بادئ ذي بدء يجِبُ أن نعترفَ بأنَّ تحدِّيات المُجتمعات اليوم ليس كما هي بالأمس، ففي ظلِّ استمرار عجلة التطوير والتحديث في حياة المُجتمعات، تظهر بفعل المَدنيَّة والتقنيَّة وغيرها، الكثير من الظواهر المُجتمعيَّة التي باتت تفرض نَفْسَها بقوَّة على منظومات المُجتمع وحياة أفراده، ويبقى أمام مؤسَّسات المُجتمع وقِطاعاته ومنظوماته خياران أساسيان، فإمَّا أن يعترفَ بوجودها ويؤمنَ بأهمِّية أن يمتلكَ الجاهزيَّة والاستعداد والتهيُّؤ لمعالجتها والحدِّ أو الوقاية مِنْها أو قطع الأسباب المؤدِّية إليها، أو أن يقفَ مِنْها موقف التجاهل وعدم الاعتراف بها ـ مع حتميَّة وجودها وقوَّة انتشارها ـ وتجنيب الحديث عَنْها أو تناولها أو الإشارة إليها أو ذِكرها في الإعلام التقليدي أو الصفحات الإلكترونيَّة للمؤسَّسات الإعلاميَّة الوطنيَّة في فضاءاتها المختلفة (المقروءة والمسموعة والمرئيَّة)، وترك الأمْرِ فيها للإعلام الفردي والمنصَّات الاجتماعيَّة.


