المشهد اليمني:
2025-05-30@10:37:48 GMT

خواطر في الذكرى السابعة لاستشهاد الشدادي

تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT

خواطر في الذكرى السابعة لاستشهاد الشدادي

ما إن يمر بك اسم "الفريق الركن عبدالرب الشدادي" إلا ينتقل ذهنك مباشرة الى الأيام الأولى لانطلاق مشروع مقاومة الانقلاب الحوثي ، وفيها يتواجد الشدادي مع ثلة من الرفاق المؤمنين بأهمية الحفاظ على الشرف العسكري وضرورة الانحياز إلى صف الوطن وايقاف تغول المليشيات الحوثية الانقلابية التي تخيلت في لحظة زهو كاذب وانتفاشة خادعة أن لاشئ يحول بينها وبين تحقيق حلمها باستعادة مشروع الإمامة المقيت ، ولم يكن في حسبانها أن حفيد "القردعي" سيسلك نهجه ، وأن وطناً كاليمن المجبول ابنائه على الحرية لا ولن يستكين في وجه الإمامة الجديدة ، فانتفض "الشدادي" ورفاقه من شرفاء الجيش وأحرار المقاومة الشعبية ليعلنوا الانطلاقة العظيمة لصد هذا الانقلاب وتحطيم أحلامه .

كان للبلد جيشاً بكل سلاحه ورجاله وعتاده - أو كنا كذلك نعتقد - لكنا استفقنا على حقيقة مُرّة مختصرها ذاك الجيش كمؤسسة لا يمت للوطن بصلة ، وفي لحظة المواجهة مع الانقلاب الحوثي تلاشى وتحول غالبه انقلابياً في خيانة واضحة للجمهورية ، لكن الشرفاء الذين يدركون المعنى الحقيقي للشرف العسكري أبو أن يسيروا مع الركب ويسبحون مع التيار ، وذهبوا في مخاطرة عجيبة ومهمة تكاد تكون انتحارية لبناء جيش جديد لا يوالي شخصاً ولا أسرة بل وطناً كبيراً عظيماً تحلو لأجله التضحيات ، وهنا كان "الشدادي" الفارس الأول والرقم الاصعب فحمل على عاتقه هذه المهمة في وقتٍ كانت كل الظروف والأحداث تسير بالاتجاه المعاكس لهذا الهدف السامي ، ومع تقدم الأيام بدأت ملامح ظهور الجيش الوطني تبدو واضحةً جلية وبدأت جهود "الشدادي" ورفاقه تؤتي أكلها ، وتشكلت المناطق العسكرية والألوية والكتائب بعقيدة عسكرية جديدة وهمة وطنية فريدة .

لم يكن هذا الحدث هو بداية التاريخ العسكري للشدادي بل هو حلقة في سلسلة طويلة من الاحداث التي تظهر جلياً اعتزاز الرجل بشرفه العسكري والحرص على عدم تلويثه ، ولعلي هنا اسوق ما يؤكد هذا المنحى فخلال خدمته العسكرية في معسكر خالد بتعز في حقبة الثمانينات قرر عدم التماهي مع عصابات التهريب التي تنشط هناك ، ورفض أوامر عسكرية كانت تتصادم مع المصلحة الوطنية وتخدم هوامير التهريب فأحالوه إلى المحاكمة وسجنوه وحكموا عليه بالإعدام بتهمة الخيانة العظمى! ثم خُفف الحكم الى الفصل من القوات المسلحة ليستوعبه لاحقاً "القائد على محسن" ضمن قوام الفرقة الأولى مدرع .

وبحسب ما يذكر زملائه فمع انطلاق ثورة الشباب 2011م استدعت وزارة الدفاع وقتها الشدادي وكلفته بنقل كتيبتين من اللواء 72حرس جمهوري إلى العاصمة صنعاء في إطار مساعيها لمواجهة الثوار الشباب وفض اعتصامهم ، لكنه اختار عصيان هذه الأوامر وانحاز للثوار وفضل عدم تلويث شرفه العسكري وزد على ذلك أن قرر المشاركة في حمايتهم من المعتدين والانحياز لمطالبهم في التغيير السلمي .

