اختبارات دم المعمِّرين تكشف بعض أسرار طول العمر
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
بعد أن كان عددهم قليلا خلال عقود مضت، بات المعمرون يزدادون وأصبح وجودهم في المجتمعات البشرية أمرا شائعا. بل إنهم أصبحوا المجموعة الديموغرافية الأسرع نمواً بين سكان العالم، حيث تتضاعف أعدادهم تقريباً كل عشر سنوات منذ سبعينيات القرن العشرين.
ظلت المدة التي يمكن أن يعيشها البشر، وما الذي يحدد الحياة الطويلة والصحية، موضع اهتمام العلماء والباحثين منذ فترة طويلة.
وكتبت كارين موديغ عالمة الأوبئة في معهد "كارولنسكا" في السويد "مع ذلك، فإن السعي إلى فهم الأسرار الكامنة وراء طول العمر الاستثنائي ليس بالأمر السهل. إنه ينطوي على كشف التفاعل المعقد بين الاستعداد الوراثي وعوامل نمط الحياة وكيفية تفاعلها طوال حياة الشخص".
وأضافت، في مقال نشره موقع theconversation.com، "الآن، كشفت دراستنا الأخيرة، التي نشرت في مجلة GeroScience، عن بعض المؤشرات الحيوية الشائعة، بما في ذلك مستويات الكوليسترول والجلوكوز، لدى الأشخاص الذين تجاوزوا سن التسعين".
لطالما كان الأشخاص غير المعمرين وأولئك المعمرين محل اهتمام كبير من قبل العلماء لأنهم قد يساعدون على فهم كيفية العيش لفترة أطول، وربما أيضًا كيفية التقدم في السن بصحة أفضل. حتى الآن، كانت الدراسات المتعلقة بالمعمرين في كثير من الأحيان على نطاق صغير وتركز على مجموعة مختارة.
مجموعة بيانات ضخمة
يمثل هذا البحث، حتى الآن، أكبر دراسة تقارن ملفات العلامات الحيوية التي تم قياسها طوال الحياة بين الأشخاص الذين تجاوزوا عمر 100 عام وأقرانهم الذين عاشوا عمرًا أقصر من ذلك.
تؤكد الباحثة "تضمن بحثنا بيانات من 44 ألف سويدي خضعوا لتقييمات صحية في سن 64 إلى 99 عامًا. خضع هؤلاء المشاركين للمتابعة من خلال بيانات التسجيل السويدية لمدة تصل إلى 35 عامًا. ومن بين هؤلاء الأشخاص، عاش 1224، أي 2.7%، حتى عمر 100 عام. الغالبية العظمى (85٪) من المعمرين كانوا من الإناث".
تم تضمين 12 مؤشرًا حيويًا قائمًا على الدم تتعلق بالالتهاب والتمثيل الغذائي ووظائف الكبد والكلى، بالإضافة إلى سوء التغذية المحتمل وفقر الدم. وقد ارتبطت كل هذه الأمور بالتقدم في السن أو الوفيات في دراسات سابقة.
كان المؤشر الحيوي المرتبط بالالتهاب هو حمض اليوريك، وهو منتج فضلات في الجسم ناتج عن هضم بعض الأطعمة. نظر الباحثون أيضًا إلى العلامات المرتبطة بالحالة الأيضية والوظيفة، بما في ذلك الكوليسترول الكلي والجلوكوز، وتلك المتعلقة بوظيفة الكبد وغيرها والكرياتينين، الذي يرتبط بوظيفة الكلى، والحديد المرتبط بفقر الدم.
الخلاصات
أوضحت موديغ "وجدنا، بشكل عام، أن أولئك الذين وصلوا إلى عيد ميلادهم المئة كانت لديهم مستويات أقل من الجلوكوز والكرياتينين وحمض البوليك (حمض اليوريك أو الحامض البولي) اعتبارًا من الستينيات وما فوق. على الرغم من أن القيم المتوسطة لم تختلف بشكل كبير بين المعمرين وغير المعمرين بالنسبة لمعظم المؤشرات الحيوية، إلا أن المعمرين نادرًا ما يظهرون قيمًا عالية أو منخفضة للغاية".
على سبيل المثال، كان عدد قليل جدًا من المعمرين لديهم مستوى الجلوكوز أعلى من 6.5 في وقت سابق من الحياة، أو مستوى الكرياتينين أعلى من 125.
بالنسبة للعديد من المؤشرات الحيوية، كان لكل من المعمرين وغير المعمرين قيم خارج النطاق الذي يعتبر طبيعيًا في الإرشادات السريرية. ربما يرجع السبب في ذلك إلى أن هذه الإرشادات تم وضعها بناءً على مجموعة سكانية أصغر سناً وأكثر صحة.
وأكدت الباحثة "عند استكشاف المؤشرات الحيوية المرتبطة باحتمال الوصول إلى سن 100 عام، وجدنا أن جميع المؤشرات الحيوية الـ 12 باستثناء اثنين أظهرت ارتباطا باحتمال بلوغ سن 100 عام. وكان هذا حتى بعد الأخذ في الاعتبار العمر والجنس وعبء المرض".
كان لدى الأشخاص في أدنى المجموعات الخمس من حيث مستويات الكوليسترول الكلي والحديد فرصة أقل للوصول إلى 100 عام مقارنة بأولئك الذين لديهم مستويات أعلى. وفي الوقت نفسه، فإن الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من الجلوكوز والكرياتينين وحمض البوليك وعلامات وظائف الكبد، انخفضت أيضًا فرصة أن يصبحوا معمرين.
