أسرى إسرائيل لدى حماس.. هل تقيد خيارات نتنياهو العسكرية في غزة؟
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
غزة- بعد ساعات قليلة من رسالة لـ"أبو عبيدة" الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، حذّر فيها إسرائيل من مقتل أسراها لدى المقاومة إذا أخطأت التقدير بتوسيع دائرة النار.
وكشف أبو عبيدة النقاب، أمس الاثنين، عن مقتل 4 أسرى إسرائيليين واستشهاد آسريهم من كتائب القسام جراء الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على قطاع غزة.
واستبق الناطق في واحدة من إطلالته المتلاحقة منذ إطلاق كتائب القسام عمليتها "طوفان الأقصى"، السبت الماضي، حادثة مقتل الأسرى الإسرائيليين الأربعة، بتوجيه رسالة تحذير لحكومة بنيامين نتنياهو تقول إن "أسراكم موجودون بكل المحاور في غزة، وسيجري عليهم ما يجري على أهالي القطاع، إياكم أن تخطئوا التقدير".
ولم تفصح كتائب القسام عن أعداد الأسرى الإسرائيليين لديها، لكن "أبو عبيدة" أكد أنهم "أضعاف ما يعتقده نتنياهو". وفي حين أعلنت "سرايا القدس" الذراع العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي" أن في قبضتها أكثر من 30 أسيرا إسرائيليا، لم تعلن إسرائيل بعد عن أعداد أسراها في غزة.
عامل حسم
وتقدر أوساط فلسطينية أن ورقة هؤلاء الأسرى والأعداد الكبيرة من القتلى والجرحى في أوساط جيش الاحتلال ومستوطنيه، تشكل "عامل الحسم" في تحديد مجريات المعركة الحالية، وما ستؤول إليه، بالنظر إلى أنها تمثل أسوأ أزمة رهائن وقتلى تمر بها إسرائيل في تاريخ مواجهاتها مع المقاومة الفلسطينية.
واستنادا إلى ما تحققه المقاومة -وفي مقدمتها كتائب القسام- من إنجازات ميدانية لافتة، شدد أبو عبيدة على أن "تهديد غزة وأهلها لعبة خاسرة وأسطوانة مشروخة".
ويبرز هنا سؤال برسم معطيات المعركة وتطورات الميدان مع دخول "طوفان الأقصى" يومها الثالث على التوالي وهو: هل تقيد أعداد الأسرى الإسرائيليين الكبيرة لدى المقاومة حكومة نتنياهو، وتحد من خياراتها للرد على حماس وتوسيع دائرة النار وشن حرب شاملة ضد غزة؟
وعلى مدى الـ15 عاما الماضية، خاضت حماس حروبا كثيرة ومواجهات مسلحة مع إسرائيل كانت في أغلبها دفاعية، ولكنها كانت هذه المرة مغايرة تماما عندما أخذت زمام المبادرة، وشنت هجوما مباغتا، واجتاح المئات من مقاتليها، وتبعهم آخرون من فصائل أخرى ما تسمى بـ"مستوطنات غلاف غزة".
وأوقعت حماس مئات القتلى من جنود الاحتلال ومستوطنيه، وأسرت أعدادا غير معلومة منهم، واقتادتهم إلى غزة.
رد مزلزل
وشكّلت العملية صدمة كبيرة لنتنياهو وأركان حكومته، حيث توعد حماس "بانتقام ساحق"، لكن على ما يبدو أن هذا الوعيد لم يؤثر في الحركة التي تؤكد أن مقاتليها لا يزالون على الأرض يخوضون المواجهات داخل المستوطنات، وأن ردها على الجرائم سيكون "مزلزلا وغير متوقع"، حسب وصف القيادي في الحركة إسماعيل رضوان.
وقال رضوان للجزيرة نت، إن "أسرى العدو وضباطه لدى المقاومة تمثل ورقة من الأوراق الضاغطة على العدو الصهيوني الذي يرتكب المجازر بحق المدنيين باستهدافه الأبراج والمنازل السكنية والمساجد والمنشآت المدنية، في محاولة للتأثير في الحاضنة الشعبية بعدما فشل في مواجهة المقاومة".
وسيكون حجم رد المقاومة على هذه المجازر -وفق تأكيد القيادي في حماس- "مزلزلا وأكبر مما يتوقع العدو الصهيوني"، وحذر الاحتلال من أنه "سيفاجأ من رد المقاومة إذا تمادى في استهداف المدنيين وارتكاب المجازر".
