضه الحركة بشكل قاطع.
ووفقا لوزارة الصحة التي تديرها حماس، فقد أدت الهجمات الإسرائيلية إلى مقتل نحو 56 ألف فلسطيني، ونزوح شبه كامل لسكان القطاع، وسط تفش مروع للجوع والانهيار الكامل للبنية التحتية والخدمات الأساسية.