خبراء إسرائيليون: هكذا فاجأتنا حماس بعد استعدادنا للحرب الخطأ
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
مع دخول العدوان الإسرائيلي يومه السابع، تزداد الانتقادات الموجهة للأداء العسكري الذي اعتمد على الاستخبارات والقوة الجوية والتكنولوجيا، لكن كل ذلك ترك الاحتلال عرضة لهجوم بري منخفض التقنية من قبل مقاتلي حماس، الذين تجاوزوا إمكانياته التي يعمل فيها طوال ثلاث سنوات لبناء حاجز حديث ومتقدم تكنولوجيا على طول الحدود مع قطاع غزة بطول 64 كيلومترا، بهدف ضم أنظمة رادارية وأجهزة استشعار لكشف التوغلات التي ستحاول حماس تنفيذها، من خلال الجرافات ووسائل أخرى لهدم السياج البالغ ارتفاعه ستة أمتار.
دوف ليفير وستيفن كلاين نشرا في مجلة "غلوبس" تقريرا مطولا ذكرا فيه أن "هجوم حماس المباشر شكل أكبر اختراق للحدود الجنوبية للاحتلال منذ حرب يوم الغفران، وكان مثالاً واضحاً على تجاوز القيود التركيز العسكري الإسرائيلي والقدرات السيبرانية، وجمع المعلومات الاستخبارية، والأسلحة المتقدمة، وأثبتت قوات الاحتلال عدم استعدادها لهجوم برّي بأدوات تكنولوجية بسيطة إلى حدّ ما".
وأشارا في تقرير ترجمته "عربي21" أن "جيش الاحتلال بدأ بالفعل عملية عسكرية واسعة النطاق في غزة، وسيكون لزاماً عليه الاعتماد بشكل أكبر على المشاة والمدفعية، التي تم إهمالها في السنوات الأخيرة، وفي هذه العملية، سيُطلب منها المرور عبر شارع تلو الآخر في حرب المدن، بعد أن ركزت على الضفة الغربية والشمال، وكأن الجيش كان "يستعد للحرب الخاطئة"، وفقا لتعبير آفي ييغار الباحث بمعهد سياسة مكافحة الإرهاب بجامعة رايخمان، بعد ان تم توجيه الاهتمام العسكري للضفة الغربية، ونشر قوات للتعامل مع الوضع الأمني الحساس فيها، وتركز التحذيرات الاستخباراتية بشأن حرب محتملة في شمال الدولة فقط".
وأوضحا أنه "حتى يوم السبت اعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن سياسة تعزيز اقتصاد غزة أدت لتحول زعماء حماس إلى غير مهتمين بتنفيذ هجوم كبير، ولكن خلال هذا الوقت، وكما أثبتت أحداث نهاية الأسبوع، تطورت حماس، وأصبحت تنظيماً أكثر تطوراً، وشكل هجوم دمجاً للصواريخ والسفن البحرية والطائرات بدون طيار وجنود المشاة التي وصلت إلى عمق غلاف غزة بأكثر من 30 كيلومترا من حدود قطاع غزة".
ونقلا عن دانييل ليفي، المفاوض السابق أن "إسرائيل لا تستطيع ضمان الأمن لمستوطنيها، وسيكون من الصعب التعافي من ذلك، لأنها ركزت منذ فترة طويلة على اكتساب ميزة تكنولوجية تتفوق بها على أعدائها، وسرّعت بالتحول للقدرات الجوية والدفاعية والاستخباراتية، رغم أن الحروب الأخيرة واجه فيها الجيش مقاتلي حرب العصابات، مما أظهر محدودية قوة القنابل والمدفعية المتقدمة، وهذا مشابه لما واجهته أمريكا في أفغانستان والعراق".
وأكدا أن "إسرائيل لم تنظر للغزو البري باعتباره تهديدًا، بل التهديدات غير التقليدية المتمثلة في الصواريخ والهجمات التي تشنها قوات غير دولانية، مثل حزب الله وحماس، ولتحقيق هذه الغاية، استثمر الجيش في القدرات الدفاعية والاستخباراتية والسيبرانية لمواجهة تهديداتهما، وتقليل المخاطر الناجمة عن ترسانتهما الصاروخية المتنامية".