حاضنة شعبية داعمة
وأوضح أن "المقاومة الباسلة ما تزال تخوض المعارك خلف خطوط العدو الصهيوني، وتعمل على خطف المزيد من جنود الاحتلال ومستوطنيه". وقال إن "أكبر تحد للاحتلال هي المقاومة، وليست قضية الأسرى، فالمقاومة مرغت أنفه في الوحل وكسرت هيبته، ومن خلفها حاضنة شعبية داعمة ومتماسكة".
وفي ظل كثافة الغارات الجوية الإسرائيلية وإثر كشف كتائب القسام عن مقتل 4 أسرى إسرائيليين جراء هذه الغارات، حذر رضوان الاحتلال من أنه "قد يتسبب في مزيد من القتلى في أوساط أسراه إذا واصل غاراته على المدنيين والأحياء السكنية في أرجاء قطاع غزة".
وشدد على "أننا مستمرون في هذه المعركة، وهي لا تزال في بداياتها، وتسير وفق الخطة المرسومة لدى المقاومة، وسيبقى يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول يوما مفصليا في الصراع مع الاحتلال الصهيوني وبداية معركة التحرير وتخلده الأجيال".
تغطية الفشل
بدوره، رجح الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق سلمي أن "يستمر الاحتلال في ارتكاب المجازر بحق المدنيين في غزة، سعيا من نتنياهو وأركان حكومته للتغطية على حجم الصدمة وفشلهم الميداني الكبير أمام المقاومة وعجزهم عن الإجابة عن تساؤلات كثيرة لدى الجمهور الصهيوني لتفسير ما حدث".
وبحسب أحدث إحصائية لوزارة الصحة في غزة، استشهد 560 فلسطينيا بينهم عائلات بأكلمها وكثير من النساء والأطفال، وأصيب 2900 آخرون بجروح متفاوتة.
وبشأن مدى قدرة نتنياهو على تنفيذ تهديداته، قال الناطق باسم حركة الجهاد للجزيرة نت "نحن في حرب مفتوحة، والعدو يعاني من أزمة حقيقية خاصة على المستويين الأمني والعسكري".
وأضاف، "ما يستطيع نتنياهو فعله هو ارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين الأبرياء بالقصف الجوي للمنازل الآمنة والأبراج السكنية، في ظل عجز قواته عن مواجهات رجال سرايا القدس وكتائب القسام في الميدان". مشددا على قدرة المقاومة وما تمتلكه من إمكانات تساعدها على مواصلة هذه المعركة حتى النهاية.
خيارات مقيدة
ووضع المحلل السياسي ماجد الزبدة، تهديد نتنياهو بـ"سحق حماس" في سياق "تأثير الصدمة عليه"، وأكد للجزيرة نت أن التهديد بعملية برية وإعادة احتلال غزة "غير واقعي بالنظر إلى وجود أكثر من 50 ألف مسلح للمقاومة وأنفاقها وقدرات بات الاحتلال يدركها بعد طوفان الأقصى".
ورأى في الأعداد الكبيرة للأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة "ورقة ضغط كبيرة على نتنياهو من قبل العوائل والجمهور الإسرائيلي، وأن أي عملية برية أو واسعة النطاق في غزة تعزز من فرضية قتلهم أسوة بالحدث الذي أعلنته كتائب القسام عن مقتل 4 من هؤلاء الأسرى".
ويوضح الزبدة أن ما يرجح من هذه الفرضية وتكرار هذا الحدث، أن "المقاومة لا تستطيع التحفظ على الأعداد الكبيرة من الأسرى في مكان واحد، وتوزيعهم على مناطق عدة في قطاع غزة الصغير يجعلهم معرضين للقتل مع كثافة الغارات الجوية، الأمر الذي يشكل ضغطا على نتنياهو، ويحد من خياراته في خوض حرب مفتوحة وشاملة مع غزة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: لدى المقاومة کتائب القسام أبو عبیدة فی غزة
إقرأ أيضاً:
بعد عملية القسام.. تعرف على الفرق بين عملاء الاحتلال والمستعربين / فيديو
#سواليف
أعادت مشاهد بثتها #كتائب_القسام -الجناح العسكري لحركة #المقاومة_الإسلامية ( #حماس )- لاستهداف مجموعة متخفية شرقي مدينة #رفح جنوبي قطاع #غزة، النقاش حول الفرق بين #المستعربين و #عملاء_الاحتلال، وتسليط الضوء على أدوار خفية ترتبط بالمشهد الأمني في القطاع، خاصة في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل.
