من هو منجي باوندي الحاصل على جائزة نوبل للكيمياء ؟
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
منحت جائزة نوبل للكيمياء لسنة 2023 لثلاثة باحثين مقيمين في الولايات المتحدة وهم العالم التونسي منجي باوندي من "ماساتشوستس إنستيتيوت أوف تكنولوجي" ("إم آي تي") ولويس بروس من جامعة كولومبيا وأليكسي إكيموف الذي يعمل في "نانو كريستلز تكنولوجي"، عن "اكتشاف نقاط كمومية وتخليقها".
من هو منجي باوندي؟
الباوندي هو كيميائي أميركي من أصول تونسية، ولد عام 1961 في العاصمة الفرنسية باريس، وقضى طفولته في فرنسا وتونس قبل أن يقرر والده الهجرة إلى الولايات المتحدة.
حصل على شهادة الماجستير في الكيمياء من جامعة هارفارد والدكتوراه من جامعة شيكاغو، وكلاهما في الولايات المتحدة.
تركيز أعماله
تركز مجموعة باوندي للأبحاث بشكل كبير على دراسة النقاط الكمومية لأشباه الموصلات الغروية، مع الاهتمام المتزايد بالفلوروفورات العضوية. تنقسم مشاريع البحوث عموما إلى أربع فئات:
التحليل الطيفي.
التجميعي.
علم الأحياء.
الأجهزة.
ركز البحث في المجموعة في البداية بشكل حصري على الدراسة الطيفية للنقاط الكمومية، بينما عالج التقدم الأخير العديد من التحديات في التركيب، التطبيق البيولوجي للمواد النانوية، وبحث الخلايا الشمسية. وبالإضافة إلى ذلك، تهتم مؤسسة باوندي بمطيافية النقاط الكمومية المفردة مع التحليل الطيفي لجزيء واحد. تخرج من جامعة هارفارد.
والده عالم أيضا
منجي هو ابن عالم الرياضيات محمد صلاح باوندي وهيلين بوبارد.
والده في 1968، أصبح أستاذا مشاركا في جامعة تونس، ثم رحل في 1970 إلى فرنسا أين عمل فترة قصيرة في جامعة نيس صوفيا أنتيبوليس، قبل أن يغادر سنة 1971 إلى الولايات المتحدة.
أين يدرّس منجي باوندي الآن؟
اعتبارا من ربيع 2008، قام الباوندي بتدريس الديناميكات الحرارية والحركية إلى جانب البروفيسور كيث نيلسون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
يعد باوندي أحد المشاركين الأصليين في مجال أبحاث النقاط الكمومية الغروية، ومن بين الكيميائيين الأكثر اقتباسا في العقد الماضي.
ما هو إنجاز نوبل هذا العام؟
تكافئ جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2023 اكتشاف وتطوير النقاط الكمومية، وهي جسيمات نانوية صغيرة جدا لدرجة أن حجمها يحدد خصائصها. وقالت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم إن هذه المكونات الأصغر لتقنية النانو تستخدم في الضوء الي يخرج من أجهزة التلفزيون ومصابيح LED، ويمكنها أيضا توجيه الجراحين عند إزالة أنسجة الورم، من بين أشياء أخرى كثيرة.
وقالت الأكاديمية السويدية المانحة لجائزة نوبل: "لقد نجح الحائزون على جائزة نوبل في الكيمياء 2023 في إنتاج جسيمات صغيرة جدا بحيث يتم تحديد خصائصها من خلال الظواهر الكمومية. إن الجسيمات، التي تسمى النقاط الكمومية، أصبحت الآن ذات أهمية كبيرة في تكنولوجيا النانو".
*سكاي نيوز
المصدر: موزاييك أف.أم
كلمات دلالية: الولایات المتحدة النقاط الکمومیة جائزة نوبل من جامعة
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة الأمريكية والمجال الحيوي
تُعد نظرية المجال الحيوي (Lebensraum) من أكثر المفاهيم الجيوسياسية إثارة للجدل، لارتباطها بالممارسات التوسعية لألمانيا النازية. وتعود جذورها إلى فريدريك راتزل الذي رأى الدولة ككائن حي يحتاج لمساحة للنمو. لكن كارل إرنست هاوسهوفر حوّل هذا المفهوم الوصفي إلى أداة سياسية تبرر التوسع والهيمنة والاستحواذ على موارد الشعوب الأضعف لضمان الاكتفاء الذاتي من الموارد.