عَلَيْه وانطلاقا من دَوْر الإعلام في بناء اتِّجاهات الأفراد، وتغيير القناعات، وتصحيح المفاهيم المغلوطة والممارسات الخاطئة، ورفع سقف الوعي المُجتمعي بهذه القضايا التي باتَ ظهورها بَيْنَ الشَّباب وفي المُجتمع أمرًا حتميًّا لا يُمكِن إيقافه عَبْرَ سياسة التجاهل أو محاولة التكتُّم على هذه الظواهر أو تغيير أسمائها ومُسمَّياتها بحجة أنَّ تناولها سيؤدِّي إلى إشهارها في المُجتمع؛ لذلك فإنَّ أسلوب المواجهة وفتح آفاق أوسع أمام الإعلام في التعمُّق في دراستها وترسيخ الوعي المُجتمعي العام حَوْلَها طريق القوَّة في إزالة هذا اللبس، الأمْرُ الذي يؤكِّد اليوم على أهمِّية تنشيط جهود الإعلام المؤسَّسي بمختلف فنونه وأشكاله الرسمي كمِنْه والخاص في بناء سياسات وقائيَّة وتثقيفيَّة واضحة للحدِّ من انتشار هذه الظواهر، والتعامل الواعي مع هذه الأفكار المستجدَّة، بالشكل الذي يضْمن وقوف المواطن على تداعياتها وآثارها وتحذيره مِنْها أو تأطير دَوْر المواطن والمؤسَّسات والمُجتمع في كيفيَّة الحدِّ من هذه الظواهر ومنع انتشارها في سلطنة عُمان.
من هنا يؤدِّي الرصد الإعلامي لهذه الظواهر وتشجيع الكتَّاب والباحثين والمهتمِّين على دراستها وتوفير أساليب معالجتها في إطار استخدام أدوات وآليَّات تشخيصها وتحليل النتاج المرتبطة بها وفق مناهج البحث العلمي، سوف يضْمن الوقوف على أبجديَّات هذه الظواهر الغريبة في سلطنة عُمان والأسباب أو العوامل المؤدِّية إلى انتشارها، والمعطيات المؤدِّية إلى نُمو هذه الظواهر، بهدف تكاتف الجهود في البحث عن معالجات نوعيَّة، وبدائل وخيارات واسعة، تراعي طبيعة هذه الظواهر والأشخاص المتعاطين معها في سبيل تبنِّي سياسات وقائيَّة وتوعويَّة قادرة على تخليص المُجتمع مِنْها أو وقايته من تأثيرها، وهو الطريق الصحيح الذي نعتقد بأنَّه يُمكِن من خلاله ضمان عدم التأثير السلبي أو الحدِّ من تداعياتها على حياة المواطنين والمُجتمع ومؤسَّسات الدَّولة، ومن جهة أخرى فإنَّ هذا الحراك الإعلامي والمُجتمعي سوف يُعزِّز من تكامل الجهود وتفاعل الأُطُر الوطنيَّة في معالجات مستدامة، تأخذ بالأبعاد التشريعيَّة والإعلاميَّة والتربويَّة والدينيَّة والاجتماعيَّة، لتتشاركَ جميعها في تبنِّي إجراءات أكثر وضوحًا وثباتًا في الحدِّ من انتشار الظواهر المُجتمعيَّة، سواء الحاليَّة مِنْها أو السَّابقة أو كذلك الظواهر الفكريَّة القادمة.
لقَدْ جاءت الرؤية السَّامية لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ مستوعبة لهذا التحوُّل الشامل، مدركةً ومستشرقة ما يواجه مُجتمع سلطنة عُمان من تحدِّيات كغيرة من المُجتمعات فيؤثِّر ويتأثَّر بغيره، وهذا التأثير المتبادل يستدعي نضج السِّياسات وتكامل المسؤوليَّات وتوفير الأدوات والأُطُر والثقافة الرصينة التي تضْمَن قدرة المُجتمع على استنطاق القِيم والأخلاق والثوابت العُمانيَّة واستنهاضها من أجْل الحدِّ من تأثير هذه العادات والثقافات المكتسبة على هُوِيَّته وأخلاقه وسَمْته، والقِيَم العُمانيَّة الأصيلة القائمة على الحقِّ والعدل والمساواة والتسامح والتعايش والحوار والسَّلام والوئام، حيث جاء في خطاب جلالته: «وإنَّنا لَندرك جميعًا التحدِّيات التي تُمليها الظروف الدوليَّة الراهنة، وتأثيراتها على المنطقة وعَلَيْنا، كوننا جزءًا حيًّا من هذا العالَم، نتفاعل معه، فنؤثِّر فيه ونتأثر به.»