أكد مستشار للرئيس الأذربيجاني اليوم الخميس أن باكو مستعدة لإجراء محادثات مع أرمينيا بوساطة الاتحاد الأوروبي، حتى لو لم تحضر أذربيجان قمة المجموعة السياسية الأوروبية المنعقدة في غرناطة الإسبانية والتي من المقرر أن تتناول نزاع إقليم ناغورني قره باغ.

يتزامن ذلك مع اتهام أعضاء البرلمان الأوروبي لأذربيجان بتنفيذ "تطهير عرقي" بحق السكان الأرمن في الإقليم الذي تمكنت باكو من فرض سيطرتها الكاملة عليه الشهر الماضي إثر عملية عسكرية خاطفة.

كما يأتي بالتزامن مع تبادل للاتهامات بين أرمينيا وأذربيجان اليوم بإطلاق النار قرب الحدود، حيث أكدت وزارة الدفاع الأرمينية أن جنودا أذربيجانيين "أطلقوا النار" على آلية تنقل إمدادات قرب مدينة نوراباك الأرمينية الحدودية، فيما قالت السلطات الآذرية إن نيرانا أرمينية استهدفت قواتها بمنطقة مجاورة.

وقال المستشار الرئاسي الأذري حكمت حاجييف -على منصة إكس- إن "أذربيجان مستعدة للمشاركة قريبا في بروكسل في اجتماعات ثلاثية بين الاتحاد الأوروبي وأذربيجان وأرمينيا"، منددا بـ"سياسة العسكرة" التي تمارسها فرنسا في جنوب القوقاز والتي دفعت بلده لرفض المشاركة في قمة غرناطة، وفق تعبيره.


باكو تنسحب

وكانت وكالة آبا الأذربيجانية للأنباء قد أعلنت في وقت سابق أن الرئيس إلهام علييف لن يشارك في الاجتماع الخماسي اليوم في غرناطة.

وقالت الوكالة إن أذربيجان قدمت اقتراحا بشأن مشاركة تركيا في الاجتماع ولكن المقترح رفض، مشيرة إلى أن تصريحات المسؤولين الفرنسيين وتعاون باريس العسكري مع يريفان أثرا سلبا على مشاركة أذربيجان في الاجتماع.

وأكدت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا أمس التزام باريس بتمكين أرمينيا من الدفاع عن نفسها عبر تزويدها بأسلحة دفاعية، وذلك في أعقاب زيارة قامت بها ليريفان وافقت خلالها باريس على إبرام عقود مع الحكومة الأرمينية لتزويدها بمعدات عسكرية "للدفاع عن نفسها".

وعبّر مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن أسفه لقرار علييف والرئيس التركي رجب طيب إردوغان عدم المشاركة في القمة.

وقال بوريل -لدى وصوله إلى غرناطة- "من المؤسف أن أذربيجان ليست هنا ومن المؤسف أن تركيا، الدولة الرئيسية التي تدعم أذربيجان، ليست هنا أيضا".

وأضاف "لذلك، لن نتمكن من الحديث هنا عن مسألة خطيرة مثل اضطرار أكثر من مئة ألف شخص إلى مغادرة منازلهم على عجل (من قره باغ) للهروب من عملية عسكرية".


تطهير عرقي

وقد تبنى أعضاء البرلمان الأوروبي اليوم قرارا يتهم أذربيجان بتنفيذ "تطهير عرقي" بحق السكان الأرمن في قره باغ، داعين الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على باكو.

ونزح تقريبا جميع سكان ناغورني قره باغ الأرمن البالغ عددهم 120 ألف نسمة من المنطقة بعد استسلام الانفصاليين وفرض باكو سيطرتها على الإقليم.

وقال البرلمان الأوروبي إنه يعتبر أن "الوضع الراهن يرقى إلى تطهير عرقي"، مضيفا أنه "يدين بشدة التهديدات والعنف الذي ترتكبه القوات الأذربيجانية".

ودعا المشرعون الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى "فرض عقوبات مستهدفة على أفراد في الحكومة الأذربيجانية" على خلفية الهجوم واتهامات بانتهاكات لحقوق الإنسان في الإقليم.