وأشارا أنه "في 2014، فاجأت حماس الجيش بهجوم عبر الأنفاق المحفورة تحت الأرض، وخاضا مواجهة لمدة خمسين يوما بعد أن شن عملية برية في قطاع غزة لتدمير الأنفاق، وردّا على ذلك تحول الجيش للتكنولوجيا مرة أخرى، وبدأ بتطوير نظام "العقبة" للمساعدة بتحديد مواقع الأنفاق، وزعم وزير الحرب آنذاك بيني غانتس أن العائق المادي يشكل "جدارًا حديديًا" حول غزة، سيحمي الإسرائيليين من مسلحي حماس بنفس طريقة "القبة الحديدية" الدفاعية من الصواريخ، وفي 2015 بدأ الجيش العمل على خطة تؤدي لتقليص عدد المقاتلين وجنود الاحتياط".
كوبي ميخائيل، الباحث البارز بمعهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، أكد أننا "نتحدث عن عملية مستمرة تم فيها إضعاف القوات البرية للجيش، الذي تحول للمزيد من التكنولوجيا، فيما بدأت حماس وحزب الله بالتصرف كأعداء عسكريين تقليديين، وليس مثل مقاتلي حرب العصابات، وقامت حماس المسيطرة على قطاع غزة لقرابة عقدين من الزمن، ببناء مجموعة من الأسلحة والقواعد تحت الأرض كمركز قيادة وسيطرة لحروب المستقبل، وتطوير قدرات صاروخية أكثر دقة".
ايهود يعاري المستشرق في "القناة 12"، ذكر أن "الدوائر الإسرائيلية تتابع النتائج المترتبة على هجوم حماس العسكري على مستوطنات غلاف غزة، لأنها للمرة الأولى تركّز حماس على هجوم بري من قبل وحداتها للنخبة، ويمكن القول أن هجوم حماس في أكتوبر 2023 هي النسخة الجديدة من مفاجأة حرب الغفران قبل خمسين عاما في أكتوبر 1973، مما يجعلها خطوة مدروسة ومنسقة، وليست معزولة على جبهة واحدة فقط، بل ضربة استباقية".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "هجوم حماس جاء عقب تحضيرات طويلة لم تقرأها المخابرات الإسرائيلية بشكل صحيح، وهذه المرة أجريت مناورة عسكرية واسعة النطاق لإخفاء نوايا الحركة، وحتى الآن ما زلنا متمسكين "بمفهوم" خاطئ، مع أن الفرضية الإسرائيلية الخاطئة تمحورت حول أن الحركة لن تورط نفسها في جولة عسكرية أخرى، وستفضل إجراء ترتيبات لتحسين الوضع الاقتصادي في القطاع، فيما تبذل جهدها لإشعال النار في الضفة الغربية، حيث تم الزجّ بثلاثين كتيبة من جيش الاحتلال في هذا المجال، وبالتالي تقليص انتشارها في غزة".
يكشف هذا التقرير والتعليقات العديدة للإسرائيليين فيه أن درجة لوم الجيش بسبب هجوم حماس تتزايد مع مرور الوقت، لأن العدد الكبير من جنوده موجودين في الضفة الغربية، وتمثلت النتيجة في تحقق سيناريو المفاجأة الاستراتيجية المتمثل بضرب الحدود الجنوبية من خلال غزو ألف من مقاتلي حماس، وهو الذي مثّل أولوية أقلّ في قائمة سيناريوهات التخطيط الرئيسية لجيش الاحتلال.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة غزة فلسطين غزة الاحتلال الإسرائيلي طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هجوم حماس قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
ضباط إسرائيليون يعترفون في “لقاءات سرية” أن غزة على شفا المجاعة
#سواليف
اعترف #ضباط_إسرائيليون في ” #لقاء_سري ” بأن #غزة على شفا #المجاعة، وذلك في أعقاب #حصار_إسرائيلي مطبق على القطاع منذ مطلع آذار/ مارس الماضي.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” إن بعض المسؤولين العسكريين الإسرائيليين خلصوا سرًا إلى أن #الفلسطينيين في غزة يواجهون #مجاعة_واسعة النطاق ما لم تُستأنف عمليات تسليم #المساعدات في غضون أسابيع، وفقًا لثلاثة مسؤولين إسرائيليين مطلعين على الأوضاع في القطاع.