، كما تطرح التوجيهات السَّامية لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ خلال ترؤُّس جلالته لمجلس الوزراء الموقَّر في الخامس عشر من يونيو 2021، وتأكيده على أهمِّية دراسة الظواهر السلبيَّة ووضع الحلول المناسبة لها؛ ليُمثّل التوجيه السَّامي خطوطًا عريضة لبناء مسار وطني واضح في إدارة هذه الظواهر وتتبُّعها والكشف عَنْها ودراستها وتحليلها وفهم الدوافع والأسباب التي أسهمت فيها، وإيجاد الحلول المناسبة لها بما يتناغم مع هُوِيَّة المُجتمع العُماني ويجسِّد جهود الحكومة في تحقيق رؤية «عُمان 2040» في محور الإنسان والمُجتمع، كإطار وطني فاعل لتحقيق التحوُّلات الإيجابيَّة والاستثمار في الفرص لبناء عُمان المستقبل؛ وتبنّي السِّياسات والخطط والبرامج المختارة والمقنَّنة التي تتناسب مع البيئة العُمانيَّة للحدِّ من انتشار هذه الظواهر، والعمل الجمعي من مختلف القِطاعات والمؤسَّسات، وإشراك مؤسَّسات التعليم والبحث العلمي والإعلام والمجالس المنتخبة كالشورى والمجالس البلديَّة أو مجلس عُمان عامَّة والدَّولة خاصَّة ومؤسَّسات المُجتمع المَدني في دراسة هذه الظواهر، والعمل على التعمُّق في فهم المتغيِّرات والأسباب التي أدَّت إلى انتشارها.
وانطلاقًا من دَوْر الإعلام في توجيه الرأي العامِّ، وإعادة هندسة الإصلاح الذَّاتي والاجتماعي، تأتي أهمِّية تناول الإعلام لهذه الظواهر بالتشخيص والتمحيص والتحليل والقراءة المعمَّقة بحيث يقف على الأسباب والمُسبِّبات والعوامل والمخاطر والتهديدات والمُقوِّمات، وتوفير الإحصائيَّات والبيانات الرقميَّة من خلال المسوحات، واستطلاعات الرأي والاستفادة من المؤشِّرات في معرفة أماكن انتشارها وأسباب ذلك، بما يضْمن الإجابة عن التساؤلات التي يطرحها وجود هذه الظواهر وانتشارها في المحافظات، وما إذا كان انتشار هذه الظواهر له علاقة ببعض العادات الاجتماعيَّة والممارسات الفرديَّة التي تحوَّلت في ظلِّ التكراريَّة وزيادة عدد المتأثرين بها لِتصبحَ ظاهرة اجتماعيَّة، أو أنَّها نتاج ثقافة مكتسبة أسهمت فيها التقنيَّة والمنصَّات الاجتماعيَّة؟ أم أنَّ انتشار هذه الظواهر يرتبط بالظروف الاقتصاديَّة والإجراءات المعيشيَّة وتداعيات ارتفاع أعداد الباحثين عن عمل والمُسرَّحين من الشَّباب العُماني من القِطاع الخاص؟ إذا ما علمنا بما يُشكِّله الشَّباب في هذه الأحداث من رقم صعْبٍ وحضور قويٍّ، أو أنَّ هذه الظواهر مرجعها وجود الأيدي الوافدة واتساع الممارسات أو ضعف الرقابة على الممارسات، أو أن يكُونَ لثقافة الكسب السريع عَبْرَ المنصَّات الاجتماعيَّة، والسلوك العامِّ لمشاهير «السوشيال ميديا» في ظلِّ فراغ الضوابط وغياب التقنين لممارسات هذه الفئة، والظهور الجريء وغير اللائق للمرأة في المنصَّات الاجتماعيَّة، أو بسبب غلبة اتِّجاه المُجتمعات إلى لغة المادَّة، ورفع سقف مقياس التعامل بَيْنَها وفق المصالح الشخصيَّة وموازين المنفعة والكسب السريع.
إنَّ ما أشرتُ إليه من حديث حَوْلَ الظواهر السلبيَّة يُلقي بظلاله اليوم على بعض الظواهر التي بدأت تنتشر في مُجتمع سلطنة عُمان، سواء كانت ظواهر سابقة ولكنَّها أخذت اليوم منحى آخر يبرز مستوى الاتساع وغياب المسؤوليَّة أحيانًا، كما هو الحالة في ظاهرة الطلاق، حيث اتَّجه لأنْ يكُونَ موضة عصريَّة، ومساحة حُريَّة للمرأة في الخروج من جلباب الحياة الزوجيَّة والمسؤوليَّة الأُسريَّة في ظلِّ ما باتَتْ تعكسه ممارسات الطلاق وآليَّة التعامل