كتبت ـ ليلى الرجيبية:
احتفلت صباح أمس سلطنة عمان ـ ممثَّلةً في وزارة التنمية الاجتماعية ـ بيوم المرأة العُمانية والذي يوافق الـ(17) من أكتوبر من كلِّ عام، وذلك برعاية معالي الدكتورة ليلى بنت أحمد النجار وزيرة التنمية الاجتماعية وبحضور عددٍ من صاحبات المعالي والسَّعادة. حيث تمَّ تخصيص الثقافة والأدب مجالًا للاحتفال لهذا العام بإقامة عدد من الفعاليات التي يحتضنها مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض حتى الثلاثاء 17 من أكتوبر الجاري.


يأتي تنظيم هذا الاحتفال بهذا اليوم لإبراز جهود وإسهامات المرأة في المحور الثقافي والأدبي، وبالتخصيص في مجال الشعر والرواية والمسرح والمخطوطات، وتشجيع المؤسسات والأفراد في إطلاق مبادرات داعمة للمرأة، وتفعيل برامج وفعاليات مصاحبة للاحتفال، إلى جانب تكريم النساء المُجيدات والمنجزات في مجال الثقافة والأدب. وسوف تكون محافظة شمال الشرقية ضيف شرف لهذا العام، إذ تزخر المحافظة بإرثها الثقافي الحضاري المتنوِّع وبفنونها الموسيقية والأدبية المتميزة التي تتنوع بين فنون أهل البادية وفنون أهالي المناطق الزراعية والجبلية.
وتضمنت الفعاليات افتتاح معرض المخطوطات والوثائق الوطنية والذي تنظِّمه وزارة التنمية الاجتماعية والذي يأتي بالتعاون مع هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، حيث يضمُّ المعرض عبر أركانه العديد من الوثائق الخاصة بتوثيق أحـداث وشـواهد وأدوار المرأة العُمانية منذ عام 1728م وحتى يومنا هذا، ويتضمن نحـو (50) وثيقة تتنوع بين مراسـلات ومخطوطات وصور وأخبار ومقالات وإقرارات ووصايا لنساء عُمانيات في مختلـف المجالات العلمية والأدبية والعسـكرية والاجتماعية. ويهدف المعرض إلى تعزيز دَوْر المرأة العُمانية وإبراز أدوارها ومكانتها عبر العصور ونشر الوعي في مجال الوثائق والمحفوظات، وحث المواطنين على المبادرة بتسجيل وثائقهم والحفاظ عليها للذاكرة الوطنية.
كما شهد الافتتاح إقامة أصبوحة شعرية امرأة من ضلع الوطن وتغنى بها عـدد من الشعراء العُمانيين احتفاءً وتكريمًا للمرأة العُمانية لوجودها البارز في المُجتمع، مجسِّـدين بقصائدهم الشـعرية إسـهاماتها وإنجازاتها في شـتَّى المجالات، كما قدَّمت محافظة شمال الشرقية مجموعة من الفنون المتنوِّعة عبر الأمسية التي شهدت معزوفات موسيقية وفنون مغناة قدَّمتها نساء فن المغايض وهو من فنون البادية النسائية التي تقام في الأعراس.
وتبدأ صباح اليوم الجلسة الحوارية الأدبية في مجال الرواية حَوْلَ نجوم في سماء الأدب العُماني من تقديم الإعلامية سهى الرقيشية وبمشاركة الكاتبة والروائية الشاعرة والناشطة الثقافية بشرى بنت خلفان الوهيبية والشاعرة والروائية العُمانية بدرية بنت محمد البدرية والروائية والمترجمة العُمانية أزهار بنت أحمد الحارثية، وكذلك بمشاركة بسام بن علي الكلباني كاتب وروائي ومستشار قانوني، كما سيتمُّ توقيع عدد من الإصدارات الأدبية،
كما ستقوم وزارة التنمية الاجتماعية يوم غدٍ بتكريم 30 شخصية نسائية في مجال الثقافة والأدب الشعر، والمسرح، والرواية، والمخطوطات والوثائق الوطنية وسيتضمن الحفل أوبريتًا من أربع لوحات فنية استعراضية مستوحاة من المجال الأدبي والثقافي العُماني بمشاركة عدد من الشعراء العمانيين، كما سيتمُّ خلال الحفل إطلاق عدد من المبادرات الخاصة بدعم المرأة العمانية وتعزيز دَوْرها في المُجتمع.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: التنمیة الاجتماعیة المرأة الع مانیة فی مجال عدد من