إن إعادة قراءة هذا المفهوم في سياق السياسة الأمريكية المعاصرة، خاصة مع طموحات إدارة دونالد ترامب، خطوة ضرورية لفهم الدوافع الجيوسياسية الخفية.
أولاً، كشفت مساعي ترامب لضم كندا وجرينلاند وبنما عن عقلية توسعية غير تقليدية. لم يكن الهدف غزواً عسكرياً، بل "شراء" أو استحواذ لتأمين الموارد الاستراتيجية (جرينلاند)، وتعزيز الأمن القومي (قناة بنما)، وتوسيع النفوذ الاقتصادي. هذه الرغبة في "تأمين" أصول جغرافية خارج الحدود التقليدية تحمل في طياتها روح التوسع لضمان المجال الحيوي.
ثانياً، تُعزز أزمة الاقتصاد الأمريكي، التي يبرزها بلوغ الدين العام مستويات غير مسبوقة تلامس 38 تريليون دولار بحلول نهاية عام 2025. في ظل هذه الضغوط المالية وتحديات الحفاظ على الرفاهية الداخلية، تتحول النظرة للخارج كحل محتمل. هذا يتجلى في البحث عن مصادر جديدة للموارد الرخيصة، أو فتح أسواق جديدة، أو تقليل التبعية الاقتصادية لمنافسين.
وهذا يعكس حاجة ضمنية لـ"مجال حيوي اقتصادي" يضمن استمرارية الازدهار ويقلل نقاط الضعف، حتى لو تطلب نفوذاً سياسياً واقتصادياً على حساب الآخرين.
ثالثاً، تتضمن خطط أمريكا الاستراتيجية، في الدفاع والتجارة والتكنولوجيا، عنصراً قوياً للهيمنة العالمية. السيطرة على سلاسل التوريد الحيوية، تأمين مصادر الطاقة، نشر القواعد العسكرية في مناطق استراتيجية، وفرض المعايير التعريفات الجمركية، كلها أشكال معاصرة لتأمين "المجال الحيوي" الذي يتجاوز الحدود الوطنية. الحفاظ على مركزية الدولار وهيمنة الشركات التكنولوجية الأمريكية جزء من هذا "المجال الحيوي" غير الإقليمي.
رابعاً، يؤثر هذا السعي على شكل المستقبل والنظام العالمي. في عالم يتجه نحو التعددية القطبية، قد تسعى القوى العظمى، ومنها الولايات المتحدة، لتعزيز "مجالها الحيوي" عبر كتل اقتصادية أو تحالفات عسكرية، مما يؤدي إلى تزايد التنافس الجيوسياسي وصراعات بالوكالة.
خامساً، تمثل هذه التحركات التمهيد للاستعمار الجديد. فبدلاً من الاحتلال المباشر، يتجسد في السيطرة الاقتصادية والسياسية غير المتكافئة، والتدخل في شؤون الدول السيادية عبر القوة الناعمة والخشنة. عندما تسعى دولة قوية لتأمين موارد أو ممرات استراتيجية عبر صفقات غير متكافئة، فإنها تعيد صياغة مفهوم "المجال الحيوي" في قالب معاصر يحقق أهداف الهيمنة الأساسية.
في الختام، توفر دراسة مفهوم المجال الحيوي في سياق هاوسهوفر عدسة نقدية لتحليل الدوافع التوسعية غير المباشرة. السعي الدائم لأي قوة عظمى لضمان أمنها وازدهارها عبر السيطرة على الموارد والأسواق والمناطق الاستراتيجية يعكس جوهر هذا المفهوم السياسي، حتى وإن اتخذ أشكالاً أكثر تطوراً وتخفياً في القرن الحادي والعشرين. الواجب النقدي يكمن في كشف هذه الدوافع، وفهم تأثيرها على الاستقرار العالمي ومستقبل العلاقات الدولية.