معها من استهجان وغياب المسؤوليَّة، أو ظواهر سلبيَّة اجتماعيَّة باتَ لها تداعياتها الاجتماعيَّة والدينيَّة والاقتصاديَّة والأخلاقيَّة وانعكاساتها على التماسك الأُسري والاجتماعي والهُوِيَّة، والتي باتَتْ تفرض نَفْسَها على واقعنا الاجتماعي، مِثل ظواهر النسويَّة والمثليَّة والإلحاد بمُسمَّياتها الواردة في هذا الشَّأن، أو أن تكُونَ هذه الظواهر نتاج تباينات اقتصاديَّة وثقافيَّة واجتماعيَّة واتِّساع لُغة الفوقيَّة والسلطويَّة والفردانيَّة بَيْنَ الناشئة في مُجتمع التعليم والتي وجدت في تجاهل مؤسَّسات التعليم لها إلى تراكميَّة تأثير هذه الممارسات، واتِّساع نطاقها حتَّى أصبحت ظواهر لها تداعياتها على الهدر والفاقد التعليمي لِمَا يُمكِن أن تولِّدَه استمراريَّة هذه الظواهر في بيئات المدارس والجامعات من حالات أخرى نفسيَّة واجتماعيَّة وعدوانيَّة، كانت سببًا في انتشار ظاهرة التنمُّر الطلابي، ومع أنَّ هذه الظاهرة لَمْ تقتصر على المدارس أو التنمُّر اللفظي والجسدي، بل تحوَّلت اليوم عَبْرَ المنصَّات الاجتماعيَّة وحالة الفاقد الأخلاقي والقِيَمي الذي تواجهه هذه المنصَّات وغياب التوجيه والنصح الأبوي والضبط المُجتمعي، أو ضعف الوازع الديني حتَّى أصبحَ التنمُّر الفكري يمارس في هذه المنصَّات عَبْرَ مصادرة الفِكر وإقصاء الرأي الآخر، وغيره ممَّا باتَتْ تظهر بعض نواتجه على ممارسات بعض الأبناء والناشئة في تعاملاتهم الوالديَّة والأُسريَّة والاجتماعيَّة.
أخيرًا، تبقى التوجيهات السَّامية لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ في ترؤُّسه لمجلس الوزراء الموقَّر في الحادي عشر من أكتوبر 2023، «بأهمِّية الارتقاء بقِطاع الإعلام ووضع الخطط الفاعلة لتعزيز الاستفادة من التطوُّرات المتسارعة المتعلِّقة بمنصَّات الإعلام الحديث وأدواته المختلفة بما يُسهم في تحقيق الأهداف الوطنيَّة»، محطَّة تحوُّل قادمة في مَسيرة الإعلام العُماني، يُمكِن أن يُشكِّلَ هذا البُعد أحد مرتكزاتها في سبيل بناء إعلام واقعي يتعايش مع المُجتمع ويتفاعل مع المعطيات ويتجاوب مع التطوُّرات ويولِّد الحلول والبدائل الاستراتيجيَّة القادرة على صناعة التغيير، وبشكلٍ خاصٍّ فيما يتعلَّق برصد الظواهر الاجتماعيَّة المستجدَّة وتبنِّي أدوات ووسائل نوعيَّة مجرّبة لمعالجتها متَّخذًا من التنوُّع في الوسيلة الإعلاميَّة والتنويع في الأساليب والأدوات، وتعظيم مسار الرصد الإعلامي عَبْرَ قياس أثَر هذه الوسائل والأدوات في رصد هذه الظواهر ودراستها وتشخيصها وتوعية المُجتمع بها وتوفير الحصانة الفكريَّة والنفسيَّة والمعنويَّة للمواطن والمتلقِّي للرسالة الإعلاميَّة، سواء عَبْرَ الإعلام الرقمي البديل و»السوشيال ميديا» والمنصَّات الاجتماعيَّة أو عَبْرَ الإعلام التقليدي في سبيل إعادة هندسة السلوك الاجتماعي وقياس اتِّجاهات الرأي العامِّ بما يضْمن إنتاج الممارسة المُجتمعيَّة المستوعبة لهذه الظواهر، فهل سيبقى موقف الإعلام المؤسَّسي من هذه الظواهر وتعدُّدها وتنوُّعها وسرعة انتشارها أقرب إلى الإخفاء والتجاهل؟ أم سيعترف بها، ويعيد قراءة وإنتاج الوعي المُجتمعي حَوْلها، وترسيخ الثقافة الوقائيَّة والضبطيَّة لمواجهتها؟ موجِّهات قادمة يجِبُ أن يضعَها إصلاح الإعلام الوطني في أولويَّات اهتمامه وقائمة أجندته التطويريَّة لضمان مشاركته في تحقيق أولويَّات رؤية عُمان 2040، وصناعة التغيير الذَّاتي.