عملية القسام التي قالت إنها استهدفت فيها قوة من المستعربين جنّدهم الاحتلال في غزة تسلط الضوء على ملف العملاء والمستعربين ونظرة المجتمع الفلسطيني لهما.. ما الفرق بينهما؟ وما تأثيرهما في المشهد الأمني؟
تقرير: صهيب العصا pic.twitter.com/MOUXoc3ECq
وفي تقرير لقناة الجزيرة، سلط الزميل صهيب العصا الضوء على الفروق الدقيقة بين فئتين ظلّ تأثيرهما حاسما في معارك الوعي والميدان، وهما “المستعربون” و”العملاء”، فبينما يجمع الطرفان القاسم المشترك في التخفي، تباينت طبيعة المهام والانتماء والمسؤوليات تباينا واضحا.
مقالات ذات صلة تثبيت سعر البنزين اوكتان 90 وتخفيض الـ 95 والسولار 2025/05/31فالمستعربون، وفق التقرير، هم #عناصر_أمن #إسرائيليون يتقنون اللغة العربية ويتمتعون بملامح قريبة من ملامح العرب، ويُرسَلون إلى داخل المجتمعات الفلسطينية بملابس مدنية.
ويعمل المستعربون في الخفاء بين المتظاهرين أو في الأسواق أو حتى بين المقاومين أنفسهم، لتنفيذ عمليات تستهدف الاعتقال أو التصفية ضمن وحدات خاصة تتبع الجيش أو الشرطة الإسرائيلية.
في المقابل، يشير التقرير إلى أن العملاء هم فلسطينيون تم تجنيدهم لصالح الاحتلال، إما بالإغراءات المالية وإما تحت التهديد والابتزاز.
ولا يرتدي العملاء الأقنعة، كما أنهم لا يحتاجون إلى التنكر، لكن وظيفتهم الأساسية غالبا تقتصر على جمع المعلومات، سواء عن البنية الاجتماعية أو عن تحركات المقاومة.
ويوضح العصا أن الفرق الجوهري يكمن في أن المستعربين ينفذون عمليات ميدانية معقدة بعد تدريب مكثف، في حين يبقى دور العملاء محصورا في توفير المعلومات. كما أن تبعيتهم تختلف، فبينما ينتمي المستعربون إلى الأجهزة الأمنية الرسمية، يتبع العملاء ضباط المخابرات الذين يتولون تجنيدهم وتشغيلهم.
تجارب سابقة
ويُبرز التقرير أيضا تجارب سابقة في هذا السياق، مشيرا إلى تجنيد إسرائيل العملاء في أكثر من ساحة، ليس في فلسطين فقط، بل أيضا في لبنان، حيث شكّل “جيش لحد” نموذجا لواحدة من كبرى عمليات التعاون الأمني المحلي مع الاحتلال في سياق خارج حدود الأرض المحتلة.
وفي قطاع غزة، ظلّت المقاومة على قناعة بأن الاحتلال لن يستطيع العمل دون شبكة من العملاء، ومن هذا المنطلق، اتبعت حماس سياسة مزدوجة تجاههم، جمعت بين العفو عن المتعاونين الذين يسلمون أنفسهم طوعا، وبين تنفيذ أحكام رادعة بحق من تثبت إدانتهم، خاصة في أوقات التصعيد.
وفي سياق الحرب الدائرة حاليا، عادت هذه الملفات إلى الواجهة من جديد، إذ كشف مصدر أمني في المقاومة للجزيرة أن المجموعة التي استُهدفت شرقي رفح لم تكن وحدة إسرائيلية نظامية من المستعربين، بل “شبكة من العملاء المحليين” الذين يعملون ضمن ما وصفها بـ”عصابة يتزعمها ياسر أبو شباب”، وتُجنَّد لتنفيذ مهام ميدانية لصالح الاحتلال.
وأوضح المصدر أن هذه المجموعة عملت على تمشيط المناطق المحاذية للحدود، وتورطت في رصد تحركات المقاومين، إضافة إلى التورط في نهب المساعدات الإنسانية.
وشدد على أن المقاومة تتعامل معهم بصفتهم “جزءا من الاحتلال”، ولن يُنظر إليهم بوصفهم عناصر مدنية أو محمية مهما حاولوا إخفاء تبعيتهم.
وتظل ملفات التجسس والتغلغل الاستخباري تمثل تحديا أمنيا مستمرا للمقاومة، خاصة مع محاولات الاحتلال المستمرة لزعزعة الاستقرار الداخلي عبر أدوات من داخل المجتمع، في وقتٍ تتسع فيه دوائر المواجهة على أكثر من جبهة.