إقرأ أيضاً:

فاتن حمامة.. سيدة الشاشة التي صنعت مجد السينما المصرية وقلوب الجماهير لا تزال تنبض باسمها

في كل عام ومع حلول 27 مايو، تتجدد ذكرى ميلاد الفنانة القديرة فاتن حمامة، التي لم تكن مجرد نجمة لامعة في سماء الفن، بل كانت حالة فريدة من النقاء الفني والوعي الاجتماعي والذكاء الإنساني، لم تُعرف فقط بجمال ملامحها، بل بعُمق أدوارها وحرصها على تقديم فن نظيف وهادف يعبّر عن واقع المجتمع المصري ويُلامس قضاياه الحساسة ورغم مرور سنوات على رحيلها، لا تزال فاتن حمامة حاضرة في قلوب الملايين وأذهانهم، رمزًا للأنوثة الراقية والموهبة النادرة والالتزام القيمي.

النشأة.. بداية موهبة مبكرة

 

ولدت فاتن حمامة في 27 مايو 1931 في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، وسط أسرة تنتمي للطبقة المتوسطة، حيث كان والدها يعمل موظفًا في وزارة التعليم. 

 

منذ طفولتها، بدت عليها ملامح النجومية؛ فقد شاركت في مسابقة لجمال الأطفال وفازت بها، مما لفت أنظار المخرج الكبير محمد كريم، الذي قدمها لأول مرة في فيلم "يوم سعيد" عام 1940 إلى جانب الموسيقار محمد عبد الوهاب، وكانت لم تتجاوز التاسعة من عمرها. ومن هنا بدأت رحلة الصعود، التي ستجعل من هذه الطفلة واحدة من أعظم الفنانات في تاريخ السينما العربية.

مسيرة فنية امتدت لعقود.. رقي وأداء بلا حدود

 

طوال أكثر من 60 عامًا، أبدعت فاتن حمامة في تقديم شخصيات متنوعة عكست تطور المرأة المصرية وتحولاتها، وتعاونت خلالها مع كبار المخرجين مثل يوسف شاهين وصلاح أبو سيف وكمال الشيخ. جسّدت المرأة القوية، المظلومة، المكافحة، العاشقة، والمتمردة، فتركت بصمة لا تُنسى في كل دور قدمته.

من بين أبرز أفلامها: "دعاء الكروان" (1959)، "أريد حلًا" (1975)، "الحرام" (1965)، "نهر الحب" (1960)، "الخيط الرفيع" (1971)، "أفواه وأرانب" (1977)، "إمبراطورية ميم" (1972)، "بين الأطلال"، "لا أنام"، و"الطريق المسدود".

 

كما أثرت الشاشة الصغيرة بمسلسلات ناجحة أبرزها "ضمير أبلة حكمت" و"وجه القمر"، الذي كان آخر ظهور فني لها في عام 2000.

فاتن حمامة والسينما النظيفة

 

لم تكن فاتن حمامة مجرد ممثلة تؤدي أدوارًا مكتوبة، بل كانت تمتلك رؤية وضميرًا فنيًا حيًا. كانت من أوائل الفنانات اللاتي رفضن المشاهد الجريئة أو الأدوار التي تُهين صورة المرأة أو تهدم القيم. بل كانت دائمًا تحرص على أن تقدم رسالة اجتماعية أو إنسانية من خلال كل عمل، لذلك لُقّبت بـ "صاحبة المدرسة النظيفة في السينما المصرية".

