تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر بحق العائلات الفلسطينية في قطاع غزة لليوم السادس على التوالي، في حين أكد متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن الهجوم العسكري على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يركز على القضاء على كبار قادة الحركة بما في ذلك رئيسها يحيى السنوار.

وأفاد سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة -للأناضول- بأن إسرائيل ارتكبت قرابة 30 مجزرة ضد عائلات فلسطينية خلال حربها على القطاع منذ السبت الماضي، تسببت في استشهاد المئات، جلهم من النساء والأطفال، آخرها بحق عائلة شهاب وراح ضحيتها 31 شهيدا وعشرات الجرحى.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة الشهداء منذ السبت الماضي وحتى عصر اليوم الخميس إلى 1417 شهيدا إضافة إلى إصابة 6268 آخرين، وأضافت أنها سجلت سقوط 447 شهيدا من الأطفال و248 شهيدة نتيجة عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزة.

وحذرت الوزارة من أن تأخر الاستجابة لنداء الإغاثة يجعل قطاع غزة مقبرة جماعية، في حين أكدت المنظمات الإغاثية الدولية أن شريان الحياة في غزة بدأ يتلاشى، وحان وقت حماية الإنسانية هناك.

وأضاف معروف أن الاحتلال دمر عشرات المباني السكنية والأبراج، في منطقة الكرامة (شمال) ومخيم الشاطئ (غرب) والبريج (وسط) ومدن رفح وخان يونس (جنوب) ودير البلح (وسط)، وذلك بواقع 752 مبنى سكنيا بينهم 2835 وحدة (شقة) هُدمت بشكل كلي، و32 ألف وحدة تضررت أضرارا بليغة، منها 1791 وحدة غير صالحة للسكن، بينما تم تدمير 42 مقرا حكوميا وعشرات المرافق والمنشآت العامة، كما ألحق القصف الإسرائيلي دمارا بـ 89 مدرسة، 9 منها لم تعد صالحة للعمل، و11 مسجدا.


إسرائيل تتوعد

وأكد متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الخميس أن الهجوم العسكري على حماس يركز على القضاء على كبار قادة الحركة الإسلامية في قطاع غزة بما في ذلك رئيسها يحيى السنوار، وقال إن الجيش يستعد لهجوم بري يستهدف نشطاء حماس في قطاع غزة وفي انتظار قرار رسمي.

وقال ريتشادر هيخت لصحفيين "نحن نركز الآن على القضاء على قيادتهم العليا ليس فقط القيادة العسكرية بل الحكومية أيضا وصولا إلى السنوار"، مشيرا الى أنهم "مرتبطون مباشرة" بالعملية غير المسبوقة التي شنتها حماس على إسرائيل قبل 6 أيام، وأضاف "ننتظر ما ستقرره قيادتنا السياسية بشأن هجوم بري محتمل".

وتحدث كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري لصحفيين عن خطط الجيش ضد حركة حماس الهادفة إلى "سحق قدرة حماس على العمل"، مشددا على أن "كل من يقترب من السياج الحدودي سيقتل".

وقال هيخت "نجهز أنفسنا للمراحل القادمة من الحرب ونستعد لخطط طوارئ عملياتية متعددة"، مشيرا إلى أن العملية المحتملة "قد تكون من الجو أو من البحر والجو".

وفرضت إسرائيل حصارا مطبقا على قطاع غزة وقطعت إمدادات الكهرباء والمياه والوقود، وقال وزير الطاقة الإسرائيلي إسرائيل كاتس في وقت سابق الخميس إن الإمدادات لن تستأنف قبل تحرير الأسرى المحتجزين في قطاع غزة.


المقاومة ترد

في المقابل، جددت فصائل المقاومة الفلسطينية قصفها الصاروخي لمواقع ومدن إسرائيلية عدة بينها تل أبيب، وعسقلان، وبئر السبع، وحيفا.

وذكرت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أنها قصفت "بيت شيمش"، غرب القدس المحتلة، بدفعة صاروخية، وسبق ذلك دفعات من الصواريخ نحو مدينة سديروت التي قالت الكتائب إنها تلقت 50 صاروخا كما تعرضت قاعدة "رعيم" العسكرية الإسرائيلية لدفعة من الصواريخ، وأدى ذلك إلى وقوع خسائر في الأرواح والممتلكات.

من جهتها، قالت الإذاعة الإسرائيلية إن صواريخ سقطت في مناطق شرق الخضيرة، وفي منطقة "كفار يونا" شرق نتانيا، وبلدة قلنسوة في المثلث، وفي الأطراف الشمالية للضفة الغربية، وذكرت أن حماس أطلقت حتى الآن أكثر من 5 آلاف صاروخ على إسرائيل.

وارتفع عدد الإسرائيليين القتلى منذ بداية عملية طوفان الأقصى إلى أكثر 1300 قتيل، كما كشفت كتائب القسام عن مقتل 4 أسرى إسرائيليين لديها جراء الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على قطاع غزة.

ولم تفصح كتائب القسام عن أعداد الأسرى الإسرائيليين لديها، لكن "أبو عبيدة" – المتحدث باسم كتائب القسام- أكد أنهم "أضعاف ما يعتقده نتنياهو".

وفي حين أعلنت "سرايا القدس" الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي أن في قبضتها أكثر من 30 أسيرا إسرائيليا، لم تعلن إسرائيل بعد عن أعداد أسراها في غزة.

