تفاصيل مثيرة عن بداية هجوم حماس.. أبراج الاتصالات "أول هدف"
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
شن مسلحو حماس هجمات منسقة على عدد من أبراج الاتصالات المتواجدة قرب حدود غزة، في عملية وصفتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية بـ"الأكثر تطورا حتى الآن لتعطيل البنية التحتية في المنطقة".
ويبدو أن استهداف هذه الأبراج كان ضروريا بالنسبة لحماس، تمهيدا لعمليات تسلل غير مسبوقة إلى الداخل الإسرائيلي وشن هجمات أدت إلى أكثر من 1200 قتيل.
وقالت الصحيفة إن حماس استهدفت، صباح السبت، 4 أبراج اتصالات وأبراج مراقبة أخرى قرب غزة، وذلك ضمن المرحلة الأولى من هجومها عبر الحدود على إسرائيل.
وأظهرت لقطات فيديو نشرها الجناح العسكري لحركة حماس على الإنترنت يوم السبت، طائرة من دون طيار تحلق بالقرب من برج اتصالات، قبل أن تسقط ذخيرة متفجرة بدائية الصنع على مولدات كهربائية في قاعدة البرج.
ورصد الفيديو أيضا دخانا كثيفا يتصاعد من المكان، في أعقاب الهجوم على ما يبدو.
وذكرت "نيويورك تايمز" أن تحليل الفيديو يكشف أن البرج تعرض للقصف بعد وقت قصير من بدء حماس إطلاق الصواريخ على إسرائيل.
كما أظهرت صور الأقمار الاصطناعية 3 أبراج أخرى، تقع على مسافة تتراوح بين كيلومترين و4 كيلومترات على طول حدود إسرائيل مع غزة، وهي تحترق، في حدود الساعة 11:31 من صباح السبت بالتوقيت المحلي.
وقال الخبير في الاستراتيجيات العسكرية مايكل أرمسترونغ، إن هذه الأبراج قد تستخدم لعدة أغراض، أبرزها مراقبة الحدود ونقل واستقبال الاتصالات والبيانات العسكرية.
وأضاف: "حماس على الأرجح استهدفت هذه الأبراج لتحجب الرؤية عن القادة الإسرائيليين وتمنع الاتصال بين وحداتهم".
كما أوضح مسؤول أميركي سابق في وزارة الدفاع، أن ارتفاع هذه الأبراج وقربها من الحدود يشير إلى أنها كانت تستخدم لمراقبة سكان غزة.
أحدث تطورات وتداعيات هجمات غزة
بدأ التصعيد بإطلاق حركة حماس عشرات الصواريخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل. أعلن بعدها الجيش الإسرائيلي أن عددا من المسلحين الفلسطينيين تسللوا إلى إسرائيل من قطاع غزة. ردا على ذلك، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية باسم "السيوف الحديدية"، ضد حماس في قطاع غزة. ما تزال المواجهات بين المسلحين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية مستمرة. فلسطين: حصيلة القتلى في غزة والضفة الغربية ارتفعت إلى 921 شخصا، الأربعاء، وإصابة أكثر من 4600. إسرائيل: ارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين منذ صباح السبت إلى أكثر من 1200 قتيل، فضلا عن أكثر من 2700 مصاب. أعلنت عدة دول تنظيم "رحلات خاصة" لإجلاء رعاياها من إسرائيل. منظمة الصحة العالمية: مصر ستسمح للمنظمة باستخدام معبر رفح لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات إسرائيل الإنترنت الهجوم حماس الأقمار الاصطناعية الأبراج غزة أخبار إسرائيل أخبار فلسطين أخبار عربية أخبار العالم أبراج الاتصالات البنية التحتية حماس إسرائيل الإنترنت الهجوم حماس الأقمار الاصطناعية الأبراج غزة أخبار فلسطين هذه الأبراج قطاع غزة أکثر من
إقرأ أيضاً:
أصوات الجوع في زمن الهدنة .. غزة تحت وطأة الانتظار| تفاصيل
وسط المدافع ورائحة الموت، تعيش أيام غزة ثقيلة ومثقلة بالدماء، على وقع حرب دامية اندلعت عقب الهجوم الذي نفذته حركة حماس على جنوب إسرائيل في أكتوبر 2023.
ومنذ ذلك الحين، لا تزال دوامة العنف مستمرة، حيث يتفاقم الدمار وتتزايد أعداد الضحايا يوما بعد يوم، قتلا بالقصف أو خوفا أو جوعا.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطينى: "بينما يشغل التصعيد المتصاعد بين إيران وإسرائيل أنظار العالم، وتتصاعد التحذيرات من اندلاع حرب إقليمية كبرى، ترتكب في غزة جريمة إبادة جماعية بصمت مروع، وهذه الجريمة لا تتوقف، بل تتفاقم يوما بعد يوم، مستفيدة من انشغال العالم وتجاهل الإعلام الدولي المتزايد".