وتصر “إسرائيل” على أن حصارها المفروض على غزة لا يُشكل تهديدًا كبيرًا لحياة المدنيين في القطاع، حتى مع تحذيرات الأمم المتحدة ووكالات إغاثة أخرى من أن المجاعة تلوح في الأفق، لكن ضباطًا عسكريين إسرائيليين يراقبون الأوضاع الإنسانية في غزة حذروا قادتهم في الأيام الأخيرة من أنه ما لم يُرفع الحصار بسرعة، فمن المرجح أن تنفد كميات الغذاء الكافية لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية اليومية في العديد من مناطق القطاع.
مقالات ذات صلة إصابة 4 مجندات إسرائيليات على الحدود المصرية 2025/05/14ولأن توسيع نطاق عمليات تسليم #المساعدات_الإنسانية يستغرق وقتًا، قال الضباط للصحيفة، إن هناك حاجة إلى خطوات فورية لضمان إمكانية إعادة تفعيل نظام إيصال المساعدات بالسرعة الكافية لمنع المجاعة.
يأتي الاعتراف المتزايد داخل جزء من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأزمة الجوع في غزة في الوقت الذي تعهدت فيه “إسرائيل” بتوسيع نطاق الحرب في غزة بشكل كبير للقضاء على حماس واستعادة المحتجزين المتبقين، وهما هدفان لم تحققهما بعد أكثر من 19 شهرًا من الحرب.
فجوة بين ترامب ونتنياهو
والثلاثاء الماضي، أبدى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحديًا، وقال إن الجيش سيستأنف القتال في الأيام المقبلة “بكامل قوته لإتمام المهمة” و”القضاء على حماس”.
جاء تصريح نتنياهو في نفس اليوم الذي وصل فيه الرئيس ترامب إلى السعودية، في إطار أول رحلة خارجية رئيسية له منذ إعادة انتخابه. ومع ذلك، فإن ترامب لن يزور “إسرائيل”، مما يؤكد الانقسام المتزايد بين زعيمين يختلفان بشكل متزايد حول بعض أهم القضايا الأمنية. وفقا للصحيفة.
وكشف تحليل المسؤولين العسكريين عن فجوة بين موقف “إسرائيل” العلني من حصار المساعدات ومداولاتها الخاصة. ويكشف أن أجزاء من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية توصلت إلى نفس الاستنتاجات التي توصلت إليها منظمات الإغاثة الرائدة. فقد حذروا منذ أشهر من مخاطر الحصار.
ويُسلّط التحليل الضوء أيضًا على خطورة الوضع الإنساني في غزة، فقد أغلقت معظم المخابز أبوابها، وتشهد مطابخ الجمعيات الخيرية إغلاقًا، ويُصرّح برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، الذي يوزّع المساعدات وينسّق الشحنات، بنفاد مخزونه الغذائي.
وكانت القيود الإسرائيلية على المساعدات المقدمة إلى غزة من أكثر القضايا إثارة للجدل خلال الحرب، فقد قطعت “إسرائيل” الإمدادات عن غزة في آذار/ مارس، قبيل خرقها لوقف إطلاق النار مع حماس.
وزعمت “إسرائيل” بأن الهدف من الحصار هو الحد من قدرة “حماس” على الوصول إلى الغذاء والوقود المخصصين للمدنيين والاستفادة منهما. وفي هذه العملية، صرّح مسؤول دفاعي إسرائيلي كبير بأن حماس ستنهار على الأرجح، أو على الأقل ستفرج عن المزيد من المحتجزين.
ونوقش الحصار في اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الثلاثاء، ودعت إليه بريطانيا وفرنسا ودول أوروبية أخرى. وصرح توم فليتشر، منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، للمجلس بأن “إسرائيل” تفرض “عمدًا وبلا خجل” ظروفًا لاإنسانية على المدنيين في غزة والضفة الغربية.
سأل فليتشر: “ما هي الأدلة الإضافية التي تحتاجونها الآن؟” هل ستتحركون – بحزم – لمنع الإبادة الجماعية وضمان احترام القانون الإنساني الدولي؟ أم ستقولون بدلاً من ذلك: “لقد فعلنا كل ما في وسعنا؟”.
ودعا جميع أعضاء المجلس الخمسة عشر، باستثناء الولايات المتحدة، التي دعمت “إسرائيل” بقوة طوال الحرب؛ “إسرائيل” إلى السماح فورًا بدخول المساعدات إلى غزة.