د.رجب بن علي العويسي
[email protected]

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: ة هذه الظواهر ات الاجتماعی ة الم جتمع الم جتمعی م ن ها أو الع مانی م جتمع ة التی فی الم التی ت

إقرأ أيضاً:

فتاوى| ما هو دعاء كفارة المجلس ؟.. هل تمحى الذنوب من الصحيفة بعد التوبة وموقف أجر العبادات؟.. حكم التبرع بالأموال لرفع القمامة من أمام مسجد

فتاوى

هل حديث دعاء كفارة المجلس سبحانك اللهم وبحمدك صحيح؟

هل تمحى الذنوب من الصحيفة بعد التوبة.. وهل تضيع من أجر العبادات؟

حكم التبرع بالأموال لرفع القمامة من أمام مسجد

نشر موقع صدى البلد خلال الساعات الماضية عددا من الفتاوى التى يتساءل عنها عدد من المسلمين نستعرض أبرزها فى التقرير التالى.

هل حديث دعاء كفارة المجلس سبحانك اللهم وبحمدك صحيح؟

هل حديث دعاء كفارة المجلس سبحانك اللهم وبحمدك صحيح؟، سؤال أجاب عليه الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط.

 

يقول السائل: هل هناك ما يسمى بكفارة المجلس؟، وأجاب العالم الأزهري أن كفارة المجلس ورد ذكرها فيما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومنه:

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من جلس مجلسا فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك (( سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إﻻ أنت أستغفرك وأتوب إليك، إﻻ غفر له ما كان في مجلسه ذلك ) سنن الترمذي ج 9 ص 379، كما رواه ابن حبان رقم 594 والحاكم . وهو حديث صحيح انظر صحيح الجامع رقم 6192، واللغط الصوت والمراد به الهراء من القول وما لا طائل تحته.

كما جاء عن عبد الله بن عمرو وابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( كفارة المجلس أن يقول العبد سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إﻻ أنت أستغفرك وأتوب إليك) . رواه الطبراني وهو حديث صحيح انظر صحيح الجامع رقم 4487 .

وروي أيضا عن جبير بن مطعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من قال سبحان الله وبحمده سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إﻻ أنت أستغفرك وأتوب إليك ) فإن قالها في مجلس ذكر كانت كالطابع يطبع عليه ومن قالها في مجلس لغو كانت كفارة له). رواه النسائي والحاكم وهو أيضا حديث صحيح، وصحيح الجامع رقم 6430.

ما حكم صرف أدوية لا يحتاجها المريض؟.. الإفتاء تجيبهل يجوز توزيع المال بدلا من العقيقة؟.. الإفتاء تجيبهل ينتقض وضوء الطبيب إذا مس عورة المريض أثناء الكشف؟.. الإفتاء تجيبالإفتاء: يجوز أداء النوافل جالسا على الكرسي وإن كان القيام أفضل

وأوضح العالم الأزهري أن في هذه الأحاديث الشربفة ما يدل على أن هذه الكلمات ( سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ) تعد بمثابة الكفارة لقائلها عما شاب مجلسه مجلسه من لغو أو لغط وكلنا في حاجة إلى ذلك، مشيرًا إلى أن المسلم في حاجة إلى الذكر بهذه الكلمات بعد المجلس حتى وإن كان مجلسه مجس ذكر لأن هذه الكلمات تكون كالطابع على ما في المجلس وهذا من علامات القبول .

وشدد على كل من جلس في مجلس أن يقول قبل قيامه منه ( سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك )

دعاء كفارة المجلس مكتوب

ويستحب لمن جلس في مجلس تضمن هذا المجلس أحاديث فيها غيبة أو نميمة أو مخالفات شرعية، فعليه أن يردد دعاء كفارة المجلس .

وروى أبوهريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: «مَنْ جَلَسَ في مَجْلس فَكثُرَ فيهِ لَغطُهُ فقال قَبْلَ أنْ يَقُومَ منْ مجلْسه ذلك: سبْحانَك اللَّهُمّ وبحَمْدكَ أشْهدُ أنْ لا إله إلا أنْت أسْتغْفِركَ وَأتَوبُ إليْك: إلا غُفِرَ لَهُ ماَ كان َ في مجلسه ذلكَ» رواه الترمذي.