من حيث القيمة المطلقة، كانت الاختلافات صغيرة نوعًا ما بالنسبة لبعض المؤشرات الحيوية، بينما بالنسبة للآخرين كانت الاختلافات أكثر جوهرية إلى حد ما.
بالنسبة لحمض البوليك، على سبيل المثال، كان الفارق المطلق 2.5 نقطة مئوية. وهذا يعني أن الأشخاص في المجموعة، التي لديها أقل مستويات من حمض البوليك، كان لديهم فرصة بنسبة 4% للوصول إلى 100 عام بينما في المجموعة ذات مستويات أعلى من حمض البوليك، وصل 1.5% فقط إلى سن 100 عام.
وتقول موديغ "حتى لو كانت الاختلافات، التي اكتشفناها، صغيرة إلى حد ما بشكل عام، فإنها تشير إلى وجود صلة محتملة بين الصحة الأيضية والتغذية وطول العمر الاستثنائي".
وتختم قائلة "ربما لا تكون متابعة قيم الكلى والكبد، وكذلك الجلوكوز وحمض البوليك مع تقدمك في السن، فكرة سيئة".
أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: معمرة فحص الدم الصحة المؤشرات الحیویة حمض البولیک أعلى من
إقرأ أيضاً:
"قرية القابل" بنجران.. موطن أشجار النخيل المعمِّرة والبيوت الطينية العتيقة
تجسِّد "قرية القابل" بنجران قصَّةً نابضةً بالحياة تُبرز تاريخًا عريقًا وثقافة غنيَّة، حيث تعانق أشجار النخيل المعمرة السماء، وتعبِّر البيوت الطينية القديمة فيها عن جوهر الأصالة والهويَّة الثقافية العريقة.
وتتربَّع "قرية القابل" بتراثها الغني، حول الآبار القديمة التي كانت تشكِّل شرايين الحياة في القرية، بدءًا من حدودها الشرقية لمزارع "الحصين" وصولًا إلى حدود "قرية الجربة" في الجهة الغربية، ويحدَّها جنوبًا موقع "الأخدود الأثريِّ" حتى ضفاف "وادي نجران" في الجانب الشمالي، لتنسج بذلك لوحةً فنية تجسد عمق التاريخ وأصالة المكان.
وأوضح لوكالة الأنباء السعودية (واس) رئيس جمعيَّة الآثار والتَّاريخ بنجران (جاتن) محمد آل هتيلة، أن "قرية القابل" تتفرَّد بتاريخها الطَّويل، حيث يعود بناء عدد من قصورها الطينية إلى أكثر من 350 عامًا، وتحتوي على أكثر من 200 بيت طيني، تتفاوت في ارتفاعاتها وتصاميمها وتظهر الفترات الزَّمنية التي شهدت فترات بنائها، وتُبرز جمال الفن المعماري القديم لمنطقة نجران، إضافة إلى الآبار المطويَّة القديمة الَّتي تحيط بها أشجار النَّخيل المعمِّرة؛ ممَّا أضفى جمالًا ورونقًا معماريًا مميزًا، وأسهم في تصنيف القرى بها بصفتها مواقع أثريَّة، من أشهرها قرية "اللِّجام" الَّتي تعدُّ واحدةً من القرى التراثية الـ 34 بمنطقة نجران.
وأشار آل هتيلة إلى أن قرية "اللِّجام" تتميز بقصورها الطينية التي يعود تاريخ بنائها إلى مئات السِّنين، وتحتوي على أكثر من 20 بيتًا طينيًا، تتفاوت في الارتفاعات والتَّصاميم بين طراز البناء القديم والحديث، وتحتفظ بعدد من البيوت العتيقة، المعروفة بـ"الدُّروب"، الشَّامخة بقبابها التاريخية على ضفاف وادي نجران، التي تعزِّز الهويَّة العمرانيَّة، وتبرز عمق الإرث الثقافي الذي تزخر به المنطقة والمملكة بشكل عام.
بدوره أكد أحد سكَّان "قرية القابل" محمد خضير بالحارث، اعتزاز وحرص الأهالي وحفاظهم وترميم بيوتهم الطِّينية، لما تحمله في طيَّاتها من قيمةً تاريخيَّةً كبيرةً، وبين أن قرية "القابل" تحتضن الأنماط المعماريَّة الشَّهيرة للمباني الطينيَّة مثل: "المربَّع"، و"المشولق"، و"المقدَّم"، التي تشكِّل مع مزارع النخيل القديمة هوية مميزة، تتَّسم بتنوُّع أشكالها الهندسية وأحجامها المختلفة، مستعرضًا حدود سوق الخميس القديم والآبار والقرى المحيطة به مثل: "الجديدة"، و"بيحان "، وكذلك أسماء القرى وآبارها القديمة في قرية القابل ومنها "أمُّ الزَّوايا"، و"بهجة "، و"الصُّروف"، و"رقيبة "، و"الزُّجاج"، و"سعيدة" وغيرها من الآبار الشهيرة التي تحمل أسماؤها دلالات تاريخيةً وتعرف بها حتى اليوم.
اخبار السعوديةاخر اخبار السعوديةقرية القابلقد يعجبك أيضاًNo stories found.