جريدة الوطن:
2025-06-03@18:07:28 GMT

توقعات ما بعد مرحلة مستعمرات الغلاف

تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT

توقعات ما بعد مرحلة مستعمرات الغلاف

كتبَتْ فصائل المقاومة الفلسطينيَّة، بمعظم تشكيلاتها الفدائيَّة المُسلَّحة، ملحمةً خالدة في تاريخ الكفاح الوطني التحرُّري للشَّعب العربي الفلسطيني، عِندما توحَّدت قواها على الأرض، وخاضت معًا معركة الاقتحام للعديد من مُستعمرات ما يُسمَّى «الغلاف» أي المُستعمرات المُحيطة بقِطاع غزَّة، وعلى تخوم المنطقة الفاصلة بَيْنَ الأرض المحتلَّة عام 1948، والأرض المحتلَّة عام 1967.


مشاهد الوقائع التي سجَّلها الشَّعب الفلسطيني قَبل أيَّام في قِطاع غزَّة، أعادت تنشيط ذاكرتي عِندما كنَّا في بيروت أثناء الحصار صَيْف العام 1982، حين صعدنا، عشرات المقاتلين الفدائيِّين الشبَّان والمَدنيِّين من المواطنين، على عددٍ من آليَّات جيش الاحتلال التي سيطرنا عَلَيْها في مواجهات ومعارك جنوب بيروت، وتمَّ سحبُها إلى داخل مناطق في بيروت الغربيَّة.
وقائع الصمود والثبات تكرَّرت الآن بعد زمن مضى من حصار بيروت، فما جرى في القِطاع وعلى جبهة الاشتباك مع جيش الاحتلال وفرار المستوطنين، كان الردُّ المناسب على ما يجري من اقتحامات من قِبل عصابات المستوطنين لباحات الأقصى، والتنكيل بالمرابطين والمرابطات على أرضه. فكانت الرسالة صارخةً وواضحة بأنَّ الأقصى والضفَّة الغربيَّة والقِطاع أرض واحدة وقضيَّة واحدة، كما الأرض المحتلَّة عام 1948، وبالتَّالي لَنْ تُتركَ القدس وحيدة أمام غول التنكيل والتهويد، على يَدِ المستوطنين القادمين من أصقاع العالَم إلى فلسطين، وبحماية جيش الاحتلال، وبقيادة الوزير المهووس إيتمار بن جفير رئيس ما يُسمَّى «الحرس القومي».
إنَّ مرحلة ما بعد المواجهات الأخيرة على القِطاع ستكُونُ بالضرورة قاسية، فجيش الاحتلال، وبقيادة أركانه وحكومة المتطرِّفين بقيادة نتنياهو، لَنْ يتركوا القِطاع دُونَ ضرباتٍ قَدْ تكُونُ قاسية، خصوصًا من سلاح الجوِّ، بعد أن مَرَّغَ الفلسطينيون أنف جيش الاحتلال في التراب.
الضربات المتوقعة، وإن كانت مؤلمة بحقِّ فلسطين وشَعبها، لَنْ تدفعَ الفلسطينيِّين للرضوخ في ظلِّ هرولة المكُّوك السِّياسي بَيْنَ بعض العواصم الإقليميَّة وبإشراف من واشنطن في أيِّ جهد لاحتواء الموقف تحت عنوان «تهدئة» أو «هدنة» أو …إلخ.
المكُّوك السِّياسي الذي اعتدْنا على نشاطه وحركته بعد كُلِّ عدوان على القِطاع أو الضفَّة الغربيَّة، سيُواجِه الآن صعوبات كبيرة بعد أن أصبحَ بِيَدِ الفصائل والقوى الفلسطينيَّة أعداد وافرة من جنود جيش الاحتلال، والذين لا مجال لإطلاقهم دُونَ صفقات تبادل كبيرة مقابل تحرير كُلِّ الأسرى الفلسطينيِّين من سجون الاحتلال.
وأغْلَبُ الظَّن، ستكُونُ شروط «التهدئة» أو «الهدنة» هذه المرَّة مغايرة تمامًا عن المرَّات السَّابقة، وعلى رأسها البدء بخطوات عمليَّة من قِبل الاحتلال لفكِّ الحصار عن قِطاع غزَّة، والكفِّ عن ممارساته وتشجيعه لحالة انفلات المستوطنين في القدس والاعتداء على الأقصى والمُصلِّين.
إنَّ المرحلة الآتية صعبة، وقَدْ تكُونُ حبلى بالتطوُّرات، فالفعل الكفاحي الفلسطيني، وبالرغم من الحالة العربيَّة التي لا تسرُّ صديقًا، إلَّا أنَّ الشَّعب الفلسطيني ما زال يمتلك مخزونًا هائلًا من الإرادة الفولاذيَّة، ومن إرادة المواجهة، والتمسُّك بحقوقه الوطنيَّة كاملة، حتَّى لو طال أمَدُ الصراع مع الاحتلال.