كيفية التوبة من تتبع عورات الناس

فيما قالت دار الإفتاء المصرية، إن تتبع عورات الآخرين والتشوف إلى الاطلاع عليها من الأخلاق السيئة والأمور المحرمة التي تُشيع الفساد في المجتمع.

وأضافت دار الإفتاء، في فتوى عن كيفية التوبة من تتبع عورات الناس، أنه يجب على من يفعلها التوبة والإنابة والتحلل بطلب العفو والمسامحة ممن ظلمهم بتلك الطريقة إذا علموا بما فعله واقترفه، وإلا فليتب فيما بينه وبين ربه، ويستغفر لهم، ولا يحمله ما اطّلَع عليه من عورات هؤلاء الناس على كرههم ولا الحط من قدرهم.

وأشارت إلى أن التوبة من المعصية واجبة شرعًا باتفاق الفقهاء؛ لأنها من أهم قواعد الإسلام، منوهة أنه لا خلاف بين الأمة في وجوب التوبة، وأنها فرض متعين.

واستشهدت بقول الله تعالى: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [النور: 31]: [قوله تعالى: ﴿وَتُوبُوا﴾ هو أمر.

هل تمحى الذنوب من الصحيفة بعد التوبة.. وهل تضيع من أجر العبادات؟

هل تمحى الذنوب من الصحيفة بعد التوبة ؟ سؤال يشغل ذهن الكثيرين، ونجيب عنه من خلال علماء الأزهر، حيث بين الشيخ محمد عبدالعظيم الأزهري عضو لجنة الإفتاء بالأزهر.

 

وقال في بيان هل تمحى الذنوب من الصحيفة بعد التوبة ؟، إن الله يغفر الذنوب، ولكن لا يمحوها من الصحيفة حتى يوقفه عليها يوم القيامة، حتى وإن تاب توبة لا رجوع للذنب، يدني الله العبد يوم القيامة ، فيضع عليه كنفه فيستره من الخلائق كلها ويدفع إليه كتابه في ذلك الستر، فيقول: اقرأ يا ابن آدم كتابك ، فيقرأ ، فيمر بالحسنة فيبيض لها وجهه، ويسر بها قلبه، فيقول الله أتعرف يا عبدي، فيقول نعم، فيقول : إني قبلتها منك ، فيسجد، فيقول : ارفع رأسك وعد في كتابك، فيمر بالسيئة فيسود لها وجهه ، ويوجل لها قلبه، وترتعد منها فرائصه، ويأخذه من الحياء من ربه ما لا يعلمه غيره، فيقول: أتعرف يا عبدي، فيقول: نعم ، يا رب ، فيقول : إني قد غفرتها لك، فيسجد ، فلا يرى منه الخلائق إلا السجود حتى ينادي بعضهم بعضا : طوبى لهذا العبد الذي لم يعص الله قط ولا يدرون ما قد لقي فيما بينه وبين ربه مما قد وقفه عليه.

هل تمحى الذنوب من الصحيفة بعد التوبة ؟

وأجاب الشيخ كريم القزاز، عضو الفتوى بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عن السؤال قائلًا: أولًا يجب علينا أن نستقبل العام الجديد بالتوبة النصوح لأن الله سبحانه وتعالى قال "وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون".

ثانيًا: الإقلاع عن الذنوب والعزم على عدم الرجوع إلى الذنب مرة أخرى، لأن من شروط قبول التوبة الإقلاع عنها والعزم على عدم الرجوع إليها مرة أخرى، فتستحيل التوبة مع مقارفة العبد للذنب، فلا بد أن يقلع العبد عن الذنب حتى يقبل الله منه التوبة.

ثالثًا: التفاؤل والاستبشار بالخير بأن قادم الأيام أجمل ونستبشر بأن الأيام القادمة كلها خير بفضل الله والله ورسوله هو الذى علمنا التفاؤل وكان صلى الله عليه وسلم يحب الفأل الحسن.

رابعًا: التجديد وهو أمر مطلوب وفيه نجدد عهدنا مع الله ونجدد إيماننا وعلاقتنا بالأولاد والآباء والجيران، وعلينا أن نحاسب أنفسنا “حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم”.

