لم تتوقف عمليات الإبادة الجماعية التي يقوم بها الجيش الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني منذ عام 1948؛ لكن الثابت أن أشرسها مستمر منذ تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2023. والهدف من كافة تلك العمليات الإجرامية الممنهجة هو تقتيل أكبر عدد من الفلسطينيين وتهجير ما تبقى منهم من وطنهم الوحيد فلسطين، هذا جنبا إلى جنب مع إبادة أصل الحكاية؛ ونقصد هنا المخيمات الفلسطينية وساكنيها من اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، حيث يعتبر المخيم بطبيعة الحال الشاهد الدولي على نكبة عام 1948 وما أسفر عنها من تهجير 850 ألف فلسطيني إلى خارج وطنهم بقوة المجازر الصهيونية المنظمة.
حواضن المقاومة
يستمر الجيش الصهيوني بعمليات الإبادة الجماعية في قطاع غزة والضفة الغربية لما فيها القدس؛ لكن تتركز عمليات الإبادة بحق المخيمات القائمة هناك، والتي تعتبر بدورها الحواضن الرئيسة للفصائل والمقاومة والانتفاضات والهبات الفلسطينية ضد المحتل الصهيوني. تعتبر المخيمات الفلسطينية الشاهد الحي على النكبة، واللاجئون الفلسطينيون القاطنون داخلها وخارجها هم أصل الحكاية، حيث أدت المجازر الصهيونية إلى طرد 850 ألف فلسطيني من أرضهم حتى الخامس عشر من أيار/ مايو 1948؛ كانوا يشكلون 61 في المائة من إجمالي مجموع الشعب الفلسطيني آنذاك والبالغ 1.4 مليون فلسطيني.
تستهدف المخيمات من قبل إسرائيل حتى اللحظة الراهنة، وترتكب بحق اللاجئين أبشع المجازر وعمليات الإبادة الجماعية، بغرض طمس وتغييب الشاهد الحقيقي للمخيم؛ وهو خزان الثورة المستمرة بغرض عودة اللاجئين إلى قراهم ومدنهم وأرضهم المحتلة منذ أكثر 76 عاما
وقد ساهم اللاجئون الفلسطينيون في كافة أماكن تواجدهم وبشكل خاص المخيمات في انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة عام 1965، وانخرطوا في الكفاح الوطني بكافة الوسائل المتاحة أملا بتحرير وطنهم والعودة، ولهذا استهدفت وتستهدف المخيمات من قبل إسرائيل حتى اللحظة الراهنة، وترتكب بحق اللاجئين أبشع المجازر وعمليات الإبادة الجماعية، بغرض طمس وتغييب الشاهد الحقيقي للمخيم؛ وهو خزان الثورة المستمرة بغرض عودة اللاجئين إلى قراهم ومدنهم وأرضهم المحتلة منذ أكثر 76 عاما خلت.
الكفاح الوطني
يلحظ المتابع لتطورات القضية الفلسطينية مشاركة اللاجئين الفلسطينيين، سواء في مناطق عمليات الأونروا الخمس وخارجها، في مصر والعراق، في كافة مراحل الكفاح الوطني الفلسطيني وأصبح عدد كبير منهم قادة ورموزا وطنية في إطار فصائل المقاومة الفلسطينية، كما شارك اللاجئون في الضفة والقطاع بزخم كبير خلال الانتفاضتين الأولى والثانية وسقط خلالهما المئات بين شهيد وجريح وأسير.