زيجاتها.. حبّان في حياتها وثالث كان السكينة

 

مرت فاتن حمامة بثلاث زيجات شكلت فصولًا مختلفة من حياتها:

عز الدين ذو الفقار: المخرج الذي تزوجته عام 1947 وأنجبت منه ابنتها "نادية"، وكان له دور كبير في بداياتها الفنية.

عمر الشريف: نجم السينما العالمي الذي وقعت في حبه أثناء تصوير "صراع في الوادي"، وتزوجا عام 1955، وأنجبا ابنها طارق، لكن انتهت علاقتهما بالطلاق بسبب حياة عمر الشريف العالمية.

 الدكتور محمد عبد الوهاب: وهو طبيب مصري تزوجته عام 1975، وعاشت معه حياة مستقرة بعيدة عن الأضواء حتى وفاتها.

تكريمات وجوائز.. اعتراف عالمي ومحلي

نالت فاتن حمامة عشرات الجوائز والتكريمات تقديرًا لموهبتها وحرصها على تقديم فن راقٍ، منها:

جائزة أفضل ممثلة من مهرجان طهران الدولي، جائزة أفضل ممثلة من مهرجان جاكرتا، جائزة "نجمة القرن" من منظمة الكتاب والنقاد المصريين، دكتوراه فخرية من الجامعة الأمريكية ببيروت عام 2013، وسام الفنون والآداب من فرنسا.

الرحيل في صمت.. لكن صوتها لا يزال حيًا

 

في 17 يناير 2015، غابت فاتن حمامة عن عالمنا إثر أزمة صحية عن عمر ناهز 83 عامًا. رحلت في هدوء كما عاشت، لكن ظلت سيرتها تتردد في كل بيت، وكل لقاء عن الفن الأصيل.

 

خرجت جنازتها من مسجد الحصري بمدينة السادس من أكتوبر وسط حضور فني وجماهيري كبير، مودعين واحدة من أنبل من عرفتهم الشاشة العربية.

إرث لا يُنسى.. مدرسة في الفن والخلق

 

بموهبتها وثقافتها واحترافها، أرست فاتن حمامة قواعد فنية وأخلاقية لا تزال تُدرَّس حتى اليوم. لم تكن مجرد فنانة، بل كانت صوت المرأة الواعية، والضمير الحي للفن. وفي كل ذكرى لميلادها، يعود جمهورها ليتأمل أعمالها، ويتذكر قيمة فنية وإنسانية قلّ أن تتكرر.

 

رحلت فاتن حمامة، لكن أعمالها لا تزال تنطق بالحياة، واسمها محفور في الذاكرة العربية كأعظم من أنجبتهم الشاشة المصرية.

مقالات مشابهة

  • مصر ومؤسسة تمويل التنمية السويدية Swed Fund توقّعان خطاب نوايا لتعزيز التعاون المشترك في مجال الطاقة الكهربائية والنقل المستدام
  • وزيرة التنمية الاجتماعية ترعى احتفال عيد الاستقلال في دار الضيافة للمسنين
  • وحدة السكان بالأقصر تعلن تنفيذ 31 نشاطا لأكثر من 4000 مستفيد خلال مايو
  • سفير مصر يبحث مع وزير التنمية الاجتماعية الجواتيمالي تعزيز التعاون بمجالات التضامن الاجتماعي
  • فاتن حمامة.. سيدة الشاشة التي صنعت مجد السينما المصرية وقلوب الجماهير لا تزال تنبض باسمها
  • "لجنة سيداو" تناقش الخطة الوطنية للمرأة العُمانية
  • وزير العمل يدشن "الاستراتيجية الوطنية للمعايير المهنية" لتعزيز تنافسية القوى العاملة العُمانية
  • التنمية توثق مسيرة المرأة العُمانية خلال مائة عام
  • مستشفيات أسيوط الجامعى وصحة المرأة يفتتحان أولى فعاليات احتفالية غسيل الأيدي
  • المجلس القومي للمرأة ربع قرن من التنمية