خامسًا: الاعتبار بمرور الأيام فإن عجلة الزمان تدور وقطار العمر يمضي، فالله سبحانه هو الذى أمرنا بالاعتبار والاتعاظ ، قال جل وعلا “يقلب الله الليل والنهار ۚ إن في ذٰلك لعبرة لأولي الأبصار”.

أخيرًا: اغتنام الأوقات بالطاعات، فقد مدح الله المؤمنين لأنهم اغتنموا أوقاتهم في طاعة الله جل وعلا كما أمرهم فكان جزاؤهم “كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية”، وعاتب وعاقب الله المشركين لأنهم لم يغتنموا أوقاتهم فكان جزاؤهم، كما قال الله جل وعلا في شأنهم “أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير ۖ فذوقوا فما للظالمين من نصير”، وقال صلى الله عليه وسلم "لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن 4 عن عمره فيما أفناه، عن شبابه فيما أبلاه، عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به".

هل الذنوب تضيع أجر العبادات ؟

لدينا ميزان للحسنات وميزان للسيئات الذي يكون للذنوب، والنبي صلى الله عليه وسلم علمنا شيئا جميلا جدا -وهذا ليس معناه اللجوء إلى المعصية فمن الأول عليك أن تنوي عدم القصد الوقوع فى المعصية وبعد ذلك لو وقعت منك فلا تخاف لأن عندك رب رحيم .

والله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عز وجل عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة”.

المهم إنك إذا فعلت ذنبًا عليك بالتوبة، فالتوبة طاعة فلو تبت وعملت حسنات حتى لو ذكرت الله أو تصدقت بشيء بسيط أو طبطبت على أحد أو ابتسمت في وجهه، فإن الحسنات يذهبن السيئات، فقال تعالى “إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولٰئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ۗ وكان الله غفورا رحيما”، ففضل الله واسع.

يجب على الإنسان عندما يقع فى المعصية وهو غير متجرئ على الله، أن يرجع إليه ويتوب ويندم ويعمل على طول حسنة.

حكم التبرع بالأموال لرفع القمامة من أمام مسجد

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: ما حكم التبرع لرفع القمامة من أمام مسجد؛ حيث يوجد في قريتنا مسجد كبير، وأمام المسجد مقلب زبالة ومياه قذرة يتأذى منها المسلمون في المسجد. فهل يجوز للمسلمين أن يتبرعوا ببعض من الأموال لرفع القمامة والزبالة أمام المسجد أم لا؟ ويطلب السائل بيان الحكم الشرعي.

وأجابت الإفتاء عن السؤال قائلة: من المقرر شرعًا أن النظافة من الإيمان؛ لقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «وَالنَّظَافَةُ تَدْعُو إِلَى الْإِيمَانِ»، فيجب على كل مسلم أن يعمل ويجتهد في إزالة الأقذار وما ينتج عنها من روائح كريهة وخاصة الأماكن التي بجوار المسجد؛ لأن المساجد بيوت الله في الأرض، وحتى لا يتأذى منها المصلون.

وأوضحت انه لا مانع شرعًا من أن يتبرع المسلمون ببعض أموالهم لإزالة الأقذار -الزبالة- التي بجوار المسجد، وجزاهم الله خيرًا على ما أنفقوا في هذا الأمر؛ لقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 274]، ولأن إماطة الأذى عن الطريق صدقة.

فضل تنظيف وتطييب المساجد

بين الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف، فضل عمارة المساجد ونظافتها، بأن النبي صلى الله عليه وسلم، سأل عن إمرأة كانت تقوم بنظافة المسجد وذات يومٍ افتقدها فسأل عنها فقالوا أنها ماتت، فقال صلى الله عليه وسلم: "دلوني على قبرها"، ثم أتى قبرها حتى وقف عليه وصلَّى عليها، مبيناً أن نظافة المسجد ورفع القمامة عنه هو مهر الحور العين حيث ورد أنرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إخراج القمامة من المسجد، مهور الحور العين".