وفي سياق متصل، دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الخميس، الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة إلى "النفير العاجل" والتصدي للجيش والمستوطنين الإسرائيليين.

وقالت الحركة قالت في بيان "نهيب بجماهير شعبنا الفلسطيني العظيم ومقاومينا الأبطال، وكل من يستطيع حمل الحجر والسكين والسلاح، النفير العاجل والتصدي لجيش الاحتلال وقطعان مستوطنيه الذين يغيرون ويعتدون على قرانا في أنحاء الضفة الغربية المحتلة، فعلى على كل حر وشريف، الانطلاق لردع هؤلاء المجرمين عن غيّهم في الاعتداء على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا".

كما أعلنت حماس في وقت سابق، أن غدا الجمعة سيكون "جمعة طوفان الأقصى" للتضامن مع الشعب الفلسطيني ومقاومته من كل أنحاء العالم، وحشد التأييد والدعم في مواجهة الجيش الإسرائيلي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: کتائب القسام فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

حماس تنفي مزاعم أمريكية حول نزع سلاحها.. استعادة القدس والسيادة أولا

نفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، السبت، بشكل قاطع ما نُقل عن المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، من أن الحركة أبدت استعدادًا لنزع سلاحها مقابل ترتيبات سياسية أو إنسانية.

وقالت الحركة، في بيان رسمي نشرته عبر موقعها، إن "المقاومة وسلاحها استحقاق وطني وقانوني ما دام الاحتلال قائمًا"، مؤكدة أن هذا الحق لا يمكن التخلي عنه إلا "بعد استعادة الحقوق الوطنية كاملة، وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس".

وجاء البيان ردًا على تقارير إعلامية تداولت تصريحات منسوبة لويتكوف عقب زيارته الأخيرة إلى المنطقة، زُعم فيها أن حماس باتت منفتحة على ترتيبات لنزع سلاح المقاومة، وهو ما وصفته الحركة بأنه "ادعاء باطل يهدف إلى تضليل الرأي العام وتمرير أجندات سياسية منحازة للاحتلال".

وشدّدت "حماس" على أن حق المقاومة بكل أشكالها، بما في ذلك الكفاح المسلح، مكفول وفقًا للمواثيق الدولية، ولا يمكن التنازل عنه ما دام الاحتلال مستمرًا في سياساته الاستيطانية والعدوانية بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس.

ويأتي بيان "حماس" في وقت حساس، حيث تواصل إسرائيل حصارها العسكري والاقتصادي على قطاع غزة، وسط ضغوط دولية تقودها واشنطن للبحث عن ترتيبات أمنية جديدة في مرحلة ما بعد الحرب، خاصة في ظل التدهور الإنساني المتفاقم في القطاع.

ويُنظر إلى هذا النفي الصريح من "حماس" باعتباره رسالة مباشرة إلى الإدارة الأمريكية بأن أي مبادرة لا تضع إنهاء الاحتلال ورفع الحصار وإقامة الدولة الفلسطينية على الطاولة، "لن تمرّ".




ولطالما اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" سلاحها جزءًا لا يتجزأ من حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وهو موقف متجذر في الوثائق الرسمية للحركة منذ تأسيسها عام 1987.

وتُؤكد "حماس" باستمرار أن نزع السلاح لا يمكن أن يكون خيارًا إلا بعد تحقيق الحقوق الوطنية الفلسطينية، وعلى رأسها إقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية.

على مدى العقود الماضية، رفضت الحركة كافة الضغوط الدولية والإقليمية التي هدفت إلى تفكيك أذرعها العسكرية أو دمجها ضمن هياكل أمنية فلسطينية تابعة للسلطة الوطنية، معتبرةً ذلك محاولة لتقويض المقاومة وإضعافها أمام الاحتلال.

في الوقت ذاته، يظل ملف السلاح أحد أبرز العقبات في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، حيث تتمسك حماس به كضمانة لاستمرارية كفاح الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، في ظل عدم تحقيق تقدم ملموس على صعيد الحقوق السياسية والإنسانية.

ومنذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بالتوازي جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة حيث شددت إجراءاتها في 2 مارس/ آذار الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية".

وخلفت الإبادة الجماعية بغزة نحو 208 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.


مقالات مشابهة

  • حماس ترد على مزاعم أمريكية: لا حديث عن نزع السلاح في ظل الاحتلال
  • حماس تنفي مزاعم أمريكية حول نزع سلاحها.. استعادة القدس والسيادة أولا
  • حماس تنفي تصريحات المبعوث الأميركي: لا تخلي عن سلاح المقاومة إلا بزوال الاحتلال
  • حماس تنفي نزع سلاحها: المقاومة مستمرة حتى زوال الاحتلال
  • استشهاد 71 فلسطينيًّا في قصف الاحتلال على قطاع غزة
  • مسؤول أممي: استشهاد أكثر من 100 فلسطيني في نقاط توزيع مساعدات بغزة
  • فصائل فلسطينية في بيان مشترك: اليوم التالي لانتهاء العدوان على غزة هو يوم فلسطيني بامتياز
  • حماس ردًا على "إعلان نيويورك": المقاومة وسلاحها استحقاق وطني
  • أستاذ علوم سياسية: إسرائيل تعرقل المفاوضات وتسعى لتصفية القضية الفلسطينية
  • مسؤول سابق في جيش الاحتلال يطالب نتنياهو بصفقة شاملة مع حماس الآن