اختار "الشدادي" الوقوف في صف الوطن في كل المحطات التي كان جزء منها ، وظل وفياً لهذا الاختيار الصعب في أحلك الظروف ، وحين اطلت الإمامة الجديدة بوجهها البائس حمل بندقيته لحربها ، وله معها ثأر قديم فوالده قاسم أحمد عبدربه الشدادي وعددا من إخوته استشهدوا وهو في الخامسة من عمره في حرب الملكيين على الجمهورية الوليدة في الستينات ، وفي صرواح التي سبقه إليها القائد السبتمبري "علي عبدالمغني" رابط في الصفوف الأولى مع جنوده كعادة القادة العظام الذين الذين يديرون المعارك من وسط غبارها ، وارتقى شهيداً مجيداً لم يتلوث شرفه العسكري يوماً ولم يسمع أو يطيع إلا لداعي الوطن دون سواه .

لم يكن الشدادي فرداً ينتهي دوره ودروسه برحيله ، بل مثل مدرسة وطنية في العسكرية اليمنية التي تحترم شرفها وقسمها العسكري ، وتنحاز للشعب وتضحي من أجله، وهذه القيم والبصمات أصبحت متداولة ومسكونة في أذهان اليمنيين الذين يعرفونه ويقدرونه ، وسيظل تاريخه نبراساً يهتدي به كل الشرفاء في طريق الحرية ومقاومة الإمامة ومخلفاتها وهاهي الأحداث تؤكد أن من صنعهم الشدادي بيده سيسقِطون هذا المشروع ويرمون به إلى مزبلة التاريخ ذليلاً مهاناً كما فعل الثوار الاوائل من قبل .

دمتم سالمين .

المصدر: المشهد اليمني

إقرأ أيضاً:

في الذكرى الأولى للاعتراف بدولة فلسطين..رئيس وزراء إسبانيا: سنرفع صوتنا بقوة أكبر لإنهاء مذبحة غزة

أكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، أنهم سيرفعون أصواتهم بقوة أكبر من أي وقت مضى ضد الوضع في قطاع غزة الذي تواصل إسرائيل ارتكاب إبادة جماعية فيه.

جاء ذلك في منشور على منصة « إكس »، الأربعاء، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاعتراف إسبانيا رسميًا بدولة فلسطين.

وقال سانشيز: « مر عام على الاعتراف بدولة فلسطين، والمعاناة في غزة لا تحتمل، وإسبانيا ستواصل رفع صوتها بقوة أكبر من أي وقت مضى لإنهاء المذبحة التي يشهدها العالم اليوم ».

ومن المتوقع أن يكون فرض عقوبات على إسرائيل على جدول أعمال لقاء سانشيز مع رئيس وزراء سلوفينيا روبرت غولوب في العاصمة مدريد غدًا الخميس.

وفي 28 ماي عام 2024، وافقت الحكومة الإسبانية، على قرار الاعتراف رسميا بدولة فلسطين.

وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر 2023 حرب إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 177 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • في الذكرى 11 لتأسيسه.. أبرز إنجازات الاتحاد الاقتصادي الأوراسي
  • «علي جمعة»: الذين ينكرون السنة لا يفهمون صحيح البخاري
  • اختتام النسخة السابعة من مهرجان "نجاح قطري" وسط إقبال واسع
  • محمد البقمي: إنشاء موقعين لإيواء الحجاج الذين لا يحملون تصاريحاً.. فيديو
  • بمناسبة الذكرى الـ50 لتأسيسها.. إيكواس تدعو إلى الوحدة وتعزيز التعاون
  • حملة تضليل رقمي.. من وراء شائعة الانقلاب في كوت ديفوار؟
  • الأحمد: الذكرى الـ61 لتأسيس منظمة التحرير محطة مفصلية وتجسيد لإرادة التحرر
  • في الذكرى الأولى للاعتراف بدولة فلسطين..رئيس وزراء إسبانيا: سنرفع صوتنا بقوة أكبر لإنهاء مذبحة غزة
  • عن الذين خاطروا بأنفسهم وأموالهم فلم يرجعوا من ذلك بشيء
  • محكمة الإستئناف تؤيد حبس المتورطين في الإعتداء على قائد تمارة