وأوضح الأطرش في تصريحات خاصة لـ صدى البلد، إلى أن المسجد أطهر بقاع الأرض وأرضه مكتوبة في السماء قبل أن يعمرها المصلين، وهو مصباح منير لأهل الأرض كما تفعل النجوم لأهل السماء، مشدداً على أن استخدام العمارة الحديثة أو القديمة في البناء جائز لكن المهم ألا تشغل المصلي عن خشوعه وخضوعه.

وأفتى الأطرش بجواز زخرفة المساجد شريطة ألا تشغل المصلي عما جاء لأجله من خشوع وتضرع وتذلل إلى الله عزوجل، مؤكداً أن المساجد ينبغي أن تكون في عمارتها مماثلة أو تزد عما بجوارها من مبانٍ تبنى وأن تكون كما جرى على أيامنا مدهونة ومفروشة ومضاءة بصورة حسنة ومقبولة.

وقال رئيس لجنة الفتوى بالأزهر، رداً على سؤالٍ حول حكم بناء المساجد على الطراز الفرعوني والذي أثار غضب أهالي قرية النزلة بالفيوم: "المساجد بيوت الله، وزوارها عمارها، وحق على المزور أن يكرم زائره من باب التفضل"، مشدداً: "ينبغي أن تخلو المساجد من الزركشة التي تشغل المصلي، وألا تقل عن بيوتنا، فالبيوت في هذه الأيام بها إضاءات ودهانات وفرش ويكون على قدر المنطقة المحيطة به".

حكم تزيين المساجد

أكدت أمانة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، جواز زخرفة المساجد ونقشها؛ مشيرة إلى أنه من باب تعظيمها وإعلاء شأنها؛ امتثالًا للأمر الشرعي برفعها وعمارتها وتشييدها.

واستشهدت الإفتاء، في بيان فتواها، بقول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾[التوبة: 18]، وهو أمرٌ جرى عليه عمل المسلمين منذ القرون الأولى، وتفننوا فيه، وذلك يتأكد في العصر الحاضر الذي صار النقش والتزيين فيه رمزًا للتقديس والتعظيم، وشيد الناس فيه بيوتهم ومنتدياتهم بكل غالٍ ونفيس، وإنما نُهي عن تزيين المساجد إذا كان بقصد الرياء والسمعة.

طباعة شارك حكم تزيين المساجد المساجد فضل تنظيف وتطييب المساجد مسجد القمامة التبرع بالأموال لرفع القمامة من أمام مسجد هل الذنوب تضيع أجر العبادات الذنوب العبادات كيفية التوبة من تتبع عورات الناس دعاء كفارة المجلس

مقالات مشابهة

  • موجة أمطار مرتفبة تضرب البلاد.. وموقف المحافظات منها
  • نتائج قرعة كأس الملك الإسباني وموقف الكبار الأربعة
  • وزير الإسكان يستقبل وفد من بنك الاستثمار الأوروبي EIB لبحث تعزيز فرص التعاون المشترك وموقف المشروعات الجارية
  • أخبار أسوان.. تلبية للمطالب الجماهيرية ومتابعة للمدارس ومواجهة الظواهر السلبية وتنفيذ أنشطة جامعية
  • محافظ أسوان يبحث تعزيز الأمن في المحافظة ومواجهة الظواهر السلبية كافة
  • الزيود : تعدد الزوجات اجحاف لحقوق المرأة وتعدي على كرامتها
  • وزير الإسكان يكشف حقيقة بيع "وسط البلد"وموقف مباني الوزارات القديمة
  • كواليس مؤلمة.. جميلة عزيز تروي قصة مرضها ولحظات الانهيار وموقف أشرف زكي
  • رئيس الوزراء: لن نتهاون مع مختلقي الأخبار الكاذبة واستهداف الاقتصاد الوطني
  • فتاوى| ما هو دعاء كفارة المجلس ؟.. هل تمحى الذنوب من الصحيفة بعد التوبة وموقف أجر العبادات؟.. حكم التبرع بالأموال لرفع القمامة من أمام مسجد