وأضاف أبو لحية- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن في غزة، الجوع ينهش أجساد الأطفال والنساء وكبار السن، وسط انهيار شامل للمنظومة الصحية.
وأشار أبو لحية: "المستشفيات القليلة التي ما زالت قائمة، أصبحت عاجزة عن تقديم الحد الأدنى من الرعاية، إما بسبب تعرضها للقصف أو بسبب نفاد الأدوية والمستلزمات الطبية آلاف الجرحى، بينهم أطفال فقدوا أطرافهم، تركوا يواجهون الموت البطيء، بعد منعهم من السفر لتلقي العلاج".
وتابع: "وفي موازاة هذا الواقع المأساوي، تتواصل سياسات التهجير القسري الممنهج، تجبر العائلات على التنقل من منطقة إلى أخرى، في مشهد يشبه الترحيل الجماعي المنظم، وما إن تعلن منطقة ما "آمنة"، حتى تتحول لاحقا إلى هدف مباشر للقصف، لتبقى العائلات الفلسطينية دون مأوى، ودون أي شعور بالأمان".
وفي السياق نفسه، أعلن الدفاع المدني في غزة، أمس الثلاثاء، مقتل 51 شخصا منذ ساعات الفجر بنيران الجيش الإسرائيلي، معظمهم سقطوا قرب مركزين لتوزيع المساعدات في وسط وجنوب القطاع المنهك.
وأوضح مستشفى العودة أنه استقبل ما لا يقل عن 21 قتيلا ونحو 150 جريحا، بينهم 62 إصابة خطرة، نتيجة نيران إسرائيلية استهدفت المدنيين قرب جسر وادي غزة.
من جانبه، رصد الجيش الإسرائيلي تجمع للمواطنين في منطقة قريبة من قواته العاملة في ممر نتساريم وسط القطاع، مشيرا إلى تلقيه تقارير أولية عن إصابات بنيرانه، وأن التفاصيل لا تزال قيد المراجعة.
وشهادات الناجين رسمت صورة مروعة. يقول ربحي القصاص، أحد الناجين: "تجمعنا قرابة 50 ألف شخص قرب مفترق نتساريم.. خدعنا الإسرائيليون بدعوتنا للدخول إلى مركز توزيع الغذاء، ثم أطلقوا النار علينا بشكل عشوائي.. الشوارع امتلأت بالجرحى والقتلى فقط من أجل لقمة العيش".
وتابع متسائلا: "إلى متى سيبقى الناس على هذا الحال؟ نريد حلا لهؤلاء الضحايا الذين يموتون بلا سبب".
وأكدوا أخرين، أن الجيش الإسرائيلي أطلق الرصاص والقذائف المدفعية، بالتزامن مع هجمات بالطائرات المسيرة، مستهدفا الحشود التي كانت تنتظر المساعدات عند مفترق نتساريم.
في ظل الحديث الدولي عن جهود للتهدئة بين إسرائيل وإيران، عبر فلسطينيون عن أمنيتهم أن تنعكس هذه الهدنة على غزة أيضا، لكن واقع الحال يقول غير ذلك. فبدلا من بوادر التهدئة، ألقى الجيش الإسرائيلي منشورات في عدة مناطق من شمال القطاع تدعو السكان إلى مغادرة منازلهم والتوجه جنوبا، ما اعتبر تمهيدا لتجدد العمليات العسكرية.
والجيش الإسرائيلي حذر السكان قائلا: "العودة إلى مناطق القتال تمثل خطرا على حياتكم"، في مؤشر واضح على نوايا التصعيد.
في المقابل، كشفت مصادر مقربة من حركة حماس لوكالة رويترز عن وجود جهود جديدة لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار مع إسرائيل، وأكدت حماس أنها منفتحة على أي مبادرات تؤدي إلى إنهاء الحرب وضمان انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، وهو مطلب ترفضه تل أبيب.
وأبدت الحركة استعدادها لإطلاق سراح الرهائن المتبقين كجزء من اتفاق شامل، في حين تصر إسرائيل على أن أي نهاية للحرب يجب أن تشمل نزع سلاح حماس وتفكيك بنيتها العسكرية، وهو ما ترفضه الحركة بشكل قاطع.
ووفقا لوزارة الصحة التي تديرها حماس، فقد أدت الهجمات الإسرائيلية إلى مقتل نحو 56 ألف فلسطيني، ونزوح شبه كامل لسكان القطاع، وسط تفش مروع للجوع والانهيار الكامل للبنية التحتية والخدمات الأساسية.