علي بدوان
كاتب فلسطيني
عضو اتحاد الكتاب العرب
دمشق ـ اليرموك
ali.badwan60@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: جیش الاحتلال الق طاع

إقرأ أيضاً:

قلب الأرض يخبئ مخزونا من الذهب يتسرب نحو السطح

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشفت دراسة جديدة أن الذهب والمعادن الثمينة الأخرى تتسرب من نواة الأرض إلى الطبقات العليا، لتصل في النهاية إلى السطح أثناء تكوّن الجزر البركانية مثل هاواي.

تأتي هذه النظرية نتيجة لتحليل استمر ثلاث سنوات لصخور البازلت في هاواي، والتي تشكلت أصلاً من أعمدة تتكونّ من الصهارة تصعد من قاع المحيط. 

أشارت الأدلة المتمثلة بوجود معادن ثقيلة في الصخور البركانية إلى احتمال تأكيد شك لطالما راود الجيولوجيين، مفاده أن نواة الأرض المنصهرة ليست معزولة، بل يحتمل أنها تنزف إلى الغلاف الصخري، وهو الطبقة الواقعة بين القشرة الرقيقة للأرض والنواة.

صرح نيلس ميسلينغ، وهو عالم الجيوكيمياء في جامعة غوتنغن بألمانيا والمؤلف الرئيسي للتقرير الذي نُشر بتاريخ 21 مايو/ أيار في دورية "Nature" أنه "قبل حوالي 40 عاماً، ظهرت النظرية التي تقول إن النواة قد تكون تفقد بعض المواد لصالح الغلاف الصخري، لكن الإشارات التي حصلنا عليها حتى الآن كانت غير واضحة تمامًا. أما الآن، لدينا أول دليل قوي على أن جزء من النواة يصل فعلاً إلى الغلاف الصخري".

كان العلماء يعلمون بالفعل أن غالبية كمية الذهب على كوكب الأرض، أي أكثر من 99.95% بحسب ما ذكره ميسلينغ، تتواجد في النواة المنصهرة، إلى جانب عناصر ثقيلة أخرى مثل البلاتين. 

خلال بدايات تكونّ الأرض، حين كانت النيازك تصطدم ببعضها البعض، تكوّن مستودع من هذه المعادن الثمينة مع تشكّل النواة قبل حوالي 4.5 مليار سنة.

عينة من البازلت مأخوذة من بحيرة كيلاويا إيكي للحمم البركانية، التي ثارت في عام 1959. ووجد التحليل أن صخور الحمم البركانية في هاواي تحتوي على أثر ضئيل من لب الأرض.Credit: Nils Messling

لكن هذه الدراسة أوضحت أن كمية صغيرة على الأقل من هذا الذهب قد وصلت إلى السطح، وإذا استمر هذا التسرب، فقد يشق المزيد والمزيد من هذا المعدن الثمين طريقه من مركز الأرض إلى القشرة في المستقبل.

قال ماتياس فيلبولد، وهو أستاذ في جامعة غوتنغن وأحد المشاركين بإعداد الدراسة، في بيان: "نتائجنا لا تُظهر فقط أن نواة الأرض ليست معزولة كما كنا نعتقد، بل يمكننا الآن أيضًا إثبات أن كميات هائلة من مواد الغلاف الصخري فائقة السخونة، تصل إلى مئات آلاف المليارات من الأطنان من الصخور، وتنشأ عند حدود النواة والغلاف الصخري، وتصعد إلى سطح الأرض لتكوّن جزرًا محيطية مثل هاواي".

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تتسبب بتوقّف 52.6% من المنشآت الاقتصادية شماليّ الضفة الغربيّة
  • الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني تُدين مجزرة الاحتلال في نقاط توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية
  • مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى وقرية خلة الضبع تخلو من سكانها
  • اعتقالات واقتحامات بنابلس والخليل وتصاعد اعتداءات المستوطنين
  • مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى مجددًا
  • مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي
  • مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي
  • مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى ويؤدون طقوسا تلمودية وجولات استفزازية
  • مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى ويؤدون طقوسا تلمودية عند أبوابه
  • قلب الأرض يخبئ مخزونا من الذهب يتسرب نحو السطح