كما حضوا الكتلة على "خفض اعتماد الاتحاد الأوروبي على صادرات الغاز من أذربيجان" وطالبوا بروكسل بمراجعة علاقاتها مع البلاد.


قرار غير ملزم

ولا يلزم القرار الذي وافق عليه 491 مشرعا مقابل رفض تسعة، الاتحاد الأوروبي باتخاذ أي تدبير، لكنه سيثير حفيظة باكو التي نفت بشدة الاتهامات بالتطهير العرقي ودعت أرمن ناغورني قره باغ علنا إلى البقاء و"إعادة الاندماج" في أذربيجان.

ويقول دبلوماسيون أوروبيون إن فرض عقوبات على أذربيجان ليس مطروحا في الوقت الحالي وقد تتخذ إجراءات فقط في حال تفاقم الوضع. وهو السيناريو الأرجح بالنظر لأن اعتماد الاتحاد الأوروبي على واردات الغاز الطبيعي من أذربيجان أصبح أكبر من ذي قبل في ظل ابتعاده عن روسيا التي تشن حربا متواصلة على أوكرانيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی تطهیر عرقی قره باغ

إقرأ أيضاً:

فاينانشال تايمز: الاتحاد الأوروبي يستعد لإعادة فرض الرسوم الجمركية على أوكرانيا

يستعد الاتحاد الأوروبي لفرض رسوم جمركية مرتفعة على الواردات من أوكرانيا، في خطوة نحو إنهاء التجارة الحرة بين بروكسل وكييف، حسبما نقلت صحيفة “ذا فاينانشال تايمز” عن دبلوماسيين.

وتزعم رويترز، وفقًا لصحيفة “لوفيجارو” الفرنسية في موقعها على الإنترنت، أن هذه الإجراءات من شأنها أن تضر باقتصاد كييف في وقت حاسم من حربها ضد العمليات العسكرية الروسية.

ويهدف الاقتراح الذي قُدم مؤخرًا إلى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى خفض حصص المنتجات الزراعية المعفاة من الرسوم الجمركية بشكل كبير.

وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن منذ عام 2022 إعفاءً جمركيًا على الواردات الزراعية من كييف لدعم أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي. 

وبعد احتجاجات المنظمات الزراعية التي ترى هذا القرار “غير عادل”، عدّل الاتحاد الأوروبي عام 2024 هذا الإجراء بتحديد الحد الأقصى للكميات المعفاة من بعض المنتجات.

ونوه مفوض الزراعة في الاتحاد الأوروبي، كريستوف هانسن، إلى أن الاتحاد يعتزم تقليص وارداته من المنتجات الزراعية الأوكرانية بعد انتهاء صلاحية هذه الإجراءات المؤقتة في يونيو المقبل. 

وأكد خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس في بروكسل، أن حصص الاستيراد لن تبقى كما هي، وبالتالي، سينخفض حجم الواردات.

جدير بالذكر أن أوكرانيا، وهي دولة عملاقة في المجال الزراعي، تسعى إلى تمديد الإعفاءات الجمركية الحالية.

طباعة شارك الاتحاد الأوروبي رسوم جمركية أوكرانيا

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يُؤكد ضرورة الحفاظ على الهدنة في طرابلس
  • ماكرون يطالب الاتحاد الأوروبي بتشديد الضغظ على إسرائيل
  • غارة جوية على مدرسة في ميانمار.. الاتحاد الأوروبي يعرب عن فزعه
  • ‏الاتحاد الأوروبي يفرض حزمة عقوبات جديدة على روسيا
  • فاينانشال تايمز: الاتحاد الأوروبي يستعد لإعادة فرض الرسوم الجمركية على أوكرانيا
  • الاتحاد الأوروبي يستبق جلسات إسطنبول بعقوبات على روسيا
  • مستشار الاتحاد الأوروبي: نسعى لسلام دائم في أوكرانيا
  • مسقط تستضيف حفلا لبعثة الاتحاد الأوروبي بمناسبة "ذكرى يوم أوروبا"
  • وزير المكتب السلطاني يستقبل سفير الاتحاد الأوروبي
  • وزير الصحة: الاتحاد الأوروبي حليفاً رئيسياً في رحلة التنمية في مصر