تدير وكالة الأونروا 59 مخيما في مناطق عملياتها الخمس، الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة. وصل إجمالي سكان الضفة الغربية بما فيها القدس خلال العام 2025 إلى أكثر ثلاثة ملايين ونصف المليون فلسطيني، ويشكل اللاجئون 26 في المائة من عدد السكان، ويعيش ربع اللاجئين في الضفة في 19 مخيما رسميا، ويقطن الآخرون في خمسة مخيمات غير معترف بها رسميا من قبل الأونروا، كما يتوزعون في مدن وقرى الضفة الغربية، في حين وصل عدد سكان غزة إلى 2.3 مليون فلسطيني، 76 في المائة منهم من لاجئي 48، ويتركز 53 في المائة منهم ثمانية مخيمات بائسة وباتت شبه مدمرة بفعل عمليات الإبادة الجماعية التي تقوم بها العصابة الإسرائيلية ضد الحجر والبشر على حد سواء، ويتوزع الباقون على القرى والمدن والأحياء في القطاع.
ويعتبر مجتمع اللاجئين في الضفة والقطاع فتيا نظرا لكون الأطفال دون الخامسة عشرة من العمر يشكلون أكثر من خمسين في المائة، وتعتبر الكثافة السكانية في مخيمات غزة الأعلى في العالم.
رصيد استراتيجي
رغم عمليات الإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني والتي طالت عشرات الآلاف من الفلسطينيين، غالبيتهم من الأطفال والشيوخ والنساء، إلا أنها لم تستطع تحقيق هدفها الأهم هو تهجير ما تبقى من فلسطينيين في وطنهم الوحيد فلسطين؛ حيث تشير الحقائق أن نصف مجموع الشعب يتركز داخل فلسطين التاريخية بمساحتها البالغة 27009 كيلومترات مربعة، أي حوالي 7.5 مليون فلسطيني، وهذا رصيد استراتيجي ديموغرافي مهم للشعب الفلسطيني.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء الفلسطيني المخيمات اللاجئين إسرائيل إسرائيل فلسطين لاجئين مخيمات ابادة قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة مقالات مقالات مقالات صحافة رياضة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عملیات الإبادة الجماعیة الضفة الغربیة فی المائة من
إقرأ أيضاً:
القاهرة الإخبارية: آلاف الأطفال في غزة يواجهون برداً قارساً بعد غرق المخيمات
قال يوسف أبو كويك، مراسل القاهرة الإخبارية، إن الوضع الإنساني في غزة أصبح كارثياً بسبب غرق العديد من المخيمات بفعل الأمطار والسيول.
وأضاف أن هذه الأسر التي فقدت منازلها وخيامها تعيش حالياً في ظروف قاسية، حيث لا تتوفر لهم الفراشات أو الأغطية أو الوسائد، وأن بعضهم يحاول البقاء في خيام نجت قليلاً من الغرق لكنها لا توفر التدفئة اللازمة.
وأشار أبو كويك ، خلال رسالة له على الهواء ، إلى أن هذه الخيام لا تعد مأوى آمناً ولا توفر أدنى احتياجات الإنسان، مؤكداً أن استمرار الحصار والإغلاق الإسرائيلي يزيد من تفاقم الأزمة، لافتاً إلى أن درجات الحرارة ستنخفض أكثر خلال ما يسمى محلياً بـ"فترة الأربعينية"، والتي تبدأ في نهاية ديسمبر وتستمر حتى نهاية يناير، حيث قد تنخفض الليالي إلى أقل من 10 درجات مئوية، ما يجعل حياة الأطفال الذين يعيشون في المخيمات صعبة للغاية.
وأوضح المراسل أن الأطفال حديثي الولادة يعانون أيضاً من نقص وسائل التدفئة، مشيراً إلى مشهد مأساوي لطفلة تمشي في مستنقع من المياه بعد أن ابتلت خيمتها، وهي صورة مصغرة لما يحدث في مخيمات دير البلح وخان يونس وشمال القطاع، حيث غرقت جميع الخيام وتم نقل الأهالي إلى أماكن مجهولة حفاظاً على حياتهم.
وأكد أبو كويك أن الوضع الإنساني في غزة يتطلب تدخلاً عاجلاً لتوفير المأوى والتدفئة والمواد الأساسية للأطفال والعائلات، محذراً من تكرار هذه المأساة مع استمرار الظروف المناخية القاسية ونقص المساعدات.
اقرأ المزيد..